أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(1)















المزيد.....


توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(1)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 22:14
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


"امسك بزمام الحكم بحزم وشدة،دمر كل امل ونيهمن جانب خصومك للوصول الى السلطة،اذا لم تحرس الباب ولم تغلق البوابة برتاج منيع،فسوف تتسلل النمور.حاكم الرجال واقطفهم،وقلم اشجارك دوما،ولاتسمح لها بالنمو بكثافة لانها لونمت بلا تقليم فسوف تغلق بوابتك..استئصلها من جذورها حتى لاتنتشر..فتش في قلوب الاخرين،واخترق ضمائرهم.انزع منهم قوتهم وتخلص منهم.فالحاكم وحده من يجب ان يسيطر ويحوز السلطة،ويتمسك بها ويمارسها ويستخدمها كالبرق والرعد والقدر"...
-من وصية هان فيي تزو الى الحكام-


كانت علاقة ستالين بالجيش ملتبسة يشوبها التعقيد والغموض.فهو كان حريصا على تنمية قوة الجيش وتطويره وتسليحه من جانب،كأحد مرتكزات سلطته المطلقة،مع جهازه القمعي الامني.ومن الجانب الاخر:~كان يخشى الجيش ويخافه كمرتع خصب لاحتمالات الانقلاب عليه والاطاحة به كهاجس يقض مضجعه،وهذ الامر بعيد الاحتمال في الحقيقة،ولا يتجسد الا في مخيلته الارتيابية المريضة.
فستالين كان مسيطرا بقوة على الجيش،ويملك القدرة المطلقة على اعتقال وقتل اي جنرال او فرد من قادة الحزب دون ان يتوقع اعتراضا او مسائلة،ودون تردد او اعتبار لشيء.فقد كان منفردا وحده وبلا منازع في اتخاذ كل القرارات،والبت في كل الامور،ولم يكن يعنيه اي رأي اخر!.
وكان في حكم المستحيل ان يفكر احد جنراله بمحاولة الانقلاب عليه،ناهيك عن التخطيط والفعل والتنفيذ!.فأذرعه ومجساته:من مفوضي الحزب والمكاتب واللجان السياسية كانت مزروعة ومنتشرة بكثافة في كل مرفق من مرافق ووحدات الجيش وعيونه وآذانه كانت تراقب وترصد كل حركة وهمس بين الضباط والجنود!.فقد كان المفوضون السياسيون يتدخلون في كل قرار عسكري، ويمدون انوفهم في كل صغيرة وكبيرة واي شأن في اوساط الجيش،رغم معارفهم المتدنية والمحدودة ومعلوماتهم العسكرية المعدومة!.
ف(بيروقراطية القمع والمراقبة)كانت تهيمن بشبكتها العنكبوتية على كامل بنية الجيش.فستالين كان يراقب الجميع بطريقة الصياد المحترف الذي يرصد فريسته وهي داخل القفص لافي البرية!.فلم تكن له ثقة بأي شخص،وحتى افراد اسرته!.وكان جنرالته يرتعدون فرقا من قسوته وبطشه المتوقع جدا في كل لحظة اذا ماغضب او تعكر مزاجه او شك او لم يعجبه فعل او سلوك منهم!.
فقسوته في توحشها كانت سادية في سفورها!.فلم يكن يطيق ان يختلف او يعترض عليه احد، وطبعا ليس هناك من يتجرأ على مخالفته او ابداء اي رأي مغاير لرأيه!.فقد كانت سيطرته كلية بلا منافس او منافس في دائرته الضيقة من الموالين والتابعين والخانعين والمشاركين معه في كل جرائمه،اما اطر وقاعدة الحزب فكانت مجرد كم مهمل لاوزن له ولاتأثير!.وفي وضع كهذا كان من الحتمي ان تنمو وتسود نزعة عبادة الشخصية لتعم الحزب الموالي ذو الطاعة العمياء والمجتمع الاخرس المتبلد والذي لاحول له ولاقوة!.وفي نفس الوقت الذي كان حواريوه يرسخون ثقافة عبادته وعصمته،كانوا يكرسون وجودهم كشريحة حزبية متبقرطة تزداد انحطاطا،وتجذرهم في مناصبهم ومراكزهم واستمرار نفوذهم من خلال التطرف والمبالغة في تعظيم وتأييد وتأليه الاخ الاكبر الذي يراقبهم حتى في مخادعهم!.فكانوا نماذج في الطاعة والاذعان،ولايظهرون الا ما يوافق مزاجه ورغباته وارادته،فقد اكتسبوا الخبرة في ارضاءه والتسبيح بحمده!.فكيف السبيل لما شاع من روايات خرافية عن:التآمر والتجسس والعمالة ومحاولات الاعداد لانقلاب او مؤامرة ضده؟!.
ومع كل ذلك كان ستالين مهتما بجيشه،فخورا بنفسه كقائد وحيد لذلك الجيش!ويبدو مزهوا كطاووس في خيلاءه وهو بلباس الماريشال الابيض الناصع البياض!.
منتشيا الى درجة السكر،يملاءه طوفان الغرور والكبرياء بقواته المسلحة(الجيش الاحمر)وهو ستالين لاغيره ماريشاله الاكبر والوحيد!!.
