أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني















المزيد.....

هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 00:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن فتحت أوربا وفي مقدمتها ألمانيا أبوابها أمام جيوش المسلمين وبقّية الأديان الأخرى الفارّين من جحيم الإسلام السياسي اللاأنساني بحثا عن الأمن المفقود في بلدانهم للحفاظ على حياتهم، حتّى تذكّرت العمائم والقوى السياسية التي باركتها لتذيق شعبنا الذلّ والفقر والموت اليومي أن الهجرة الى بلاد غير إسلامية محظور الا بشروط عند السيد السيستاني، وإنها محظورة بالكامل عند بعض العمائم من تلك التي رفعت الجماهير بوجهها شعار " بإسم الدين باگونه الحرامية" وفي المقدمّة منهم معمّم يسمى الصغير جلال الدين، الذي قال في صلاة الجمعة من أن اوربا بحاجة الى خدم والمهاجرين اليها سيعملون كخدم عندها كونها بحاجة الى يد عاملة، ولاأدري إن كان أقطاب الإسلام السياسي من الّذين كانوا في أوربا قبل أن يقفزوا الى العربة الأمريكية وهي تحتل العراق ومنهم معممّون يعملون كخدم فيها؟

قبل أن أتناول ما جاءت به العمائم من توصيات للمؤمنين بها ولكي تصمت قليلا وتكف عن التدخل بشؤون الناس والدولة، دعونا نتعرف على أسباب الهجرة هذه وإن كانت العمائم تعرف أسبابها.

ما يهمّني في هذه المقالة هي هجرة العراقيين هربا من "جنّة" العمائم وأحزابهم، والتي أستطيع تلخيصها بالنقاط التالية.

1- الوضع الأمني غير المستقر وأنتشار الميليشيات وعصابات الجريمة المنظمة المرتبطة بأحزاب السلطة وأستهتارهم بحياة الناس.

2- القمع المبرمج للأقليات الدينية والعرقية وتعرضّها لما أشبه بعمليات الإبادة الجماعية.


3- البطالة التي وصلت نسبتها وفق أحصاءات وزارة العمل العراقية للعام الماضي وعلى لسان وزيرها الى أرقام مرعبة، إذ صرح وزير العمل "نصّار الربيعي" في تصريح لاذاعة العراق الحر على هامش مشاركته في "مؤتمر أولويات التنمية المستدامة في المنطقة العربية لما بعد عام 2015" الذي عقد في العاصمة الاردنية عمّان، " إن نسبة البطالة في العراق تتجاوز 46% من عدد سكانه وهو أمر خطير يتطلب دعما كبيرا من الدولة والقطاع الخاص خاصة وان أكثر من 300 الف شاب يدخل سوق العمل سنويا.

4- إتساع رقعة الفقر التي وصلت حسب أحصاءات وزارة التخطيط للعام الماضي وفق ما جاء به وزير التخطيط " سلمان الجميلي" الذي قال إن "نتائج التحليل التي أطلقت والمبنية على مؤشرات الاقتصاد الكلي وتقديرات الاسقاطات السكانية ونتائج المسح الاجتماعي والاقتصادي للأسرة توصلت الى ان نسبة الفقر تراجعت الى ما كانت عليه في عام 2007 اي (22.5%) بعد ان كان متوقعاً ان تنخفض من 19% في عام 2012 الى 15%". لافتا الى ان "الحكومة خسرت كل الجهود التي بذلتها منذ عام 2007 وحتى عام 2012"، وهذا يعني أن ربع سكّان البلاد تقريبا يعيشون دون خط الفقر هذا اذا ما اتفقنا على صحّة الارقام الحكومية.

5- فقدان الأمل بتحسّن الاوضاع الإقتصادية على المدى المنظور عند قطّاعات واسعة من الجماهير وفي مقدمتهم خريجي الجامعات وأنظماهم الى جيش العاطلين عن العمل الذي يزداد سنويا نتيجة أنعدام فرص التوظيف الحكومي.

6- فشل الحكومة من أيجاد حلول حقيقية بما يحفظ كرامة مليونين وثمانمائة ألف مهجر داخل البلد ومعاملة الكثير منهم وكأنهم أجانب بعد مطالبتهم بما أشبه "الفيزا" للتنقل بين المحافظات.

إضافة الى اسباب عديدة اخرى مرتبطة أساسا بالصراعات الحزبية والطائفية والقومية والتي تهدد بأنفجار الوضع الأمني الهش.

لقد وضعت الإمام علي كعنوان في المقالة كون العمائم التي وضعت وتضع الشروط أمام هجرة العراقيين هي في الغالب عمائم شيعية يبدو أنها لم تقرأ "للإمام علي شيئا" وإن قرأته فأنها تلوي عنق حقيقة ما جاء به، كيف؟ سأتناول ما جاء به "الإمام علي" الذي يقول المعممّون من إنه إمامهم عن الفقر والذي هو أحد أهم أسباب هجرة العراقيين للخارج .

يقول "الإمام علي" في إعلان حربه على الفقر " ما ضرب الله عباده بسوط أوجعَ من الفقر" هذا الفقر الذي يعيش في كنفه بفضل الاحزاب الاسلامية ومراجع الدين ربع الشعب العراقي جلّهم من الشيعة الذي خرجوا يتظاهرون ضد فساد السلطة وسرقتها لثرواتهم. هذا الفقر الذي يزّينه المعممّين وبعض الزهّاد للعباد كمدخل الى الجنّة كون الفقير حبيب الله! ولا أدري إن كان الفقر مدخلا للجنة لماذا لا يتوشح الاسلاميين والعمائم الثرية بلباس الفقر ليختصروا الطريق اليها؟

يبدو أن سوط الفقر أنتقل من يد الله الى أيادي حزب الدعوة والمجلس الاعلى والفضيلة والتيار الصدري وبقية الاحزاب والميليشيات الاسلامية والقومية ليجلدوا بها ظهور فقراء العراق وهم يسرقونهم أيها "السيد السيستاني"، يبدو أنكم سهوتم أيها السيد السيستاني عن قول إمام الفقراء وهو يقول " الفقير غريب في بلده" فإن كنتم تريدون عدم هجرة الناس فأعملوا على أن لايكون في هذا الوطن غريبا، وما أكثر الغرباء عند ضريح إمام الغرباء. تجول قربه لتراهم عراة واطفالهم يعتاشون على المزابل أيها السيد السيستاني، هل تعرف كم هم اعداد سكّان العشوائيات؟ وهل تعرف كم هم أعداد أطفال الشوارع في بلد النفط المنهوب من مريديكم الذّين باركتموهم من ساسة الاحزاب الطائفية الشيعية؟ هل تعرف أن هناك عوائل قد باعت أطفالها نتيجة الفقر؟

يقول الإمام علي " الفقر هو الموت الأكبر" فلماذا تريد للناس أن يموتوا فقرا في بلد أسلامي ولاتجعلهم يعيشوا أغنياء لحدود وبكرامة في بلد "كافر"، إذ تقولون في وصفكم " لنقص الدين" وأنتم تضعون شروطا لهجرة الناس هربا من ظلم الاحزاب الاسلامية من أنكم تقصدون به " اما فعل الحرام باقتراف الذنوب الصغائر أو الكبائر كشرب الخمر أو الزنا أو أكل الميتة أو شرب النجس أو غيرها من المحرمات الأخرى، وإما ترك الواجب كترك الصلاة أو الصوم أو الحج أو غيرها من الواجبات الأخرى". أيعقل من إنكم لاتدرون من إن نسبة الدعارة الحقيقية منها والمقننة "دينيا" قد زادت الى حدود لم تكن مسبوقة بالعراق حتّى ثمانينات القرن الماضي؟ أيعقل من أنكم لاتعرفون أن الخمر والمخدّرات قد أنتشرت بشكل كبير في المجتمع العراقي؟ أيعقل من أنكم لاتدرون شيئا عن لحوم الحيوانات الميتّة ومنها الحمير تباع في أسواق العراق ويأكلها الفقراء لرخص ثمنها؟ وهل جميع العراقيين يصلّون ويصومون ويحجّون داخل بلدهم كي تخاف عليهم وهم في بلاد الكفر أو بلادا غير أسلامية كما تصفها؟ إن الصلاة أيها السيد السيستاني يجب أن تكون كما قال الإمام علي لزياد بن كميل الذي سأله في معنى الصلاة والصوم فأجابه : "ياكميل، ليس الشأن أن تصلي وتصوم وتتصدق، وإنما الشأن أن تكون الصلاة بقلب نقيّ وعمل عند الله مرضي، وأنظر فيما تصلّي، وعلام تصلّي، فإن لم يكن من وجهه وحلّه فلا قبول". وإنني هنا أجزم وأنا مسؤول أمام الله أن الغالبية العظمى من المعممّين وجميع قيادات الاحزاب الاسلامية دون أستثناء لايصلّون الا رياءا وكذبا ، كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهل هناك فحشا ومنكرا اكبر من سرقة أموال الرعية وبيع الوطن أيها السيد السيستاني؟ وهل من يتعامل بالرشوة مؤمن؟ وهل تعرف نسبة المرتشين في دولة فاسدة كدولة الاحزاب الاسلامية؟

