أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج














المزيد.....

حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 1355 - 2005 / 10 / 22 - 05:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


■ ان من يقرأ تاريخ العراق المعاصر يتملكه الدهشة والعجب من اسراف الساسة والوعود ومن العجز الذي يعقب تلك الوعود ، ورغم ان التشكيل الوزاري للعراق ومجئ الجعفري كان عن طريق التوافق السياسي والطائفي والعنصري بين الشيعة الصفوين وحزبي الاكراد الوطني الديمقراطي والاتحاد الديمقراطي. لا ندري ماذا سيكتب التأريخ عن الجعفري بعد الفشل الذريع الذي أصابه بعد توليه السلطة.
بعد الانتخابات السابقة في يناير كانون الثاني الماضي وبدعم من المرجعية الدينية الشيعية حصلت قائمة الائتلاف الموحد بأغلبية الاصوات ، ومن المعلوم أن أكثرية قائمة الائتلاف هم من حزب الدعوة الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء ابراهيم الجعفري والمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يتزعمه عبد العزيز الحكيم.
وهكذا جاء الجعفري الى رئاسة الوزراء وأخذ بتشكيل حكومته مشيراً الى ان حكومته ستضم اختصاصين أكفاء ووطنيين لهم تاريخ نظيف.
تعهد الجعفري بالسيطرة على الوضع الامني والمحافظة على ارواح الشعب وممتلكاتهم ومكافحة الفساد وادخال اصلاحات ادارية واعادة هيكلة وتنظيم مؤسسات المجتمع المدني ، اضافة الى التأكيد على مشاركة المرأة وتوليها مناصب سيادية في الحكومة الجديدة أسوة بالرجل وعدم تهميشها وتجاهلها كما كان في العهد السابق ، والعمل على رفع المستوى المعاشي وزيادة الدخل وتوزيع الثروات والعوائد النفطية على الشعب ، وأكد ضرورة التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية ،واعادة تعمير العراق ، واحترام مبادئ حقوق الانسان وفقاً للمواثيق الدولية.
ولكن النتيجة كانت صراعات ومنافسات على الصلاحيات داخل الحكومة ناهيكم عن وجود الاحتلال، وكان الشعب يعاني من الفلتان الامني والفوضى في كل مكان ، وأصبح العراقي لا يدري في أي مفخخة سيموت أو بأي قصف عشوائي سيموت أو عاى أي يد ارهابي سيموت ، هكذا أصبح العراقي الذي عانى الكثير من ظلم واستبداد النظام السابق ، والذي أعتقد أن بزوال صدام تزول معاناته ، ولكنه يعاني من الفقر والجوع وسوء الخدمات لقلة الكهرباء والماء والبطالة الكبيرة التي عاني منها كافة شرائح المجتمع العراقي ، خاصة بعد حل الوزارات وتسريح الموظفين ، اذا ماذا قدمت حكومة الجعفري أكثر من البطاقة التموينية كدعم من الدولة الى المواطن، وهي ليست انجازاً للعهد الجديد وانما امتداداً لمرحلة عمرها 13 سنة ، وتفاقمت المشاكل الاقتصادية للاسرة العراقية التي تعيش تحت وطأة ظروف ضاغطة وارتفاع شديد في الاسعار وزيادة غير متوازنة في نسب الاجر.
هكذا رسمت الصورة الوردية للعراقيين عند سقوط بغداد على يد الامريكان، ولكن الحقيقة عراق ممزق ومدمر تحت مظلة الاحتلال الامريكي وحكومة تبدو انها تراوح مكانها ، ولم تستطيع التوصل الى حلول تعطي للمواطن العراقي الاطمئنان الى غد أفضل ، وذلك بسبب اعتماد قاعدة المحاصصة في توزيع المسؤوليات التنفيذية والتي تجعل من المستحيل الاستفادة من أصحاب الكفاءات والخبرة.
اما في مجال التنمية الاقتصادية واعادة الاعمار لم تتحركا قيد أنملة ، حيث ان خراب الحرب لا يزال على حاله ، ولم تحدث أي استثمارات جديدة ملحوظة ، فأين المليارات التي صرفت على اعادة الاعمار ؟ . اما في مجال النفط وفي غياب الشفافية وكيفية التصرف ببلايين الدولارات من العوائد النفطية التي تحققت منذ سقوط النظام وحتى هذه اللحظة ، ومن المسؤول عن انفاقها؟ ، وهكذا كان ما تحقق في قطاع الاقتصاد محدود جداً والسبب الرئيسي يكون على عاتق الحكومة وعلى الوضع الامني المتردي الذي أثر سلبياً على تباطئ تقدم الاقتصاد.
ان فشل حكومة الجعفري في تحقيق ما وعدت به الشعب العراقي ، هو فشل لأي حكومة تعيش تحت مظلة الاحتلال.



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المرجعية الدينية في الانتخابات - ضمن التقسيمات العراقية ...
- بين الولاء الطائفي الامريكي وبين تشريع وطني الدستور يتأرجح
- صياغة دستور ... لا يتضمن الديمقراطية،بل حسن التطبيق هو الاهم
- من المستفيد من تفجير عاصمة بلد الضباب؟
- الكل تحت مظلة ..عراقية..
- تأملات في الحياة السياسية العراقية
- من يكتب الدستور
- اذا وضعنا ساستنا في الميزا ن
- وزير الدفاع العراقي يلغي الحرس الوطني ما المعنى من ذلك وماهي ...
- الموت يراقص حرية الرأي والمصير
- العيب السياسي والعيب الاجتماعي يبقى عيبا يخدش السمعة
- دردشة على فنجان قهوة
- ما العمل والعراق .... يشتعل
- لما هو صالح العراق نركع مصلين .. داعين الله ان يرشد الرئيس ا ...
- الحوار النظيف .. مطلوب الان لوحدة وطنية مرجوة
- لماذا يتعمد البعض على تغييب الاثر السياسي المسيحي
- لاشك .. ان الهاجس الوطني اسبغ على المعادلات الطائفية زخما كب ...
- من يطلب ارجاع عقارب الساعة لنظام لم يسلم من آذاه وجرائمه .. ...
- ماذا سيحدث بعظمة جيوشه بعدما يرحل الاحتلال وما مصير المتعاون ...
- ما أصعب القيادة ما أصعب القيادة


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - خالد عيسى طه - حكومة الجعفري بين الوعود والنتائج