تحالف اليسارالمصرى من أجل العدل والحرية والتقدم

عبدالوهاب خضر

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 10:47
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    

• بمبادرة من اللجنة التنسيقية بين حزب التجمع التقدمي والحملة الشعـبية من أجل التغـيير وجهت الدعوة إلى العـديد من رموز وممثلي القوى اليسارية ، وتم عـقد عدد من الاجتماعات التحضيرية بهدف توحيد توجهات وطاقات اليسار في حملة انتخابات المجلس التشريعي 2005 ، وقد أسفر ذلك عن الاتفاق المبدئي عـلى ضرورة وإمكانية وجود يسار متوحد يتقدم صفوف المعـارضة الديموقراطية ويتلاحم معها ، ويصنع من اشتراكه في هذه الحملة وما تتيحه من اتصال جماهيري وأشكال للعـمل المباشر ، ومن خبرة تجاربه المشتركة في السنوات الأخيرة مقدمة لبناء نواة حركة ديموقراطية شعـبية ، تعـبر عن الطموحات السياسية والاجتماعـية للأغـلبية الكاسحة من طبقات شعـبية مفقرة ومستبعـدة عـن دائرة الحكم والمشاركة السياسية .
إن قوى اليسار المصري لا يمكن أن تعـفي نفسها من الانخراط في مهمة بناء هذه الحركة القادرة وحدها على حفز وتوحيد تجليات واسعة للمقاومة ، وعلى بعـث وتطوير أشكال التنظيم الذاتي لقوى الأغلبية الشعـبية ، في مجرى الدفاع عن حقها في الحياة في مواجهة الفقر والبطالة والغـلاء .
إن إمكانية انبعـاث قوى اليسار التي تعـيد تجديد وتوحيد قواها تؤكدها دلالات وخبرات تجارب العـمل المشترك في السنوات الماضية : اللجنة الشعـبية للتضامن مع انتفاضة الشعـب الفلسطيني ، الحملة الشعـبية من أجل التغـيير (الحرية الآن) ، اللجنة القومية للدفاع عن العـمال ، اللجنة التنسيقية العـمالية ، حركة 20 مارس ، جماعة المهندسين الديموقراطيين ، جماعة المحامين الديموقراطيين ، الاشتراك النشيط لعـناصر اليسار في الحركة المصرية للتغـيير ، وملتقى اليسار للحوار .
• إن قوى اليسار التي أفرزتها المحن ، وتقاسمت معـاً دروس تجاربها ، تعـلن الآن استعـدادها لمواصلة خطواتها على ذات الدرب ، في لحظة حرجة ، تأتي فيها الانتخابات التشريعـية لترسم آخر ملامح عـملية تجديد الحكم المطلق في بلادنا ، فالدكتاتوريات عادة ما تتدبر حالها تجاه كل ضغـوط المعـارضة ، طالما ظلت موازين القوى الطبقية والسياسية في غـيبة الوزن الملموس لقوى التغـيير الحقيقية للأغـلبية من الطبقات الشعـبية .
وقد اضطرت الديكتاتورية الحاكمة مكرهة تحت ضغـط ونضال قوى المعـارضة الديموقراطية إلى تعـديل (فارغ المضمون) للمادة 76 من الدستور ، وإلى تعـديل قانون مباشرة الحقوق السياسية وقانون الانتخابات الرئاسية ، وقد مثلت هذه التعـديلات مناورة للالتفاف على مطالب وضغـوط المعـارضة .
• إن قوى اليسار بوصفها مدافعـاً أصيلاً عن الديموقراطية تؤمن بأن قيمة الحرية لم تعـد منفصلة عن قيمة المساواة ، وترى أنه يستحيل الفصل بين الديموقراطية الحقيقية ومضمونها الاجتماعي الذي يتيح للأغلبية الكاسحة من المصريين تحسين شروط حياتهم ، وشروط مشاركتهم السياسية ، كما تلتقي قوى اليسار مع مطالب ونضالات القوى الديموقراطية من أجل تغـيير الهياكل السياسية والدستورية لاستبداد الحكم ، وفي هذا الإطار فإن قوى اليسار ترحب باتفاق الأحزاب والقوى والحركات السياسية على خوض الانتخابات التشريعـية بقائمة موحدة للتغـيير وإعلان تأسيس " الجبهة الوطنية للتغـيير " .
وفي هذا الإطار أيضاً تلتقي قوى اليسار مع المعـارضة الديموقراطية في مطلب عـقد "جمعـية تأسيسية" منتخبة انتخاباً حراً مباشراً لإعداد دستور جديد للبلاد ، يستجيب لمصالح الأغـلبية الساحقة من قوى الشعـب المصري ، ويستكمل مقومات الدولة المدنية القائمة على مبدأ المواطنة بلا تمييز ، وتؤكد قوى اليسار على ضرورة أن يسبق انتخاب وعقد هذه الجمعـية مرحلة انتقالية تنتزع فيها حرية العـمل السياسي والنقابي بلا قيود ، وهي الطريق الوحيد لبعـث هيئة ناخبين حقيقية لا كتلة استثنائية إرادتها مزورة ويجري التلاعب بمصائرها .
• إن الديموقراطية التي تدعو إليها قوى اليسار تتناقض تماماً مع (ديموقراطيات) مخططات الهيمنة الاستعـمارية من شرق أوسط كبير أو غـيره ، كما تتناقض تماماً أيضاً مع كل طرح رجعـي لشعـارات الدولة الدينية ، إن اليسار المصري يرفض كل صور التبرير الديني للسياسة ، وهو إذ يعـتير نفسه مدافعـاً أصيلاً عن حريات جميع المواطنين في ممارسة واختيار معـتقداتهم الدينية فإنه يرفض فرض أي رؤية دينية لجماعـة بعـينها أو تطبيقها على بقية أفراد المجتمع باسم السياسة ، وذلك منعـاً للإساءة للدين باسم السياسة ومنعـاً لاستخدامه لقمع الآخرين ، لذا فإن قوى اليسار المصري ترفع مجدداً شعـار ثورة 1919 الأصيل : (الدين لله والوطن للجميع) .
إننا ندعـو كل مناضلي اليسار ، تحقيقاً لهذه الأهداف والتوجهات ، ضرورة العـمل معـاً من أجل توحيد الصفوف وتنسيق الجهود في معـارك التغـيير الديموقراطي الشامل ، وتوحيد الطاقات في حملة انتخابات المجلس التشريعي 2005 وغيرها من المعـارك ، وذلك على طريق العـمل معـاً من أجل بناء نواة صلبة لتحالف اليسار .

#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات