أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الاحتجاجات بين فكي قم والنجف














المزيد.....


الاحتجاجات بين فكي قم والنجف


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 22:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الاحتجاجات الجماهيرية التي دشنت الجمعة السادسة تلقي بضلالها على قلاع المرجعيتين الدينيتين في مدينتي القم والنجف. وكل مرجعية تنظر الى الاحتجاجات بمنظار يختلف عن الاخر بحيث يكاد ان يظهر للناظر الخارجي بأنه منظارين متناقضين ولكن في الحقيقة هي متطابقة، الا ان الاختلاف حول اسلوب التعامل مع الاحتجاجات التي تجتاح مدن "مظلومية الشيعة"، لتفريغها من محتواها واعادة الهيبة والاعتبار لسلطة الاسلام السياسي الشيعي في العراق.
اسلوب تعامل المرجعية الدينية في قم مع الاحتجاجات الجماهيرية ضد الفساد وانعدام الخدمات ومن اجل رغيف الخبز هو قمعها بكل الاشكال. وللمرجعية الدينية في قم خبرة كبيرة في قمع الاحتجاجات الجماهيرية في ايران، وقد استمد نوري المالكي من خزينها اساليبها واستخدمها في قمع احتجاجات 25 شباط من عام 2011. وقد كان تطابق اصوات كل من السفير الايراني في بغداد مع قائد الحرس الثوري الايراني عندما اتهمت الاحتجاجات بأن جهات خارجية تقف ورائها، هو واحد من تلك الاساليب في ايجاد المبرات لقمع الاحتجاجات في العراق.
اما اسلوب تعامل المرجعية الدينية في النجف اختلف مع الاحتجاجات، حيث ايدتها واظهرت نفسها بأنها تقف خلفها، وطالبت حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي بأجراء اصلاحات مهما كانت شكلية لاحتواء الاحتجاجات. ان التناقضات بين مواقف المرجعيتين من الاحتجاجات هي تناقضات شكلية ولا تنفي تطابق مصالحها في انقاذ هيبة واعتبار سلطة الاسلام السياسي الشيعي في العراق، بعد ان مرغته جرائم الفساد والسرقة والنهب وهزيمته امام داعش بالتراب.
ان كلا المرجعيتين في قم والنجف تستمد قوتهما من بعضهما البعض، فالاولى تعتبر مرجعية النجف فنائها الايدلوجي الخلفي ولا يمكن السماح لاحد بالمساس بها، بينما تعتبر الثانية مرجعية قم ذراعها السياسي والعسكري ورمز هيبتها من خلال سلطتها السياسية. ولذلك من السذاجة الاعتقاد بأن هناك صراع خفي او علني بين المرجعيتين. وكلاهما ينظران الى الاحتجاجات الجماهيرية التي اندلعت في البصرة لتجتاح بقية مدن "مظلومية الشيعة" لتحقيق مطالب عادلة، بأنها خطر على هيبة الاسلام السياسي الشيعي التي خطفت السلطة بدعم المارينز الامريكي وبغفلة من الزمن.
وفي الجمعة السادسة من الاحتجاجات، بينت ان حكومة العبادي المدعومة من قم والنجف لا تختلف في تعاملها مع الاحتجاجات الجماهيرية عن نوري المالكي، ولكن الفارق كما تحدثنا في السابق بوجود داعش على الابواب التي وضعت علامة استفهام كبيرة على سلطة الاسلام السياسي الشيعي. ولقد بينت احداث الجمعتين الاخيرتين عن تعامل القوات الامنية في قمع الاحتجاجات في بغداد وقبلها في كربلاء والبصرة والنجف والحلة، بأن الحاكم اذا كان العبادي او المالكي فلن يتورع في اعادة الجماهير المحتجة الى بيوتها واذا قتضت الحاجة الى قبورها. فقد اطلقت يد المليشيات في اختطاف النشطاء وفعالي الاحتجاجات واشعل الضوء الاخضر لرجال الدين مثل اليعقوبي وقبله الكربلائي والصافي بالدعوة الى منع الاحتجاجات بذريعة انها تخدم الدواعش على حد تعبيره. وحاول مقتدى الصدر في استعراض قوته ونشر الرعب في صفوف المتظاهرين في ساحة التحرير عندما دعى مؤيديه للتظاهر ضد القضاء، وفي نفس الوقت لم تتجاوز اصلاحات العبادي حدود اقالة نواب الرئاسات الثلاثة، وبعض اعضاء مجالس المحافظات وتقليص الوزارات والتي اغلبها ظلت حبر على الورق.
لقد تحدثنا حينها في 25 شباط من عام 2011 وعلى صفحات نشرة "يوميات الانتفاضة" ان نجاح الاحتجاجات الجماهيرية مرتبط بنقلها الى غير ساحات التحرير ومراكز المدن، الى مناطق سكن ومعيشة الناس، الى المصانع والمعامل، وبفصلها عن افاق اصلاحات العبادي الواهية. لقد قلنا منذ يوم الاول من 31 تموز بأن انتصار الاحتجاجات مرهون بفصل صفها عن تيار المرجعية ورمزها العبادي وان تكون شعاراتها مستقلة، وان توحد نفسها حول مطالبها العادلة وان تنظم نفسها وان تبتكر اساليب نضالية جديدة، اولها ان لا تنجر وراء العبادي والقبول ان يكون طعما للاوهام التي ينشرها. ان اصلاحات العبادي لم يكن الا طعما نصبته المرجعية للحركة الاحتجاجية كي تفرغها من محتواها ووأدها.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون حظر الاحزاب والطريق الى الاستبداد السياسي
- تقديس العفوية ومعاداة التحزب، سياسة تبغي من ورائها خدمة السل ...
- رسالة مفتوحة... مهدي الحافظ ومشروعه الكاريكتيري
- مقتدى الصدر.. القوة الأحتياطية المعادية للأحتجاجات الجماهيري ...
- كم دخل في جيب المواطن من اصلاحات العبادي!
- في بلد الحريات تتحولون الى كاريكتير دكتاتوري
- اوهام حول العبادي و....
- حذار من الاوهام
- ميليشيات التحالف الشيعي ولعبة كسر العظم
- اردوغان يحاول انقاذ ما يمكن انقاذه
- اسلاميي كردستان بين الفضائيين وضحالة التفكير
- -جماعتنا- قتلت منا ودمرت منازلنا فماذا عن -جماعتهم-!!.. هذا ...
- كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الاحتجاجات بين فكي قم والنجف