أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ملائكة الاهوار














المزيد.....

ملائكة الاهوار


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4933 - 2015 / 9 / 22 - 00:53
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يوم يتحدث قارئ مأتم عاشوراء عن الحوريات التي يحملن القاسم ابن الحسن ( ع ) قتيلا وقد تفدى عمه الحسين ( ع ) وتخضبت ثياب عرسه بالدماء.

ففي منتصف الطريق بين الارض والسماء يجيء الملائكة ومنهن حوريات لا يوصف جمالهن لكثرة تفاصيل الحسن فيه ، يستلمن الجثمان من مشيعي الارض : لقد اصبح من حصتنا ونحن من سيرعاه وسيكون له عرس جنان الخلد .

ويمضي القارئ وسط ذهول وانشداد العيون الباكية لأهل القرية ليصف جمال الحوريات بوصف لا يمكن أن يتخيل صورته هؤلاء الناس ولا يصادفون منه شيء في بيئتهم البسيطة .

أنا مثلهم تخيلت الحوريات وقد جلست وسطهم انصت ، وفي الليل حين أستعيد حوريات عاشوراء ، أتخيل المكان وحورياته عندما كان هذا المكان في الزمن القديم يطلقون عليه أسم جنة عدن في امتداد جغرافي يبدأ من أور وحتى دلمون في البحرين .

اعود الى خيالات الأمس عندما كنت امسك قلم الرصاص واخطط لشهيتي الطفولية وجه واحدة من الحوريات ، فيدفع الليل إليَّ صدى صوت القارئ واتخيلهن يخرجن من بين مياه الاهوار ، كما في صورة حوريات البحر في الحكايات التي كنا نقرأها في الف ليلة وليلة او نشاهدها في افلام الرسوم المتحركة او السينما.

هو ذاته خيال واحدة يسكن أوراقي ويقيم معي حوار الحلم ، يوم رأيت الحرب تقترب من امنيتي أن اظل خالدا مع عطر هذا المكان حيث الماء والقصب وصباح جواميس اللائي اصبحن (يُدوزنَ ) مشيتهن مع اغنيات فيروز المنبعثة من جهاز المذياع قبل موعد الاصطفاف الصباحي .

فتعود بي أيام حروب الخوف والبدلة التي تحمل لون التراب يوم كنا نخشى طلقة البرنو من بندقية المحارب الكردي لنلوذ بأحلام الحوريات ، فكان تلك الفنتازيا من بعضها.

عندما قرأت واحدة حورية دلمون رغبتي وقالت : في الحرب الأقدار ترسمها الآلهة .

قلت : في الأرض الموت لم يكن بالهاجس الجميل. ولم نكن نتصور أن دلمون بتلك السحر .وكنا نعتقد أنها حكرا على الآلهة وحدها رغم أننا كنا نمنح مشروعية تمني الذهاب أليها عندما يخطفنا قدر ما.

وبالرغم من هذا لي والدة لو فارقتها سيمزقها الحزن الى أشلاء . وأمي لا تريد أن تحزن مرة أخرى ، يكفيها حزنها الدائم على رحيل أخي في حرب برزان ، الذي تذكرته الآن وودت أن أسال أن كان له بيتاً في دلمون ؟

مرة أخرى قرأت الحورية ما في رأسي وقالت: نعم بيته يبعد مسيرة ساعة من هنا بطيران فراشة ..

تعجبت وتساءلت : أن كانت المسافات تقاس هنا بطيران الفراشات ؟

قالت: نعم لأن دلمون تُقرن كل الأشياء هنا بالرؤى الجميلة . ثم أدارت عنقا من كرستال لماع وأشارت بذات الأصابع النحيفة صوب الأفق الأخضر الذي تحيط به غابة صغيرة من نخل لم يكتمل نموه بعد.

قالت: ذاك منزل أعدَ لوالدتكَ .

كانت صورة أمي بوجهها الجنوبي المألوف وعصابتها السوداء بلون الكحل ، تضئ بلمعان الشمعة أول اشتعالها وكانت تفرش بين شفتيها ذات الابتسامة التي أراها تشرق في وجهها مثل شمس جنوبية في واحدة من شتاءات أور عندما كنت أعود سالما من جبهات القتال.

قلت : ذلك منزل أمي .فأين منزلي إذا ملكت الحظ وصارت دلمون المأوى.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جزر القمر ومشحوف مطشر
- الأيزيديون والسبيُّ المُفاجئ
- صورة تهديم الأنسان
- موسم الهجرة الى برلين
- دموع صديقة الملاية
- محمد الحمراني .. الوفاء لفراشات ميسان ...!
- حضيري يبيع الورد في التظاهرات
- في ذكرى كامل شياع
- مصلحة المبايعات الحكومية
- رسائل الطواحين والنواعير
- الأهوار أنموذجا لعطش ميزوبوتاميا ..............!
- الوزير والغجرية والعميد الركن حمودي
- فيزا للمتظاهر عادل امام
- سأجيء وبيدي لاب توب
- أريج الوطن وقلب أمْ........!
- سماء سنجار ومياه الأهوار
- ( سنجار من دون طاووس وقيثار )
- مطار لجراد الأهوار
- احاديث ليل الزعفران
- الطفل ونهد الدمية


المزيد.....




- العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500 ...
- ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
- حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق ...
- نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي ...
- اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو ...
- مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر ...
- بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
- لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
- الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
- تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - ملائكة الاهوار