وفي فترات تأمله وحيدا كان القائد يسترجع ذكرياته ونشاطه في جبهات القتال اثناء الحرب الاهلية بفخر واعتزاز،وبالرغم من دوره الهامشي غير المتميز والخامل في تلك الحرب،فقد عينه لينين كمفوض لشؤون التموين الغذائي في جبهة جنوب روسيا حيث ارسل الى تسارتسين.فهو لم يكن يملك اية موهبة عسكرية وكان يفتقر الى الخبرات في التكتيكات واستراتيجيات العمليات الحربية،وقيادة القطعات في القتال.ولكن في الثلاثينات سيصمم له تاريخ زائف يسد مركب نقصه المؤلم!.فقد دبجت الاطروحات،ولفقت الكتب حول العبقرية الفريدة،والقيادة الفذة النادرة،والفن العسكري المنقطع النظير الذي تجلى وتحلى به ماريشال الحزب!.وخصوصا من قبل مفوضه للدفاع وجنراله الخاشع الخانع فورشيلوف،الاكثر مدحا وتبجيلا للقائد العظيم ستالين ك"اعظم قائد عسكري في كل العصور"!!!.
فهو لم يبرز بعمل متميز خلال الحرب الاهلية دع عنك كل العصور والدهور!.
فلم يكن ستالين قائدا عسكريا،بقدر ماكان ممثلا سياسيا للمركز،ومفوضا للتموين بعثه لينين الى الجبهة الجنوبية،وكان عضوا في المجلس العسكري الثوري،ولكن شتان مابيته وبين من عمل على تحقيق النصر الظافر في الحرب الاهلية،امثال:تروتسكي،غوسيف،سيمرنوف،سيملغا،سوكولينكوف،لاشيفيتش،بوبنوف،دانيشيفسكي،توخاتشيفسكي،بلوخير،سبربيرياكوف،وغيرهم.
كان ستالين يعرف جيداكل شاردة وواردة عن كل قادة الجيش~:قادة الفرق والفيالق،جنرالات وضباط،كلهم مكشوفين ومعروفين لديه ومنذ الحرب الاهلية.
وكانت التقارير الدقيقة عن حياتهم الخاصة والعامة متوفرة وتصل اليه متى شاء او اراد.وكل التعينات والترقيات والتنقلات كانت تمر من خلاله وتتم بأمره هو فقط -ستالين-لاغير!. فمشيئته لاتناقش البتة!.وكان من عادته ان يحدق في وجوه المرشحين لمناصب عسكرية مهمة،يتفحصهم بنظرات مركزة وثاقبة تنفذ الى اعماقهم واغوارهم الخفية،محاولا التكهن وحدس مدى ولاء واخلاص هذا الجنرال او ذاك ل"الرفيق ستالين"!او العكس كمشروع لعدو متخفي في طور النمو يموه وجهه بقناع الوفاء المرائي للقائد!.
في نهاية عام1936كانت تصل ستالين معلومات غزيرة تبعث على القلق،مصدرها مفوضية(الشعب)للشؤون الداخلية،جهازه الارأس للتحكم والهيمنة والتسلط والقمع!
كانت المانيا النازية على اطلاع ودراية بأدنى خلاف او تعكر اوتوتر في العلاقة بين ستالين وجنرالاته!اوبين مفوض الدفاع فورشيلوف ونوابه واركان قيادته!.
قدم اوريتسكي مفوض الجيش للمخابرات في نيسان(ابريل)1937 تقريرا لستالين وفورشيلوف حول مايدور في برلين من لغط وشائعات عن وجود معارضة لستالين داخل الجيش وفي اوساط كبار القادة والجنرالات.ولكن اوريتسكي شكك بصحة تلك الاخبار،ومن اجل التخفيف من مصداقية تلك الشائعات الرائجة،اكد كدليل على ما اورده من نص كتبه آرثور يوست في احدى الصحف البرلينية:"ديكتاتورية ستالين بحاجة لركيزة تدعمها،ولذلك من الغريب انه بدأ"يغربل"الجيش الان بالذات،وهو بحاجة الى جيش احمر يمكن الاعتماد عليه".
ويبدو ان ستالين كان يفكر بتلك الطريقة المغايرة!.ومن "اجل الاعتماد على الجيش الاحمر"بدأ"بغربله".وهنا يكمن واحدا من جذور نسج واعداد سيناريوهات التآمر والتخطيط لازاحة ستالين!.فالى جانب نية ستالين المبيتة لغربلة الجيش،كان جهاز المخابرات النازية يرمي بالكثير من الشبهات والشك كطعم،ولتأكيد هواجس ستالين المهلوسة!.وقد ابتلع ستالين الطعم بغباء وشهية.كما كتب المحللون والمراقبون:ان ستالين ابتلع طعم الوثائق المفبركة في برلين عن "تعاون"توخاتشيفسكي وعدد من قادة الجيش الاحمر مع الجنرالات الالمان!.وبدأت سحب الاعداد للمجزرة العسكرية المقبلة يتلوح في الافق!!..
..................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(12-12/الاخير ...
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(11-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(10-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(9-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(8-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(7-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(6-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(5-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(4-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(3-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(2-12)
- بوخارين..كوبا/الهرطوقي الرجيم والمفتش الاعظم!!!(1-12)
- تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(3)
- تحرر المرأة...آفاق وخيارات...(2)
- تحرر المرأة...آفاق وخيارات...
- شجون الفوات!!!(7-الاخير)
- شجون الفوات!!!(6)
- شجون الفوات!!!(5)
- شجون الفوات!!!(4)
- شجون الفوات!!!(3)


