أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل كلفت - من رفض الأسد إلى الهرولة لإنقاذه














المزيد.....

من رفض الأسد إلى الهرولة لإنقاذه


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 09:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



صار عالم السياسة أعجب من عالم الأساطير. ويُقال: فتِّش عن المصلحة؟
ولكنْ ما المصلحة؟ إنها ما يسمَّى بالأمن القومى وكذلك الطريقة التى يُصان بها فى واقع متغير.
وكنا نعتقد أن سياسة الطبقة تُوضع وفقا لمصلحتها، وأن المواقف السياسة للطبقات تتفق مع مصالحها. غير أن هذه الصيغة أو الصياغة معيبة بل خاطئة. ذلك أن سياسة هذه الطبقة أو تلك، الحاكمة أو المحكومة، عملت فى كثير من الأحيان ضد مصلحتها وأمنها الطبقى، وضد مصلحة بلادها وأمنها القومى.
وحالة الطبقات الحاكمة قابلة بوجه خاص للنقاش بحكم النُّضج المفترض لمنطق قراراتها، وبحكم تأثيرها الكبير، سلبا أو إيجابا، بحكم تركُّز المعرفة السياسية والاقتصادية والإدارية والعسكرية والقدرة العملية هناك فى الأعلى.
ولولا هذه المسافة بين مصلحة الطبقة الحاكمة وإدراكها لها، وبالتالى السياسة المرسومة على أساس هذا الإدراك، لتغيَّر وجه التاريخ بتناقضاته وصراعاته المرتبطة بطريقة فهمها لمصالحها.
وفى كثير من الحالات لم تتطابق مصلحة الطبقة مع سياستها، نتيجة لعدم إدراكها لحقائق المصلحة أو لعدم فهمها لها ولقدرتها على تحقيقها.
وتبدو انتصارات السياسة لفترة ما دليلا على صوابها غير أنه يمكن أن يثبُت فى وقت لاحق أنها كانت سياسة خاطئة بل مدمرة. وهناك بالطبع سياسات عدوانية مثل الفتوحات الاستعمارية التى قد تجنى الطبقة التى تنتهجها ثمارها قرونا كاملة، وتكابد ويلات مقاومة مضطهَديها.
ورغم عدوانية تلك الفتوحات إلا أنها كانت تتفق مع مصلحة الفاتحين فى تكوين وتطوير اقتصادها الجديد الذى غيَّر وجه العالم، وربما كانت تتفق مع فهم ساستها ومفكريها لطبيعة تلك المصلحة والتغنِّى بأمجادها.
وبهذا تم خلق عالم جديد بقدراته ومعرفته لذاته. ويصعب الحكم على تلك الفتوحات ككل رغم وحشيتها بالصواب أو الخطأ، رغم أنه يمكن الحكم بكل موضوعية بالصواب أو الخطأ على مواقفها وسياساتها طوال الطريق الطويل لتطورها.
وعلى سبيل المثال، ماذا جنت ألمانيا الهتلرية من حربها غير تدمير نفسها مع تدمير العالم، بحكم إدراكها القائم على خداع النفس لطبيعة مصلحتها السياسية والاقتصادية والأمنية وحقائق وأوهام قدراتها؟ أما الدول التى حاربت الفاشية وهزمتها فقد عملت بإدراك واضح تماما لمصلحتها فى بقائها وفى بقاء العالم، ومع إدراك أنه لا يوجد حل وسط مع النازية والفاشية، وأنه لا سبيل سوى الحرب.
وماذا جنى نظام صدام حسين الطائفى السنى والعروبى بحربه ضد شعبه وخاصة مع شماله الكردى وجنوبه الشيعى، ومع جواره الإيرانى والكويتى، ثم مع العالم الذى شن حربه على العراق لتحرير الكويت ثم لإسقاط صدام.
وكانت الكويت مجرد فاتح لشهية صدام، غير أن كوارث تداعيات الحرب الأمريكية على صدام ونظامه فاقت كل الكوارث التى كان يمكن توقُّعها من استمراره، وكانت أمُّ كوارث تلك الحرب الاستباقية تحوُّل الإسلام السياسى الذى بدأ بمحاربة الأجنبى الروسى والأمريكى، وتفرَّغ بعد ذلك لمحاربة العرب والمسلمين، وتفرَّغ أخيرا لحروب إقامة الدولة أو الخلافة الإسلامية التى طرحها الإسلام السياسى الإخوانى قبل داعش بوقت طويل، مع إطلاق خطاب مضلِّل ضد الصهيونية الإسرائيلية والصليبية الأمريكية والغربية مع الابتعاد التام عن أىِّ مواجهة معهما.
ونجد أنفسنا الآن إزاء انقلابات هائلة فى التحالفات التى صارت تنضوى تحت ألويتها دول المنطقة والعالم، وصارت الحرب ضد داعش كلمة السر، وأساس تغيير المواقف، ومعيار المعاداة والتحالف.
فرغم معاداة تركيا وعدد من دول الخليج، للأسد ووقوفها بالدعم المالى والسلاح إلى جانب ما تسميه هذه الدول بالثورة، ومن قواها بالطبع داعش، صارت تنتقل بالتدريج إلى موقف القتال ضد داعش دفاعا ضد هجومها أو سيطرتها على مَنْ ساهموا فى خلقها ودعمها ونُصرتها.
وكان هذا هو نفس موقف الغرب مع اتضاح خطر داعش عليه فى عقر داره، وعلى إسرائيل فى حالة قيام دولة داعشية على حدودها. وانقلب المعادون للأسد إلى مدافعين عن بقائه مدركين أهميته القصوى فى هذه المرحلة، لأن المعادلة صارت إما داعش ضد الجميع وإما الأسد ضد داعش رغم استمرار حربه ضد شعبه.
أما روسيا فقد التزمت، بحكم مخاوفها منذ وقت طويل من الجماعات الإسلامية الإرهابية القريبة جدا من حدودها، بالدفاع عن نظام الأسد ضد الإسلاميين، مع أن مذابحه الرهيبة ضد شعبه تحكم عليه بألَّا يبقى فى حكم سوريا، وبالتالى فإنه لا مصلحة لروسيا معه فى المستقبل. وهى تنتقل الآن إلى مرحلة جديدة فى الدفاع عن نظام الأسد بالمعدات الحربية الثقيلة والقوات التى تنقلها الآن إلى سوريا رغم انتقادات الغرب. والحقيقة أن موقف روسيا هو التطبيق العملى لموقف الغرب، موقف إما داعش طوال مستقبل طويل وإما الأسد مرحليًّا فى المدى المنظور، حيث يمكن أن ينجح داعش فى اكتساحه، مهدِّدا إسرائيل والغرب والشرق، إنْ لم يتمّ دعم الأسد بقوة لمنع إسقاطه. وربما كانت انتقادات أمريكا لروسيا مجرد نفاق لأنها تُدرك أن الأسد سيسقط بدون هذا الموقف الروسى، ولن تنقذه الحرب الجوية الأمريكية وحدها.



