دليلك الى تروتسكي 2: مقدمة المؤلف : اسحق دويتشر

ياسير بلهيبة

الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 20:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

مقدمة المؤلف : اسحق دويتشر
اكتوبر 1952
من الصفحة 23 الى الصفحة 28
في مقدمة إسحاق دويتشر ، نجده يبرر اضافته للجزأين المتعلقين بالنبي المسلح و الأعزل بعد أن كان قد اقتصر على دراسة سيرة تروتسكي في المنفى :
"..فالسنوات الأخيرة ـ كما يقول ـ من حياة تروتسكي ونهايته المأساوية كانت تأخذ بتلابيب خيالي أكثر مما يفعل القسم الأول ،والأكثر علانية ، من تاريخه ..لذا قررت أن أكرس لتروتسكي جزأين متمايزين ، لكن ليس من دون علاقة لأحدهما بالآخر : النبي المسلح كمرحلة يمكن تسميتها بمرحلة " الصعود " و النبي الأعزل كمرحلة " السقوط " .
استوحى اسحق دويتشر عنوان الجزأين من مقطع لمكيافيلي، جاء فيه أن من ألأنبياء المسلحين قاموا بفتوحات ، في حين أن الأنبياء المجردين من السلاح سقطوا صرعى . ومع ذلك يتساءل المؤلف هل يمكن تبني هذا الطرح بين تصنيف لنبي مسلح وآخر اعزل ، هزيمة وفتوحات ،هل قارب ميكافيللي الوقائع بشكل واقعي؟ بدليل أن تروتسكي حتى وهو أعزل كان يقوم بفتوحات تلو الأخرى ، بل يختتم دويتشر جزأه الأول بفصل معنون ب" الهزيمة في الانتصار " .
سيفاجئ البعض حينما يرى الدور البارز لتروتسكي في ثورة أكتوبر ، وبالرغم من أن الدعاية الستالينية قبل ثلاثين سنة ،عملت على محو اسم تروتسكي من سجلات الثورة ، إلا أن الألواح الفرعونية التي تضمنت حياة تروتسكي بقيت سليمة . ويقصد المؤلف بذلك انتاجات تروتسكي من مؤلفات ثم نسيان معظمها ، ومحفوظاته ، بالإضافة الى ذكريات أصدقائه أكانوا أصدقاء أم أعداء ، والصحف الروسية المنشورة قبل الثورة وأثناءها وبعدها ، ومسودات أعمال اللجنة المركزية ، و التقارير الستينوغرافية لمؤتمرات الحزب والسوفياتات والغالبية العظمى من هذه الوثائق يمكن مراجعتها من مكتبات الغرب العامة ..
يختتم اسحق مقدمته قائلا: "درست مع امرأتي التي ساهمت ، بمقدار ما ساهمت ، في الأبحاث وشاركت الى حد عظيم في التمهيد لكتابة هذا المؤلف،درست بوجه خاص مجموعة من الصحف الغنية لمرحلة ما قبل ثورة اكتوبر الموجودة في مكتبة هوفر بجامعة ستانفورد بكاليفورنيا ،حيث وجدت وثائق لم يستخدمها الى ذلك الحين ، إلا لماما ، مؤرخو الحركات الثورية الروسية ،ومع امرأتي ،درست كذلك محفوظات تروتسكي في مكتبة هاوتون في جامعة هارفارد"
يقول اسحق "عموما ، ليس لكاتب سيرة أن يعتذر لكونه يروي قصة حياة قائد سياسي سبق وكتب سيرته الذاتية ..أرى أن كتاب حياتي ، الذي كتبه تروتسكي ،صادق ومطابق للواقع ، والسؤال الذي يطرحه كاتب السيرة على نفسه بشغف هو التالي : الى أي حد كان تروتسكي صانع هزيمته ؟وإلى أي حد دفعته ظروف حرجة وشخصيته هو بالذات الى شق الطريق أمام ستالين ؟
يسعى تروتسكي في كتاب حياتي لتبرير نفسه ، بتعابير فرضها عليه ستالين والمناخ الايديولوجي البلشفي بعد عام 1920 واستخدام تعابير تقديس لينين، فستالين يشهر بتروتسكي باعتباره أعدى أعداء لينين.لذا اهتم تروتسكي بالبرهنة على إخلاصه الكامل للينين وعلى اتفاقه الكامل معه ، إلا ان في اضطراره لتقديم دفاعه في سياق تقديس لينين ،قلل من أهمية دوره بالمقارنة مع دور لينين في بعض الظروف العصيب الحاسمة.

#ياسير_بلهيبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات