أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - وتستمر الولادة














المزيد.....

وتستمر الولادة


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 13 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لأنه المخاض الأصعب الذي يمر به العراق في ولادة عهد جديد يكون العراق فيه جنة أرضية يعمها الوئام والسلام والتنوع . عراق يكون فيه الإنسان متمتعا بكرامته وإنسانيته لا يقهره فيه جبار أو طاغية ، عهد لا يجرؤ فيه أحد على ظلم أخيه الإنسان تحت مغريات القوة والجاه والمال ، عهد يولد من رحم الأرض التي عانت وشعبها قرونا من الظلم والاضطهاد المادي والمعنوي، فكريا ونفسيا، اقتصاديا واجتماعيا ، تلك الأرض التي شهدت حضارة الإنسان الأولى وقبلها بدائيته وسعيه إلى الإبداع والاختراع والتطور ، فكانت هذه الأرض منجم الإنسانية الأول الذي وجد فيه اكتشاف أدوات الاختراع الأولى من العقل المتفتح الطموح الباحث والأرض الخصبة المعطاء التي وفرت له البيئة المناسبة لاكتشاف مواهب الإنسان وقدراته و قابليته على التطور ، فعلى هذه الأرض زرع الإنسان أول بذرة للنماء والحب والخير، متمتعا بما حباه الله من الأنهار والطبيعة المتنوعة الرائعة من سهل وجبل وبادية وأهوار . فعمل العراقي الأول على تنظيم حياته بتنويع المهارات وصقلها وتشكيل التجمعات البشرية ليولد أول مجتمع قروي امتهن الزراعة والصيد وتدجين الحيوانات الأليفة التي ألفت الإنسان وكافأته بما ينتفع به مسخرة من قبل خالقها ، ولما توسعت المجتمعات القروية وتكاثرت القرى وتناثرت على ضفاف النهار كزهور الربيع الجميلة، وأصبحت أرض العراق تزخر بالقرى الكثيرة الممتلئة بالفلاحين والصيادين وذوي الحرف اليدوية ، فأصبح نشوء المدن ضروريا ليربط بين القرى الممتدة مسافات طويلة ما أوجد التجارة حاجة ضرورية فرضت وجودها يتجمع فيها كل ذي صنعة فالمزارع يجلب سلعته إلى المدينة حيث السوق الذي أصبح ضرورة ثم أصبح تنظيم أمور الناس ووضع القوانين التي تنظم تعاملاتهم اليومية وتحل خلافاتهم ضرورة ملحة ، فكان لهذه الأرض شرف تشريع القانون الأول في حياة البشرية . وتوالت القرون والعراق يتقلب بين ازدهار يخطف الأبصار في حضارات مزدهرة عامرة بالفنون والعلوم ، تنثر شذاها على البشرية علما وابتكارا وفكرا نيرا تحار العقول في روعته وجماله . ثم تأتيه سنون الانحدار نتيجة طمع الطامعين وعدوانهم ، فتستلب حضارته وخيراته وتنتهك حرماته ومقدساته . لكنه مارد جبار لا يموت بل هو كائن أسطوري كما طائر الفينيق الذي يحترق لحظة موته لكن لا يلبث أن يبعث من رماده طائرا يافعا يانعا يستقبل الحياة بروح الشباب المتجدد . فكم من محنة ونكبة حلت بالعراق ودمرته أيما تدمير لكنها لم تقتل روحه العنيدة العصية على اليأس والموت والاستسلام ، وها هي اليوم روح العراق تعاند الفساد والجور والظلم والتهميش وتبعث في صورة شباب وشابات وأطفال رفضوا الواقع المزري المرير فخرجوا يحاربون الخطأ والفساد والظلم بأصواتهم وصدورهم العارية غير آبهين بالشمس الحارقة والإسفلت الملتهب ومتحدين سلطة الفساد الواسعة صارخين بوجه الظلم والفساد بكلمة واحدة واضحة لا تحتمل خطأ التفسير والفهم ، لقد قالها العراقيون عالية مدوية هزت عرش الفساد فأرعبته ، إنها ( لا للفاسدين ) كبيرة أسمعت الضمير الميت قرارها النهائي البات القاطع الذي لا تمييز ولا رجعة فيه . لقد كان من اعتداء المندسين على المتظاهرين ما كان وسيكون منهم ما هو أكثر وأكبر لكننا متهيئون وجاهزون لكل جديد وغير متوقع فقد قررنا أن نولد من جديد ولكل شيء ضريبة وثمن ، وإن تكن للباطل جولة فإن للحق صولات وجولات ، ولا بد لمخاض هذا الشعب أن ينتهي بالولادة الميمونة للعراق الجديد مهما طال مخاضه وصعبت ظروفه ، ولئن نعتصم في الشوارع والساحات أياما وشهورا فلن نترك هذا الأمر مهما غلت التضحيات فمحاسبة المفسدين والتخلص منهم وإرجاع أموال العراق وحقوقنا كاملة .



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكان للنساء حضورهن المميز كذلك
- عصابات الفساد ومطرقة العدالة
- العدوان على المدنية والديمقراطية
- الحراك الجماهيري الشعبي والمصالحة الوطنية
- اصمدوا .. فقد ظهرت بوادر النصر المبين
- العمليات الإرهابية .. وإرادة الشعب الثائر
- الفساد وحقيقة محاربته ومن يحاربه ؟
- - إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي أن تترددا -
- وماذا بعد صدور تقرير اللجنة ؟
- إدامة زخم التظاهرات مطلب حيوي
- ظلمونا فانتفضنا
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح
- الصناعة العراقية .. الواقع والطموح
- الكهرباء .. والكارثة الوشيكة
- الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية
- إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - وتستمر الولادة