|
اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة
رزاق عبود
الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:43
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
بصراحة ابن عبود اياد علاوي قادر على اخراج العراق من عنق الزجاجة
قد يستفز العنوان اعلاه الكثيرين، ممن يفكرون بعواطفهم، وليس بعقولهم. فعلاوي ليس المهدي المنتظر، ولا "فلتة" زمانه. ولكني اعتقد انه رجل المرحله، وله امكانيات، وقدرات، ومؤهلات تساعده على اخراج العراق من ورطته الحاليه. فكل من القى كلمة، او ساهم في مؤتمر الوحده الوطنيه الذي عقد مؤخرا في بغداد بدعوة من حزب علاوي. يؤمن يقدرة الرجل، ويحترم جهوده ودوره. واكيد قاوم، من شارك، الكثير من الضغوط، والممانعات، والتحذيرات، وربما التهديدات من جهات مختلفة. ولكن الرجال، والنساء ذهبوا ليس فقط بسبب ما قلته بل لامرين هما، ان الوضع لم يعد يحتمل، ولا بد من توحيد القوى الوطنيه الديمقراطيه للتصدي لتردي الاوضاع المستمر، وعلى مختلف الصعد، والامر الاخر قناعتهم بالقدرة ، والامكانية الواسعة، والحرص على مواصلة، واستكمال مسيرة العملية السياسيه في العراق نحو بناء دولة عراقيه عصريه حره، ومتمدنه. وقد يتهم البعض علاوي بعمالته للغرب، او العرب، او انه كان بعثيا. وقد اشترك فعلا في انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، وساهم، بشكل غير مباشر، بقتل زعيم ثورة 14 تموز 1958. ثم في انقلاب 17 تموز 1968 الذي جعل من صدام نائبا للرئيس، ثم رئيسا في انقلاب ضد البكر ورفاق حزبه. ولكن لنتذكر ان من اعاد بناء المانيا، وايطاليا، واليابان، وبعدها بعقود اسبانيا، والبرتغال. هم اناس خرجوا من رحم الانظمه القديمه، ولكنهم تقاطعوا معها. واتسموا بالعقلانيه، والمرونه، والهدوء، والمثابره، والايمان بالديمقراطيه، وعدم التطرف، وتخلوا عن رغبة الانتقام، والثار. وارى، شئنا ام ابينا، ان علاوي يمتلك هذه الصفات. كما ان معيشته في الغرب، وعلافاته الواسعه بدولها منحته خبره تؤهله لذلك. وقد اثبت الرجل خلال تراسه الوزاره الانتقاليه قدرة على الحكم، والعمل بهدوء بعيدا عن الايديولجيات. ببساطه اثبت انه رجل دولة. واذا تحدثنا بالمزاج السائد اليوم في العراق، للاسف، فان علاوي يمتلك امتيازات لا يحظى بها غيره. فهو شيعي مثل اغلبية عرب العراق، اضافة لاكراده الفيليين وشيعة تركمانه. ويحظى باحترام الكثير من قادتهم، وتربطه علاقه جيده، وثقة متبادلة بالكثير من المرجعيات الشيعية. وهو ابن الاعظميه، وهي قلب بغداد، والعراق النابض ان احتربت احترب العراق، وان تسالمت تسالم العراق. وقد اثبت سنة الاعظمية انهم اشد حبا، وحرصا من بعض القيادات الشيعية على اخوتهم من شيعة بغداد، بل فدوهم بارواحهم اثناء فاجعة الجسر. وسنة الاعظمية مع غالبية سنة العراق يمنحون ثقتهم لاياد علاوي. فلقد طمأنهم اثناء حكمه، وهو قادر على كسب ثقتهم، وثقة زعمائهم باساليبه العقلانيه، والتصالحيه، والواقعيه، وحزمه مع الارهابيين ايضا. فالاهم الان بناء العراق الجديد، وليس استحصال الثار القديم. القوميه الثانيه في العراق الاكراد، والثالثه التركمان، والاقليات العرقيه، والدينيه والمذهبيه يطمأنون اكثر لحاكم عقلاني علماني من اي شخص اخر مهما كانت صفته. وعلاقات علاوي بالكرد، وزعمائهم قديمه، وقويه، وتتوفرثقه متبادلة تتيح استمرا ر دعمهم له، وضمان مصالحهم كقومية ثانيه، وشعب ذو خصوصيه. البعثيون حتى المجرمون منهم سينتظرون قبل التورط باعمال اجرامية اخرى اذا اخذ القانون مجراه، وساد القضاء المستقل، وليس الثار العشوائي. كثير من القيادات، في دول اخرى، انشغلت بتصفية الحسابات القديمة كمهمة اولى، ولم يقدموا لشعوبهم ما انتظرته منهم. اعتقد ان البدا بتشغيل العاطلين اهم بكثير من صرف المليارات على اجهزة مخابرات، وتحقيقات، ومحاكمات، وحرس سجون، وتكاليف حمايات ليست هي الهم الاول، الان، لشعب شبه جائع.
المحيط العربي، شعوبا، وحكومات يتعاون، ويطمئن لرجل دولة مجرب مثل اياد علاوي اكثر من ثقتهم باخرين لهم علاقاتهم المريبه مع دول لا تضمر لدول الجوار غير المؤامرات، والتهديدات، والتدخلات. ان علاقته بدول عربيه قويه، وفاعلة يمكنه من كسر انف الجامعه العربيه، وبعض دولها، واجبارها على دعم العراق، والانصياع للتخلي عن محاولة فرض الوصايه، والتدخل في شؤون العراق الداخلية. اعتقد ان كثير من التدخلات، والمؤامرات، التي يقوم بها العرب الان ستتوقف بفضل وجود رجل مثل اياد علاوي على دسة الحكم في العراق المضطرب. وسينعزل مثيروا الشغب، وحاضني الارهاب، ويتقلص نفوذهم، وتمتد، وتزداد سلطة الحكومة المركزيه، وتزداد هيبتها باضطراد في جميع انحاء دولة العراق وعلى حدودها كافة. الحال نفسه ينطبق على العلاقات مع امريكا، واوربا، والعالم الاسلامي، وبقية دول العالم. شخص قوي، ومدعوم من جبهة وطنيه شعبية واسعة، يراس حكومة ائتلافيه عريضة يتمكن، ان يقف بوجه اي قوة، ويحول المواجهات، والتوترات المتوقعه، ومحاولات الوصاية، وفرض السياسات، او التوجهات، الى علاقات تعاون، وصداقة. فلسنا بحاجه لمعادات احد، والعراق محتاج لدعم العالم كله.
هذه ليست دعاية انتخابيه لاياد علاوي. ولست متفقا معه فكريا، وليست لي علاقه بالوفاق، ولا بصحيفتهم ولكن مصلحة العراق، والواقع، وحالة التردي تتطلب رجلا مثل علاوي يمتلك مقومات الزعامه، والقدره على قيادة المرحله بدون الانتقاص من قدرة الاخرين. والوحده الوطنيه تتطلب زعامة تحظى بثقة الاغلبية وهذه الثقة اضافة الى الحرص على مصلحة الوطن تجلت مؤخرا في الاستجابة لدعوة علاوي، والاتفاق مع طروحاته من قبل اغلبية قيادات شعبنا التي نثق بها، وامتلكت من الجراة، والوعي، والحرص، والواقعيه ما يمكنها من الموافقة غلى تسليمه قيادة الدفة في هذه الظروف الخطره، والمصيريه التي يمر بها العراق، وهم مؤمنون بمقولة شعبنا الطيب: "انطي الخبز لخبازته".
واتمنى ان يكون خبز اياد علاوي طيب، ومكسب، وبيه سمسم من كل اطياف شعبنا السياسيه المؤمنه بعراق حر وديمقراطي.
رزاق عبود
#رزاق_عبود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بن لادن والزرقاوي وكل الارهابيين ورثة تقاليد العنف الاسلامي
...
-
اولاد صبحة نهبوا العراق واولاد فضيله ينهبون البصره
-
حكومة الجعفري/صولاغ ايران اولا والعراق اخيرا
-
هل تفرخ الفضائيه العراقيه من جديد -الرئيس القائد-؟
-
وحدة يسارية ام وحدة وطنية؟
-
ايام الثقافه العراقيه في ستوكهولم جهد كبير وحشد صغير
-
جولات الجعفري الصداميه
-
قادة الشيعه يتاجرون بالفجيعه
-
توزيع ثروات العراق حسب الدستورالدائم
-
سلطات العراق العديده
-
امراء بدر يطلقون النار على وحدة العراق
-
الفرس عراقيون والعراقيون فرس
-
من يحكم العراق بعد السياده
-
لفلفوا كتابة الدستور كما لفلفوا الانتخابات
-
هل يضيع زعماء الاكراد وزعماء الشيعه التجربه الديمقراطيه كما
...
-
ارهاب شرم الشيخ لا يبرر تاجيل الاصلاح
-
الدستور الدائم للعراق افكار وملاحظات وتجارب
-
ايهم السامرائي ومشعان والاخرين من بعثيين الى معارضين الى مقا
...
-
طالب غالي عندليب البصره الاسمر
-
المقاومه مقاومه ليش تزعلون
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|