عناد الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 22:45
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
دولة الفاتيكان أصغر دولة في العالم من حيث المساحة ومن حيث عدد السكان ؛
مساحتها لا تحسب بالكيلومترات ! بل بالأمتار ! بضع مئات منها في الواقع ؛ وعدد سكانها دون الألف نسمة ؛
ومع ذلك فقيمتها الروحية والمكانية لا مثيل لها في العالم كله ؛
ليس لأن أتباع المسيحية الكاثوليك مليار ومئتا مليون مؤمن فحسب ؛
بل لمكانتها المقدسة ولروحانيتها ؛ ولعظمة تراثها من مبان تأريخية عظيمة تعود لتأريخ موغل في القدم والماضي السحيق ؛
ولهذا دولة الفاتيكان هي الدولة الوحيدة على وجه البسيطة كلها المدرجة بكاملها على لائحة اليونيسكو كإحدى مواقع التراث العالمي ؛
وما يميز دولة الفاتيكان حرصها الشديد على آثارها وتراثها بشكل كبير يصل حد الهوس بنظر البعض ؛
وبالطبع مكتبات الفاتيكان تحتوي على كنوز كثيرة ومتنوعة من المخطوطات القديمة ؛ وبلغات كثيرة وعلوم شتى ؛
والفاتيكان مع علو قيمته الروحانية وسمو مكانته التأريخية إلا أنه أصبح مزارا للملايين سنويا من غير المؤمنين ؛ ومن معتقدات وثقافات وخلفيات كثيرة ؛
فأصبح مزارا عالميا مقدسا عند المسيحيين وغيرهم ؛
فإن كان المؤمنون يتوافدون إليه من باب السياحة الدينية فغيرهم وبأضعاف عددهم سنويا من باب زيارة آثار إنسانية عالمية يندر وجودها في غير الفاتيكان ؛
ولهذا فإن الفاتيكان تتصاعد مكانته كل يوم ويفد إليه زواره كل حين ؛
وبذات الوقت مكة بدأ نجمها يخبو ورويدا رويدا تتلاشى قدسيتها وتفقد روحانيتها ومكانتها التأريخية ؛
وزالت معالمها وطمست آثارها واختفت مبانيها التأريخية ؛
ولم تعد آثارها تشهد لتأيخها ؛
بل وللأسف بدأ الضحايا يتساقطون جراء ما يسمى توسعة الحرم المكي ! ؛
ولعل حادثة أمس الكارثية خير برهان ؛
فالتوسعة قضت على الآثار من الحجر صحيح إلا أن ضحاياها بازدياد من البشر !
لكن لماذا تزال المباني القديمة والآثار في مكة ؟!
هل السبب يعود للفساد المالي والسرقات فحسب تحت غطاء مشاريع التوسعة ؟!! ؛
أم أن السبب يعود لعقيدة الوهابية وموقفها من الحجر ؟! ؛
فالآثار بفكرها ومعتقدها رجس وشرك !!
ويجب هدمها وإزالتها !! ؛
وطبعا خير شاهد ما فعله ويفعله تنظيم داعش بالآثار التأريخية !!
سؤال ليس سهلا جوابه !! .
تورونتو ؛ كندا ؛ 12 / 9 / 2015
#عناد_الشمري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