أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد ع محمد - بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها














المزيد.....

بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4929 - 2015 / 9 / 18 - 17:25
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


صحيحٌ بأنه من الضروري جداً أن يتسم المرء ببعض المرونة أحياناً، ويكون ممتلكاً روح القدرة على تقبل ما قد يناهض خلفيته الاجتماعية، أو الدينية أو التراثية بوجهٍ عام، وما كان قد تلقفه في بيئته من قبل، وذلك عندما يكون مرغماً على الالتجاء الى مضارب الغرباء الذين قد تتعارض طبيعة حيواتهم مع الكثير من مظاهر الحياة التي كانت قائمة لديه في مضارب بني جلدته، ولكن في أن يتحول المرء الى صدى لأي صوتٍ مهما كان نشازا في العالم، فهنا ربما تكمن علة الفرد الفاقد لأناه كشخص، ومثلبة لدى المفتقد سلفاً للأنا المعبرة عن ثقافة شعبه أو ملته ككل.
وبما أن في الحروب عادةً ما تكثر الهجرات وتتداخل الملل والثقافات، وقد تتصادم المعارف السابقة للمرء مع العلوم الجديدة أو الطارئة عليه، حيث أن هذا التصادم القيمي قد يدفع بالبعض الى التزمت ورفض كل ما هو مغاير لمشربه الثقافي، أو يكون العكس تماماً هو الحاصل، أي قد يغدو المغترب مجرد كائنٍ تعصف به الأهواء، وتركله الظروف في كل الاتجاهات حتى لا يعود يعرف في أي اتجاهٍ كان.
اذا وفي مقاربتنا لذلك الموضوع ومن باب التنوع والابتعاد عن الجدية المفرطة التي عادةً ما تتسم بها كتابات زمن الحروب، ارتأينا الاستعانة في الخاتمة بنهفة من نهفات الكاتب الأمريكي كوري فورد، الانتفاع من معجمه، وكذلك الاستفادة من الفلسفة الساخرة لبرناردشو وعترته بوجهٍ عام في سياق المقالة ككل، وذلك لكسر الجدية الصارمة التي تتسم بها مدونات فترة الحروب خاصةً تلك المتعلقة بالنقد الاجتماعي، لذا فالمسألة المطروحة برمتها كانت بمثابة مشورةٍ وقائية يقدمها رجلٌ لقرينه الذي كان يوماً ما في دياره من أشد المناوئين لوجود باقي الكائنات الأليفة في عالمه الإنساني، لذا راح القرينُ ومن باب الحرص عليه، يحضه على ضرورة تغيير بوصلته الحالية، علَّهُ ينسجم مع المكان الجديد وأناس المكان أيضاً مشيراً إليه بأن أول ما عليه القيام به كحالة من يضع رجله على عتبة أي منزلٍ جديدٍ سيدخلهُ، هو أن البدء وقبل معرفة الأوادم بالكف عن معاداة الكلابِ، حتى يتقرب قدر المستطاعِ من قلوب من يمتلكون تلك الكائنات، أو بالأحرى من تمتلكهم تلك الفئة التي تقاسم هواء الحياة مع الأوادم، بل ويعمل جاهداً لتلمس رضاهم حتى يكون ممتازاً بنظرهم ونظر أصحابهم، فهو بالنهاية دخيلٌ إلى مضاربهم، وما على الدخيل إلا كسب عطف من آوه وقبلوا به كأي كائنٍ حيٍّ أُعطي له الحق بأن يعيش على متن أو هامش الحياة على مقربةٍ منهم.