المزيد.....




- تسع خطوات عاجلة لـ 10 نقابات مهنية مصرية ضد تهجير ترامب للفل ...
- انتهاء إضراب “النساجون الشرقيون”.. وهيكلة المرتبات خلال 15 ي ...
- وقف إطلاق النار في غزة.. نصر فلسطيني جزئي بعد خسائر لا يمكن ...
- خواطر واعتراض واحدة من “أطفال يناير” على ميراث الهزيمة
- الانتخابات الألمانية القادمة والنضال ضد الفاشية
- م.م.ن.ص// رقم إضافي لقائمة حرب الاستغلال البشع للطبقة العامل ...
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي تدعو إلى التعبئة قصد التنزيل ...
- غضب صارخ عند النواب اليساريين بعد تصريحات بايرو عن -إغراق- ف ...
- النهج الديمقراطي العمالي يحيي انتصار المقاومة أمام مشروع الإ ...
- أدلة جديدة على قصد شرطة ميلان قتل المواطن المصري رامي الجمل ...


المزيد.....

- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام
- طرد المرتدّ غوباد غاندي من الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) و ... / شادي الشماوي
- النمو الاقتصادي السوفيتي التاريخي وكيف استفاد الشعب من ذلك ا ... / حسام عامر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ماجد الشمري - توخاتشيفسكي..المجزرة العسكرية وموسم قطاف الرؤوس!(1)