عندما يتعلم المغاربة كيف يمارسون النفاق الاجتماعي ويسمون ذلك ذكاء.....7

محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

10) لكن من هي الجهة المؤهلة لتخليص المجتمع من النفاق الاجتماعي ؟
إن تخليص المجتمع من النفاق الاجتماعي يعتبر مهمة أساسية ومركزية بالنسبة للمجتمع المغربي ، والطبقة الحاكمة في المغرب التي وظفت التعليم والثقافة و الإعلام لجعل النفاق الاجتماعي متخللا لثنايا النسيج الاجتماعي حتى صار ملتصقا بالمسلكية الفردية والجماعية . وحتى يؤدي دوره في خدمة مصالح الطبقة الحاكمة في تنمية ثراوتها ، وتأبيد سلطتها . وباقي الطبقات المستفيدة من الاستغلال لا يمكن أن تعمل على محاربة النفاق الاجتماعي ولا تسعى أبدا إلى استئصاله لكونها هي نفسها توظفه لتأبيد استفادتها من الاستغلال . والبورجوازية الصغرى يلتصق النفاق الاجتماعي بطبيعتها لكونه يخدم تحقيق تطلعاتها الطبقية . وبالنسبة للكادحين وطليعتهم الطبقة العاملة ، فإننا نجد أنهم لا يستفيدون من النفاق الاجتماعي بقدر ما يتعمق استغلالهم ، بل ويصابون بالوهم بأنهم في ممارستهم للنفاق الاجتماعي يمكن أن يصيروا متموقعين إلى جانب الطبقات المستفيدة من الاستغلال . والكادحون لا يتخلصون من الوهم إلا بامتلاك الوعي الطبقي الذي يؤهلهم للعب دورهم التاريخي .
وبناء على هذا التصور ، فإن الجهة الوحيدة التي يمكن أن تعمل على تخليص المجتمع من النفاق الاجتماعي هي الأحزاب العمالية ، والتقدمية والديموقراطية ، والتنظيمات الجماهيرية المبدئية ، وانطلاقا من برامج محسوبة تهدف إلى تحقيق الديموقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية التي بدونها لا يمكن وضع حد لتطلعات البوجوازية الصغرى . ولا يمكن التخلص من النفاق الاجتماعي كممارسة بورجوازية صغرى وباقي الأمراض الاجتماعية الأخرى المترتبة عن النفاق الاجتماعي . وما سوى هذا التكتل الجبهوي فإن باقي الأحزاب وفي مقدمتها أحزاب البوجوازية الصغرى لا يمكن أن تسعى إلى التخلص من النفاق الاجتماعي لأنه مرتبط بمسلكية البوجوازية الصغرى من جهة . ولأن الأحزاب التي تعمل على تنظيم مختلف شرائح البوجوازية الصغرى هي نفسها تعمل على إشاعة النفاق الاجتماعي بواسطة برامجها المعتمدة في عمل المنتمين إليها ، ولكون النفاق الاجتماعي يعتبر وسيلة لتحقيق التطلعات الطبقية .

#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات