كفاح جمعة كنجي
الحوار المتمدن-العدد: 4923 - 2015 / 9 / 12 - 22:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كابوس في الموصل
كفاح جمعة كنجي
سأسرد لكم كابوس جديد داهمني قبل يومين فقط كما راودني في ذلك الحلم المزعج.. حلمت اني اتجول في المدينة التي أمضيت سنين شبابي الأولى فيها وهي مدينة الموصل. كنت بالتحديد في المنطقة التي بين محلة الدركزلية والفيصيلية في الساحل الايسر.
الشوارع مرصوفة بشكل سيء للغاية تبدو كأننا في مطلع العام 1900 وما قبله .. لا توجد سيارات تجوب الشارع . كنت في الجهة التي يتزاحم الناس فيها حول المحلات المنتشرة على امتداد الشارع.
في الجهة الاخرى من الشارع كان موكباً لجنازة راجلة تمشي معها مجموعة صغيرة لا يتعدى عددها تسعة مشيعين فقط .. منهم حملة التابوت الاربعة الذين يسيرون بهدوء وتأني مع الرصيف الترابي الذي تتخلله بقايا صخور متكسرة كأنه في قرية ريفية نائية وليس بمدينة كبيرة كالموصل الحدباء.
مرّ الموكب المذكور في الجانب المزدحم بالناس ولم تهتز مشاعر احد منهم للجنازة أو يبادر أحدا منهم ليساهم في تقديم المساعدة على حمل التابوت وهو أقل شيء مطلوب في هكذا مواقف!.. ولن اقول ان يشترك بالمواساة للتخفيف من ألَمْ ذوي الميت ومصابهم.
تعجبت للموقف.. كدت افقد اعصابي وأجن.. وانطلقت انادي ياناس هؤلاء بحاجة للمساعدة والمواساة ..وينكم يا أصحاب الغيرة .. يمعودين ترى التابوت ثقيل ولازم انعاونهم في حمله .. ندائاتي المتكررة ذهبت سدىً .. قطعت الشارع مسرعا للجهة التي تسير فيها الجنازة.. نظرت من جديد الى الناس المزدحمين كانوا على نفس الحال غير مكترثين مطلقاً بالحدث.. وحين اقتربت أكثر تأكدت ان الجنازة لِاحد إخواننا المسيحيين من سكان الموصل القدامى ممن مطلوب منهم مغادرة ليس الحياة فقط بل ترك المدينة بعد ان تحولت لأسطبل لأشباه البشر من عباده المؤمنين الذين يجاهرون بنواياهم بالاستحواذ على ممتلكات الاخرين ممن يوصفونهم وينعتونهم بالكفار من ذوي صاحب النعش الحزين.
-------------------
ايلول 2015
#كفاح_جمعة_كنجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