|
نتائج البكالوريا 2015 : الواقع والتأويل - المعاهد العمومية بولاية القصرين مثالا - وجهة نظر المديرين والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه حول أسباب التدنّي وكيفية التدارك
منوّر نصري
الحوار المتمدن-العدد: 4932 - 2015 / 9 / 21 - 00:54
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
I. المقدّمة يطرح التراجع الملحوظ في نتائج البكالوريا على الصعيد الوطني من 49,07 % في دورة 2014 إلى 36,09 % في دورة 2015 العديد من التساؤلات حول العوامل المتسبّبة في هذا الهبوط الذي أربك التلاميذ والمدرسين وكلّ المشرفين على الشأن التربوي والآباء والأمّهات والمجتمع التونسي عموما لأنّ المدرسة مازالتْ رغم الانتقادات التي تُوجّه لها نافذة أمل التونسيين والكنز المكنون (Un trésor est caché dedans على حدّ تعبير Jacques Delors) الذي يعمل كلّ تونسيّ، حسب الإمكانات المتوفّرة له، على دفع ابنه أو ابنته للحصول عليه. لذلك يستوجب هذا التراجع لنتائج بكالوريا 2015 دراسة موضوعية لفهم العوامل المفسّرة له وكيفية مجابهتها بهدف إقصائها أو التخفيف من مفعولها ابتداء من السنة الدراسية الجديدة 2015/2016 قصد توفير الظروف المناسبة لتلاميذ البكالوريا كيْ يَدْرُسُوا في مناخ أفضل ويحقّقوا نتائج أفضل. وما يقال عن النتائج الوطنية للبكالوريا، يُقال أكثر منه عن النتائج بولاية القصرين التي تراجعت فيها نسب النجاح في البكالوريا تراجعا مطّردًا منذ دورة 2012 إلى أن بلغتْ25,32 % في 2015. فَمِنْ 75,65 % سنة 2011، وهي أعلى نسبة بلغتها نتائج البكالوريا بولاية القصرين منذ الاستقلال، نزلتْ النّسبة المئويّة للناجحين إلى 48,7 % سنة 2012، ثمّ إلى 45,60 % سنة 2013، وبعدها نزلتْ إلى 42,9 % سنة 2014، وأخيرا نزلتْ إلى 25,32 % في 2015. وكلّ نسبة من النّسب المئوية المذكورة هي حصيلة دورتَيْ البكالوريا: الرئيسيّة والتدارك. لاشكّ أنّ العوامل المفسّرة لهذا التراجع في النتائج عديدة، منها ما هو بيداغوجي يتعلّق بعمل المدرّسين مع التلاميذ بالفصل، ومنها ما يهمّ كيفيّة التسيير الإداري من قبل مدير المؤسسة أو كيفية توزيع ساعات التدريس من قبل ناظر الدراسات أو تأطير التلاميذ والإحاطة بهم من قبل القيّمين ومنها ما يتعلّق بعمل مستشاري الإعلام والتوجيه أو بعمل المرشدين التربويين، وقد يتعلّق الأمر بعوامل أخرى لا تنتمي إلى المنظومة التربوية ولكن تتفاعل معها وتؤثّر فيها وتتأثّر بها مثل عوامل الحماية الأمنية للمؤسّسات التربوية وعوامل النّقل العمومي للتلاميذ ومتابعة التلاميذ من قبل مصالح الصّحّة العمومية.... II. الإشكالية تتلخّص إشكالية هذه الدراسة في الكشف عن العوامل الظاهرة وغير الظاهرة التي صنعتْ الفشل في بكالوريا 2015 بالمعاهد العمومية بولاية القصرين والمتعلّقة بمختلف جوانب العمل المدرسي في الأقسام النهائية والتفكير في الإجراءات الممكنة لتجاوز النقائص وتحسين ظروف التعليم والتعلّم لترتفع حظوظ النجاح. ونظرا لتشعّب المسألة نتيجة لكثرة العوامل المتفاعلة فيها، رأينا أن نحصر هذه الدراسة في الإجابة عن الأسئلة التالية: 1. هل يوجد تفاوت دالّ بين النّسب المئوية للنجاح في البكالوريا 2015 بمختلف شُعَبِها بولاية القصرين ونسب النجاح الوطنية؟ 2. هل اقتصر تدنّي النتائج في بكالوريا 2015 بولاية القصرين على بعض المعاهد أم هو تدنّ ممتدّ شمل جلّ أو كلّ المعاهد؟ 3. هل اقتصر تدنّي النتائج على بعض الاختصاصات أم شمل معظم أو كلّ الشُّعب؟ 4. هل اختلفت نتائج البكالوريا حسب جنس المترشحين أم أنّ هناك تقارب في النتائج بين التلاميذ من الجنسين؟ 5. ما هي الموادّ التي تحصّل فيها المترشحون على أضعف الأعداد وساهمتْ بالتالي، مساهمة دالّة، في تدنّي النتائج؟ 6. ما تفسير مديري المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه لتدنّي نتائج البكالوريا 2015؟ 7. حسب رأي مديري المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه، ما الذي يمكن القيام به منذ مفتتح السنة الدراسية الجديدة 2015/2016 بهدف توفير ظروف تعلّم أفضل تسمح لتلاميذ البكالوريا بتحقيق نسبة نجاح عالية في دورة 2016؟
III. أهداف الدراسة • تمكين مديري المعاهد ونظّار الدراسات من المشاركة في تقييم نتائج مؤسساتهم ليكونوا واعين بمختلف العوامل الظاهرة وغير الظاهرة التي تؤثّر سلبا في الفعل التربوي وقادرين على تصوّر إجراءات تشاركية يقع الشروع فيها منذ مفتتح السنة الدراسية الجديدة 2015/2016 وتساهم في الرفع من مردود المؤسّسة. • تمكين مديري المعاهد ونظّار الدراسات من تعديل عملهم بداية من السنة الدراسية الجديدة وتوجيه مزيد من اهتمامهم إلى جوانب تبيّنتْ أهمّيتها واتخاذ اتجاهات سلوكية جديدة تساعد على تطوير العمل التشاركي وعلى خلق شبكات تواصل جديدة تيسّر العمل البيداغوجي وتحسّن نوعية الحياة المدرسية. • تمكين المتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه من تفسير تدنّي نتائج البكالوريا تفسيرا إجرائيّا بربطها بعوامل يمكن التحكّم فيها ويفضي إلى تصوّر جملة من الإجراءات العملية التي يقع الشروع في تطبيقها منذ مفتتح السنة الدراسية الجديدة بهدف تجاوز الصعوبات والعوائق في أقسام البكالوريا وفي المعاهد بصفة عامّة. • تمكين المتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه من توجيه اهتمامهم خلال السنة الدراسية الجديدة إلى بعض جوانب العمل حسب ما يتّضح لهم خلال مشاركتهم في اليوم الدراسي حول نتائج البكالوريا وحسب ما ستظهره هذه الدراسة. • تمكين مندوبيات التربية من تقييم علمي لنتائج بكالوريا 2015 ومن تصوّر واضح لجملة من الإجراءات التي يمكنها القيام بها أو متابعتها لتجاوز الصعوبات والعراقيل في أقسام البكالوريا وفي المعاهد عموما.
IV. حدود الدراسة اكتفينا بدراسة نتائج بكالوريا 2015 في دورتيها بالنسبة إلى المعاهد العمومية بولاية القصرين. لم تتوفّر لنا إحصائيات نتائج المعاهد الخاصّة والمترشحين الأحرار مفصّلة حسب المعهد وحسب الجنس وحسب المادّة كما هو الحال بالنسبة إلى المعاهد العمومية، لذلك لم نشتغل عليها. قمنا بعدّة مقارنات بنسب النجاح الوطنية التي تحصّلنا عليها من الأنترنات. كان بودّنا أن نقوم بمقارنات بنسب النجاح في بعض الولايات ذات النتائج المرتفعة و/أو ألمنخفضة لكن حُرِمنا من ذلك بسبب عدم توفّر الإحصائيات اللازمة وكذلك نظرًا لضيق الوقت، إذ تريد الوزارة أن تًنجَزَ هذه الدراسة في حيز زمني ضيّق جدّا (أقلّ من 20 يوما). وقد حَرَمَنَا ضيق الوقت أيضا من القيام بمعالجات إحصائية ضافية للأعداد المتحصَّل عليها في مختلف الموادّ الدراسية بالمعاهد العمومية بولاية القصرين في بكالوريا 2015 رغم توفّر هذه البيانات لدينا ورغم أهمّية هذا النوع من التحليل في الكشف العلمي الدقيق عن الموادّ التي ساهمت أكثر من غيرها في تدنّي النتائج أو في تحسينها لتكون استراتيجيات العلاج بالنسبة إلى السنة الدراسية الجديدة مؤسّسة على ملاحظات وتحاليل موثوق بها. واكتفينا بتقديم ملاحظات ينقصها التعمّق بخصوص الأعداد التي ساهمتْ مساهمة دالّة في تدنّي نتائج البكالوريا.
