أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح زنكنه - الظاهرة العنفية في الاسلام














المزيد.....

الظاهرة العنفية في الاسلام


صلاح زنكنه

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 22:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أعتقد أن الاسلام كمنظومة ايدلوجية تم تثبيتها وترسيخها عبر السيف والدم والبطش والغزو والاحتلال ونهب الأموال وسبي النساء وفرض الجزية وشرعنة الارهاب عبر أدبياته المتواترة في الكتاب والسنة والمرويات حتى أقترن بالقوة والعنف والوحشية وسفك الدماء والتاريخ الاسلامي الذي دونه المؤرخون المسلمون الأوائل يعج بحوادث ووقائع دموية يشيب لها الولدان أن الاسلام في ظاهره كنصوص وتدوينات , دين رحمة وعدل ومساواة لكن واقعه الذي تجسد في التاريخ يقول غير ذلك ويناقضه تماما حيث القسوة والظلم وألغاء الأخر وأرتكاب أعتى الجرائم بأسم الدين والحفاظ عليه وأعلاء راية الله أكبر الذي أنتج منظومة دكتاتورية غاشمة ورجالات سلطة وقادة عنفيون لا يتوانون عن ذبح طفل رضيع اذا شكل مصدر قلق لسلطانهم وخالد بن وليد والحجاج بن يوسف الثقفي وغيرهم من خلفاء وولاة وأمراء خير مثال على ما نقول .
هذا الأرث من العنف والقسوة والجبروت ظل ملازما للحركات الاسلامية التي تناسلت جيلا بعد جيل والتي تطبعت وتلونت بهذا الأرث الدموي وانغلقلت على نفسها وتشرنقت على ذاتها كونها تمثل الحقيقة المطلقة بكل تجلياتها وهي الفرقة الناجية الوحيدة التي تضمن الجنة وملذاتها والأخرون مرتدون متمردون كفرة , قتلهم وابادتهم واجب شرعي وجهاد في سبيل الله .
الكثير من المسلمين السذج يعتقدون أن هذه الظواهر العنفية ليست من صلب الاسلام وانما زج بها زجا لتشويه سمعة الاسلام والمسلمين وهي حالة طارئة حتمتها الظروف الموضعية آنذاك
لكن واقع الحال والوقائع التاريخية تنسب هذه الظواهر الى البنية التكوينية للاسلام الذي أسس دستورا عرفيا عنفيا غير قابل للنقض والنقد والمراجعة والمسائلة مادام ينطلق من اللاهوت المقدس الذي يبرر كل الأفعال الأجرامية حفاظا على عرش الله وتعاليمه التي نصت على الفتك بالعدو المتربص بهذه الأمة التي هي خير الأمم , والعدو هو الأخر المختلف المغاير الأجنبي ذو العرق المختلف والدين المغاير والثقافة الأخرى واللغة الأعجمية , غزوه واجب وقتله جهاد وهتك أعراض نساءه حلال زلال ونهب أمواله غنائم وانفال حسب أبجديات الخطاب الاسلامي المتمترس بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية والوقائع التاريخية التي بررت هذه الأفعال وأضفت عليها هالات البطولة والتبجيل وراح المخيال الشعبي يأسطر الحوادث والحروب والغزوات والشخصيات الاسلامية وفق هوى الجمهور الغوغائي ويصنع أيقونات مقدسة لها يمنع ويحرم المساس بها بأي شكل من الأشكال , حتى تحولوا بمرور الزمن الى تابوات تفرض هيمنتها على الذاكرة الجمعية التي استسلمت لقوة وجبروت التابو المقدس .
وقد تمخض الاسلام السياسي الذي أسس له معاوية بن أبي سفيان (بتشريعات وأليات وولاة وقضاة ودواوين لأدرارة دفة السلطة كون الاسلام دعوة دينية خالصة لاتشوبها نزعة ملك ولا حكومة كما أكد الشيخ الأزهري علي عبد الرازق ) عن حركات وانتفاضات وثورات لم يحالف النجاح معظمها وتم قمعها جميعا دون رحمة وبطش بقادتها وزعمائها وكان أبرزها الخوارج التي مثلت اليسار المتطرف مقابل اليمين المتطرف من أهل السنة الماسكين بزمام الحكم فيما مثلت المعتزلة الجانب المعتدل في هذه المعادلة حسب وجهة نظر الباحثين في الشأن الاسلامي ولنا في القرامطة والبرامكة وثورة الزنج شواهد دامغة على وحشية العقليات الاسلامية عبر تاريخها الطويل ومدى عنفيتها وهتك شرائع الأرض والسماء على حد سواء .
وكان الصحابي الزاهد أبو ذر الغفاري أول ثائر اسلامي خرج من الحاضنة الاسلامية الناشئة التي انغمست في ملذات السلطة والجاه والمال وتمرد على الجور والطغيان وغياب العدالة الأجتماعية وأعلن العصيان جهارا وصار ناطقا رسميا بأسم الفقراء والمعدومين فلاقى ما لاقى من اهمال وتهميش وابعاد ومات وحيدا غريبا في صحراء الاسلام القاحلة .
وهاهم أحفاد الاسلام السلفي الريدكالي ( قاعدة ونصرة وداعش وبوكو حرام والخ ) يبطشون بالناس شرقا وغربا شمالا وجنوبا وأينما حلو حل الخراب والبطش والتقتيل والتجهيل والتجويع وهدم العمران وغلق دور العلم ومحاربة العلماء وتحريم الفن وقمع الأدباء والفنانين ومحو الأثار ونسف معالم الحضارة الحديثة وتكفبر الأخرين وكم الأفواه ونشر الخرافة والخزعبلات والعودة الى الوراء قهقريا وقهريا والغاء المستقبل والانغماس في عفونة الماضي التليد حد الأختناق .
أن قرأة الاسلام بعقل نقدي موضوعي وفق رؤية تاريخانية محايدة سيكشف اللثام عن جرثومة العنف والأرهاب في بنية المؤسسة الاسلامية منذ نشأتها الاولى والى اليوم والتي خلفت تلالا من الجماجم ونهرا من الدماء وعصبيات قبلية ونعرات عنصرية وشحن طائفي بغيض وكراهية الشعوب والأمم والأستعلاء عليها وتخوين الأخرين وتكفيرهم مادامت الجنة قد خصصت للمسلمين وحدهم من دون البشرية التي مأواها جهنم وبئس المصير حسب الخطاب الاسلامي المتزمت .



#صلاح_زنكنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاد موحشة
- متواليات عراقية
- زواج عرفي
- المقدس والمدنس
- علامات خراب الدولة المدنية في العراق
- ساسة العراق الجدد
- رمضانيون بلا حدود
- الأسلام والنكاح
- وخزات في صميم الوجع العراقي
- الجنة موحشة جدا
- صلاح زنكنه
- خليل
- ((المسجد بيت الله)) قصيدة للشاعر الكردي قوبادي جلي زاده
- القمني وهزيمة المثقف الأعزل


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صلاح زنكنه - الظاهرة العنفية في الاسلام