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم جديد مايور وبانديه الفصل 8 الصحراء تنمو .. ظاهرة عالمية ...
- عالم جديد مايور-بانديه 2 العقد الطبيعى للمستقبل: العلم والتن ...
- سوريا: ماذا بعد الجحيم؟
- اليمن: أسئلة وأجوبة
- أيُّ مستقبل لليمن؟
- النضال ضد المخدرات التعليم والتنمية والبحث عن معنى للحياة
- الهجوم المضاد على المخلوع فى اليمن
- وظيفة الحزب السياسى
- حلم الأحزاب الكبيرة
- تجربتى مع الفيسبوك
- عالم جديد الفصل 5 مايور: النساء يُحرِّكن العالم
- المثقفون آخر أجيال المتفائلين
- عالم جديد الفصل 4 مستقبل وسائل النقل الحضري: أكثر أمانا، أكث ...
- عالم جديد مايور و بانديه الفصل 3 تغيير المدينة يعني تغيير ال ...
- عالم جديد الفصل 2 فضيحة الفقر والحرمان مايور و بانديه
- أوقات عصيبة
- عالم جديد الفصل 1 السكان: قنبلة زمنية؟
- عالم جديد مدخل
- حدود الحروب الجوية
- سوريا: اللغز الكبير


المزيد.....




- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...
- عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات ...
- أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو ...
- ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة ...
- البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب ...
- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - خليل كلفت - من رفض الأسد إلى الهرولة لإنقاذه