أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - دائرة العنف الفلسطينية














المزيد.....

دائرة العنف الفلسطينية


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4925 - 2015 / 9 / 14 - 12:47
المحور: القضية الفلسطينية
    




اقتحم شاب صغير تعرض لعقوبة النقل من مدرسته في مخيم الأمعري، غرفة المدير وحطم محتوياتها. من الواضح من المعطيات أن مدير المدرسة قد تحلى بالحكمة والصبر، وترك القصة تمر دون أن تتفاقم وتقود إلى أضرار تلحق بالبشر. كنا قد عشنا في الأيام الماضية عدداً من الحوادث التي تميز عنف المعلم ضد الطالب، وهذا عنف من الطالب ضد المعلم، والمدير، والمدرسة، والنظام التعليمي كله بطبيعة الحال. عنف وعنف مضاد.
لكن من هو المخول بحق استخدام العنف في المجتمع؟
بحسب ابن خلدون ثم ماكس فيبر فإن الدولة هي التي تختص بالعنف المشروع، ولا يجوز لطرف آخر في الإقليم والمجتمع أن يستخدم العنف، وذلك يعني ببساطة أن الدولة التي تحتكر العنف تمنع الآخرين من استخدامه، ولو أنها سمحت باستخدامه لعدنا إلى النظام الطبيعي لهوبز الذي يتصف بحرب الكل ضد الكل. وفي هذا النظام يقوم كل فرد بالحصول على حقه أو باطله بذراعه مصداقاً لقول الشاعر الجاهلي الذي كان يعيش في نظام طبيعي كذاك الذي يصفه هوبز:
ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه يهدم ومن لا يظلم الناس يظلم
لذلك أجدني مضطراً أن أنزل من سيارتي لأعاتب عجوزاً محترماً تبدو عليه سيماء الغنى والنفوذ لأنه أوقف سيارته المرسيدس الفخمة في شارع رئيس وعطل مرور قافلة من السيارات التي تصطف ورائي وتزمجز بأبواقها. الشرطي يتدخل ليهدئني ثم يبدأ عملية معقدة لمساعدة الرجل في فتح الطريق. ديمقراطية، حرية، أم فوضى ومجتمع الطبيعة الهوبزي؟ هل يمكن لأحد أن يفعل ذلك بسيارته في نيويورك أو طوكيو؟ طبعاً لا، هناك الحرية لا تعني الفوضى. أتذكر درويش: "حريتي فوضاي إني أعترف."
مقاول يعرف أنه لا يوجد دولة تحتكر العنف وتمنعه من "أكل" حقوق الآخرين، فيأكلها، ويضع هؤلاء أمام السؤال الرهيب: "هل نحن هبل لنخدع على هذا النحو؟ ماذا نفعل؟ لا بد من الانتقام، سنقتله." وتشتعل دائرة العنف.
شخص يقتل في قرية ... فينبري الأقرباء للانتقام، ليس هناك إيمان ولا ثقة في الدولة ولا قوتها ولا عدالتها: يتربصون بشخصين من أقارب القاتل قرب "نزلة البريد" وسط رام الله ويسيل الدم الفلسطيني دون مسوغ عقلاني واحد. يصبح العنف لغة البلد الوحيدة في حال التخاطب اليومي بين السائقين والطلاب والمعلمين والجيران وفي خلافات العمل و"البيزنس". إنما يختفي العنف بشكل رائع في مستوى العلاقة مع المحتل بحيث يتبجح قادته بأن بلادهم من أكثر البلاد استقرارا في العالم ليس على مستوى الجيران (سوريا ومصر والعراق...الخ) الذين أصبحوا "فرجة" على رأي دريد لحام، وإنما على مستوى الكون كله.
تقوم الدولة بحسب ماكس فيبر بحماية الناس أحدهم من الآخر، وتحرس ملكياتهم، وذلك أساس الرأسمالية والملكية الخاصة، وإلا سقطنا في نظام الفوضى السابق للملكية الخاصة دون أن نتقدم قيد أنملة باتجاه عدالة الاشتراكية. وتقوم الدولة أيضاً بحماية الإقليم من العدوان الخارجي. هذه هي وظيفتها الأولى والأخيرة من منظور رأسمالي، وإذا لم تقم بذلك، فهي إذن وهم لا أكثر.
لا بد من الاستعانة بمحمود دوريش مرة أخرى: "ماذا تريد يا أبي؟ علماً؟ وماذا تنفع الأعلام؟ هل حمت المدينة من شظايا قنبلة؟" وبسبب أن سؤال دوريش سؤال ساري المفعول حتى اللحظة يلجأ بعض الناس للعشيرة لتحميهم، أو للمؤسسة الدينية، ولكن معظهم يمد يده مباشرة، ويقوم بنفسه بما يجب أن تقوم به الدولة، فنغرق في الفوضى، وتضيع الطاسة. ترى هل يجب علينا التفكير في بدائل لإدارة شؤوننا الحياتية اليومية؟ مثلاً أن تتشكل لجان مدنية شعبية تقوم بمتابعة الحياة بتفاصيلها مثلما كان الحال أيام الانتفاضة، أم ندعو كل مواطن إلى حمل السلاح على طريقة الولايات المتحدة، أم ماذا نفعل؟ سؤال حقيقي وحراق بقدر ما هي أوضاعنا مؤلمة ومأساوية إن يكن في مستوى مواجهتنا للاحتلال الذي يجتثنا شيئا فشيئاً، أو نظم التعليم والصحة والاقتصاد الضعيفة، أو ما شئتم من تفاصيل حياتنا البائسة.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حضانة الطيرة المرعبة، وقرار الوزير العيسى
- الغزو الضفاوي ليافا/تل أبيب
- القانون لا يحمي المغفلين، ولكنه يحمي النصابين
- من يهودية الدولة إلى التطهير الكامل: المقاومة هي الحاجز الأخ ...
- أيديولوجيا الديمقراطية في خدمة الاستعمار والدمار
- حزب الله، أنصار الله ويسار الأجزة
- داعش والصهيونية: لماذا تنشران الفظائع؟
- بؤس المثقفين
- إلى عزمي بشارة 1: المقاومة لا قطر هي العدو المؤرق لإسرائيل
- فلسطين: نحو بطولة العالم في الجريمة؟
- نساء اف.ام والفردية الليبرالية لتفسير الاقتصاد
- ثالوث التحالف التبعي: السلطة، والأنجزة، والقطاع الخاص
- البطالة الواسعة وأزمة الإنتاج التبعي الفلسطيني
- الناس لا يقرؤون؟! ولكنهم لا يتقنون لغة القراءة
- خولة الشخشير لن تستقيل؟
- أسطورة البحث في فلسطين: موظفو أبحاث؟!
- أنقذوا التعليم: أوقفوا تدريس اللغة الإنجليزية
- جامعة بيرزيت الليبرالية: التنافس والريادية والإبداع أساس الت ...
- الحجاب وتدمير التفكير واحتكار الحقيقة الأخلاقية
- بطش الاحتلال وبطش المدارس


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - دائرة العنف الفلسطينية