للباحث والأكاديمي الكردي خالد يونس خالد ...
قراءة ـــ نه به ز الدّاوودي* ـــ
صدر قبل ثلاثة اشهر كتاب قيّم للباحث والأكاديمي الكردي المعروف خالد يونس خالد بعنوان – القضية الكردية بين الحلول الإسلامية والعلمانية والدولية " الخيارات الصعبة " ومن مطبوعات مؤسسة دراسات كردستانية للطباعة والنشر في السويد رقم 4 للعام 2002 ويقع الكتاب في 177 صفحة ويضمن الكتاب بالإضافة إلى الإهداء وتقديم المؤلف تقديما ًجميلا وقيّماً للشيخ الجليل عمر غريب وثلاثة فصول لحل المسالة الكردية. وجاء الفصل الأول تحت عنوان حل المسالة الكردية من منظور إسلامي، والفصل الثاني حل المسالة الكردية من منظور علماني، والفصل الثالث الخيارات الدولية الصعبة لحل المسالة الكردية. ولقد اعتمد الباحث في كتابه على الكثير من المصادر والمراجع باللغات العربية والكردية والأوروبية ، والموضع الذي تناوله الكاتب موضوع معقد ومخيف في نظر الكثير من رجال السياسة والأحزاب العلمانية والإسلامية منذ نشوء المشكلة الكردية في الشرق الأوسط واحتلال أراضي الكرد بالقوة وضمها إلى أراضي الغير وإنكار حقوق الكرد بعد ذلك رغم معرفتهم الأكيدة بأحقية الشعب الكردي في العيش بسلام على أرضه ووطنه ، وحل قضيته حلا واقعيا على المستوى الكردستاني والإقليمي والعالمي ، بعيدا عن روح التعالي وتسويف الموضوع الحيوي تحت ذرائع الوطنية والدينية. ومثلما ذكر الباحث بان القضية الكردية اليوم بين مفترق سبل متعارضة، تنتظر حلا عادلا بعيدا عن التحايل.ولأهمية هذا الكتاب ولما امتاز به من خصائص جمة ننقل مقاطع من مقدمة الشيخ عمر غريب في تقديمه للكتاب والذي جاء فيه: (وعلى هذا الأساس يعتبر الكتاب المذكور وبقية المؤلفات والدراسات والمقالات العلمية – السياسية للأستاذ خالد يونس خالد أحد أهم وابرز الصياغات الجديدة للقضية الكردية – فتمتاز نظرات وطروحات الأخ خالد ومحاولاته العلاجية المخلصة بالدقة والعمق والتحليل الواسع فإنها تتصف بالجرأة والواقعية الممزوجة بالحكمة والعقلانية وبُعد نظر، آخذا ً بعين الاعتبار والجدية كافة جوانب القضية الكردية دون إفراط أو تفريط).
وننتقل إلى مقدمة الباحث حيث يحاول في مؤلفه وعلى قدر الإمكان أن يكون لا منتميا في طرح الموضوع ويقول (أحاول على قدرالأمكان أن لا أكون منتميا في طرح الموضوع، ككاتب يطرح ثلاثة أفكار متفاوتة ومتضاربة وثلاثة مواقف متناقضة متعارضة تشكل وحدة الأضداد الديالكتيكية في محاولة لإيجاد حل للقضية الكردية. فيقول ايضا حول طرحه النظري أن (هذا الطرح النظري قد يدخل المحك العملي في المستقبل القريب في خضم الأحداث العلمانية والقومية والدينية السريعة في منطقة الشرق الأوسط والتي تدخل في النهاية ، الدائرة الدولية وضمن الإستراتيجيات العالمية للقوى العظمى، وصدام الحضارات والمدنيات.) وباختصار لقد آن الأوان كي يقول الشعب الكردي كلمته الصريحة أمام الرأي العلماني والإسلامي وأمام كافة الأطراف الإقليمية التي اضطهدت الأمة الكردية في أجزائها الأربعة.
إن الشعب الكردي اليوم يريد كرامته وحريته وصون حقوقه ولا يريد أن يصادر حرية وحقوق الأقوام الأخرى في العالم. الشعب الكردي شعب مسالم ولا يحبذ الإرهاب وينبذ العنف وتحت أية مسميات كانت، بل يناضل من اجل مستقبل مشرق ويقاوم الذل والاحتلال من اجل تحقيق الديمقراطية والسلام والأمن في المنطقة. وليعلم الذين لا يستوعبون القضية الكردية لحد هذه الساعة، إن الكرد طرف مهم في معادلة التوازن في المنطقة وليس هامشيا خاضعا للأنظمة العربية والفارسية والتركية التي تحتل كردستان كما أشار الباحث له في مقدمة الكتاب.
الأكراد يتامى المسلمين ... ولكنهم بلغوا سن الرشد السياسي بعد فهمهم لخطط الجيران...!
لقد نعى الشاعر الفلسطيني محمود درويش الشعب الكردي ورمزه التاريخي صلاح الدين قبل اكثر من عقد من الزمن مترحما على عظم مأساتنا وتعاطفا مع مأساة قضية فلسطين بقصيدة خجولة أثارت حنق وغضب بعض الفئات الشوفينية والعنصرية في حينها، ويقال بان الشاعر استبعد تلك القصيدة اليتيمة في مجموعته الشعرية الكاملة :- ونقطع مقطعا منها
هل خرّ مهرك يا صلاح الدين؟ هل هوت البيارق؟
في ارض كردستان .. حيث الرعب يسهر والحرائق
الموت للعمال إن قالوا لنا ثمن العذاب
الموت للزّراع إن قالوا لنا نور الكتاب
الموت للأكراد إن قالوا لنا حق التنفس والحياة...
الكل يعلم ولا اختلاف في ذلك بان الإسلام هو دين العدل والحق والمساواة وان الكرد قد دخلوا في الإسلام واخلصوا في سبيل رفع راية القران الكريم، وآمنت الأكثرية من الكرد برسالة النبي الكريم محمد (ص). ولقد فهم الكرد واستوعب الرسالة بأنها رسالة الوحدانية والقائمة في أساسها على العدالة السياسية والاجتماعية وبهذا الصدد يقول الباحث خالد:
نحن نريد حلا للمسالة الكردية من منظور إسلامي ، وليس منظور قومي علماني بثوب إسلامي إنما إسلامي بثوب القران الكريم وسنة الرسول الأمين محمد (ص). ويذهب إلى ذلك ويتساءل كيف المعالجة؟ هل نعالجها تحت راية الأخوة الإسلامية النظرية ونار تحرق كردستان؟
هل نعالجها باسم الإسلام بعيدا عن الإيمان، ونحن نعلم إن الدين المعاملة ،والإسلام الممارسة؟
هل نعالجها بالنصوص والكلمات العسلية ونتهم الذين يطالبون بحقوقهم كفرة نبيح قتلهم لأنهم يرفضون الذل والعبودية ؟
إذن كيف بنا هذه المشكلة الكبيرة والتي تعتبر إحدى المسائل المعقدة في العالم الإسلامي ونظام العلاقات الدولية في العالم المعاصر وكما بينه الباحث في تمهيده للقضية الكردية من منظور إسلامي.
وفي اعتقاد اكثر المنصفين أن القضية الكردية لا يمكن معالجتها من خلال استخدام القوة والاحتلال وممارسة الإرهاب والتطهير العرقي ، بل يمكن معالجتها من خلال الاعتراف بخطأ الماضي والاعتذار من الشعب الكردي لتلك الجرائم التي ارتكبتها الأنظمة الديكتاتورية في زمن احتلال أراضي الكرد.
نرجع لمسالة الحل الإسلامي للقضية الكردية ونتفق مع الباحث في طرحه للموضوع ورصده للظواهر الشاذة التي رافقت بعض الحلول الغير المنصفة والذي ذكره الباحث جانبا منها (انك تستطيع أن تخدع بعض الناس كل الوقت ، وتستطيع أن تخدع كل الناس بعض الوقت ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت، هذه هي المشكلة التي تعيشها الأنظمة المسلمة التي عجزت أن تحل ابسط قضاياها بالعقل والإيمان). ويتساءل الباحث مرة أخرى ماذا نستطيع أن نفعل؟ إلى أي درجة يكون هذا الحل الإسلامي متجاوبا أو متضادا مع التيارات الإسلامية المختلفة والمتباينة والمتصارعة مع الأسف على الساحتين العربية والتركية والفارسية والكردية في ظل البيت إلإسلامي الخرب للكل؟
وحسب رأي الباحث يجب أن نتجرد من الأنانية القومية والقيود العلمانية ، ونغسل عقولنا من الظلم القومي الذي نعانيه، وباسمه نقتل ونضرب بعضنا البعض. فننهزم من واقعنا ونحفظ النصوص لنخدع أنفسنا. ونخدع غيرنا ولا نلتزم بها ..وعلى ذكر بان الأكراد يتامى المسلمين كما جاء في إحدى مؤلفات الدكتور شناوي الصادرة في القاهرة عام 1991 والذي أشار بلا وجل إلى حديث نبوي شريف للنبي الكريم محمد (ص ) ((عدل ساعة خير من عبادة ستين عاما)) فيشرح معنى الحديث الشريف ((ما فائدة عبادة وعلم وتلاوة قرآن وحج وصوم ونحن ننام عن العدل وتثار قضية مظلوم بيننا فلا ينتصر له أحد)) و لقد حرم المولى القدير كل أنواع الظلم واعتبر الظلم من مظالم يوم القيامة إذا اعترفت وآمنت بعض القوى بهذه الحقيقة الربانية! وان ظلم واحتلال كردستان تعتبر من ضمن ظلمات الآخرة ولقد حرّم الله الظلم على نفسه وعلى العباد.
ومن ثم يطرح الباحث القضية الكردية ومن منظورها الإسلامي ومن خلال طرح 21 عنصرا أساسيا ومهما، ولا تسع هذه الصفحات في سرد متونها ونكتفي فقط ذكر عناوين بعض العناصر المهمة فنبدأ من العنصر الأول: وحدانية الله تعالى والعدل في الإسلام
والعنصر الثاني: فكرة التوحيد وممارسة الشورى في شؤون الدولة
والعنصر الثالث: التعايش السلمي
والعنصر الرابع: مشروعية وجود الكرد في القرآن
والعنصر الخامس: محاور الشريعة الإسلامية
العنصر السادس: وسطية ا|لإسلام
العنصر السابع: القرآن منبع أصيل لحل المسألة الكردية
وننهي بعنوان العنصر الأخير وهو العنصر الواحد والعشرين: المصير المشترك، جميع العناصر المذكورة في الفصل.
وفي تقديرنا انه من أهم العناصر المذكورة في فصل حل القضية الكردية من منظور إسلامي. وننقل رأي الباحث حول المصير المشترك بين العرب والفرس والترك مع الكرد بأنه مع وجود الحروب والاحتلال بين هذه الأقوام لا يمكن أن يكون لهم مصير مشترك، لأن الكردي يريد أن يحرر أرضه قبل أن يحرر ارض الآخرين. فينتقل الباحث إلى جانب آخر من مبحثه حول نقطة المصير المشترك بان (لا يمكن للإنسان العاقل في العالم الذي نعيشه اليوم أن يكون مخلصا لك إذا لم يكن مخلصا لعائلته وأبنائه وشعبه إن الله يأمر بالعدل والإحسان ولا بد أن يتحقق هذا العدل والإحسان في مصير مشترك ، إذا تحاربني وتضطهدني فلن أكون معك إنما أطالب بالاستقلال. لكن الإسلام حرّم على المسلمين قتال بعضهم البعض، ولكنك إذا بقيت تحتل ارضي فلا بد من منعك بممارسة الظلم حتى تفئ إلى أمر الله).
القضية الكردية كما نوه إليها الباحث في مقدمة كتابه بأنها اليوم بين مفترق طرق وحلول فالأمة الحية لا يمكن أن تضيع حقها في تقرير مصيرها. فالباحث يطرح رأيا صائبا في قضية الكرد فيقول (إن الأمة لا تضيع حقها في تقرير مصيرها سواء اختارت طريق الاتحاد بشكل حر مع دولة أخرى أو شكلت دولة مستقلة. ويعتمد ذلك على الظروف المحلية والإقليمية والدولية)، فيذهب الباحث إلى القول ( فالمصير المشترك لا يعني أن تتكرم القومية الكبيرة بمنح بعض الوزارات والوظائف للكرد في ظل الاحتلال أو العلاقات الاستعمارية التي تحكمه، والمصير المشترك لا يعني حرب الإبادة ضد الشعب الكردي ، بحجة حماية المصلحة الوطنية أو القول ، انظروا إن نائب رئيس الجمهورية كردي.)
فيخاطب الباحث الأحزاب الإسلامية والإسلامية في المنطقة بعربه وكرده ويخاطب دعاة القومية العربية والمنادين باسم العروبة ويسألهم عن المصير المشترك ويضرب لهم مثلا بسيطا فيقول (لننظر إلى سويسرا ، الدولة الديمقراطية ، الغير المسلمة، ذات أربع قوميات، تتألف من 24 مقاطعة اتحادية عضوة فيها، لها أربع مجموعات لغوية، وهي حسب قوتها والمتكلمين بها (الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانشية ) واصغر هذه اللغات هي الرومانشية. وهذه اللغة بحد ذاتها مزيج من اللاتينية الكلاسيكية والألمانية، يتكلم بها حوالي خمسين ألف سويسري يعيشون في منطقة جبلية صغيرة على الحدود النمساوية. ومع ذلك فان هذه اللغة الصغيرة هي لغة رسمية في سويسرا إلى جانب اللغات الثلاثة الأخرى ،وان العملات الورقية تصدر باللغات الأربع ، وجميع هذه اللغات والقوميات متساوية أمام القانون السويسري، ولها نفس الحقوق والواجبات، وتحاول الحكومة السويسرية المحافظة على اللغة الرومانشية لئلا تذوب بين اللغات الثلاثة الأخرى، وتعتبرها من التراث السويسري، جاهدة أن لا تهاجر سكان تلك المناطق إلى مناطق أخرى حتى لا تضعف تلك اللغة.
يتحسر الباحث ويوجه كلامه باللوم إلى أدعياء العروبة والإسلام قائلا (أين نحن بادعائنا للإسلام ، وحملات الأنفال والتعريب وتسفير الكرد الفيليين وطردهم من العراق باسم العروبة والقومية العربية ، وحتى الإسلام القومي؟ أين الإسلام الذي غاب عنا، أو أين نحن الذي غبنا عن الإسلام، ونحن خير أمة أخرجت للناس، سنظل نغني وقوافل التشرد والعبودية تطول وتطول وتطول، هل استطعنا أن نحقق المصير المشترك؟ أو إن المصير المشترك ، هو الإسلام .... لا بترديد الآيات والأحاديث فقط ، إنما بتطبيقها، وممارستها ، والعمل بها ..)
انتهينا بهذه العبارات المؤثرة من حل القضية الكردية من منظور إسلامي ، ومن مسالة الأكراد يتامى المسلمين أصبحنا على بيّنة واضحة من أن الدين الإسلامي الحنيف هو دين العدل والإنصاف ولا يقبل ظلم العباد وتحت أية شعائر أو مسميات براقة وخادعة. بقي أن ننقل مواقف بعض الأحزاب السياسية التي تلبس الثوب الإسلامي وتدعو إلى قتل الناس خارج السلطة، فإنها ستقطع رؤوسهم حين تصل إلى السلطة كما أشار الباحث إليهم في المبحث الثالث من الكتاب قائلا: ( المشكلة الكبيرة للكرد إن هناك أحزاب كردستانية إسلامية واسلاموية مدعومة من هذه الأحزاب التي لا تقر بحق الكرد في الحرية، وذلك لغرض خلق الفوضى في الساحة الكردستانية تماما كبعض الأحزاب العلمانية الانتهازية. هناك اسلامويون كرد ينظرون إلى هذه الأحزاب نظرة عفوية، جاعلين العلاقات الحزبية أساس التعاون، بعيدا عن الحق الكردي في الحرية والاستقلال. فإذا اعتبرنا موقف التحزب الإسلامي العربي والفارسي والتركي موقفا مبرمجا بسذاجة وجهل لضرب الحركة التحررية الكردستانية، فان موقف بعض الحركات الإسلاموية الكردية هو الآخر موقف عفوي ومرحلي، لغرض جعل الحزب وسيلة لغايات مبهمة).
موقف بعض الأحزاب الإسلامية من القضية الكردية:
أشار الأستاذ فريد عبد الخالق عضو مكتب الإرشاد في جماعة الأخوان منذ أيام الشهيد الخالد حسن البنا وفي أيام المرحوم حسن الهضيبي إلى افتقار الرؤية الموضوعية الشاملة للواقع العربي والإسلامي وما طرأ عليه من متغيرات على الساحة الدولية مع غياب خطة العمل الإسلامي بالإضافة لتفشي ظاهرة الأمية الدينية لدى كثرة من الشباب المسلم ويلاحظ إن عددا غير قليل من شباب الجماعات الإسلامية يعاني من الأمية الدينية ونستطيع رصد ذلك في صور مختلفة من الغلو أو ما يسمى بالتطرف الديني وقد تلخصت ظاهرة الغلو هذه في بعدين أولهما تكفير الحاكم وثانيهما تغيير المنكر بالقوة. فيذكر الباحث خالد يونس خالد اسم المفكر محمد عمارة بأنه من دعاة فكرة التيار القومي الإسلامي (في كتابه: التيار القومي الإسلامي) وكان في ما مضى شيوعيا ثم هداه الله وتحول إلى الإسلام وتضلع في الفكر الإسلامي، فيرى بان ليس للقوميات الغير العربية والأقليات العرقية والدينية في مفهوم المفكر الإسلامي حق في الحرية ، وان منح الحرية والاستقلال للقوميات التي اُحتلت أراضيها من قبل ما يسميه الأستاذ عمارة ((وطن العروبة وعالم الإسلام)) مؤامرة استعمارية ، والأحزاب الإسلامية العراقية لها نفس مواقف المفكرين الإسلاميين القوميين حيال القضية الكردية. فيذكر الباحث خالد على سبيل المثال موقف الحزب الإسلامي العراقي وموقف الحركات الإسلامية الشيعية والسنية فيصف مواقفهم بأنهم لا يهتمون أصلا بالحركات الإسلامية في كردستان العراق ويعتبرونها حركات مذهبية ويقفون ضد الفيدرالية للشعب الكردي وموقف الحركات الإسلامية الشيعية ليس افضل من الحركات الإسلامية السنية، انهم يخيرون الكرد بين الإسلام الشيعي وبين الحكم الذاتي وحسب رأي الباحث إذا اختار الكرد الإسلام الشيعي فالحكم يكون للفرس الشيعة في إيران أو للعرب الشيعة في العراق ، بهذا المفهوم يعني إن الكرد والفرس (( اخوة )) من طراز جديد، وليس للكرد حقوق في (( اخوة )) الاضطهاد في كردستان الشرقية المحتلة. والكرد والعرب (( اخوة ) على نفس الطراز في العراق وليس للكرد حقوق في كردستان الجنوبية. وإذا إختار الكرد الحكم الذاتي وهو مطلب هذيل ، يعني أنهم خرجوا عن الإسلام، ويوجب ضربهم. لكن المشكلة تكون اكبر واعقد حين يطالب الشعب الكردي بحقوقه العادلة في الحرية والاستقلال على كامل ترابه الكردستاني، فحينذاك تنهال الاتهامات بان الكرد يتعاونون مع الاستعمار الغربي ، وتضع الأنظمة العراقية والسورية والتركية والإيرانية خلافاتها جانبا، وتعمل جاهدا لإجهاض الحركة الديمقراطية الكردستانية وإعدام كل مبادرة دولية لإيجاد حل للقضية الكردية.ويختم الباحث مواقف تلك الأحزاب بالقول إن (هذه الممارسات الظالمة جارية على قدم وساق باسم القومية مرة وباسم الدين القومي البعيد عن الإسلام مرة ، وباسم التحزب السياسي الإسلامي مرة ، وباسم الوطنية وحماية الأمن مرة، وبأسم العلمانية الاستبدادية مرة ، وباسم العلمانية التي تلبس الثوب الإسلامي مرة ، وتظهر أصوات معارضة قليلة جدا جدا ، وضعيفة جدا جدا من بين أبناء هذه الشعوب. ويظل الكرد يتغنون بهذه الأصوات تحت خيمة الظلم والعدوان؟
يتساءل الباحث خالد ثانية، إذن كيف يمكن بناء البيت الإسلامي لإيجاد حل للقضية الكردية؟ أليس أمام الكرد خيارات صعبة أخرى، يجدون أنفسهم مجبرين أن يسلكوها؟ أليس من الأفضل بناء البيت الخرب بعقليّة نيّرة ، وعلى هدى القرآن والسُنّة بدلا ً من هذه الترهات والمزايدات المتحزبة لبعض هذه الحركات التي لا تعرف إلاّ العداء لحقوق الآخرين، انهم يريدون أن يقودوا الناس كافة لخدمة الإسلام ، ويجعلون الإسلام في خدمة القومية، ونحن نريد أن نكون لله، ولا عبادة إلاّ لله الواحد القهار.
السؤال الذي يلح مرة أخرى أن يطرح نفسه هو: ما العمل؟ ونحن بدورنا نوجه نفس السؤال لرؤساء بعض الأحزاب والمنظمات التي تبنت حزبها شعار الإسلام والقومية معاً أن يكفوا عن مواقفهم السلبية من القضية الكردية ويتحرروا من عقلية الهزيمة وادعاءاتهم بان الشعب الكردي يريد أن يقسم الوطن العربي ، ونحن مع الباحث إذ يقول (بان الشعب الكردي لا يفكر أن يقسم وطن أحد ، إنما يريد أن يحرر أرضه وعقله من ظلم الآخرين. الشعب الكردي فوق أرضه كردستان لا يمكنه أن يجعل وطنه جزءا من أراضي الآخرين، إنما يريد أن تكون كردستان للكرد والأقليات المتواددة في كردستان ، والعيش مع الآخرين بسلام ومحبة وأخوة).
عولمة المعرفة ووحدة الخطاب الكردي ..!
إن دراسة التاريخ لمعرفة أخبار الأمم والأقوام الغابرة والمندثرة تحت ركام زمن القسوة شيء وبين دراسته لاستنباط الدروس والعبر وعدم تكرار أخطاء الماضي شي آخر ، فالكرد مطالبون اليوم لفهم تاريخ عدوهم ومحتلي كردستانهم ، ودراسة كافة الأسباب التي حالت وتحول بين ظهورهم كقوة مؤثرة في رسم سياسة المنطقة التي تتواجد فيها وبين احتلال أراضيها من قبل الدول الإقليمية التي ترفض بإعادة كردستان إلى أصحابها الشرعيين منذ تشكيل تلك الدول.
