أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خوارج السياسة,وكفار الأديان














المزيد.....

خوارج السياسة,وكفار الأديان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكفر هوجنوح الفكر ,وشكّه,وخروجه عما هو مألوف,وإعراضه عما هو قائم من عقائد وأفكار ,وعما يملى عليه .وهو أيضا خروج فئة من الناس على ماتم التعود عليه, ,وجهرها بغير ما ألفه العقل الجمعي السائد من مبادئ ومعتقدات.ولذلك كل من مارس هذا السلوك ,ويخرج عن النمطية المتعارف عليها,والتي لايمكن أن تكون موضع الشك والجدل والتأويل والكلام فهو كافر. وتاريخ الكفر والتكفير ضارب الجذور في هذه المجتمات ,ومزقه وحوله إلى شراذم ,وفتات هزيلة وضعيفة تصارع البقاء ,ولا تقوى على مقاومة أي شيء ,ويدّعي كل منها العصمة والحقيقة والكمال.كما أن ثقافة الكفر حافلة في هذا الجزء من العالم بالكثير من القصص المؤلمة والروايات,وسادت قرونا طويلة من الزمان يتجاذبها المد , والنكوص والإرتداد لهذا الفيلق أو ذاك.وبناء عليه,وبما كسبته من تراث, اكتنزت كما هائلا من الحقد ,ورغبة جامحة في الثأر والانتقام.وحين يريد البعض أن يلغي الآخر سياسيا ,فما عليه إلا أن يكفره دينيا ,لدرجة تماهى بها الديني والسياسي,في بعض الحالات, لدرجة التطابق والاتحاد.ومن كان مرضيا عنه دينيا فسلوكه ,ولا شك,مقبولا سياسيا.وهذا ما يبرر تمسح بعض الأنظمة بوشاح الدين,وترديد بلاغات غيبية,لضمان استمراريتها,ولتمرير صفقات ورسائل سياسية ستقبلها ,لا بل ,ستبررها وستبرؤها,وبالتأكيد ,هيئات الإيمان ,و"أكثرياتها" من العباد.

ومن محوريات هذه الثقافة ,وبدهياتها أن الخوارج والمرتدين خرجوا عن الدين القويم ,ولذا فوجب إعادتهم إليه,ودون نقاش ,وبالسيف ,إن اقتضت الأحوال.وكان ما كان من قصص وأخبار لا تخفى على مطلع متوسط المعرفة.والكفر ليس دينيا فقط ,ولكنه خروج أيضا عن الطور السائد أحيانا في السياسة والاقتصاد والاجتماع.ومن هنا كان التكفير السياسي لبعض الأنظمة والأحزاب والجماعات,وعدم الاعتراف بها,نابعا من كونها أصلا كافرة دينيا, وفي الحقيقة بنيت سياسات ,ومشاريع,ومعارضات على هذه الجزئية "الدينوسياسية".وإذا كان هناك من كفارة لأهل الدين "الأقحاح" تميزهم دوما عن العامة والدهماء وخوارج الزمان ,ومهما أتوا من فواحش وموبقات ومنكرات سياسية ,فهي مقبولة ,وتمسح ,وتغفر لهم كل الذنوب والآثام,ولكن لا كفارة أبدا لـ"ضلالي" الدين إذا ارتكبوا أية مخالفات ,أو حتى جنحا سياسية في يوم من الأيام,وهم في ضلال مبين ليوم الدين. فكفار الدين هم مارقون في السياسة على الدوام.وأصبحت الهوية السياسية نسخة مصدقة أوتوماتيكيا و,طبق الأصل عن الهوية الدينية وبنفس البيانات,والأرقام,والمواصفات.

وصار من الطبيعي أن يكون هناك "تلازم ,ووحدة للمسار" بين التكفير الديني والتكفير السياسي,فمن كان كافرا دينيا ,فهو ,وبشكل أوتوماتيكي كافر سياسيا,ولن يعتد به,ولا تقبل شهادته,ولا ولايته,ولا شفاعته ,أو حتى طاعته.ومن هنا تحركت جحافل المؤمنين الجدد لفتح "مكة",وتحطيم الأصنام ,وبمعية فلول باقية من الأنصار ,لتخليصها من كفار السياسة الذين هم ,في نفس الوقت, من خوارج الأديان ,وكفارها,لينتصر مؤمنو السياسة, ويعلنوا,وعلى الملأ, إتمام الدين السياسي الحلال ,ويوزعوا نعمته على العباد. ومن هنا صار من الواجب على مؤمني الدين أن يحتكروا الإيمان والفعل السياسي أيضا ,ويتداولوه بعيدا عن كفار الأديان ,وأبناء الملل والنحل الأخرى, الذين هم ,كالنساء,لايجب أن يولوا على العباد ,ولا تقبل إمامتهم في الصلوات بأية حال.

وعندما أحرق نيرون روما ,صار عندها كل روماني متهم بإضرام النار ,والويل كل الويل لمن يضبط متلبسا بـ"الكبريت", ذات نهار.كما حرّم على أي روماني,أيضا, أن يفكر بالسياسة ,و"يلعب بالنار".ولذلك فكل ما يأتيه الكافر دينيا من أفعال ,هو ,أيضا, باطل ,وملعون ,ورجس من عمل الشيطان على صعيد السياسات,ولا يجوز,تحليله (من الحلال),أوالتعامل معه بحال.وانطلقت, من هنا , حملة شعواء من التحشيد ,والتجييش,والحقن الهائل ضد خوارج السياسة ,لأنهم ببساطة من خوارج الأديان.ولن تقبل توبتهم ,ولو ركعوا ,وسجدوا الساعات الطوال على أبواب المزار الشريف لأهل الإيمان ,ولو أدّوا كل الفروض,والنوافل ,والطاعات,ومارسوا كل أنواع اللطم والضرب على الأبدان,ولن يغفر لهم ,ماتقدم من ذنبهم ,وما تأخر, ولا حتى ما قد يأتوه من صالح الأعمال, في القادمات من الأيام,هذا إذا ترك لهم مؤمنو السياسة من أيام ليعيشوها.

وبين كفار الأديان,وكفار السياسة تشابه كبير ووحدة للحال.فمن خرج عن الدين القويم,يسهل عليه الخروج عن تقاليد السياسات ,وينحرف بها,وهو أكيد فاعل,لأنه يستسهل الزندقة والإرتداد , فالمرتد دينيا هو فاسق وهرطيق سياسيا.ومن يسهل تكفيره دينيا ,يمكن ببساطة اتهامه سياسيا ,ولا مكان لكفار الدين للبقاء جنبا إلى حنب مع الأشراف.ولأنه عندما يكون المرء مارقا دينيا ,فهو متهم سياسيا أيضا, ومن هنا فلا يمكن أن يكون معارضا إطلاقا.

إذن, لقد صار في حكم الأمر المقضي, والمبرم ,والذي لا يحتاج لفتوى على الإطلاق ,أن خوارج الاديان ,هم خوارج في السياسة بدون جدال,ولا يجوز التعامل معهم بحال ,وهذه, والله ,طامة كبرى,وواحدة أخرى, من عجائب تجار السياسات في زمن القبائل الماركسية,والأصولية, والقومية ,والمستقلة, وأفخاذ العشائر الثورية الكسحاء,ومشاريعها السياسية المريبة على حد سواء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة الكاملة للرسائل شفهية
- إعلان قندهار
- تفكيك الحرس القديم
- أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال
- علماء النفس السوريون
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية
- كسوف الشمس وخسوف العقل
- صحوة أهل الكهف
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب
- أسواق العرب السوداء
- أذكياء السوريين
- جرائم بلا عقاب


المزيد.....




- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - خوارج السياسة,وكفار الأديان