رواء الجصاني
الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 00:57
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
----------------------------------------------
20- و"حزب" الصامتين هم الفائزون !
بين متعالٍ هنا، ولاجئ للتبرير المفتعل هناك، أوصامت بحجة "الغضب" على الدنيا، تتنوع جحافل الصامتين عن كربة البلاد العراقية وأهلها... وأغلب أولئك هم الفائزون بالاخير. فاما ينتظرون النتائج ويقفزون لركوب الموجة التالية، وإما ليتجنبوا "الجهد" والحرج الذي يتطلبه أوسط الايمان، واعني الادلاء برأي ما، قولا او كتابة او اجابة، وما الى ذلك.. وبالمناسبة، أما سمعتم ببيت شعر للجواهري يطال تلكم الحال، حالة الصامتين، حين يقول: وأذلّ خلقِ الله في بلدٍ طغتْ فيه الرزايا من يظلّ محايدا ..
21- سؤال الى الـ"رعاة" وليس لغيرهم
بالغ متبنو ومؤيدو الحراك الجماهيري الاخير في العراق فأوصلوا عدده الى الملايين، وسموه وثبة وانتفاضة، بل وثورة حتى ... وبالمقابل، راح المعارضون له، والغاضبون منه، فقالوا ان عدد المشاركين كانوا بالمئات، وربما بالالاف، وعابوا بعض شعاراته، والغايات المبتغاة منه، بل وشطوا دون حساب ...
وحول ذلك الشأن طرحت ازيد من ثلاثين تساؤلاً، نشرت في جمعٍ من وسائل الاعلام، وباربع حلقات، ولا اريد أن اكرر هنا ما شملته تلكم التساؤلات، باستثناء واحد وحسب، ألا وهو عن بعض "رعاة" و"نشطاء" و"محركي" ذلك الحراك، الذين لم يفتونا الى اليوم، مأجورين، او ليسوا مأجورين- ولا فرق!- عن اية استنتاجات صحيحة، بل وحتى عرجاء، حول ما آلت اليه التظاهرات، وأذا ما كان توقيتها محسوباً، وتحريكها ناجحاُ، وادارتها فالحة؟؟ ... ترى هل يصح هنا ان نتمثل بحكمة شعرية تقول:"ما أقبحَ الدُّنيا إذا ضَلَّ الرُّعَـاةُ، وما أَضَـلاَّ" !
22- فقُلْ أنتَ بالأخبثِ المُزدرى
صال وجال، واستعرض وتفيّقه وتنطع، وكاد ان يُبكي الحاضرين جميعا، وهو يتحدث عن حال المهاجرين والنازحين العراقيين، وضرورة التضامن معهم.. بل وهدد بانه لن يسكت، مع بضعة كلمات مكرورة عن نضاله العريق، المديد !!!.
ثم ولانه انفعل جدا، بعد ان تصدى له بعض الحضور، ولانه راح "يختنق" من آلامه على اللاجئين والمهاجرين والنازحين من ابناء جلدته، خرج – صاحبنا- مسرعاً بعد ان ترك ما قيمته عشرة دولارات تبرعاً ومساعدة لاولئك المعذبين، مع شتم سوقي للمسؤولين عن تلك الكوارث ... وثم، ايضاً، سمعنا انه غادر بنفس الليلة الى احدى اجمل المدن الاوربية - الاستعمارية – مع عائلته، ليطفئ بعض لهيب حرقته على الوطن والمواطن ... أنه نموذج من "أطيب الاخبثين، فقل انتَ بالاخبثِ المزدرى"..
23- أنتبهوا لهؤلاء... وأحذروا من أولئك.
"يستأسدون أذا مُدّ العنانُ لهم، فأن يُشدّ، تردوا بزة الحمل" .... هكذا رأينا امس مثل أولئك في عوالم السياسيين العراقيين. ولكن اضرابهم اليوم راحوا يتناسلون بلا مدى، فكل متطلبات اغتنام الفرص، ولا نقول انتهازها، قائم على قدمين وساقين .
أقول ذلك وقد شيئ لي ان أُبتلى عبر أزيد من نصف قرن، في "دروب" السياسة، بنماذج تتبارى في الخنوع غير الضروي! ... ثم تستأسدُ، بل وتستذئبُ، مع اول هزال يلوح في أفق الكفاح المطلوب، عملاً، أو حتى قولا. وجنبتكم الحياة امثال من نعني من النهازين بأمتياز ...
#رواء_الجصاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