V. المنهجيّة أ) طريقة إنجاز الدراسة: العمل التشاركي لإضفاء أكثر ما يمكن من الموضوعية على هذه الدراسة حتّى تكون أداة عمل تساعد على فهم الواقع بالنسبة إلى أقسام البكالوريا وعلى تطويره، فضّلنا اعتماد طريقة تشاركية أنجزناها على مراحل: 1. اتّصلنا بمندوب التربية بالقصرين وبرئيس مصلحة الامتحانات ورئيس مصلحة التدريس والتكوين ورئيس مصلحة الحياة المدرسية وأعلمناهم بفكرة الدراسة فوجدنا منهم الترحيب والتعاون وأمدّونا بالبيانات المتّوفّرة لديهم حول الموضوع. 2. أعددنا استمارة خاصّة بمدير المعهد ومستلهمة من الشبكة التي أعدّتها التفقدية العامة لدراسة نتائج البكالوريا 2015 وأرسلناها عن طريق مندوبية التربية إلى كلّ المديرين ليقدّم كلّ واحد منهم البيانات الخاصّة بالمعهد الذي يشرف عليه ورأيه الشخصي في مختلف النقاط التي تتكوّن منها الاستمارة. 3. قمنا بجمع 22 استمارة عمّرها المديرون وأرجعوها إلى المندوبية. وسنقوم بجرد البيانات الواردة بها لاستعمالها في هذه الدراسة. 4. نظّمنا بالتنسيق مع مندوب التربية بالقصرين بتاريخ 26 أوت 2015 بالمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمر الذي استقبلنا مديره الجديد مشكورا بالترحيب وحسن الضيافة يوما دراسيّا حول تقييم نتائج بكالوريا 2015 والإجراءات الكفيلة بتطوير ظروف الدراسة لتحسين نتائج التلاميذ ومردود المؤسسة شارك فيه إضافة إلى المندوب ورئيسَيْ مصلحة الامتحانات ومصلحة الحياة المدرسية 26 إطار إشراف إداري وبيداغوجي وإعلام وتوجيه موزّعين كما يلي: 19 مديرا، ناظرا دراسات، متفقدان، 03 مستشاري إعلام وتوجيه. وقد نظّمنا العمل في شكل حوار جماعي Focus group حول مختلف النقاط المدرجة في الشبكة التي أعدّتها التفقدية العامّة والتي استلهمنا منها محتوى الاستمارة الخاصّة بمدير المعهد. 5. كلّفنا من بين المديرين مقرّرا وضّحنا له كيفية تدوين آراء المتدخّلين فأعدّ تقريرا أمدّنا به في آخر الحصّة. وسنعتمده في إعداد هذه الدراسة.
ب) أدوات جمع البيانات اعتمدنا بيانات كمّية Données quantitatives تساعدنا على تفسير نتائج البكالوريا 2015 تفسيرا موضوعيّا بالاستناد إلى الجداول الإحصائية والرسوم البيانية وبيانات نوعية Données qualitatives تساعدنا على تأويل الجداول الإحصائية والرسوم البيانية التي تبقى فاقدة للمعني في غياب قراءة تأويلية ناقدة تربطها بالعوامل المفسّرة لها: 1. أدوات جمع البيانات الكمّية • الجداول الإحصائية التي أعدّتها الوزارة (توزيع النتائج حسب المعهد لكلّ الولايات، توزيع النتائج حسب شعبة الاختصاص والمعهد، توزيع النتائج حسب الجنس والشعبة والمعهد، توزيع النتائج حسب المادّة والشعبة والمعهد في قرص مضغوط تسلّمناه من مندوبية القصرين). • الاستمارة التي أعددناها لمديري المعاهد التابعة لمندوبية القصرين: يتضمّن جزء منها بيانات كمّية. • نسب النجاح الوطنية لبكالوريا 2015 في دورتيْها موزّعة حسب الشعب وصنف المترشحين (معاهد عمومية، معاهد خاصّة، مترشحين أحرار، كلّ الأصناف). نشرتها جوهرة ف.م Jawhara FM بتاريخ 6/7/2015. 2. أدوات جمع البيانات النّوعية • الاستمارة التي أعددناها لمديري المعاهد التابعة لمندوبية القصرين: يتضمّن جزء منها بيانات نوعية. • الحوار الجماعي le focus group حول مختلف النقاط الواردة في الشبكة التي أعدّتها التفقدية العامّة لبيداغوجيا التربية.
ت) اعتماد مقاربة مزدوجة وصفيّة / تأويلية أو تفهّمية Approche de-script-ive / interprétative ou compréhensive في معالجة البيانات اعتمدنا في معالجة البيانات التي استوجبتها طبيعة الدراسة وإشكاليتها مقاربة مزدوجة تتضمّن في جزء منها وصفا موضوعيا يعتمد الجداول الإحصائية والرسوم البيانية. ورغم أهمية هذه البيانات الموضوعية فإنّها تبقى فاقدة للمعنى في غياب الجزء الثاني الذي يهدف إلى إعطاء معنى للأرقام بالرجوع إلى السياقات التي أفرزتها وبربطها بالمتغيّرات التي تحكّمتْ فيها. فالجزء الثاني في غاية الأهمّية وهو الذي أشركنا فيه مديري المعاهد وعددا من نظّار الدراسات والمتفقّدين ومستشاري الإعلام والتوجيه. ونظرا لأهمّيته، أردنا أن تكون قراءة النتائج تفهّمية تأويلية يقع الاستماع فيها إلى وجهات نظر مشرفين إداريين وبيداغوجيين ومختصّين في الإعلام والتوجيه وتبادل الآراء حول الإجراءات التي يمكن القيام بها بداية من السنة الدراسية الجديدة والكفيلة بتحسين ظروف الدراسة والزيادة في حظوظ النجاح، وذاك هو جوهر المقاربة التّفهّمية L’approche compréhensive.
VI. تحليل البيانات والإجابة عن أسئلة الإشكالية الخمس الأولى المتعلّقة بالمقاربة الوصفيّة
1. هل يوجد تفاوت دالّ بين النّسب المئوية للنجاح في البكالوريا 2015 بمختلف شُعَبِها بولاية القصرين ونسب النجاح الوطنية؟ اقتصرنا في هذه الدراسة على نتائج المعاهد العمومية في دورتَيْ البكالوريا 2015، لذلك سنكتفي بمقارنة النتائج المذكورة بالنتائج الوطنية في المعاهد العمومية في كلّ الشًعَب.
جدول 1: مقارنة بين النسب الوطنية للنجاح في بكالوريا 2015 ونسب النجاح بولاية القصرين بالنسبة إلى المعاهد العمومية الشّعبة نسبة النجاح الوطنية في المعاهد العمومية نسبة النجاح في المعاهد العمومية بولاية القصرين الفارق (+) أو (-) الآداب 27,50 % 14,92 % 12,58 % (-) الرياضيات 64,62 % 36,57 % 28,05 % (-) العلوم التجريبية 46,16 % 27,34 % 18,82 % (-) الاقتصاد والتصرّف 37,52 % 22,44 % 15,08 % (-) العلوم التقنية 50,25 % 38,39 % 11,86 % (-) علوم الإعلامية 48,91 % 38,81 % 10,10 % (-) الرياضة 82,51 % 100 % 17,49 % (+) المجموع 42,95 % 25,32 % 17,63 % (-)
رغم أنّ نسبة النجاح العامّة على الصعيد الوطني تراجعت بشكل ملحوظ في بكالوريا 2015 (من 49,07% في دورة 2014 إلى 36,09% في دورة 2015، أي بما يساوي 12,98 %) فإنّ نسب النجاح في ولاية القصرين منخفضة انخفاضا ملحوظا مقارنة بالنسب الوطنية. ومعنى ذلك أنّ أعدادا كبيرة من تلاميذ ولاية القصرين في مختلف الشّعب ما كانت تعرّضتْ للفشل لو أنّ نتائج ولايتهم كانت مساوية للمعدّلات الوطنية. ويحدّد الجدول عدد2 هؤلاء التلاميذ في كلّ شعبة وعددهم الجملي. جدول 2: عدد مترشحي المعاهد العمومية بالقصرين الذين كان يمكن أن ينجحوا في بكالوريا 2015 لو تساوتْ نسب النجاح في ولايتهم مع نسب النجاح الوطنية الشّعبة عدد المترشحين بالمعاهد العمومية بولاية القصرين الفارق (+) أو (-) عدد المترشحين الذين كان يمكن أن ينجحوا لو تساوتْ نسب النجاح بمعاهد ولاية القصرين مع النسب الوطنية الآداب 1554 12,58 % (-) 195 الرياضيات 432 28,05 % (-) 121 العلوم التجريبية 1192 18,82 % (-) 224 الاقتصاد والتصرّف 735 15,08 % (-) 111 العلوم التقنية 448 11,86 % (-) 53 علوم الإعلامية 304 10,10 % (-) 31 الرياضة 14 17,49 % (+) المجموع 4679 17,63 % (-) 735
يبيّن الجدول عدد 2 أنّ عددًا يساوي 735 مترشحا لباكالوريا 2015 من المعاهد العمومية بولاية القصرين كان يمكن أن ينجحوا لو أنّ نسب النجاح بالولاية كانت مساوية لنسب النجاح على الصعيد الوطني. ولو تجاوزتْ نسب النجاح فيها النّسب الوطنية كما هو الشأن في بعض الولايات مثل صفاقس والمنستير مثلا لازداد عدد الناجحين ارتفاعا.
2. هل اقتصر تدنّي النتائج في بكالوريا 2015 بولاية القصرين على بعض المعاهد أم هو تدنّ ممتدّ شمل جلّ أو كلّ المعاهد؟ رغم أنّ النسبة العامّة للنجاح في بكالوريا 2015 بدورتيْها بالمعاهد العمومية بولاية القصرين ضعيفة جدّا (25,32 %) فإنّ 3 معاهد تحصّلت على نسب نجاح تساوي أو تفوق النّسبة الوطنية للنجاح في المعاهد العمومية (42,95% ). هذه المعاهد هي المعهد النموذجي 100% ومعهد 2 مارس 1934 بالقصرين 59,26% ومعهد القصرين 46,06%. وكما يظهر في الشكل عدد2 فإنّ بقيّة المعاهد وعددها 23 معهدا، أحرزتْ نتائج دون النسبة الوطنية العامّة للمعاهد العمومية. وقد تحصّلتْ 8 معاهد على نتائج ضعيفة جدّا نزلتْ دون 20 %. وهذه المعاهد هي التالية مرتّبة نزولا نحو أضعف النتائج : معهد ابن شرف تالة 18,97%، معهد سبيطلة 2 (16,55%)، معهد حيّ الزهور القصرين 15,76 %، معهد جدليان 14,79 %، معهد العهد الجديد تالة 14,13، معهد تالة 13,18 %، معهد العيون 10,95 % ومعهد حاسي الفريد القصرين 5,45%. وإذا كانت النتائج الوطنية البالغة في المعاهد العمومية 42,95% تُعتبَر ضعيفة، فإنّ نتائج معاهد ولاية القصرين، باثستثناء المعاهد الثلاثة المتحصّلة هلى نتائج تفوق النّسبة الوطنية للنجاح، يمكن تصنيفها بين المتردّية (ما بين 38,25 % و 20,33 % وعدد هذه المعاهد 15) والمتردّية جدّا (دون 20 %% وعدد هذه المعاهد 8).
3. هل اقتصر تدنّي النتائج على بعض الاختصاصات أم شمل معظم أو كلّ الشُّعب؟
1.3 شعبة الآداب تحصّلتْ المعاهد العمومية بولاية القصرين في شعبة الآداب على نسبة نجاح ضعيفة جدّا في البكالوريا 2015 بدورتيْها. ويبيّن الجدول عدد 3 تدنّي النتائج في كلّ المعاهد، إذ على 24 معهدا بها شعبة آداب، اثنان فقط تحصّلا على نسبة نجاح تساوي أو تفوق النسبة الوطنية في نفس الشعبة وهي 27,50 %. المعهدان هما معهد تلابت ومعهد الآثار سبيطلة. وفي 17 معهدا من 24، تدنّت نسب النجاح كثيرا، ونزلتْ دون 20 %. وتعتبر النتائج متدنّية جدّا في 13 معهدا نزلتْ فيها نسب النجاح دون 15%. وهذه المؤسسات، وخاصّة منها المتحصّلة على نسب نجاح دون 10 % تحتاج، وبصفة متأكّدة إلى أيّام دراسية يشارك فيها ممثّلون عن كلّ الفاعلين التربويين داخل المؤسسة وعن الذين تربطهم علاقة بالعمل المدرسي من خارج المؤسسة وذلك بهدف تشخيص النقائص والصعوبات بدقّة ورسم استراتيجيات عمل جديدة. 2.3 شعبة الرياضيات حقّقتْ المعاهد العمومية بولاية القصرين في شعبة الرياضيات نسبة نجاح جهوية تساوي 36,57 %. وهي نسبة ضعيفة في عمومها مقارنة بالنسبة الوطنية في الرياضيات التي بلغتْ 64,62 %. المعهد الوحيد الذي حقّق نسبة تفوق النسبة الوطنية هو المعهد النموذجي. ويعتبر هذا المعهد بحقّ استثناء إيجابيّا لا بدّ من دراسته للاستفادة من كيفيه اشتغاله في بقيّة المؤسّسات. نتائج هذه الشعبة متوسّطة في معهد الشابي بالقصرين ومعهد فريانة ومعهد فوسانة وهي ضعيفة في بقيّة المعاهد وعددها 12 وقد نزلتْ فيها نسب النجاح إلى ما يساوي أو دون 44 % . وهي متدنّية جدّا في 5 معاهد نزلتْ فيها نسب النجاح دون 10 %.
3.3 شعبة العلوم التجريبية بلغتْ نسبة النجاح الجهوية في شعبة العلوم التجريبية في البكالوريا 2015 في المعاهد العمومية بولاية القصرين 27,34 %. وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالنسبة الوطنية في نفس الشعبة التي بلغتْ 46,16 % في المعاهد العمومية. ويبيّن الشكل عدد 5 أنّ معهديْن فقط حقّقا نسبتيْ نجاح تفوقان النسبة الوطنية وهما المعهد النموذجي 100 % ومعهد فوسانة 50,85 %. النتائج في جملتها ضعيفة لكن نتائج 8 معاهد من 25 متدنّية جدّا إذ نزلتْ دون 20 %. هذه المعاهد هي (مرتّبة من الأضعف إلى الأقلّ ضعفا) معهد العيون، معهد حاسي الفريد القصرين، معهد حيّ الزهور القصرين، معهد سبيطلة، معهد العهد الجديد تالة، معهد أبو القاسم الشابي فريانة، معهد ابن شرف تالة ومعهد ابن سينا بوزقام.
4.3 شعبة الاقتصاد والتصرّف تحصّلتْ المعاهد العمومية بولاية القصرين في بكالويا 2015 بدورتيْها في شعبة الاقتصاد والتصرّف على نسبة نجاح تساوي 22,44 %. وهي نسبة ضعيفة مقاربة بالنسبة الوطنية للمعاهد العمومية في نفس الشعبة والبالغة 37,52 %. وباستثناء 3 معاهد تجاوزت نسبة النجاح فيها النسبة الوطنية وهي معهد 2 مارس 1934 بالقصرين، معهد القصرين ومعهد الشابي بالقصرين، فإنّ نسب النجاح في 16 معهدا نزلتْ دون 30 %. وتعتبر النتائج ضعيفة جدّا في 11 معهدا نزلتْ نسب النجاح فيها دون 20 %. 5.3 شعبة العلوم التقنيّة رغم أنّ نسبة النجاح الجهوية في شعبة العلوم التقنية لبكالوريا 2015 بدورتيْها بالنسبة إلى المعاهد العمومية بولاية القصرين البالغة 38,39% تُعتبر أفضل من نسب النجاح في شُعَب الآداب والرياضيات والعلوم التجريبية والاقتصاد والتصرّف، فإنّ معهديْن فقط وهما المعهد النموذجي ومعهد القصرين حقّقا نسبتيْ نجاح عالية (100% و 70,37%) تفوقان النسبة الوطنية في شعبة العلوم التقنية البالغة 50,25%. أمّا نتائج بقيّة المعاهد وعددها 6 فتُعتبر ضعيفة إذ توزّعتْ ما بين 36,84% و22,45 %. 6.3 شعبة علوم الإعلامية بلغتْ نسبة النجاح الجهوية في بكالوريا 2015 بدورتيْها بالمعاهد العمومية بولاية القصرين في شعبة علوم الإعلامية 38,81 % وهي أعلى من نسب النجاح الجهوية في بقيّة الشُّعَب باستثناء شعبة الرياضة. ورغم ذلك فهي تُعتَبَر ضعيفة مقارنة بالنسبة الوطنية البالغة 48,91 % في نفس الشعبة. لكن نسب النجاح في المعاهد متباينة، فبينما حقّقت 5 معاهد هي معهد الشابي بالقصرين ومعهد سبيطلة ومعهد حيّ الزهور بالقصرين ومعهد القصرين ومعهد العيون نسب نجاح تفوق النسبة الوطنية، توزّعتِ نسب النجاح في بقية المعاهد ما بين 42,86 % و 12,50 %. وتُعتبَر نسب النجاح ضعيفة جدّا في 3 معاهد هي معهد سبيطلة 2 ومعهد حاسي الفريد القصرين ومعهد تلابت التي توزّعتْ فيها النتائج ما بين 20% و 12,50 %.
7.3 شعبة الرياضة معهد القصرين هو المعهد الوحيد الذي به شعبة رياضة وقد حقّق نسبة نجاح تساوي 100 % وتجاوزتْ النسبة الوطنية في هذه الشعبة والبالغة 82,51 %. 4. هل اختلفت نتائج البكالوريا حسب جنس المترشحين أم أنّ هناك تقارب في النتائج بين التلاميذ من الجنسين؟ مقارنة بالنسبة الوطنية العامّة للنجاح في بكالوريا 2015 بدورتيْها البالغة 42,95 %، فإنّ نسبة النجاح الجهوية العامّة بالمعاهد العمومية بولاية القصرين بالنسبة إلى المترشحين الذكور البالغة 26,92 % والنسبة العامّة للمترشحات الإناث البالغة 24,39 % تعتبران كلاهما ضعيفتان. وفي إطار مقارنة النسبة العامّة للنجاح بالنسبة إلى الذكور بالنسبة العامة للنجاح بالنسبة إلى الإناث بالمعاهد العمومية بولاية القصرين، فإنّ الفارق بينهما يساوي 2,53 %، وهو فارق طفيف ليستْ له دلالة إحصائية (Sig. bilatérale لاختبار "ت ستودنت" لمجموعتين مستقلّتيْن يساوي 0,970). ويبيّن الجدول 3 والشكل 10 أنّ الفروق بين نسب نجاح المترشحين الذكور ونسب نجاح المترشحات الإناث في مختلف الشّعب ضعيفة نسبيّا باستثناء شعبة الآداب التي بلغ فيها الفرق أقصاه (5,08 %) وتليها شعبة علوم الإعلامية بفارق بلغ 4,61 % لفائدة المترشحين الذكور. وسجّلت شعبة العلوم التجريبية أصغر فارق (0,9 %) لصالح المترشحين الذكور.
جدول 3: مقارنة بين النّسب الجهوية للنجاح في بكالوريا 2015 بدورتيها في المعاهد العمومية بولاية القصرين حسب الشعبة والجنس الشعبة عدد المترشحين الذكور الحاضرين بالنسبة إلى المعاهد العمومية عدد المترشحين الذكور الناجحين النسبة الجهوية للنجاح بالنسبة إلى المترشحين الذكور عدد المترشحات الإناث الحاضرات بالنسبة إلى المعاهد العمومية عدد المترشّحات الإناث الناجحات النسبة الجهوية للنجاح بالنسبة إلى المترشحات الإناث الآداب 411 46 11,19 % 1143 186 16,27 % الرياضيات 224 79 35,26 % 208 79 37,98 % العلوم التجريبية 337 90 26,70 % 855 236 27,60 % الاقتصاد والتصرّف 283 58 20,49 % 452 107 23,67 % العلوم التقنية 318 125 39,30 % 130 47 36,15 % علوم الإعلامية 143 59 41,25 % 161 59 36,64 % الرياضة 7 7 100 % 7 7 100 % المجموع 1723 464 26,92 % 2956 721 24,39 %
5. ما هي الموادّ التي تحصّل فيها المترشحون على أضعف الأعداد وساهمتْ بالتالي، مساهمة دالّة، في تدنّي النتائج؟ تتطلّب دراسة الأعداد المتحصَّل عليها في بكالوريا 2015 بدورتيها تحاليل إحصائية كثيرة لا يسمح الوقت القصير المخصّص لإعداد هذه الدراسة بإنجازها. ولكن نظرا لأهمّية متغيّر "المادّة" فسنقدّم بعض الملاحظات بهذا الشأن ونستدلّ عليها بجدولين نقدّمهما كمثاليْن لتوزيع الأعداد المتحصَّل عليها، الأوّل من المعهد الذي سجّل أضعف نتائج النجاح في البكالوريا وهو معهد حاسي الفريد القصرين (5,45 %) والثاني من المعهد الذي سجل أعلى نتائج النجاح (100 %): - من خلال توزيع الاعداد المتحصَّل عليها في جميع المواد لكلّ الشعب ولكافّة المعاهد العمومية بولاية القصرين، يتبيّن أنّ الموادّ التي سجّلتْ أضعف النتائج عديدة ولا تهمّ مجالا واحدا بل تشمل كلّ المجالات المعرفية والعلمية. فالنتائج ضعيفة في الفلسفة وفي التاريخ والجغرافيا وفي اللغات (العربية والفرنسية والأنقليزية والألمانية والإيطالية والاسبانية) وفي الرياضيات والعلوم الفيزيائية وعلوم الحياة والأرض.... - تتوزّع الأعداد المتحصَّل عليها في موادّ الامتحان، باستثناء التربية التشكيلية والتربية البدنية وإنجاز مشروع بنسب كبيرة في المنطقة "من 0 إلى 9,99" بينما تتوزّع نسب أأقلّ منها بكثير في المنطقة "من 10 إلى 20". وتشمل هذه الملاحظة كلّ المعاهد باستثناء ثلاثة منها تحصّلتْ على نسب نجاح عامّة تفوق النبة الوطنية البالغة 42,95 %. وهذه المعاهد هي المعهد النموذجي (100 %) ومعهد 2 مارس 1934 القصرين (59,26 %) ومعهد القصرين 46,06 %). ويدلّ توزيع الأعداد بنسب كبيرة وفي جلّ الموادّ في المنطقة "من 0 إلى 9,99" على أنّ الموادّ التي سجلتْ نتائج ضعيفة وساهمتْ بالتالي مساهمة دالّة في تدنّي نسبة النجاح في البكالوريا عديدة وتكاد تكون كلّ الموادّ باستثناء التربية التشكيلية والتربية البدنية وإنجاز مشروع وأحيانا الإعلامية. - حتّى عندما ننزل إلى المنطقة "من 0 إلى 7,99" تبقى الملاحظة السابقة صالحة. أيْ أنّ الأعداد المتحصَّل عليها في مختلف الموادّ باستثناء المواد الثلاث المذكورة (التربية التشكيلية والتربية البدنية وإنجاز مشروع) وأحيانا الإعلامية وفي جميع الشعب وفي كافّة المعاهد باستثناء المعاهد الثلاثة المذكورة (المعهد النموذجي ومعهد 2 مارس 1934 القصرين ومعهد القصرين) موزّعة بنسب كبيرة في المنطقة المذكورة. وهذا يدلّ على أنّ الموادّ التي تحصّل فيها المترشحون على نتائج ضعيفة وساهمتْ مساهمة دالّة في تدنّي نتائج البكالوريا عديدة وتشمل كلّ المواد الدراسية باستثناء الموادّ الثلاث المذكورة والإعلامية أحيانا. - بالنسبة إلى المعهد النموذجي الذي سجّل أعلى نسبة عامّة للنجاح (100 %) وأعلى نسب النجاح في كلّ الشعب الموجودة به (100 % في الرياضيات، 100 % في العلوم التجريبية و 100 % في العلوم التقنية)، نزلتْ الأعداد في مادّة الفلسفة. وهو أمر يستوجب الدراسة من قبل مدير المؤسسة ومتفقد المادّة وأستاذها أو أساتذتها.
