أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف تنظر ايران الى العراق ؟














المزيد.....

كيف تنظر ايران الى العراق ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 13:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الناحية السياسية و بحكم التغيير الذي حصل و سيطرة الشيعة التي تتشدق ايران باهميتها و اصالتها و اصحيتها دينيا باعتبارها المذهب الاسلامي المعتبر، فانها تعتبر العراق درعا مصونا لها و حديقة خلفية لتحقيق اهدافها الاستراتيجية، و لم تتصور ان تقدم امريكا العراق اليها على طبق من ذهب، بعد خروجها دون ماء وجه من العراق و تسليمه للبلد لمن اعتبرته من محور الشر حتى الامس القريب . اي، لو دققنا و تمعنا في سياسة امريكا تجاه العراق بعدما فشلت في تحقيق مجموعة من الاهداف السياسية الاستراتيجية التي اسقطت النظام العراقي من اجلها و لم تحقق ولو نسبة ضئيلة منها فاننا نتيقن من سياسات ايرامن و نظرتها الى العراق من كافة النواحي . ان امريكا اضطرت ان تغير من استراتيجيتها في العراق بعدما احست باستحالة تنفيذ ما ارادته، و غيرت من وجهتها و بدات تسليم العراق الى ايران او القدر، و من ثم بدات خطوة توازن القوى التي بداتها امريكا من خلال المفاوضات مع ايران و الرضوخ لامر الواقع التي فرضته ايران عليها و ارغمت على التعامل مع الموجود في ايران والعراق، بما اهتمت به من الصراع الناعم بدلا من الوجود العسكري الضخم و فرض المفيد لها .
ايران فكرت كثيرا و ايقنت بان سقوط الدكتاتورية في العراق هدية لها، لذا لم تعارض بل ساعدت قوى التحالف سريا، لانها لم تكن على علاقة ما مع ايران، بل كانت لحد تلك الساعة تعتبرامريكا الشيطان الاكبر، رغم التواصل السري بينهما بين الحين و الاخر . او حتى ايران كانت تدرك ان مهمة امريكا بما موجود عليه العراق من التعقيد الاثني و العرقي، فانها لا يمكن ان تسيطر و تنفذ ما تدعيه من بسط الحرية والديموقراطية و ليكون العراق بوابة او نافذة لنشر الديموقراطية التي تعهدت مع نفسها ان تنشره وفق ما تؤمن بها و هي شكلية اكثر من ما تفيد به الانسان الشرقي،و ايران تحضرت لاعاقة امريكا في العراق بعد سقوط الدكتاتورية للوصول الى التفرد في السيطرة على العراق كما شاهدنا خلال الحكم المالكي و لحد اليوم، اي كل ما عملت امريكا من تطبيق و استيراد الديموقراطية و تنفيذها طبق الاصل في منطقة غير ملائمة او هي ليست بارضية تتمكن من تحقيق المراد، و بوجود عوائق داخلية و خارجية معا، فان النتجية غير مضمونة و ما حدث هو سيطرة قوى تدعي الديموقراطية علنا و لم تنفذها حتى داخل كتلها و احزابها، و هي ترفضها فكرا و تطبيقا في الداخل العراقي و من هو ضد الديموقراطية العلمانية و هي تعلنها جهارا و لكنها تنفذ الشورى الاسلامي الشيعي باسم الديموقراطية خداعا للعصر و متطلباته .
كانت ايران على دراية وعلم بدقائق الامور، و هي كانت موجودة كيانا و عقلية و فكرا في المنطقة و هي اكثر معرفة بشؤون المنطقة و اكثر علما بمضامين الامور و ليس قشورها، لذا كانت ترجح نجاحها هي في نهاية الامر، و حققت اهدافها من فرض الصعوبات على امريكا من تحقيق مهامها من اجل ان تفرغ الساحة لها و كما حدثت و هي الان الحاكم الاوحد الامر الناهي في العراق، رغم ادعاءات البعض بان العراق حر صاحب السيادة .
