أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إسماعيل خالد - التعامل مع الآخر بين الأبيض والأسود














المزيد.....

التعامل مع الآخر بين الأبيض والأسود


إسماعيل خالد

الحوار المتمدن-العدد: 366 - 2003 / 1 / 12 - 05:03
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أخبار الشرق - 11 كانون الثاني 2003

تتفق بين حين وآخر عبقرية هذا الكاتب أو ذلك، ممن يكون منتمياً إلى السلطة أو إلى الأحزاب المنضوية تحت لوائها، لتفصح عن موروث أو مخزون يكون لهذا الوطن - كما يراه هو - فائدة جلى في عملية التطور والتقدم وارتقاء السلم الحضاري، طالما كان هذا المخزون يلبي نزعاته وطموحاته الذانية أوالفئوية، والتي تكون في معظم حالاتها - إن لم تكن في جميعها - عنصراً فعالاً، وعاملا أساسياً في لجم واعاقة الطريق أمام الآخر المختلف فكراً أو رؤيا.

فالبعث الحاكم، منذ ولادته لم يخرج بآرائه الفكرية والنظرية، وبممارساته العملية عن تلك الدائرة الموسومة بالأسود والأبيض، ولم يستطع انطلاقاً من معاييره الفكرية الخاصة، أن يستوعب ويمارس الديمقراطية الحقة، وأن يرتقي السلم الحضاري الاجتماعي.

لهذا، فالرشوة والمحسوبية، وقمع الرأي المخالف، والمحافظة على القوانين الجائرة والظالمة بحق شعبنا الكردي، وبقاء الأحكام العرفية، وعدم سن قانون ترخيص الأحزاب، وعدم إفساح المجال أمام المنتديات الثقافية والفكرية والأدبية، والإبقاء على الإحصاء الرجعي المشئوم في محافظة الحسكة، وعدم الاعتراف بوجود الكرد وحقوقهم القومية المشروعة، والإصرار على بقاء مشروع الحزام العربي العنصري، والتدخل المستمر في عمليات الانتخابات، وتعيين مديري كل المؤسسات، وحتى البلديات من العناصر البعثية، والإفصاح المستمر عن تلك الروح الشوفينية حيال الكرد في سورية وكأنهم غرباء عن هذا الوطن .. كل ذلك، يمارس فعله في تكوين وسير فكر البعث نحو فرض وإقحام نفسه بكل الوسائل في كل مناحي الحياة.

لهذا، ورغم الاحتجاجات الكثيرة، والمطالبات المتعددة، لم يستطع البعث أن ينسجم مع التطور الفكري والاجتماعي العالمي، ناهيك عن محاولاته المستمرة في تشويه التطور الفكري والاجتماعي. إذ يرى البعث أن يكون هذا التطور خاضعاً لسيطرته ومتماشياً مع رؤيته أبيض، وأن لا يكون مخالفاً له، ليكون أسود؛ وفي هذه الحالة، تفعل القسرية فعلها، ويكون سيف قانون الطوارئ والأحكام العرفية شاهراً بالمرصاد.

إن المطالبة بتوفير مستلزمات الديمقراطية وتطبيقها في الممارسة العملية الحياتية، هي للسير قُدُماً نحو بناء مجتمع مدني يسود فيه القانون واستقلالية القضاء، وإعادة حق المواطنة لمجردين من الجنسية، وتسوية مأساة المكتومين التي تفاقمت كثيراً، والمتمثلة في عدم تسجيل أولاد تلك الفئة من المتزوجين في عداد واقعات الولادة، والتي يكون فيها الأب مجرداً من الجنسية، فيكون بالنتيجة أولئك الأطفال غير المسجلين في دوائر السجل المدني مكتومي القيد، ولا يحملون في جيوبهم أي وثيقة تثبت انتماءهم إلى هذا الوطن، فيتشردون في الشوارع والأزقة باحثين عن لقمة عيشهم، ويمارسون كل الأعمال التي لا تليق بالطفل والطفولة.

من جانب آخر؛ مارس البعث - وما زال - أسلوب السيطرة على توجهات الأطفال المستقبلية، وصادر حقوقهم في تنمية شخصيتهم الفكرية والإبداعية، بجعل كل مدرسة ابتدائية حاضنة لطلائع البعث، ومن ثم شبيبة البعث، وكأن كل من لا يفكر كما يفكر البعث، ولا يرفع شعاراته، فهو مشكوك في أمره، وبالتالي، لا يحق له أن يطرح آراءه على هذا المجتمع أو يساهم في بناء هذا الوطن، الذي يفترض به أن يكون وطناً للجميع.

__________

* كاتب كردي سوري - سورية

 



#إسماعيل_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إسماعيل خالد - التعامل مع الآخر بين الأبيض والأسود