وجوهر القصة هو أن أحد الأفرادِ وقبل انتقاله الميمون الى ديار الفلاح والخلاص، كان شديدَ العداء في بلده للكلاب الشاردة والمنزلية على حدٍ سواء، وكان لمجرد أن يشير أحدهم إليه بنعتٍ يُشم منه رائحة الكلبنة حتى يجن جنونه، حيث ظل الرجل ولعقودٍ من الزمان على استعدادٍ دائم عقب سماعه لأي نعتٍ يُقاربه من زريبة الكلاب حتى ينتابه شوق الاغارة وغزو واجهة القائل ولو بعد حين، وذلك من شدة تقززه حتى من ريح الكلمة الحاملة لأي معنى يشير ولو من بعيدٍ الى تلك البهائم المستحقرة بنظره، فإن لم يكن بالتعبير عن غضبه انقضاضاً من خلال اللكم والرفسِ، فعلى الأقل كان يُعبِّر عن مكنونه من خلال إمطار الجو العام باللعنات، أو اكتساحَ ملامح المفوَهِ بأقذر الكلمات، ولكن وبعد أن أغرت الرجل فكرة التنقل الى الضفة الأخرى من عالم النجاة، وتغييّر مكان إقامته بعد أن وهبته الحرب نعمة الهجرة الى تلك المضارب المشتهاة، ومن ثم انتقاله المبارك الى مقاطعاتٍ تقدّر الكلاب أكثر من كل أفراد عائلته، فصارَ مطلوبٌ منه تغيير استراتيجية التعامل لديه، باعتباره الدخيل وطالبَ النجدة منهم، لذا يُراد منهُ التنكر لثقافته السابقة المبنية على كره البهائم ومعاداة الكلاب على وجه الخصوص، كما عليه أن يكون غيره من الآن فصاعداً، حتى يتم قبوله كشخصٍ حضاري من قِبل المكان وناسه، حيث عليه أن يحاول جاهداً إرضاء معشر الكلابِ حتى يُناسب أوادم تلك البلاد، لذلك ومن باب النصح والارشادِ يحثهُ صاحبهُ على إعلان القطيعة مع مورثه المعادي للحواوين، والاسراع بعقد الصلح مع الكلاب حتى يكون إنساناً ممتازاً ومرحباً به هناك، وجاهزاً حتى لقبول فكرة عقد القِران أيضاً على كلبٍ من الكلابِ في قادم الأيام، هذا في حال إذا ما امتلكه هناك في تلك البلاد الجميلة أحدُ الكلاب المنحدرين من سلالة كلبية محترمة.
لذلك ولضرورة القبول به والانسجام مع المكان وكائناته، عليه بادئ ذي بدء التعرف على أفضل طريقة للتعامل مع تلك الفئة من الكائنات التي تمشي على أربعة، ومن ثم ربما عليه الركون النهائي أو التعويل الأبدي على ما جاء في سياق قصة " كل كلبٍ عليه أن يحظى بإنسان" للكاتب الأمريكي كوري فورد، إذ أن كل كلبٍ لديه الرغبة الكامنة بامتلاكِ انسانٍ ممتاز، وكيف على الانسان عندئذٍ أن يكون عليه سلوكه اليومي عندما يغدو مع المستقبل مملوكاً من قِبل كائنٍ من تلك الكائنات التي كان يستحقرها جداً قبل تغيير المكان والزمان.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب بين الحرية والادماج القسري
- عبداللطيف الحسيني: سوريا باتت أرضاً منخفضة يتسابق إليها المت ...
- خطيئة مسعود البارزاني
- حنان قره جول: التحديات التي تنتظر الشعب السوري بعد سقوط النظ ...
- أيديولوجية تشويه البيشمركة
- بوادر السموم الطائفية في المجتمع الكردي
- مصطلحات مدموغة بوشاح العقل الكردي
- هواجس مواطنٍ لم يُقتل
- التحدي الكبير في الحربِ هو أن تتمثل دور الربيع في زمن القحط ...
- مروان خورشيد: الشعر والشعراء خذلوا الثورة السورية.
- لا تجعلوا العميان يقودونكم الى الحتوف
- همساتُ المُنقادين
- الاتحاد الديمقراطي كبالون اختبار
- هل سيُعاقب فاعل الفتنة أم سيُكافأ؟
- سقطة ديمرتاش الإعلامية
- صك الشُهرة
- مرجوحة المواقف الإيرانية حيال سوريا
- ما بين داعش وإيران
- المحايّدُ المنحازْ
- مزايا داعش بعد جرائمه


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ماجد ع محمد - بين معاداة الكلابِ ومحاباة أصحابها