لا يمكن ان يخطو اي مسؤل متنفذ سواء حزبيا او في السلطة العراقية خطوة دون ان ترضى عنها ايران او تعرف بها و تدلي برايها، و هي اما ترفض او تقبل من منظور مصالحها فقط دون اي اهتمام بالمصلحة الحزبية والعراقية لهؤلاء، و كل ما يقال عن غير ذلك من الادعاءات المذهبية ليست بقشة لم تلتفت لها و لم تشكل ولو حجر عثرة بسيطة امام مصالح ايران الاستراتيجية التي تزيح كل ما تقف امامها من اية ناحية سواء كانت سياسية او دينية مذهبية او اجتماعية اوانسانية بشكل عام .
نظرة ايران الى العراق كما هو نابع من سياسة ايران الحقيقية، و هي اتخاذ المذهب حجة لتحقيق المصالح القومية و هكذا تتخذ المذهب عذرا في العراق لتحقيق اهداف ايرانية صرفة لا صلة لها بالعراق و مستقبله و اجياله و لا صلة لها باحقية المذهب و اصالتها كما تدعي . كل ما تقوم بها ايران هو سيطرتها و بقاء قوتها في المنطقة بشكل تكون كفة الصراع مع المحور الاخر لصالحها مهما صرفت من الجهود و الاموال و التي ربما تكون لغير صالح الشعب الايراني الاني، لانهم في وضع ماساوي اقتصاديا منذ مدة طويلة .
لو ا ختصرنا ما نتكلم عنه في جملة، فاننا انقول ان العراق بالنسبة لايران هي الة مناسبة و خاصة لتحقيق استراتيجيتها و في صراعها العالمي من جهة و في المنطقة من جهة اخرى، و من اجل محاربة من يعادونها من دول المنطقة و العالم من المحور و المذهب الاخر من جهة ثالثة . و عليه تتعامل وفق تلك الدوافع في كل خطوة تكتيكية واستراتيجية تتعامل مع العراق بها . انها سياسة الحفاظ على المصالح القومية الفارسية قبل الدينية المذهبية رغم التشدق بعكس ذلك لاسباب و عوامل موضوعية تجعل المذهب لخدمة العرق و تقف بها على الضد من الاخر، و هو السلاح الفعال في هذه الانواع من الصراعات التي تخص منطقة الشرق الاوسط و العالم الاسلامي بشكل عام . و في المقابل هناك المحور الاخر الذي يريد ان يتعامل مع العراق على الهوى ذاتها و بعكس النذهب، الا ان هناك ما تعترضه من القوة المهيمنة على السلطة التي تميل الى ايران اكثر من السيادة الذاتية و الاستقلالية في العمل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يستقيل الشباب من اقليم كوردستان ؟
- الجماعات الاسلامية في كوردستان حائرة بين الحس القومي و الفلس ...
- لازال اردوغان ساريا على عقليته و توجهاته
- الاحتجاجات تكشف معادن المثقفين العراقيين
- لماذا اوصلوا الثورة في كوردستان الى هذه الحال
- الشعب هو الذي انفرد به ام هو الذي انفرد بالشعب ؟
- الوضع في كوردستان بحاجة الى احتجاجات عارمة
- لن تعيد روسيا تجربة افغانستان و لكن !
- كشف بوتن ما وراء قضية سوريا الدموية
- على اي اساس تُدارعلاقة اقليم كوردستان مع دول الاقليم
- ايُعقل ان يكون رئيسا سرمديا لاقليم كوردستان
- دول داخل دولة
- انتبهوا من سوء استفادة البعض من التظاهرات
- ريحانة تناديك يا آلآن
- هل تتمكن فرق الموت من اخماد التظاهرات ؟
- مشكلة العراقيين هي تعدد السلطات الخارجية و الداخلية المتنفذة ...
- المثقفون و الصراع بدلا من الحوار؟
- العراقيون يعون حقيقة الامر ولكن !
- دور الاحزاب الصغيرة المحرج في ازمة اقليم كوردستان
- الاحزاب الكوردستانية يقررون ان لا يقرروا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - كيف تنظر ايران الى العراق ؟