احمد محمد الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 20:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتحفنا المرجعية مُجدَّدا بخطاباتها التي لاتسمن ولا تغني، بل ساقت العباد والبلاد من سيء إلى أسوأ، لأنها تنطلق من دائرة الانتهازية وخدمة المشاريع الإيرانية، وهذا ليس تبلي أو تجني عليها وإنما هو واقع محسوس ومجرب، ففي خطبة الجمعة 19/9/2015، تحدثت عن ضرورة احترام الوقت وضرورة استغلاله وعدم التفريط به ولو بدقيقة منه...، أسألكم بالله من منا لا يعرف هذا الأمر؟!، فمنذ الصغر نحفظ هذه المقولة "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك"، حتى تأتي المرجعية لتغدق علينا بها، ويتسابق الإعلام المأجور لنقل هذه الابتكار الجديد، الذي وكأنه سيحل مشاكل العراق وينفذ مطالب المتظاهرين التي أصبحت فعل ماضي مبني على سياسة التغرير والتخدير والتسويف التي تنتهجها المرجعية والعبادي الذي عاش وترعرع في نفس البيئة التي أنجبت رؤوس وزمر الفساد وهو جزء من منظومته التي دمرت العراق وسلبت خيراته.
والغريب المضحك المبكي أن المرجعية توجه خطابها إلى منظومة الفاسدين التي تعجُّ بهم جميع مفاصل الدولة ومؤسساتها من رأس الهرم إلى قاعدته ( إن كانت ثمة دولة تذكر وليست مليشيات)، نعم الخطاب إلى الفاسدين الذين خرج الشعب ضدهم وطالب بمحاكمتهم وعزلهم منذ اللحظة الأولى من التظاهرات، أليس خطاب المرجعية هذا فيها التفاف على مطالب الشعب المنتفض؟!، أليس فيه مصادرة للحقائق، بل قفز عليها وطمسها؟!، انتهينا من الأسبوع الثامن من التظاهرات ولم يُحاكَم أي فاسد، ولم تحصل أي إصلاحات حقيقية ولا حتى صورية، والمرجعية تنصح المفسدين باحترام الوقت!!!، المفروض أولا أن تتوفر الإرادة الجدية للإصلاح، ومن ثم وجود الإصلاحات، وعندما توجد ويحصل تباطؤ في تنفيذها يكون الحديث عن احترام الوقت واستغلاله أمرا منطقيا، فأي وقت وأي احترام تتحدث عنه المرجعية والواقع اثبت بكل وضوح انه لا توجد إرادة حقيقية للإصلاح فضلا عن وجود الإصلاح الحقيقي أو الصوري، فضلا عن عدم وجود نية جادة وحازمة على عزل الفاسدين ومحاكمتهم، ثم هل يُعقل أن يُطلب من مَن لا يحترم نفسه ولا غيره ولا الدماء ولا المقدسات، أن يحترم الوقت ولا يبذر فيه؟!!!، نعم هؤلاء يحترمون الوقت الذي يصرفونه لخدمة مصالحهم الشخصية ومصالح أسيادهم، فهم في سباق مع الزمن من اجل ذلك فقط وفقط.
بات من الواضح والبديهي إن الطريقة التي تتعاطى بها المرجعية والعبادي مع التظاهرات ومطالب الجماهير الغاضبة قائمة على التغرير والتخدير والتسويف وهذا يعني الإبقاء على المفسدين وهو ما تريده إيران ومرجعياتها الكهنوتية التي لم يصدر منها شيء إلا ويصب في مصلحة إيران ومشروعها الإمبراطوري، كما عبر عن ذلك المرجع الصرخي في اللقاء الذي أجرته معه قناة التغيير الفضائية حيث قال: (( ...ومن هنا لا نتوقع أبدا صدور فتوى تحشيد لتغيير الفاسدين العملاء لأن هذا يضر مصالح إيران ومشاريع إيران فراجع كل ما صدر من فتاوى ومواقف المرجعية التي ترجمت على ارض الواقع (لا نقصد التي كانت فقط للإعلام) فستتيقنون انه لم يصدر شيئا وترجم على وجه الأرض إلا وهو يصب في مصلحة ومنافع مشروع إيران...)).
https://www.youtube.com/watch?v=v9cge5BTa6E
المرجع الصرخي: فتوى الحشد ظاهرها للعراق ولكن جوهرُها واصلُها لحماية إيران وإمبراطورية إيران.
#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