جدول 4: مثال لتوزّع الأعداد حسب المواد في شعبة الرياضيات بمعهد حاسي الفريد
جدول 5: مثال لتوزّع الأعداد حسب المواد في شعبة العلوم التجريبية بالمعهد النموذجي بالقصرين
VII. تأويل النتائج والإجابة عن سُؤاليْ الإشكالية السادس والسابع المتعلّقيْن بالمقاربة التأويلية أو التفهّميّة
1. السؤال السادس للإشكاليّة: ما تفسير مديري المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه لتدنّي نتائج البكالوريا 2015؟ خلال اليوم الدراسي الذي نظّمناه يوم الاربعاء 26 أوت بالمركز الجهوي للتربية والتكوين المستمرّ بالقصرين بالتنسيق مع المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين حول تقييم نتائج بكالوريا 2015 والإجراءات الكفيلة بتطوير ظروف الدراسة لتحسين نتائج التلاميذ ومردود المؤسسة وشارك فيه إضافة إلى المندوب ورئيسَيْ مصلحة الامتحانات ومصلحة الحياة المدرسية 19 مديرا، ناظرا دراسات، متفقدان، 03 مستشاري إعلام وتوجيه أدرْنا النقاش في شكل حوار جماعي Focus group حول مختلف النقاط المدرجة في الشبكة التي أعدّتها التفقدية العامّة والتي استلهمنا منها محتوى الاستمارة الخاصّة بمدير المعهد، وطلبنا أن تقع مناقشة كلّ النقاط بالاستناد إلى نتائج بكالوريا 2015 بدورتيْها بولاية القصرين. فكانت التدخّلات المفسّرة لتدنّي النتائج كالتالي: 1.1 الجوانب البيداغوجية - عدم التقيّد بمبدأيْ الخبرة والكفاءة في إسناد الأقسام النهائية للأساتذة. - عدم توخّي العدل والموضوعية عند إنجاز الموازنات البيداغوجية وعدم التنسيق مع المتفقدين البيداغوجيين. - توزيع التلاميذ على الفصول توزيعا غير مدروس وعدم احترام المناشير والمذكرات المنظّمة للعملية. - عدم التنسيق بين مدرّسي المادّة الواحدة بهدف تطوير العمل البيداغوجي. - تفاقم ظاهرة غياب المدرّسين وانعدام المراقبة الإدارية من طرف إدارات المؤسسات التربوية. - ارتفاع عدد غيابات التلاميذ وسلبية الأولياء تجاه هذه الظاهرة. - الارتقاء شبه الآلي في كلّ المستويات السابقة للامتحانات الوطنية وهو عائد إلى التضخيم المتعمّد في الأعداد. - الخلل في صياغة الفروض والاختبارات. - الخلل في الإصلاح إذ لا يتمّ الإصلاح أصلاً في العديد من الحالات. - عدم استكمال البرامج ممّا يؤثر في عملية التقييم. - اجترار مواضيع قديمة دون تجديد. - إخضاع التقييم إلى معايير ذاتيّة (محاباة أو تغطية على التقصير). - تنامي ظاهرة الغشّ وما يقابله من تسامح وتساهل. - كثرة الأساتذة النواب التي تعود إمّا إلى غيابات الأساتذة الأصليّين أو إلى عدم إحكام توزيع إطار التدريس على المؤسسات التعليمية. - النّقص الفادح في أعوان التأطير والقيّمين وانعدام التكوين الضروري لهم ليكون القيّم فاعلا في عمله. - عدم التوازن في توزيع الموارد البشرية (الأساتذة، القيّمين، الإداريين، العملة) على المؤسسات التربوية ممّا سبّب تضخّما غير وظيفيّ في بعض المؤسسات ونقصا فادحا في البعض الآخر. - عدم استقرار إطار التدريس وخاصّة بالعاهد النائية أو الكائنة بمعتمديات صغيرة تفتقر إلى العديد من أسباب الاستقرار مثل النّقل العمومي المنتظم واللائق والأمن والهاتف والأنترنات والفضاءات العامّة التي يحتاجها المدرّس. - التقييم: تكاد عملية الارتقاء بالمرحلتيْن الإعدادية والثانوية تكون آليّة. ويعود ذلك للأسباب التالية: 1) المنشور المنظّم للآرتقاء والذي ساهم في تراجع المستوى المعرفي للتلميذ. 2) ندرة المتابعة البيداغوجية والإدارية للمدرّس (الالتزام بالموازنات، عدم استكمال البرامج الرسمية، خلل في الاختبارات المطروحة صياغة ومراقبة وتقييما وإصلاحا). 3) تنامي ظاهرة الغشّ والمساعدة عليها أحيانا خاصّة في الأسابيع المغلقة. - تفاقم ظاهرة الدروس الخصوصية وتراجع قيمة الدروس بالفصل لدى التلاميذ. - التمييز الإيجابي للتلاميذ المشاركين في الدروس الخصوصية. وهذا الوضع المختلّ هو نتاج لاختلالات كثيرة تتعلّق بالجوانب البيداغوجية التي يتفاعل فيها ما له علاقة بالموارد البشرية وما يتّصل بعمل المدرّس ومدير المؤسّسة والمتفقد والتلميذ والقيّم والإداري... وتظهر الاختلالات بالمؤسسات التربوية التابعة للمندوبية الجهوية للتربية بالقصرين من خلال المعطيات التالية: أ) إطار التدريس - عدد الأساتذة الذين يدرّسون الأقسام النهائية وتقل خبرتهم العامة عن 3 سنوات (529) - عدد الأساتذة بالجهة ممن تقل شهائدهم العلمية عن الأستاذية (231) - عدد الأساتذة بالجهة ممن لهم أكثر من 5 سنوات خبرة وحائزين على الأستاذية (1959) - عدد المتربصين بالجهة سنة 2015 (463) - عدد المعوضين لأكثر من شهرين سنة 2015 (193) مراكز شاغرة + عطل مرض طويل الأمد 185 معوّضا لفترة قصيرة
ب) أكبر أعداد متربصين للمتفقد الواحد - المادة 1 (48 متربّصا لمتفقد الأنقليزية السيد لطفي السهيلي) - المادة 2 (32 لمتفقد الفرنسية السيد عمارة السماري) - المادة 3 (31 لمتفقد الفرنسية السيد محمد لمين البوعاوي) - المادة 4 (28 لمتفقد الرياضيات السيد بشير العبيدي) - المادّة 5 (28 لمتفقد العربية السيد محمد العويديدي) - المادّة 6 (28 لمتفقد العلوم الفيزيائية السيد محمد جدلي) - المادّة 7 (28 لمتفقد التربية الإسلامية السيد التليلي)
ت) الأساتذة المتربصون والمعوّضون : - عدد الاساتذة المتربصين بالمندوبية (463) - عدد المعوضين لشهرين أو أكثر (193) - أكبر عدد متربصين بنفس المعهد مع ذكر اسم المعهد و المواد المعنية (19) معهد العيون – (19) معهد حاسي الفريد – (18) معهد الزهور - أكبر عدد معوضين بنفس المعهد مع ذكر اسم المعهد و المواد المعنية معهد سبيطلة (13): عربية– فرنسية– أنقليزية– إعلامية– تصرّف– رياضيات- تقنية معهد ماجل بلعباس (13): فرنسية- فلسفة- علوم فيزيائية- تصرّف- رياضيات
ث) التكوين الاساسي للمدرسين : - عدد المدرسين الذين يقل مستواهم الأكاديمي عن شهادة الدراسات العليا للمرحلة الأولى(88) - عدد الأساتذة المجازين ويدرسون اختصاصهم الأصلي - عدد الأساتذة المبرزين (4) - عدد الأساتذة المبرزين و يدرسون الرابعة ثانوي (4)
ج) جداول الأوقات التي لم تحترم التراتيب المعمول بها سنة 2015 لأسباب إنسانية تهم - المواد الإختيارية - المواد الإجبارية - المواد المميزة للشعبة - المواد الإجبارية والمواد المميزة للشعبة معا (X)
ح) هل أشّر المتفقدون البيداغوجيون على مشاريع جداول الأوقات 2014 ـ 2015 ؟ - نعم (X) عشرون متفقدا من أصل 31 - لا
خ) متى وقع مد المتفقدين بجداول الأوقات ؟ موفى سبتمبر أول أكتوبر منتصف أكتوبر X أواخر أكتوبر بداية نوفمبر
د) مؤاخذات المتفقدين على جداول الأوقات تهمّ - ساعات تدريس مزدوجة في فترة ما بعد الظهر - ساعات مخصصة لمادة غير موزعة على كامل الأسبوع - برمجة أكثر من حصة بساعتين لنفس المادة X - برمجة كل حصص المادة في فترة ما بعد الظهر X
ذ) أولى زيارات الإرشاد و التفقد في المواد الأساسية كانت خلال - شهر أكتوبر - الأسبوع الأول من شهر نوفمبر X - بعد ذلك
1.1 الحياة المدرسية - غياب الحماية الأمنية للمؤسسات يجعل الإطار التربوي والتلاميذ في حالة خوف متواصل نتيجة الوضع الاجتماعي المنفلت خاصة في الأشهر من أكتوبر إلى مارس عندما يقصر النهار ويكون الخروج من المنزل والعودة إليه في الظلام. - غياب النقل العمومي المنتظم واللائق الذي يمكن للإطار التربوي استعماله بأريحيّة وخاصّة في المعاهد الكائنة بالمعتمديات الصغيرة مثل حاسي الفريد وحيدرة والعيون وجدليان وماجل بلعباس. - غياب النقل العمومي المنتظم واللائق لفائدة التلاميذ، خاصّة في الأرياف ممّا يضطرّ العديد منهم فتيان وفتيات إلى الإقامة بالمبيتات وتحمّل ظروفها المتردّية. - افتقار المبيتات إلى ظروف الإقامة اللائقة من حيث النظافة والتغذية والتدفئة والاكتظاظ وعدم صلوحية جلّ الأسرّة والحشايا وسوء تنظيم أوقات المراجعة. - عدم توفّر العدد الكافي من القيّمين بالمبيتات ممّا يتسبّب في سوء تنظيم أوقات المراجعة الليلية الهامّة جدّا خاصّة بالنسبة إلى أقسام السنوات النهائية. - ضعف الميزانية المخصّصة للتغذية ممّا يجعل الوجبات التي تُقَدَّمُ إلى التلاميذ مفتقرة تماما غلى الجودة وذات قيمة غذائية ضعيفة لا تستجيب تماما لحاجيات التلاميذ. - غياب هياكل مختصّة لرصد الصعوبات النفسية والاجتماعية للتلاميذ وإعداد استراتيجيات للمساعدة على تجاوزها. - غياب أطُر مؤسساتية لرصد صعوبات التعلّم لدى التلاميذ وإعداد استراتيجيات لمعالجتها. - العزوف عن التنشيط الثقافي من قبل الإطار التربوي لاعتماده على مبدإ التطوّع. - غياب الفضاءات والتجهيزات اللازمة. - غياب الإطار المختصّ في التنشيط الثقافي. - غياب برامج واضحة للتنشيط الثقافي. - استحواذ الدراسة على الزمن المدرسي وغياب أوقات مخصصة لممارسة الأنشطة الثقافية. - انعدام وسائل النقل لتأمين حضور التلاميذ للأنشطة الثقافية والرياضية خاصّة في المناطق الريفية. - استحواذ الدروس الخصوصية على أوقات فراغ التلاميذ على حساب ممارستهم لأنشطة ثقافية أو رياضية. ورغم النقائص العديدة المذكورة فإنّ المندوبية الجهوية للتربية أمدّتنا ببيانات لا تدلّ عن اقتناعها بوجود اختلالات من شأنها أن تحدّ من فاعلية العمل. وهذا التنافر بين رأي المديرين والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه من ناحية والمندوبية من ناحية ثانية لا يخدم المؤسسة التربوية والتلميذ ويعطّل إمكانيات التدخّل من أجل التحسين. أ) النقل - معاهد لا تؤمّن الشركات الجهوية نقل تلاميذها لا شيء - معاهد تشكو اضطرابا دائما في وصول التلاميذ بسبب النقل العمومي لا شيء - معاهد تشكو اضطرابا في النقل في بعض الفترات العيون + سبيبة + سيدي سهيل نحو تالة
ب) التغذية في المعاهد النائية بالنسبة إلى التلاميذ - غير متوفرة - متوفرة X - المراقبة الصحية للتغذية : متواترة X قليلة غير موجودة
ت) المبيتات بالمعاهد و الإعداديات - عادية عموما من حيث العدد و الظروف الصحية X - آخر تاريخ للصيانة - مكتظة - عدد االتلاميذ الذين غادروا المبيت - أسباب المغادرة
ث) التجهيزات البيداغوجية - متوفرة X - غير كافية - تجهيزات ضرورية غير متوفرة
ج) الانشطة الثقافية والرياضية
ح) الفضاءات الصحية - حسنة - متوسطة X - رديئة
توزيع مكاتب الإصغاء والإرشاد العدد : 09 المعاهد والإعداديات : 4 إعداديات و 5 معاهد التقييم العام لأداء مكاتب الإصغاء بناء على التقارير الدورية لمستشاري الاعلام والتوجيه : قلّة مكاتب الإصغاء (تسعة مكاتب في كامل الولاية أربعة منها في مدارس إعدادية وخمسة في معاهد) إضافة إلى الاختلالات في عملها نتيجة لنقص إطار الإصغاء. وقد ورد في التقرير الجهوي لتقييم أنشطة مكاتب الإصغاء والإرشاد البيانات التالية : - مكاتب تعمل بـ 3 مصغين: 00 - مكاتب دون مرشد في الإعلام والتوجيه: 02 - مكاتب دون طبيب مدرسي: 05 - مكاتب دون عون اجتماعي: 05 - مكاتب دون منتفعين بالإصغاء: 01 توزّع العقوبات التأديبية الخطيرة حسب المؤسسات التربوية : .......................................................................................................................................................................................................................................
3.1 الإعلام والتوجيه - يُعتبَر المنشور المنظّم لعملية التوجيه المدرسي التي تعطي للتلميذ اختيار المسلك والشعبة اللّذيْن يرغب فيهما من العوامل المؤثّرة بشكل واضح في تراجع النتائج المدرسية وعدم استقرارها إذْ ساهم في تضخّم عدد مترشّحي شعبة الآداب والاقتصاد والتصرّف على حساب الشُّعَب العلميّة مع غياب ملامح واضحة لتلاميذ هاتيْن الشعبتيْن. - عدم وضوح ما يميّز شعبة تكنولوجيا الإعلامية: أغلب التلاميذ يتوجهون إليها على أساس شعبة تقنية وليست إعلامية. 4.1 الجوانب العلائقية - لا توجد علاقات مهنيّة تشاركية تهدف إلى إنجاز أنشطة تربوية مشتركة بين مدرّسي نفس المادّة ومدرسي نفس المستوى ولا بين المتفقدين فيما بينهم ولا بين المتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه. - لا توجد علاقات تبادل بين المعاهد. وهو ما يجعل التلاميذ منغلقين دراسيّا. ورغم هذه النقائص، قدّمتْ المندوبية الجهوية للتربية بيانات مختلفة تدلّ على تقييم مغاير للجوانب العلائقية. وهذا الاختلاف ليس من مصلحة المؤسسة والتلاميذ لأنّه يعطّل التدخّل من أجل التحسين: الجوانب العلائقية على المستوى البيداغوجي : مدى وجود تقاليد عمل مشتركة وتنسيق بين - أساتذة المواد فيما بينهم متوفّرة - متفقدي عائلات المواد فيما بينهم متوفّرة - المتفقدين ومستشاري الاعلام والتوجيه منعدمة - اساتذة المواد الأساسية المحدّدة في التوجيه ومستشار الاعلام والتوجيه قليلة - في حالة الإجابة بـ "لا " ما هو مردّ ذلك ؟ على مستوى الحياة المدرسية : مدى وجود مشاكل علائقية تُعيق تحقيق نتائج دراسية مرضيّة : مشاكل عاديّة - بين التلاميذ أنفسهم - بين الأولياء من ناحية وإطار التدريس وإطار الإشراف الإداري من ناحية أخرى - بين المندوبية ومديري المؤسسات بين المندوبية والسلطة الجهوية 5.1 القيادة والتسيير - ضُعف دور المدير تسبّب في انتشار الفوضى في المؤسسة التربوية وعدم احترام العمل. - تراجع مكانة المدير جعلتْ تعليماته تُقابَل بالجدل العقيم ولا تُطبَّق في كثير من الحالات. - أصبح المدير يتردّد كثيرا في اتّخاذ قرارات لفائدة العمل حتّى وهو متأكّد من فائدتها وذلك خوفا من ردود الفعل التي سوف تُحدِثُها. - هشاشة وضع المدير جعلت العديد من المديرين يركنون إلى عدم المبادرة والانحياز إلى الجانب النقابي بدافع طلب الحماية عند الحاجة. - طريقة تعيين المديرين غير ناجعة لأنّ العديد من المديرين الحاليين تنقصهم الكفاءة في تسيير مؤسسة تربوية وتسبّبوا في تدهور نتائج مؤسساتهم.
