محمود طرشوبي
الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن الحرب التي أعلنتها الولايات المتحدة علي الإرهاب في أعقاب أحداث سبتمبر 2001 هي مجرد حرب حقيقة ، بل كانت أكثر كذبه في التاريخ الأمريكي , و لم تكن إلا دعاية جديدة و حجة أكثر جاذبية للعالم للقضاء علي الإسلام و لإحتلال أراضيه , فكيف تزعم أمريكا و هي راعية الإرهاب الأولي في العالم إنها تقوم بحرب علي الإرهاب , ألم يسأل العالم نفسه عن الحروب و المجاز الوحشية التي شنتها إسرائيل برعاية أمريكية كاملة , و غيرها في كوريا و فيتنام و اليابان و الكثر من العمليات القذرة التي قامت بها أمريكا سواء من خلالها جيشها أو مخابراتها .
كانت الحرب علي الإرهاب الذي تمثل في القاعدة و فروعها في العالم , و دعونا نتسأل من حول الإسلام السلفي المنطلق منذ نهاية الستينات في دول الخليج العربي و بدأت أثاره في النفوذ إلي قلب العالم العربي مصر و منها بدأ يتسلل إلي كثير من دول المشرق و المغرب , أليس أمريكا هي من حولته إلي الإسلام المسلح لإدارة الحرب مع الأتحاد السوفيتي السابق , كانت الحركة الجهادية رائعة ضد الروس القادمين نحو أرض الأفغان , و لكن الدعم الإمريكي حولها من حرب جهادية لتحرير بلد مسلم ، إلي حرب بالوكالة عن أمريكا ، و رغم ما خاضه المجاهدون من معارك ، إلا إن أمريكا رفضت هذا الأنتصار أن يحسب للمجاهدين , و بدأت في إشعال الحرب بينهم ، و بدأت حركة تنظيم قاعدة الجهاد في الإنطلاق و تحول بن لادن و رفاقه من شباب مسلم ذهب للتصدي للهجمة الشيوعية علي أفغانستان ، إلي شباب يريد تطبيق نفس الفكرة علي الأرض الذي خرج منها ،و عاد الشباب المسلم إلي بلاده حاملاً بذور فكرة العمل المسلح لإقامة دولة الإسلام , و أعلن بن لادن عن إنشاء تنظيم القاعدة ليكون نواه لكل من يحمل الأفكار الجهادية في العالم , و بعدها نادي الظواهري بإنشاء الجبهة العالمية لمحاربة اليهود و الصليبين وأعلنت عدد من التنظميات داخل الدول العربية و الإسلامية بيعتها للتنظيم و بدأت عمليات علي جميع مستوي العالم كانت أكثرها شراسة عمليات 11 سبتمبر 2001 و نادت أمريكا بعدها بالحرب علي الإرهاب , و من تاريخه و اتخذتها أمريكا كذريعة للحرب ضد أفغانستان و العراق و ضد كل من يحمل الإسلام , و اصبح كل مسلم متهم في العالم بأنه مشروع إرهابي ، و ضغطت أمريكا علي كل دول العالم لتسليم من لديها من مطلوبين و فتحت مراكز الإعتقال و التعذيب في دول كثيرة , و انتهكت حقوق الإنسان في سبيل الحرب علي الإرهاب , و كانت التصرفات الأمريكية اوجدت عقيدة لدي الشباب المسلم بأنهم سبب بلاء الأمة و دخل الشباب المسلم في دول كثير إلي تنظميات مناهضة للأنظمة العربية و إلإسلامية , و بالطبع مناهضة للتوجه الأمريكي في المنطقة , و سؤالي هل أتت الحرب الكاذبة علي الإرهاب ثمارها ؟
بالطبع إجابة السؤال لا !! و مشاهدة المسرح العالمي تقول بأن هذه الحرب فاشلة , و بل قد أعطت لممارسي العمل المسلح فرصة و ذريعة قوية لإستمرار مشروعهم الفكري .
دعونا نتكلم بصدق كان الربيع العربي الفرصة الكبري للقضاء علي الإرهاب , و ترك الشارع العربي يمارس حريته , و يختار حكامه , و كانت خيارات العمل المسلح ستقسط تباعاً ، لأن الحرية هي المفتاح الحقيقي للحرب علي فكر مخالف للثوابت السماوية و البشرية , لو ترك الخيار للجماهير أن تختار من يحكمها لكانت هي من تصدي للإرهاب و لكن الثورات المضادة لم ترحم الشعوب و لم تعطها فرصة لكي تمارس حريتها , حتي لو كان الإختيار جماعات تنتمي إلي التيار الإسلامي , هذه التيارات لها مشروعها الفكري و من حقها أن تصل إلي الحكم ، و كانت بوصولها السلمي هذا سترفع الغطاء الشرعي و الفكري عن الجماعات التي تحمل السلاح و هذا حدث بالفعل , و لو سقطت في تجربتها لأعطت الشعوب مبرر لعدم إختيارها مرة آخري , إن العمل المسلح شهد إنتعاشة غير عادية بعد سقوط إخوان مصر -أيا كانت الظروف - و ذلك للتأكيد علي إن مشروع الإسلام المعتدل الذي سعت إليه أمريكا فشل ، و إن الكلمة للسلاح , و من تنضح به وسائل التواصل الإجتماعي من حشد غير مسبوق للفكرة المسلحة ما هو إلا نتيجة للسياسات التي مارستها الثورات المضادة داخل بلاد الربيع العربي و الذي إنعكس بدوره علي كل الفكر الإسلامي المنتشر فوق المعمورة .
لا أحمل الإخوان الظهور القوي لتنظميات العمل المسلح بقدر ما أحملهم فشل مشروعهم الفكري الذي لم يستطيع الصمود في وجه معارضيه , و لا ينطق فلان و يقول الريح كانت أكبر منهم ، و أقول إن كنت تعرف إن عدوك أقوي منك فلماذا تتدخل معه في حرب من البداية .
ها نحمل اليوم هم جديد في تاريخ الأمة من إننا نحمل دين يحمل بين طياته مشروع الإرهاب , و ليس الدين المتهم بالطبع و لكن من حمل أمانه الدين و من تصدي للتحدث بإسم الدين فلم يفهم سير النبي العدنان و سيرة الصحابة و تتطبيق النتاج الحضاري لهذه الأمة الإسلامية العريقة .
إن الحديث عن كذبه الحرب علي الإرهاب لا يختلف عليه إثنان ، فقد فشلت الحرب في سيناء , و في عدة ليل حصد الموت عشرات القتلي و المصابيين ، رغم إن البرنامج الإنتخابي القائم علي فكرة هذه الحرب , و استدعينا الفشل الأمريكي في هذه الحرب و قدمنا الحلول الأمنية علي الفكرية و النهضويه و كان أولي بالقائمين علي الأمر أن يذرعوا بذور النهضة و الصناعة بدل من إلقاء الصواريخ علي أسر أمنه , لكي تكون منبع آخر من منابع العنف المسلح .
إن أمريكا دخلت العراق زاعمة إنه للفضاء علي الإرهاب فتولد العنف عشرات و أصبحت التنظيمات عشرات ، و دخلت إيران وراء الأمريكان لغرض القضاء علي السنة و لتشعل عنف مسلح لا ينقضي قبل أن تقضي هذه الأمة نسأل الله السلامة .
هكذا كانت الحرب الزائفة التي تزعمتها راعية الإرهاب في العالم ، و من ورائها أصبحت كل الدول التي هي مصدر إرهاب ترفع شعار الحرب علي الارهاب , و لست مازحاً إن قلت إني إنتظر إنتصار الإرهاب .
محمود طرشوبي
#محمود_طرشوبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