أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد صلاح الدين - أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!














المزيد.....

أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 12:32
المحور: حقوق الانسان
    




كل الأشياء التي طلبها مني الأهل والأقارب والمجتمع، في التعليم والعمل، وفي النشاط الخاص والعام، فعلته طفلا وشابا وعلى فترات؛ عملت ذلك بجد واجتهاد، إلى درجة من الاستثناء المضني للجسم والعقل والأعصاب.
وقد قالوا: إن الذين يجتهدون ينالوا مرادهم وطموحهم وأمالهم، لا ريب في ذلك، ولا شك.

الأشياء، التي كانوا يحثوننا عليها، إلى درجة الاستحثاث والتخويف، من عاقبة الفشل فيها، تجاوزناها ونجحنا فيها، رغم الخوف الملازم لنا، قبل وأثناء وبعد.

هناك أشياء في عمر الطفولة، وحتى سن ما يسمى بالرشد العقلي بعمر ثمانية عشر عاما، لم نكن نحسب لها حساب، ولم نتعرف عليها بعد، لكننا كنا نحسها كأطفال، في حالة من طيف خوف متكامل، وله كمون في الأعماق وفي اللاشعور، خوف تتوارثه الأجيال، على مدى الأحقاب الزمنية؛ فشعرناه خوفا إلى درجة الإفزاع والقنوط واليأس، في ثنايا الممارسة الطفولية عامة، رغم التجاوز شكلا وتقليدا، في نتائج الممارسة تلك.

هذه الأشياء والخفايا المخيفة مستقبلا، والمعطلة لروح الأجيال وإيمانها وعمقها وإنسانيتها وإبداعها، تبدأ تظهر شيئا فشيئا، عند عموم البلوغ والمراهقة، في صدمات واقعية ومادية ونفسية، قوامها مستنقعات وسبخات من الفقر والجهل والمرض، ومرجعياتها في غياب حرياتنا وكرامتنا، وغياب نهج العدل والإنصاف، ومحاربة الطبقية الدينية والاجتماعية، وغياب العلم والنهج التربوي الصحيح.

فيعيش الناس والأطفال، في بيئة الدجل الديني والاجتماعي، والوعودات الزائفة لانتظار طويل، ختامه خازوق في مرحلة، وخازوقان أو ثلاثة في مرحلة ثانية، ثم مجموعة خوازيق أكثر خوزقة من خوازيق كل مرحلة سابقة وهكذا.

والناس، لا تزال ومعهم الأطفال، يحلمون ويتحركون على وهم، ولأجل خيال لا سند له من واقع، ويتم التوصية من كبراء المجتمع وأوصيائه الدينيين والاجتماعيين، حول النجاح الحتمي للمهمشين والفقراء والمرضى والمسحوقين. وساعة اللقاء والحسم الاجتماعي والمادي، ندخل جميعا في معادلة (الكبير كبير والنص نص والصغير منعرفوش). هذا على رغم كل كلام جميل ومؤثر معنويا عن الإنسانية والإنصاف وسواسية كأسنان المشط وغيرها.

والسائحون الغلابى في حركة المجتمع وواقعه، يلتزمون بشدة بحركيات المجتمع التقليدي، في شكل الدين، وهيبة المراس الاجتماعي المجامل زيفا ونفاقا.

وفي النهاية على ماذا يحصلون؟؟ يحصلون في كل مرة على فشل، وفي أخرى على خيبة أمل، وفي ثالثة على مشاكل وأمراض مادية واجتماعية مزمنة، يصبحون على ضوئها إما متآمرين أو عملاء أو خارجين عن القانون أو إرهابيين أو متطرفين أو زنادقة ومنحرفين أو ضالين وملحدين وأخير فاشلين.

أيها السيدات والسادة!! هل صرنا نمارس إجرائية حيوانية يومية، لكن دون غريزة الحيوان المحترم نفسه، ويسمى ذلك صبرا وتجلدا وإيمانا واحتسابا، وعلى قول المثل العامي الشائع(موت يا حمار تيجيك العليق).
لذلك كله، أرجو، وكما يرجوا- كذلك- زملائي في القطيع ألا تستنفدونا أكثر، فلم يتبق عندنا شيء.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعدك لم أجد حبيبة
- نخب الرفاه والنضال الفلسطيني
- حقائق القوة الإنسانية
- المخيم الفلسطيني وحق العودة
- عماد صلاح الدين
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عماد صلاح الدين - أرجو ألا تستنفدونا أكثر!!