أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي عبد السادة - لماذا تركت وطنك؟














المزيد.....

لماذا تركت وطنك؟


علي عبد السادة

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 07:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


"هربت من القتال الذي دمر مدينتي"، "لا أشعر بالمواطنة"، "النظام قتل عائلتي"، "قحط العيش اجبرني على ترك الوطن"، "لا أوافق على سياسة النظام القمعية"، "لم استطع الحصول على فرصة عمل لذا.." الخ. هذه أجوبة لاجئين ومهجرين في شتى أنحاء العالم، عن سؤال يقول: لماذا تركت وطنك؟ الصورة التي لاتبدو ظاهرة للعيان، تتحدث عن مأساة ملايين اللاجئين يسكنون في مخيمات تفتقر إلى ابسط وسائل العيش، جميعهم تركوا بلدانهم لأسباب مختلفة. ومازال اغلبهم، حتى اليوم، يعانون الأمرين؛ فهم لا يمتلكون خيار العودة ولا يستطيعون الاستمرار في حياة شاقة، ربما تتجلى في صورة الطوابير الطويلة أمام طائرات الاعانة التي تنقل لهم الغذاء. أقل الاحتمالات الواردة، في حال البحث عن الأسباب، تتحمل أنظمة وحكومات العالم الثالث جزءاً كبيراً من مسؤولية ما يحدث يومياً، فمازالت نخبها تعتمد فكرة الاستئثار بالسلطة واحتكار كل مساحة العمل السياسي ولا تسمح لغير تنظيماتها بالمشاركة في صنع القرار السياسي وهذا ما ينعكس سلبا على طبيعة الأداة التنفيذية لها والتي لطالما تلتزم نظاماً بوليسياً في التعامل مع مواطنيها بذريعة إدارة شؤونهم وهذا ما ولد مزاجاً عاماً يتسم بالتعاطي السلبي مع هذه الأنظمة وعموماً كان هذا الاختناق في الحريات والممارسات السياسية ينتظر أي مخرج ينقل المواطنين الذين فقدوا مواطنتهم فكانت الهجرة والبحث عن اللجوء في مكان أخر والذي غالباً ما يكون مركزاً للرأسمال. النظام الشاذ، ولد مظاهر شاذة أخرى، كانت أيضا أسبابا أضافية للهجرة، فالبطالة دفعت الآلاف إلى ترك بلادهم للبحث عن عمل في دولة ما وغالباً ما يختارون طرقاً غير شرعية في الهجرة. والى جانب البطالة، الحرب الداخلية والمجازر المستمرة كما حدث في دارفور وعدد أخر من دول القارة السوداء. وأحيانا يلعب العامل الاجتماعي دوراً كبيراً في تزايد أعداد المهجرين، إذ تستشري في بعض بلدان الشرق الأوسط مظاهر الثأر والحكم العشائري ليصل الأمر إلى بيع الأفراد طبقاً لتجارة قديمة تعتمد البشر كسلعة لجلب المال. وتحتل المسألة الفلسطينية، أيضا، سببا مهما في ازدياد أعداد اللاجئين حيث بلغ عدد الفلسطينيين منهم حتى عام 2000 ثمانية ملايين وستمائة ألف، إذ تسبب الاحتلال الإسرائيلي في تشريد أعداد كبيرة منهم. وبسبب الحروب والقمع والاضطهاد والاحتلال، يشعر العديد من شبان الشرق الاوسط بأعجاب كبير بالمجتمعات الاوربية ونموذج الفرد فيها، لذا فهم يبحثون عن اي فرصة تنقلهم الى مكان آخر غير اوطانهم. الكارثة الاخرى، يجدهااللاجئون بعد هجرتهم، في اكثر الدول الغربية اذ يواجهون رفضاً كبيراً على اساس عنصري وعرقي، الى جانب استغلال قوى انتاجهم في اعمال مرهقة قد لا تتناسب مع قدراتهم او تحصيلهم العلمي الا في حالات قليلة. الان.... سيبدو الحديث عن حل لمأساة ملايين اللاجئين في العالم، صعباً للغاية. فهو بحاجة الى قراءة شاملة لاوضاع الحكومات ومواطنيها ووضع تصورات لمعالجة حقيقة تتضمن اصلاحاً كبيراً يفسح المجال امام حرية التنظيمات السياسية وتفعيل الدور الشعبي في صنع القرار الوطني واخلاء المعتقلات من سجون الرأي، والتأسيس لحياة برلمانية تعمل فيها منظمات المجتمع المدني بنشاط كبير. والاهم من هذا حماية حقوق العمال في دول العالم الثالث وتوفير فرص حقيقية للعاطلين منهم، وترك المجال لتنظيماتهم بالعمل النقابي والتخلي عن سياسة خلق نقابات عمالية وهمية تتبنى سياسة النظام القائم وتجيد مشاكل العمال لمصلحته. ولا ننسى، النهوض بالوضع الاقتصادي للجموع الكادحة والفقيرة من خلال تبني سياسة اقتصادية وطنية يزدهر فيها الرأسمال الوطني لتؤسس مرحلة اخرى متقدمة يلعب العمال فيها دوراً كبيراً. اما الوضع الراهن، فيتطلب من حكومات الدول التي يقطن على ارضها الكثير من اللاجئين او انها تستقطب المهجرين من شتى انحاء العالم،سياسة اكثر مرونة مع اللاجئين لاسباب انسانية، فلابد لها من توفير وضع اجتماعي واقتصادي يكفل نسبيا نموذجا طبيعيا للحياة بعيدا عن أرض الوطن. والامر الاخير ربما سيكون صعباً للغاية طبقاً للتناقضات الاجتماعية التي يعيشها مواطنو الدولة أنفسهم التي يلجأ اليها المهجرون. ولكن سيكون الوصول الى نسبة متقدمة من انجاز الحلول المفترضة، امرا سهلا في حال تفعيل دور الوكالات الدولية التي تعنى بشؤون الاغاثة والمهجرين، واصدار قوانين تتبناها منظمة الامم المتحدة تضمن للاجئين حباة كريمة. الحقيقة التي لابد من النظر اليها بعين انسانية مجردة، هو ان ملايين اللاجئين من نساء واطفال ورجال ينتظرون بفارغ الصبر يوم عودتهم الى ديارهم التي يتمنون ان يجدوها على غير حال الامس الاسود.




#علي_عبد_السادة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منديل يقطر دما
- دارفور ..دار للقتال
- غزة ..عودة الى الصفر
- ماذا في قراءة مغايرة عن الارهاب؟
- رد على الكاتب انيس منصور
- الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق الاول من أيار... تعزي ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - علي عبد السادة - لماذا تركت وطنك؟