في الغرب "الكافر" لامكان للرشوة والفساد الا بحدود ضيقّة جدا عكس العراق الاسلامي الذي فيه الرشوة والفساد أصبحتا ظاهرتين تهددان أسس الدولة بكاملها وهما سمة بارزة للاحزاب الدينية التي باركتموها في كل انتخابات!! في الغرب "الكافر" كل الابواب مفتوحة لابنائنا في أن يتلقوا تعليمهم ويكونوا أفرادا أيجابيين في المجتمع الّذي يعيشون فيه، في الغرب "الكافر" تتم معالجة مرضانا في مستشفياتهم ويحصلون على علاجهم مجّانا، في الغرب " الكافر" يعاملوننا كبشر من دون النظر الى قوميتنا وديننا وطائفتنا، في الغرب "الكافر" نشعر بالأمان وحماية الدولة لنا. فهل هذه الامور وغيرها متوفرة في عراق الانبياء والمعصومين أيها السيد السيستاني!!؟

يقال أيها السيد السيستاني إن " فقيه واحد أشدّ على إبليس من ألف عابد"، وأبليسنا في العراق اليوم هو نظام المحاصصة الطائفية القومية الفاسد والمليشيات التابعة له التي زرعت الفقر في أرجاء وطننا وجعلت من شعبنا مشروع موت، فهل تستطيع أن ترفع سيفك "فتوى لمريديك" لتقتل به الفقر الذي قال فيه إمام الفقراء والمساكين " لو تمثّل لي الفقر رجلا لقتلته" . لقد قلتم أيها السيد السيستاني عن طريق وكلائكم في صلوات الجمعة ولاكثر من مرّة أن الفساد هو الوجه الآخر للإرهاب، ولأنكم وقفتم ضد الإرهاب الّذي يهدد وطننا وشعبنا بفتوى "الجهاد الكفائي"، فأننا ننتظر منكم فتوى بجهاد لاأعرف أسمه كوني لست فقيها ضد الفساد، لتخرج الجماهير التي تقلدكم وغيرها الى الساحات والشوارع حتّى ننهي نظام المحاصصة الطائفية القومية الفاسد، ولنبني على أنقاضه دولة المواطنة الكفيلة ببناء عراق مزدهر معافى من أدران الطائفية العفنة.

السيد السيستاني، لماذا أكثر المهاجرين الى بلاد الكفر هم من المسلمين!؟



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داوود الشريان يكذب ويكذب ويكذب
- كُلّكُم معاوية وإن إعتَمَرتُم بعمامة علي
- لكل نبي مزار .. فليكن للنبي -آلان- مزار *
- الشيوعيون والصدريون
- إعلان إرهابي تحت أنظار العبادي!!
- قراءة في بعض ما جاء في خطبة المرجعية الاخيرة
- حوار في كعبة التحرير
- القبّانچي معمّم يزن دون قبّان
- نتظاهر ضد الفساد فضد من يتظاهر العامري
- خندق واحد أم خندقان ... بلبوس حزب الدعوة هذه المرّة
- السيد السيستاني هذه نتائج وقوفكم على مسافة واحدة من الجميع
- وصولكم أيها الاسلاميين الى السلطة هو الذّي دبّر بليل
- إنزلاق المنطقة نحو الحروب بدأ من العراق
- المالكي يُكَذّب الله!!
- هل سرسرية زيونه - ساده من جماعتنه-؟
- صرخة زينب في كربلاء الأموية
- الحل في أن ترهنوا شعبنا بدل نفطكم أيها السيد زيباري
- متى تبدأ غزوة الأندلس الثانية؟
- العدد 312
- الحسين أيثار .... الحسين تجارة


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - هجرة العراقيين بين الإمام علي والسيد السيستاني