6.1 محيط المؤسسات التربوية والمعطى الأمني - محيط المؤسسات التربوية أصبح غير مُطَمْئِن ويبعث على الخوف سواء بالنسبة إلى التلاميذ أو الإطار التربوي إذ أصبح النّشل والاعتداءات اللفظية والبدنية والتهديد بالسلاح الأبيض أحيانا وبشتّى أدوات الجريمة أمرا يتكرّر بتواتر يثير الخوف ويجعل الذهاب إلى المؤسسة التربوية يوميّا والعودة منها لا يخلوان من الخطر. - تزايد عدد المنحرفين والمجرمين، ومعظمهم على دراجات نارية، أمام المؤسسات التربوية وخاصّة في أوقات الدخول والخروج يجعل احتمال وقوع الاعتداءات وحتّى الجرائم محتملا جدّا في غياب دوريات أمنية قارّة تحفظ أمن التلاميذ والإطار التربوي. - تنامي ظاهرة ارتياد المقاهي المجاورة للمؤسسات التربوية من قبل التلاميذ ذكورا وإناثا والإدمان على التدخين والزطلة من قبل بعض التلاميذ. - ترويج الزطلة وأنواع من المسكرات في محيط المؤسسات التربوية في غياب الدوريات الأمنية التي تهتمّ بسلامة المحيط المدرسي من كلّ ما من شأنه أن يلوّثه. وقد أمدّتْنا المندوبية الجهوية للتربية بالبيانات التالية التي لا تتعارض مع آراء المديرين والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه: محيط المعهد - مطمئن لعموم التلاميذ (فتيان وفتيات) - غير مطمئن X - أهم الإشكاليات أو الظواهر الخطيرة : العنف + المسكرات خاصّة في المؤسسات داخل المناطق الحضريذة الشعبيةز
دوريات الأمن - كافية - غير كافية - قليلة X - لا تتواجد إلا عند الطلب
2. السؤال السابع للإشكالية: حسب رأي مديري المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه، ما الذي يمكن القيام به منذ مفتتح السنة الدراسية الجديدة 2015/2016 بهدف توفير ظروف تعلّم أفضل تسمح لتلاميذ البكالوريا بتحقيق نسبة نجاح عالية في دورة 2016؟ قدّم مديرو المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدون ومرشدو الإعلام والتوجيه التوصيات التالية لتجاوز النقائص والصعوبات التي نتج عنها تدنّي نتائج بكالوريا 2015 بدورتيْها وحتّى نتائج الدورات السابقة. ويمكن تبويبها كالتالي:
توصيات تتعلّق بالجوانب البيداغوجية - متابعة غيابات إطار التدريس وإعلام مصلحة التدريس بها مهما كانت مدّة الرخصة. - مزيد متابعة غيابات التلاميذ وتكثيف الاجتماعات التحسيسية بالأولياء قصد الحدّ من ظاهرة الغيابات غير المبرّرة. - دعوة القسم الخارجي إلى عدم التساهل في تسوية الغيابات غير المبرّرة والالتزام بالتراتيب المنظمة للعملية. - الحرص على توفير التجهيزات المخصّصة للتدريس (وسائل الإيضاح) والمحافظة عليها وصيانتها وعدم استعمالها في الشؤون الإدارية. - دعوة جميع الأطراف العاملة في المؤسّسة التربوية إلى مزيد تحمّل المسؤولية والجدّية في أداء عملها والإحاطة بالتلاميذ كلّ حسب مهامّه. - تفعيل ومتابعة عمل خلايا الإصغاء والإحاطة النفسية والاجتماعية بالتلاميذ. - عدم تكليف الأعوان العرضيين بمهام التأطير. - مزيد العناية بحصص الدّعم ومتابعتها حتى لا تكون حصصا شكلية وغير منجزة. - التنسيق مع السادة متفقدي المواد عند إنجاز التوزيع البيداغوجي. - إسناد الأقسام النهائية إلى الأساتذة بعد التشاور مع متفقدي المواد واعتماد مقاييس موضوعية في ذلك. - الحرص على توزيع التلاميذ على الأقسام وفق مقاييس منظومة eduserv (الجنس والسن والمعدّل والرسوبات). - دعوة الأساتذة إلى مزيد التنسيق والتشاور مع السادة متفقدي المواد عند إعداد الفروض والتأكيد على ضرورة متابعة عملية إصلاحها مع التلاميذ في الآجال المحدّدة. - دعوة الأساتذة إلى عدم إسناد فروض قديمة منجزة في سنوات فارطة وحثّهم على التجديد والخلق والمبادرة. - ضرورة متابعة استكمال البرامج الرسمية وإنجازها مع التلاميذ. - التّصدّي بكلّ حزم لظاهرة الغشّ خلال اختبارات السنة الدراسية. - العمل على بعث نشاط ثقافي أسبوعي يشدّ التلميذ ويوطّد علاقته بالمؤسسة ويمكذنه من مكتسبات جديدة تجعله أكثر مرونة في التواصل مع زملائه والأطراف العاملة في المؤسسة. - ضرورة تقييم نتائج كلّ مؤسسة تربوية على حدة ورصد أسباب تدنّي نتائج البكالوريا وسبل تحسينها حسب خصوصيتها وضبط برنامج عمل لكلذ مؤسسة يقع الانطلاق في إنجازه منذ بداية السنة الدراسية 2015/2016 بمشاركة كافّة الأطراف العاملة بالمؤسسة التربوية وموافاة المندوبية بنسخة من هذا البرنامج قصد متابعته.
التأطير والإشراف البيداغوجي - توزيع إطار الإشراف البيداغوجي والمرافقة حسب عدد التلاميذ بكلّ مؤسسة تربوية. - العمل على الحدّ من عملة الحضائر والآليات وتسوية وضعية المباشرين منهم حتّى يتمّ التقليص من الدّخلاء على القطاع. - تكثيف الدورات التكوينية لكلّ القطاعات العاملة بالمؤسسة وذلك لتوضيح مهامّها وتجويد مردوديتها. - تكثيف الحلقات التكوينية لفائدة الأساتذة. - توخّي العدل والموضوعية عند إنجاز الموازنات البيداغوجية وحسن التنسيق مع المتفقدين البيداغوجيين. - إسناد الأقسام النهائية للأساتذة الأكثر كفاءة مع موافقة المتفقدين. - التّقيّد التامّ بالمناشير والتوصيات عند إنجاز الموازنات. - تحسيس المدرّسين بأهمّية التقييم باعتباره علما قائما بذاته وتكوينهم في هذا المجال. - توثيق الصّلة ودفع التنسيق بين مدرّسي المادّة الواحدة لتوحيد المقاربة البيداغوجية وأنساق التعليم والبيداغوجيات. - تكثيف الزيارات البيداغوجية من قبل المتفقدين. - تكثيف الإحاطة النفسية والاجتماعية بالتلاميذ (تفعيل خلايا الإصغاء والإنصات). - العمل على توفير كلّ الظروف المؤدّية إلى استقرار الإطار التربوي. - تحسين ظروف العمل في المؤسسات الريفية والنائية. التقييم والتوجيه تعتمد الحلول أساسا على مدير المؤسسة التربوية والمتفقد البيداغوجي - التكثيف من الزيارات البيداغوجية من قبل المتفقدين والمديرين. - التكثيف من حصص التكوين والرسكلة. - تغيير منظومة التقييم برمّتها. - العودة إلى المحطّات التقييمية الوطنية (السادسة والتاسعة أساسي) وجعلها إجبارية. - تغيير منظومة التقييم من ثلاثية إلى سداسية. - إلغاء نظام الأسبوع المغلق والعودة إلى الاختبارات الفجئية. التوجيه المدرسي - مراجعة عناصر منشور التوجيه وإعطاء صلاحيات أكبر لمجلس التوجيه حتى ترتكز العملية على المؤهلات لا على الأعداد. - إعادة النظر في مقاييس إعادة التوجيه جهويّا. - إعادة الاعتبار إلى التعليم التقني ببعث مرحلة ثانوية تقنية تفضي إلى تعليم عال تقني. التنشيط الثقافي - توفير الإطار المختصّ في التنشيط الثقافي. - توفير الفضاءات والتجهيزات اللازمة. - مراجعة الزمن المدرسي بشكل يكفل توفير حيز زمني للنشاط الثقافي. - توفير برامج رسمية للأنشطة الثقافية وتوحيدها وتعميمها. - السماح للمؤسسات التربوية بالعمل المشترك مع المنظّمات ذات الصّلة بالنشاط الثقافي مع ضرورة تقنين ذلك وضبط حدود ومجالات الشراكة. التجهيز والبناءات - الحرص على أن تكون المؤسسات التربوية وخاصّة التي هي بصدد الصيانة جاهزة قبل مفتتح السنة الدراسية 2015/2016. - تعهّد وصيانة كلّ المؤسسات التربوية التي هي في حاجة ماسّة للتدخّل وخصوصا إشكاليات الماء والكهرباء - بناء قاعة مراجعة بالمؤسسات التي بها مبيتات وتجهيزها تجهيزا كاملا. - تجهيز المخابر والمكتبات. - إحداث وحدات صيانة الآلات والمعدّات. - الحرص على تعميم شبكة الأنترنات واعتماد الألياف لتقوية التدفّق. - تجديد مخابر الإعلامية. - بعث وحدات تكوين الأعوان في الصيانة والطبخ والاستقبال والطباعة. - السّعي إلى قسمة المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين إلى مندوبيتين لتخفيف العبء ولنجاعة التدخلات. - الحرص على تشريك المجتمع المدني وخاصّة جمعيات الصيانة لمساندة مجهود الإدارة. - إعادة وظيفة قاعات المراجعة وبناء قاعات جديدة في المؤسسات التي تفتقر إلى ذلك.
اقتراحاتنا الشخصيّة لمعالجة الصعوبات والنقائص التي أنتجتْ تدنّي نتائج بكالوريا 2015 بالمعاهد العمومية بولاية القصرين - دعوة كلّ مؤسسة إلى إعداد مشروع بيداغوجي سنوي يشارك في تصوّره كلّ الفاعلين التربويين داخل المؤسسة وكذلك ممثّلون عن الأولياء والجمعيات التي تنشط في مجال التربية ولها أنشطة في المؤسسة وذلك لتجاوز النقائص وتحسين ظروف التعليم والتعلّم قصد الترفيع في حظوظ النجاح. - وضع خطط عمل في كلّ معهد تحت إشراف المتفقدين كلّ في مادّته، لتحسين ظروف التعليم والتعلّم في الموادّ التي أحرز فيها التلاميذ نتائج ضعيفة وخاصّة الموادّ الرئيسية في كلّ شعبة. - دعوة المتفقدين من قبل التفقدية العامّة لبيداغوجيا التربية إلى وضع استراتيجية عمل سنوية تأخذ بعين الاعتبار النتائج المسجّلة في كلّ معهد ويبرمج فيها المتفقد إجراءات فارقيّة بالنسبة إلى كلّ مؤسسة حسب صعوباتها. - دعوه مستشاري الإعلام والتوجيه من قبل الإدارة العامّة للتعليم الثانوي إلى إعداد استراتيجية تدخّل سنوية فارقية تأخذ بعين الاعتبار صعوبات كلّ مؤسسة وتبرمج لفائدتها أنشطة ملائمة. - دعوة مندوبيات التربية إلى تكثيف الأيام الدراسية التي يشارك فيها ممثلون عن كلّ الأصناف من متفقدين ومستشاري إعلام وتوجيه ومديرين ونظّار دراسات ومرشدين تربويين وقيّمين وإداريين...التي يقع فيها تقييم العمل والنتائج بصفة مرحلية. - تفعيل رتبة متفقد الحياة المدرسية للحدّ من الفوضى في المؤسسات التربوية. - التصدّي للدروس الخصوصية التي لم يعد يقدر على مواجهة تكاليفها إلاّ المقتدرون مادّيا وساعدت على تكريس الفوارق الاجتماعية فنتجت عن ذلك فوارق في حظوظ النجاح وحتّى حظوظ الدراسة مادام التلميذ الذي له الإمكانيات المادّية يختار مدرّسيه في الساعات الخصوصية ويحظى بتأطير بيداغوجي مركّز ومشخصن. - تعويض الدروس الخصوصية بدروس منظّمة في المؤسسة التربوية وبمقابل تتكفل الوزارة بجزء منه ويساهم الولي فيه بالبقيّة. على أن يتولى المدرّسون، كلّ في مادّته تسجيل التلاميذ المستفيدين من هذه الدروس حسب صعوبات التعلّم لديهم, - تخصيص ساعات للدعم والعلاج في الموادّ الأساسية في كلّ شعبة يُسَجَّلَ فيها التلاميذ الذين لهم صعوبات في تلك الموادّ وتُحتَسَب هذه الساعات ضمن موازنة الأساتذة منذ بداية السنة. - عدم إسناد الأقسام النهائية للأساتذة النوّاب مهما كانت الأسباب وضرورة تدخّل المتفقد لحسم الوضعيات الإشكالية بخصوص إسناد الأقسام لغير النّواب بالتشاور مع المدير والأساتذة المعنيين، على أن يقع تطبيق قراراته. - إرجاع حصص الاستمرارLes séances de permanence في الساعات الفارغة Les heures creuses وما بين الحصص الصباحية وحصص ما بعد الظًّهر، وتخصيص قاعات لذلك وتكليف قيّمين بمرافقة التلاميذ في هذه الحصص. - تكوين القيّمين تكوينا بيداغوجيا من قبل المتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه ليقوموا بدور المرافقة للتلاميذ في حصص الاستمرار. - تكوين المديرين في التسيير التشاركي للمؤسسة. - تكفّل مستشاري الإعلام والتوجيه بتنظيم حصص متعدّدة لفائدة كلّ تلاميذ البكالوريا (12 ساعة على الأقلّ لكلّ تلميذ يقع توزيعها على عدّة حصص تمتدّ على كامل السنة الدراسية) لتكوينهم في منهجيات التعلّم (تعلّم مع الأستاذ، تعلّم باستعمال الأنترنات، تعلّم ذاتي باستعمال الكتب، تعلّم مع مجموعة من أصدقاء الفصل، تعلّم مع صديق واحد من نفس الفصل، تعلّم في حصص تدارك بالمعهد، تعلّم في ساعات خصوصية، تعلّم في المكتبة، إنجاز بحث....) لأنّ عدّة تلاميذ يفشلون دراسيّا بسبب ضياعهم من الناحية المنهجية، إذ لا يهتدون إلى طريقة العمل التي تناسبهم. - إرجاع خطّة المرشد البيداغوجي على أن يضع في أولوياته تكوين وتأطير الأساتذة النّواب للحدّ من الأضرار البيداغوجية التي قد يُلحقونها دون وعيٍ منهم وعن حسن نيّة بالتلاميذ. - الاهتمام بالأنشطة الترفيهية التي تحسّن علاقة التلاميذ بالمؤسّسة وبالإطار التربوي: رحلات، نوادي ثقافية، نوادي سنما، نوادي مسرح، تبادل زيارات مع مؤ سسات أخرى..... - الاهتمام بالانضباط في مختلف أشكاله: الهندام، احترام أوقات الدراسة، السلوك داخل الفصول، كيفية التعامل مع الأساتذة ومع بقية الإطار التربوي. - دعوة المديرين إلى إعداد خطّة تهدف إلى جعل كافّة الإطار التربوي بالمؤسّسة يلتزمون باحترام العمل وبأوقاته.
VIII. الخاتمة أعددنا هذه الدراسة في مدّة وجيزة لم تبلغ شهرًا بما في ذلك الأيام التي خصّصناها للقيام بالإجراءات العديدة لجمع البيانات الكمّية والنوعية من إحصاءات أمدّتنا بها الوزارة وبيانات حصلنا عليها من المندوبية الجهوية للتربية بالقصرين واستمارات أجاب عنها مديرو المعاهد العمومية بولاية القصرين ويوم دراسي مع مديري المعاهد ونظّار الدراسات والمتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه. ورغم ضيق الوقت، حاولنا تحليل نتائج بكالوريا 2015 بدورتيْها بالمعاهد العمومية بولاية القصرين باستعمال مقاربة مزدوجة وصفية في الإجابة عن الأسئلة الخمس الأولى لإشكالية الدراسة اعتمدنا فيها على الإحصائيات الوصفية من جداول إحصائية ورسوم بيانية وتأويلية تفهّمية في الإجابة عن السؤاليْن السادس والسابع للإشكالية استندنا فيها إلى تفسيرات ووجهات نظر مديري المعاهد والمتفقدين ونظّار الدراسات ومتفقدي المواد ومستشاري الإعلام والتوجيه. وقد قمنا بتحليل النتائج بالاستناد إلى متغيرات هامّة تسمح الإحصائيات التي أمدّتنا الوزارة والمندوبية الجهوية للتربية بالقصرين بها بالعمل عليها وهي: 1) شعبة الدراسة 2) المعهد 3) الجنس 4) المادّة. وقد توصّلنا بفضل التفسيرات والآراء والتوصيات التي قدّمها المشاركون في اليوم الدراسي والمديرون في الاستمارات والمندوبية الجهوية للتربية في محاضر الجلسات التي نُظّمتْ سابقا في نفس الموضوع أن نتبيّن العديد من العوامل المتضافرة لصنع نتائج متدنّية في بكالوريا 2015. وانطلاقا من التشخيص الواقعي النابع من معرفة بمختلف المتغيّرات المؤثّرة في سيرورات العمل التربوي بالمؤسسات المعنيّة، صغنا توصيات متكاملة فيما بينها ويمكن اعتمادها كخطّة علاجية لتجاوز السلبيات والصعوبات بالمعاهد ابتداء من السنة الدراسية الجديدة 2015/2016 وهي توصيات عبّر عنها المشاركون في اليوم الدراسي والمديرون في الاستمارات والمندوبية في محضريْ جلستيْن نظمتهما سابقا في نفس الموضوع. ورغم اهمّية التحاليل والمقارنات والتوصيات العملية الواردة بهذه الدراسة، فإنّ الاستفادة منها تبقى رهينة رغبة المندوبية والمتفقدين ومديري المعاهد في تفعيل نتائجها وذلك على النحو التالي: - استغلال نتائج الدراسة من قبل المندوبية الجهوية للتربية لإعداد خطّة سنوية لمتابعة عمل المعاهد وخاصّة ما يتعلّق بالأقسام النهائية والتنسيق في ذلك مع المتفقدين ومستشاري الإعلام والتوجيه. والتدخّل لدى الإدارات الجهوية الأخرى مثل النّقل والأمن والفلاحة والصحّة للمشاركة في توفير الظروف المناسبة للعمل وفتح المجال للمنظمات والجمعيات ذات التوجّهات التربوية غير المشكوك فيها للمساهمة في تقديم الإضافة المرغوب فيها. - استغلالها من قبل المتفقدين في برمجة أنشطة التكوين والمرافقة والمتابعة. - استغلالها من قبل مستشاري الإعلام والتوجيه في برمجة أنشطة تتعلّق بالمناخ المدرسي وبالصعوبات النفسية والاجتماعية للتلاميذ. - استغلالها من قبل المديرين لتنظيم جلسات تقييمية بمؤسساتهم يشارك فيها كافة الإطار التربوي وتفضي إلى وضع خطّة عمل سنوية تهدف إلى الرفع من مردود المؤسسة.
#منوّر_نصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أزمة الهوية المهنية للمتفقدين البيداغوجيين وموقع المتفقدين ا
...
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با
...
/ علي أسعد وطفة
-
خطوات البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا
...
/ سوسن شاكر مجيد
-
بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
/ مالك ابوعليا
-
التوثيق فى البحث العلمى
/ د/ سامح سعيد عبد العزيز
-
الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو
...
/ مالك ابوعليا
-
وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
/ مالك ابوعليا
-
مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
/ مالك ابوعليا
-
خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
/ مالك ابوعليا
-
مدخل إلى الديدكتيك
/ محمد الفهري
المزيد.....
|