الفاسدون يقيلون الشرفاء :

طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 11:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

على امتداد التاريخ الأنساني المملوء بالتجارب والعبر كان هناك صراع بين كفتين ،الخير والشر وكان الخير يتسيد ردحا ً من الزمان ثم يترنح ويميل جانبا ً بعد ان يقوى جانب الشر .
العراق اليوم متفق بمسؤوليه ونوابه وأحزابه ومجموع شعبه ان هناك فساد كبير يشوب البلد ادى الى سرقة وتهريب مليارات الدولارات خارج البلاد والى تأخر أعادة بناء البلد وتعميره بعد الخراب الذي لحقه من جراء سياسات النظام السابق وحروب امريكا والغرب ضده ،وليس هذا فقط فقد وصل الفساد الى تسليم مدنه الكبيرة بيد عصابات ارهابية لاتزال الجهات الداعمة لها غير مكشوفة في العلن ،وليس هذا فقط بل وصل اليأس والقنوط بالمواطن العراقي الى فقدان الأمل بأي تغيير ايجابي نحو أعادة الحياة فبادر الى التظاهر السلمي عله يتخلص من الفاسدين وشعر بالندم الكبير لأنتخابهم وأعادتهم ، كما وصل اليأس بالبعض الى الهجرة وترك الوطن الى المجهول الذي فضله على الواقع البائس الذي يعيشه ،وظهر كمن فقد الخيط والعصفور ،فلاهو متمتع بثروات بلاده التي تبعثر هباء اليوم لمن هب ودب ،ولاهو متمتع بالأمان والأستقرار في وطنه ،ولاهو قد وضع بلاده بأيدي امينه تسير بها بالأتجاه الصحيح لكي ينتظر الثمار المرجوة .
نتائج ثورة المظاهرات سلبية :
مع ان الشعب مستمر بالتظاهر كل جمعة ولكن
( ومانيل المطالب بالتمني ....... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا )
وهذه الغلابا تريد ثمن باهض وحكمة وتنظيم وقيادة موحدة ،ومع ان الثمن بدأ الشعب بدفعه فقد سمعنا في اغلب المحافظات الثائرة ان هناك قتل وخطف وكم للأفواه بعيدا ً عن الأعين وكاميرات الفضائيات وان هناك من فقدوا حياتهم ، ولكن التنظيم والقيادة الحكيمة صعب توفرها وصعب استمرار زخمها ،وأي شئ يطول مداها ، يمكن احتواءه ويظهر من سير الأمور في الداخل العراقي ان هناك تهدئة وليس اصلاجات ،اذلايمكن ان يحصل الأصلاح الحقيقي والسلطة بيد الرؤوس الكبيرة ذاتها التي فشلت في القياد والتي اوصلت البلاد الى ماوصلت اليه من شفير الهاوية ولنستمع الى صوت من داخل البرلمان :

(اتهم النائب عن التحالف المدني الديمقراطي فائق الشيخ علي، الثلاثاء، رئيس الوزراء حيدر العبادي بمحاولة الالتفاف على مطالب الشعب من خلال إقالة الوزراء "النزيهين" وإبقاء "الفاسدين"، لافتا إلى وجود حملة ضده لـ"كشف تاريخه".
وقال الشيخ علي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان ، إن "التحالف المدني مع الإجراءات الإصلاحية التي أعلن عنها رئيس الوزراء، إلا أنها تضمنت إقالة اكثر الوزراء نزاهة وهو فارس ججو وزير العلوم والتكنولوجيا وإبقاء أكثرهم فسادا وهو حسين الشهرستاني وزير التعليم . وان هذا الأمر يعد محاولة للالتفاف على مطالب الشعب"،
واخ – بغداد ) .انتهى .
ان مااشار اليه النائب فائق الشيخ علي هو مثال بسيط لماحصل في العراق لتهدئة المظاهرات والسيطرة على غضب الشارع بالبطش بكل الشخصيات الشريفة التي مسكت منصب بكفاءة ذاتية وبدون سند حزبي وعلى امتداد محافظات العراق ،حيث ان رئيس الوزراء المسؤول الأول في العراق بطش باصحاب النزاهة من الوزراء، والمحافظين الذين يفترض انهم مسؤولون عن حكوماتهم المحلية بطشوا بالمدراء الذين لاسند حزبي لهم وهذا في النهاية سيجعل ثورة الشعب قد سلطت على الشرفاء من اصحاب الكفاءة اما الآخرين الذين تنقصهم الكفاءة ويمتلكون الأسناد من الأحزاب فأنهم باقون وعلى أعالى المستويات !

#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات