سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 08:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نهاية عصر بديع الزمان الهمدانى!
سليم نزال
المعروف عن مقامات و كتابات الهمدانى الذى عاش فى العصر العباسى انها كانت تعنى بزخرف الكلام على حساب المضمون.و لو انه فى مقاماته اعطى بعض الجهد للحديث عن الواقع لكان لدينا ثروة هائلة من المعارف عن تلك المرحلة.لكن المصيبة ان ثقافة زخرف الكلام و الحشو ظلت سائدة بل ترسخت فى الثقافة العربية كثيرا.
و هذا النمط الذى بات جزءا من نظام التفكير دمرنا خاصة فى الصراعات الكبرى.سادت لغة المبالغات التى كانت تبتعد عن الواقع و تفصلنا عن رؤية الحقائق. و صارت الامانى تصور على اساس انها وقائع , الامر الذى اعمانا عن رؤية الواقع كما هو و بالتالى اعمانا عن ايجاد حلول معقولة
.و الذى ينظر الى الكتابات بل و البلاغات العربية فى مرحلة 48 و حتى 67 و بعدها سيلاحظ هذا الحشد من الزخرف اللفظى الذى اعمانا عن رؤية الحقيقة.و اذا كانت لغة النفاق و المبالغة تسود مجتمعاتنا تجاه اصحاب السلطة, فان اصحاب السلطة و اعلامهم ينافقون للناس من خلال الاعلام لاخفاء الحقائق لاسترضاء الناس عن طريق الكلام المبالغ به عن قدرات و انجازات و امكانيات غير موجودة.
الحقائق الكبرى ايا كانت مؤلمة لا بد من ذكرها كما هى لكى نواجهها .اخفاء الحقائق عبر قوالب لفظية جميلة لا يفيد باى شىء بل دمرنا مرة و مرات فى كل الصراعات الكبرى.و لذا فان اوا خطوة باتجاه حل المشكلة الاعتراف بوجود المشكلة.و محاولة التلاعب بالالفاظ على طريقة وصف حرب ال 67 بانها نكسة و قد كانت كارثة ندفع ثمنها حتى الان. و يمكن وصف الامر تماما مثل التشخيص لدى الطبيب. التشخيص الخاطىء يجعل الطبيب يعطى المريض دواءا لا يعالج مشكلته.
و نحن فى هذه المرحلة السوداء من تاريخ بلادنا لا مناص لنا من مواجهة الواقع كما هو ايا كانت مرارته.فكلما ابتعدنا عن مواجهة الواقع كما هو كلما ازدادت المسافة عن المشكلة من بدايتها و تعقدت الامور و صعب الحل .و الامثلة من واقع بلادنا و تاريخنا كثيرة جدا!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