أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - عماد صلاح الدين














المزيد.....

عماد صلاح الدين


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 09:50
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



هناك خطاب تقليدي فلسطيني وعربي، حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، وخصوصا عن أهمية ورمزية المخيم الفلسطيني للاجئ، وفي التذكير بجريمة الصهيونية وإسرائيل، بحق مئات ألاف الفلسطينيين، الذين نفذ مشروع التطهير العرقي عليهم أعوام 47 و48 من القرن العشرين الماضي؛ حيث استولت العصابات الصهيونية على أراضيهم وقراهم ومساكنهم بالقوة العسكرية المسلحة، بعد ارتكاب عشرات المجازر البشعة والابادية؛ في دير ياسين، وحيفا، ويافا، وصفد، والطنطورة، وغيرها.

ويركز الخطاب، على أن هذا المخيم، شاهد ماثل ومستمر، على نكبة الفلسطينيين وتشردهم ، وبالتالي على حقهم المستمر، والذي لا يسقط بالتقادم، ولا حتى بالتنازل، من أي كان، في العودة، ومن ثم التمكن من تقرير المصير، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لسنة 1948.

ومخيمات اللجوء الفلسطيني، ترعاها هيئة الأمم المتحدة، عن طريق وكالة متخصصة، أنشئت لهذا الغرض، بموجب قرار دولي سنة 1949، تسمى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا).

وقد كان الغرض الأساسي المتوخى، من الوكالة أعلاه، هو العمل على توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم، التي هجروا إليها، عقب جريمة التطهير العرقي عام 1948، لكن حراك الصمود الثوري والمقاوم الفلسطيني والعربي، تحديدا خلال فترة المد القومي العربي، في خمسينيات وستينيات القرن العشرين، منعت تلك المحاولات الأولى، والتي لم تتوقف حتى اليوم، في سبيل إنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، بغير ممارستهم لحقهم الطبيعي والقانوني والسياسي، في العودة وتقرير المصير.

لكن المشكلة، هي بخصوص طريقة عمل وكالة الاونروا، والتي لم يطرق بابها احد من المختصين أو المعنيين بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، وهي مسالة الإبقاء على الفلسطينيين في المخيمات، سواء الموجودين في الأراضي المحتلة عام 1967، أو أولئك الموجودين في الجوار العربي، في الأردن، وسوريا، ولبنان، من خلال تسويق فكرة رمزية المخيم، ومنع التفريط بحق العودة، إلى حين تحقق العودة الفعلية، إلى قراهم، وأراضيهم، ومساكنهم.

وبظني، أن ديباجة الرمزية هذه، لا تختلف عن كثير من ديباجات وخداعات المشروع الاستعماري الكولونيالي الغربي، وتابعه الاستراتيجي في المنطقة المشروع الصهيوني، في تمرير مخططاته في فلسطين والمنطقة العربية؛ مرة باسم السلام، وثانية، باسم الشرعية الدولية، وثالثة باسم مكافحة الإرهاب، خصوصا أن الاونروا هي وكالة منشأة عن الأمم المتحدة، التي تمثل الأخيرة – عمليا- مصالح الدول الاستعمارية الكبرى، بما فيها إسرائيل، منذ أن أنشئت عام 1945، عقب هزيمة دول المحور، في الحرب العالمية الثانية.

ولا اعرف، كيف يمكن أن يساهم مخيم فلسطيني، يعيش فيه الفلسطينيون ظروفا معيشية وإنسانية غاية في الفقر والمرض والجهل والاكتظاظ، وغيرها، في الحفاظ على حق العودة لهم، ومن ثم تقرير مصيرهم.

إن المرض والفقر عدوان للتقدم والنهضة والتحرير، ولا يستطيع إنسان يعاني كل هذه الأدواء، أن يمارس معتاد طبيعة الحياة في أساسياتها، فما بالكم والأمر هنا يتعلق بمشروع وطني وتحرري، في مواجهة حالة استعمارية دولية، ترعى مشروعا استيطانيا احلاليا، بكل أنواع الرعاية والدعم العسكري والمالي والسياسي .

وعليه، لا بد وان يعطى اللاجئون الفلسطينيون، فرصة الانتشار في العيش الممكن والمقبول، في أحياء وقرى ومدن، حيثما وجدوا في فلسطين وخارجها، حتى تهيأ الفرصة لهم ليتمتعوا بمقومات الإنسانية العادية، في الصحة، والعمل، والتعليم، والتنقل، والتفاعل، مع بقية مكونات المجتمع الأخرى؛ فالأفراد الأقوياء والأصحاء، هم الذين يحققون انجازاتهم الشخصية والوطنية والإنسانية، وليس الضعفاء والمرضى والجهلة. وهذا لا يعني تخليهم عن حق العودة أو قبولهم بالتوطين والاندماج، في المجتمعات التي يتواجدون فيها.

والسؤال المنطقي والمهم هنا: هل حق العودة وتحققه وتنفيذه واقعا حيا بالنسبة للاجئين الفلسطينيين، شرط تحققه الأساسي، هو معاناة هؤلاء اللاجئين، عن طريق حشرهم في مخيمات وغيتوات مخنوقة، تعمل على تفريخ المرض والجهل والفقر والإحباط والبطالة والتخلف العام، أم أن إعداد هؤلاء اللاجئين إنسانيا بالقوة، والتعليم، والتوجيه، والتوعية، هو كفيل السير على النهج الصحيح، في تحقيق الحقوق الوطنية، وفي مقدمها حق العودة وتقرير المصير.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
- النموذج الإرهابي الأسوأ
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة


المزيد.....




- العثور على جثث 4 أطفال في الجزائر عليها آثار حروق
- -إعصار القنبلة- يعصف بالساحل الشرقي لأمريكا مع فيضانات ورياح ...
- في خطوة رائدة.. المغرب ينتج أول اختبار لفيروس جدري القردة في ...
- أذربيجان تتهم الخارجية الأمريكية بالتدخل في شؤونها
- ماكرون يسابق الزمن لتعيين رئيس للوزراء
- نائب روسي ينتقد رفض زيلينسكي وقف إطلاق النار خلال أعياد المي ...
- ماكرون يزور بولندا لبحث الأزمة الأوكرانية مع توسك
- الحكومة الانتقالية في سوريا تعلن استئناف عمل المدارس والجامع ...
- رئيس القيادة المركزية الأمريكية يزور لبنان للتفاوض على تنفيذ ...
- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - عماد صلاح الدين - عماد صلاح الدين