أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد صلاح الدين - التعليم وبناء الشخصية














المزيد.....

التعليم وبناء الشخصية


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 11:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


في فلسطين والعالم العربي، يتسابق الناس نحو التعليم، التعليم هناك حديث المنزل والشارع والمجتمع عموما. يتطلع الآباء والأمهات إليه، على انه المنقذ لأولادهم، والسبب المستقبلي، في توفير الكرامة والراحة لهم.

لكن، حين تحين لحظة القطاف، تكون النتائج عكسية، على صعيد الأهداف الشخصية، لأولئك المتعلمين الشباب؛ فالعطالة تكون طاغية، والمنتج على صعيد النوع وحتى الكم، يكون ضئيلا كذلك.

والسبب وراء ذلك، أرده إلى منحيين اثنين:-
الأول، على مستوى التأسيس البنائي الإنساني؛ ذلك أن هناك مجموعة مطلقات ونسبيات، على مستوى منظومة القيم، تتعلق بالأخلاق والحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، وهي غير متوفرة في بيئتنا العربية عموما.

الثاني، تتعلق بفهم المغزى من العملية التعليمية، على أنها جزء صاب، في بناء شخصية الإنسان، وصقله، وتكوينه، كإضافة من الإضافات، بالإضافة إلى مجالات إنسانية أخرى، في الاجتماع، والثقافة، والقدرة على الانبثاق والتفاعل.
وللأسف، فان نخب وقيادات الشعوب العربية السياسية والثقافية، لا تدرك، أو لا تريد أن تدرك، أن الحرية وممارستها، والإحساس بها ككرامة متجلية، في الأوضاع الاجتماعية والمادية والمعنوية، هي من تفتح الباب أمام الدخول في تفاصيل ومجالات الحراك الإنساني، من خلال منهجية علمية تطبيقية، تقود في النهاية إلى الإبداع والتطور، كتعبير عن نماء وقيام شخصية الإنسان الفرد والمجتمع، وليس التعليم كهدف لذاته، وكرتب ومناصب على حساب الخصم من كينونة الإنسان نفسه، في ظل غياب مدعمات الصحة والتربية والاجتماع؛ فتجد عندها متعلما وبأعلى الدرجات العلمية، لكنه مهلهل وفاقد لثقته وحيويته الكلية، في القدرة على تقرير مصيره، بل وفي بعض المواقف العملية، غير قادر على حسن القول والسلوك والتصرف المناسب.

إن العملية التعليمية، المفروض منها، أن تعطي أدوات لبناء الشخصية والمعرفة، وان تكون وسيلة لكشف القدرات وتوجيهها، لا أن تكون عملية ركم معلومات فوق بعضها البعض، كجبل متهالك فوق إنسان متهالك. فالعملية التعليمية، يجب أن تعطي إضافة على مستوى صحة الإنسان كطفل، ومنذ البداية، وان تزرع فيه المبادرة والتعرف على كل ما هو جديد وميداني كذلك، ويجب أن تقلل فيه منسوب المخاوف من كل شيء، وتعزز ثقته بنفسه. وهي على العموم يجب أن تكون أداة البناء الجسمي والنفسي والعقلي للإنسان، لا أن يكون المتعلم أو الطالب عبدا لمخاوفه من الامتحان والدرجات، وغير ذلك.

لا نريد في النهاية جبل معلومات أو تشوهات غير مهضومة في شخصية الإنسان، فيتمخض الجبل عن صفر أو فأر.
يظن الناس في بلدي أن التعليم للتعليم هو عين النجاح، ونجد في المقابل أن المتعلمين في البلد هم من أكثر فئات المجتمع معاناة، وحتى الشكوى من الأمراض النفسية والاجتماعية، بل والى تحقق الفشل بخصوصهم في مجمل حياتهم. وتجد على العكس من ذلك، وبالمصادفة، بخصوص أولئك الذين لم يتعلموا وقد احتكوا بالمراس الحياتي والعملي، وعلى غير صعيد أكثر ثقة ونجاحا من أولئك المتعلمين؛ ولذلك نجد بعض الأمثال الدارجة من قبيل( الحياة مدرسة).

دور التعليم إذن أن يساهم في بناء الإنسان والمجتمع كشخصية مستقلة، تحس بقيمتها من داخلها وخارجها، وان يكون دور التعليم توجيهيا بحسب التنوع والقدرات والرغبات؛ فيكون لدينا الأكاديمي والصناعي والتجاري والمهني والمزارع وعامل النظافة والكاتب والمفكر والسياسي وهكذا، دون أن يقصر النجاح على التعليم الأكاديمي فقط، وأما البقية فيتم التعامل معهم على أنهم أغبياء أو فاشلون، لمجرد أنهم لا يحصلون درجات عالية بالمقارنة مع أقرانهم، أو أنهم غير مميزين في مجالات بعينها.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!
- بعدك لم أجد حبيبة
- نخب الرفاه والنضال الفلسطيني
- حقائق القوة الإنسانية
- المخيم الفلسطيني وحق العودة
- عماد صلاح الدين
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عماد صلاح الدين - التعليم وبناء الشخصية