فيقول الباحث القدير خالد حول مسالة فهم التاريخ وأهميته ( لنرجع إلى التاريخ من جديد. ولنا أن نعترف ببعض خطايانا، فكلنا مشاركون في التأخر الذي نعانيه، ولهذا أرى أهمية التاريخ، ويجب أن لا نفهمه بالشكل المجرد بل ينبغي أن نميز بين مفهوم ( التاريخية )بدون همزة على الألف وهو دراسة التغير من خلال الزمن ، ومفهوم ( التاريخية) مع همزة على الألف وهو طريقة كتابة التاريخ. فالخطاب التاريخي يأخذ وقائع التاريخ وحقائقه. ويجب أن نميز بين القطيعة الأبستميائية التي تشمل مجموعة من المستويات المعرفية في زمن معين وفي دفعة واحدة، وبين القطيعة الأبستمولوجية التي هي محددة لفكر معين دون الأفكار الأخرى. ويجب استيعاب الفكر الديمقراطي وممارسته بشكل مباشر وغير مباشر وعلى مستويات معرفية متعددة). فيّعرف الباحث الديمقراطية في مبحث المعرفة ووحدة الخطاب الكردي فيقول:
(فالديمقراطية ليس عملا تلقائيا ، ولا ممارسة عشوائية، إنما بحاجة إلى علم ومعرفة وتربية مدنية ، أننا يجب أن نعرف الذات أي النفس والضمير بعيدا عن الأهواء وخاصة التزمت الأيديولوجي ،ونعرف الآخر حيث التعايش العقلي والإبداعي لمعرفة ما يحدث في مجتمعنا). ويؤكد الباحث على وحدة الخطاب السياسي والإستراتيجي والفكري للشعب الكردي وتطوير علاقاته مع العالم الخارجي وبالذات الدول التي لها التأثير المباشر على الساحة الدولية: (صحيح إن الدول الكبرى تنظر إلى القضية الكردية من الناحية النظرية كقضايا مجزئة ضمن إطار الدول التي تقتسم كردستان، لكن من الناحية العملية تتعامل القوى العظمى، وخاصة الولايات المتحدة تعاملا خاصا ذات دلالات سياسية اعمق بكثير من التجزئة، فالتعامل الدولي بهذا الحجم، مع الكرد وبشكل آخر مع بعض الدول التي تقتسم كردستان، يُعد بداية لتعامل دولي اكثر فهما للقضية الكردية). وبعد هذا الفهم الدولي للقضية الكردية وحماية التجربة الديمقراطية الفتية في كردستان يرى الباحث بأنه مطلوب من القيادات الكردستانية الواعية تعميق هذا الفهم الدولي ، بضرورة وحدة الخطاب الكردي ،على مستوى كردستان الجنوبية ( العراق )أولا ً، وأهمية توحيد الإدارتين والبرلمانين والحكومتين في اربيل والسليمانية. فيعرب الباحث عن فخر الشعب الكردي بالممارسة الديمقراطية في كردستان العراق والمنطقة المحررة التي يديرها الحزبين الحليفين الديمقراطي الكردستاني والوطني الكردستاني بالتعاون مع القوى الكردستانية من كرد وأقليات ، رغم وجود نواقص يجب تجاوزها بضرورة توسيع رقعة الديمقراطية، والتعامل مع المواطنين على أساس المؤهلات والوطنية والإخلاص، وليس مجرد التحزب والولاءات الشخصية. ويحذر الباحث أيضا عن مخاطر تجزئة الخطاب الكردي في هذه المرحلة الدقيقة قائلا: (هناك موظفون معينون في إدارات ووزارات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا لمتابعة القضية الكردية والتعامل معها، وكما تُدرس القضية الكردية في مؤسسات صنع القرار وتحلل النفسية الكردية وعقلية الكرد وقياداتهم ومدى تفاعلهم مع التطورات في العالم المتغير يوما بعد يوم،لذلك فان تجزئة الخطاب الكردي يؤدي إلى صعوبة اتخاذ مواقف من القضية الكردية. الإشكالية هي ضعف الخطاب الكردي ناهيك عن تجزئته.
وينبهناالباحث أيضا إلى خطأ تبني فرضية معينة من دون دراستها علميا وإمكانية تطبيقها عمليا فننقل ملاحظة الباحث القيمّة من ص 146: ( فحين نبني فرضية أخرى فوقها يجب تحليلها دون أن نعتبرها حقيقة مطلقة. لا توجد في السياسة الدولية صديق دائم وعدو دائم، وليس للألوان دور كبير في الحكم ، إنما القدرة على التحرك بعقل ديمقراطي وممارسة تُمكننا من تطوير القضية الكردية من موقع الهزيمة أو الاستسلام أو الضحية إلى الجبهات السياسية والدبلوماسية والمعرفية، وهذا لا يتطلب مجرد تحرك دولي فحسب بل تحرك داخلي وإقليمي أيضا. فالكرد بحاجة إلى التربية الديمقراطية السليمة ، وبتطوير المجتمع الكردستاني من مجتمع متخلف تحكمه العقليات الغير ديمقراطية إلى مجتمع ديمقراطي، يتقبل الديمقراطية، وجعل الديمقراطية ضرورة من ضرورات الحياة، واثبات وجود الكرد على كونه شعب حضاري ، له خطاب موحد قادر على الالتقاء والحوار مع الآخر، ومدرك أهمية التفاعل مع الحضارات الأخرى والتعامل مع كافة القوى الدولية في الشرق الأوسط وأوروبا والعالم).واختم الموضوع بمقولة تاريخية لـ ونستون تشرشل بان ( الديمقراطية لا تخلو من عيوب ولكنها مع ذلك افضل أنواع الحكم في العصر الحاضر).
من منطلق المصلحة المتبادلة، الكرد يطرقون جميع الأبواب ...!
إن الأكراد لن يفنوا، وحقهم لن يضيع...
وسيكونون هم حد الموسى وطليعة الحركة الإسلامية العالمية .. د. فهمي الشناوي
يعلق الباحث خالد على مقولة الشناوي بالقول (ولكن السؤال المطروح هو هل لدى العرب والمسلمون تصورا مبرمجا لإيجاد حل للقضية الكردية في الوقت الحاضر الذي نجد هذا التصور قيد البحث والحوار في الدوائر الأوربية والأمريكية والإسرائيلية لإمكانية الكرد بالقيام بدور فاعل في منطقة الشرق الأوسط لتخفيف الأزمات؟ وسيكون ذلك حسب الورقة الغربية لصالح الغرب في ظل تقاعس العرب والمسلمين ، ورفع الشعارات البراقة دون عمل).
كتب الباحث الجليل مبحثا قيّما في ما قبل خاتمة الكتاب تحت هذا العنوان (من حق الكرد أن يطرقوا جميع الأبواب من منطلق المصلحة المتبادلة.. ) فيتساءل الباحث أين كانت جامعة الدول العربية المسلمة تحت خيمة القومية العلمانية والعروبة، ويستثني الكاتب طبعا مواقف رؤساء بعض الدول العربية مثل الزعيم العربي الراحل جمال عبد الناصر والقائد الليبي العقيد معمر القذافي والشخصيات السياسية والدينية أمثال فهمي هويدي وفهمي الشناوي ، وأين كان المؤتمر الإسلامي تحت خيمة الإسلام القومي التركي والفارسي والعربي؟ أين كانت القوى والأحزاب الإسلاموية التي تطرح في برامجها إذابة الوطنية الكردية باسم الشرع، وجواز قتل الكرد باسم الدين والدين براء منه؟
عدوانية أنظمة الدول التي تحتل كردستان وحملات الإبادة الشبه شاملة بحق الكرد تجرد هذه الأنظمة من مواقفها التي يقال عنها تقدمية إسلامية ديمقراطية إنسانية ، فيلعق الباحث حول سياسة هذه الدول بأنها دول متخلفة في الممارسة الديمقراطية ودول متقوقعة في الطغيان، وبان أمريكا وأوروبا كانت اكثر عطفا من اخوتهم المسلمين في زمن الأزمات فيضرب مثلا واقعيا وتجربة مرة مر بها الشعب الكردي في هجرته المليونية عام 1991 فيقول: ماذا كان يمكن أن يحدث للكرد عام 1991 في الهجرة المليونية لو لم تضع أمريكا وأوروبا خيمتهم فوق الكرد لإنقاذهم من الذين يتاجرون بالإسلام لإبادة الكرد ، واعني النظام العراقي. فقد حاول نظام صدام حسين ملاحقة أبناء الشعب الكردي بالطائرات والدبابات والأسلحة الكيماوية وقصف المدن الكردستانية بعد هزيمته في عاصفة الصحراء، ولم تتحرك الدول العربية العلمانية والمسلمة ، كما لم تحتج المنظمات الإسلامية والإسلاموية، معتبرين الكرد في صف الغرب، لأنهم لم يساندوا الإرهاب العراقي في احتلال الكويت.
إن ما ذهب إليه الباحث خالد هو عين الحقيقة لأن الذين يضطهدون الشعب الكردي وكما أشار إليه في ص 154 هم أنظمة عربية وتركية وفارسية مسلمة ، وجميع هذه الأنظمة تتعامل مع الغرب ، كما إن اغلبها تتعامل مع إسرائيل. وفتحت منظمة التحرير الفلسطينية الأبواب لها وللآخرين بالتعامل مع إسرائيل في اتفاقية أوسلو عام 1993 والاتفاقيات الأمنية التي لاحقتها، ومع ذلك فان بعض الحركات الإسلامية العربية ومنظرّيها تتهم الكرد بإمكانية التواطؤ مع إسرائيل أمثال السيد احمد عويمر في مقال له نشرت في مجلة البيان الإسلامية عدد 76 لندن 1994. فالسيد العويمر يسئ فهم السياسة الدولية والتوازن السياسي في المنطقة ويتحدث بلغة العواطف والمشاعر والوصي على الشعب الكردي. والقيادات العربية ومعها الغرب هي التي ساهمت في خلق إسرائيل، فيضرب الباحث مثالا على ذلك بأن (الأمير فيصل بن الشريف حسين بن علي إلتقى عام 1918 بالزعيم الإسرائيلي حاييم وايزمان وصافحه وقال له : نحن العرب ننظر بتعاطف كبير إلى الحركة الصهيونية نحن نتمنى لليهود ترحابا قلبيا في وطنهم (فلسطين).
بعد كل تلك التفاصيل يشير الباحث في خاتمة كتابه إلى أهمية التوازن والسلم مؤكدا بان الكرد هم عنصر سلام ومحبة في منطقة الشرق الأوسط. لكن السياسات التي تمارسها الأنظمة العراقية والتركية والسورية والإيرانية التي تحتل كردستان تجعل من المنطقة بؤرة توتر وصراعات وحروب ، وبان الشعب الكردي تواق للحرية ولا يمكن أن يتخلى عن حريته في ظل العلاقات الاستعمارية التي تحكمه ، وان الحرية جزء من قيم الإنسان الكردي. ويؤكد الباحث مجددا بان محبة السلام من طبيعة العقلية الكردية ، فالكرد عبر تاريخهم النضالي الطويل لم يمارسوا العمليات الإرهابية كتلك التي تمارسها الأنظمة التي تحتل كردستان ، رغم محاولة تلك الأنظمة الاستبدادية تشويه القضية الكردية. فيشير الباحث الى أن النظام الدولي يعي حقيقة الأوضاع في المنطقة ، مدركا بان كردستان مرشحة للقيام بدور توازن وسلام في المنطقة، فلا يمكن تحقيق التوازن والسلام في الشرق الأوسط الآّ عن طريق الورقة الكردية، لأن العقلية الكردية قادرة على القيام بهذا الدور في حالة استقلال كردستان. فمنطقة الشرق الأوسط منطقة حروب متتالية بسبب العقليات التي يحكمها التطرف الديني إلى درجة ممارسة العنف الدموي المرفوض في النظام الدولي، كما يحكمه التطرف القومي إلى درجة الشوفينية لذلك لا بد تغيير معادلة المأساة التي تحكم المنطقة عن طريق إيجاد عامل توازن واستقرار في المنطقة، وهذا العامل هو الكرد . ويؤكد الباحث في الختام على أن لا تكون إقامة علاقة الكرد مع الجيران والغرب والولايات المتحدة على حساب أحد إنما يجب أن تكون على أساس التوازن في المنطقة لخير السلم والأمن والاستقرار لجميع الأطراف بغض النظر عن القومية والدين واللون والثقافة. ويرى الباحث بان من الضروري حفاظ الكرد على هويتهم المدنية والوطنية ككردستانيين وهويتهم الدينية من مسلمين وأيزيديين ومسحيين لكن الهوية الإسلامية يجب أن تكون قوية في المعادلة الكردية، وعلى أساس الديمقراطية بعيدا عن الإرهاب. فيحّّذر الباحث، المعنيين في الشؤون الكردية بان يقرؤوا بعقولهم ولا يقرؤوا بجوارحهم المليئة بالعواطف إزاء الذين يضطهدونهم ، ولا بد من الحوار الحضاري بين حضارة الإسلام والحضارات الأخرى من مسيحية ويهودية وغيرها ، ولا بد من التأكيد على التسامح واحترام آراء الآخرين بعيدا عن ممارسة الإرهاب، والحوار يجب أن يكون هدفه فهم الآخرين ، وتقبل اكثر من رأي في حدود الاحترام المتبادل ، والعمل على سبيل التوفيق بين المصالح كأنجع وسيلة للتفاهم في عالمنا المعاصر، ولا سبيل إلى إجبار الشعوب والأفراد برأي معين أو نظام معين عليهم.
بقي لنا أن نقول في ختام قراءتنا بان كتاب الباحث والأكاديمي الكردي خالد يونس خالد جدير بالقراءة والمناقشة العلمية وتقدير جهده الكبير في خدمة قضية شعبه من خلال متابعته المضنية لمجريات القضية الكردية وتطوراتها على كافة المستويات المطروحة. وان كتابه هذا سيغني حتماً المكتبة الكردية والعربية وسيفيد المعنيين في الشؤون الكردية في العالم العربي وفي دول المهجر للوقوف على حقيقة هذه القضية الحيوية والتي يجهلها اكثر أبناء الوطن العربي والإسلامي أو أنهم يعرفونها في صورتها المغايرة للحقيقة وكما تصورها الأنظمة الحاكمة التي تحتل أراضى الكرد والمعروفة بـ( كردستان ). فكتاب الباحث محاولة جيدة لقراءة التاريخ الكردي والقضية الكردية المطروحة في الساحة الدولية ودراسة نقدية عميقة لها من المنظور الإسلامي والعلماني والدولي..
نه به ز الدّاوودي
كاتب وشاعر كردي مقيم في السويد