أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى غازي فيصل - كفانا بكاءً














المزيد.....

كفانا بكاءً


مصطفى غازي فيصل
(Mustafa Ghazi Faisal)


الحوار المتمدن-العدد: 4922 - 2015 / 9 / 11 - 20:23
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أنا لست من الناس الذين يمكن جرّهم إلى البكاء بسهولة لأيّ من موروثاتنا البكائية أو ما شابهها ،إلى درجة جعلت بعض المقرّبين لي يصفونني بقسوة القلب ,وأنا على العكس من ذلك تماماً ،لكنّها (المكابرة يا أعزائي). أما اليوم فإننا (نحتاج إلى أن نبكي أحياناً) إذأصبحت هناك الكثير من الأسباب الداعية للبكاء ,سواء على حالنا ،أو على حال الآخرين من حولنا.
غالبية العراقيين يمتازون بالعاطفة الجيّاشة ومن السهولة أن يبكيهم أي موقف إنساني يسمعون عنه أو يشاهدونه ,وهذه ليست نقطة ضعف وإنما هي قمّة الإنسانية.
اليوم كالمعتاد قلبت حائط الفيس بوك لصفحتي الخاصة,لأرى ما أّلّمَّ بحال البلاد والعباد ،فإذا بي أُصدم بصورٍ شتّى لعراقيين وسوريين أطفالٍ وشبابٍ ونساءٍ ورجالٍ ,جثثهم طافية على سواحل بحر الموت (الأبيض المتوسط)،وشرطة السواحل الأوربيّة تجاهد لانتشال أكبر عدد من تلك الجثث ,بسبب غرق مراكبهم التي استقلوها هرباً من واقع بلدانهم المرير ,في أكبر عملية هجرة إلى أوربا يشهدها العالم في العصر الحديث ؛مما دفعني إلى البكاء بحرقة. مشهد يهزّ كيان أصحاب أجلد القلوب وأقساها (إلا الحكام العرب). وما زاد من حسرتي هو صور(أنجيلا ميركل) المستشارة الألمانية وهي تبكي بغزارة على اللاجئين من المسلمين الذين لايمتّون لها بأية صلة كانت لا من قريب ولا من بعيد ؛مما يدل على نزعتها الإنسانية قبل السياسية ،إذ شدّدت على محاسبة من يتعدى عليهم ،أو يضايقهم بحركة عنصرية ،أو كلمة متطرفة بأي شكل من الاشكال,وبالمقابل حكامنا العرب لم يصدر عنهم أي موقف،أو دعوة لاستقبال اللاجئين العرب في بلدانهم.الانسانية لا تعرف حدوداً ،ولا أدياناً،ولا ألوانَ بشرة ,وهذا ما يدعو ديننا الإسلامي الحنيف إلى العمل به ,إذ يقول نبيّ الرحمة محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام "أيها الناس إن ربكم واحد،وإن أباكم واحد،وكلكم لآدم وآدم من تراب" صدق رسول الله ,وبالرغم من هذا إلا أنّ المسلمين من العرب لم تهتز لهم شعرة لِمَا يطال اللاجئين العرب إلى أوربا هرباً من الدول المبتلاة ،العراق وسوريا وغيرهما ،بالحروب والتهجير والطائفية وبلاء داعش وأخواتها من الفصائل والمليشيات المتطرفة التي تقتل وتذبح بأسم الدين ،وتغتصب بأسم الدين ,وتهجر كذلك بأسم الدين. فطوبى لأرواح الغرقى من اللاجئين الذين أصبح (البحر الأبيض المتوسط) قبرهم الأكبر الذي يجمعهم ,فيا أسماك القرش كوني رحومة بجثثهم بالرغم من غريزتك المفترسة التي تستثار لرائحة الدم. أنت حتماً ستكونين رحومة بهم.
ومن المضحك المبكي ما يتداوله الإعلام لبعض تصريحات جهابذة السياسة العراقية حول سرقة أوربا للطاقات العراقية الشابة!! إذ نقول لهم كما قالها الكثيرون غيرنا: أين كنتم منهم قبل أن يغادروا البلاد؟ لماذا لم توفّروا فرص العمل لكل تلك الطاقات الشابة بدون استثناء وبدون محاباة وبدون محاصصة وبدون طائفية؟!كفى ،لقد أبكيتم الشعب كثيراً دماً ودمعاً وسيأتي اليوم الذي فيه تبكون ,إن الله يمهل ولا يهمل.



#مصطفى_غازي_فيصل (هاشتاغ)       Mustafa_Ghazi_Faisal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجي والحجية
- هل شارع المتنبي قابل للاستنساخ..؟
- أذاعات وفضائيات مثيرة
- قراءة في كتاب ( مسميات البصرة -محلاتها أسرها أعلامها- ) ل ...
- عيد الأم بدعة عند جهال القوم
- سلامات بوابة عشتار
- قراءة في كتاب موسوعة البصرة التراثية ل(باسم غلب)
- العراقيون وعيد الحب
- الضمير الحي !!
- المنجمون والعام الجديد
- بصرتنا كانت أجمل
- عن نقص المناهج الدراسية
- صناعة الكتب في العراق
- بن النار والجنة
- عبد الرضا بتور وتماثيله
- متى تنتهي أحزاننا ..؟؟
- المظلوم أله حوبه
- جامعة البصرة والإعلام..!!
- قراءة في كتاب / تراث البصرة (الجزء الاول والثاني ) ل عبد الل ...
- شباب (يركض والعشا خباز)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مصطفى غازي فيصل - كفانا بكاءً