أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - انطباعات عائد من تونس















المزيد.....

انطباعات عائد من تونس


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 17:25
المحور: المجتمع المدني
    


1- التنوع ميزة التونسيين
أ- أول مدينة تحضنك وأنت تدخل الأرض التونسية من مركز العبورأم الطبول الجزائرية التابعة لولاية الطارف هي مدينة طبرقة..تنتقل من التشابه الشكلي لهندسة بناء البيوت الجزائرية إلى التنوع الهندسي الذي لا حد له..تنتقل من التجمعات السكانية التي تغزو الأراضي الزراعية في الجزائر إلى البناءات المقامة على سفوح الجبال والهضاب الطبرقية..تنتقل من اللون الإسمنتي الشاحب الذي تتميز به بيوت الجزائريين في مختلف التجمعات السكانية الشعبية إلى تعانق اللونين الأبيض رمز السلام والمحبة والأزرق رمز الأمل والتأمل في مختلف التجمعات السكانية التونسية..هكذا وجدنا مدن طبرقة ، بنزرت ، الحمامات ، سوسة ، وغيرها من المدن الأخرى..وجدنا أيضا الاهتمام الكبير باللون الأخضر رمز الحياة ،أشجارا ونباتات متنوعة وورودا وأزهارا تبهج العابرين والقائمين.. مهما كان وضع التونسي اجتماعيا هو ملزم ذاتيا بتجميل بيته..إن لم يمتلك القدرة على تحقيق ذلك يلجأ إلى إحداث خربشات متوازنة على جدران بيته الإسمنتية..بدا لي ذلك بوضوح وأنا اتوغل صباحا في قرية أولاد بن الزين قريبا من شاطئ مريم..خرجت من غرفة إقامتي على الخامسة والنصف..أكثر من نصف ساعة سرت بمحاذاة الشاطئ ..نزعت حذائي وسرت..ماء البحر البارد كان يلامس رجلي من حين إلى آخر..كان الناس قد بدأوا يتوافدون تدريجيا إلى الشاطئ..البعض كانوا يعومون..عدت إلى مكان تواجد إقامتي ، ومن هناك بدأت التوغل في قرية أولاد بن الزين..عانقتني في البداية بساتين الزيتون الشاسعة المنظمة.بعدها بدأت البنايات..من زقاق إلى آخر كنت أعبر..كل من ألتقيه يبادرني بالتحية أو أبادره..صباح الخير..صباح الخير..قصدت كهلا كان يقف على طرف القرية وحيدا.. تحرك نحوي حين رآني متوجها إليه..بابتسامة عريضة قابلني..صباح الخير قلت..صباح الخير ، رد التحية..أخوك من الجزائر.. مرحبا بك في بلدك..الجزائريون إخواننا ..تجمعنا بكم اواصر الدم وذكر ساقية سيدي يوسف، وأواصر اللغة والدين والتاريخ والمصير..أكدت له..التونسيون إخواننا..هم الأقرب إلى قلوبنا وعقولنا من بين كل شعوب المغرب العربي..قلت له: أحرص دائما على التقرب من بسطاء الناس في المكان الذي أزوره والتعرف على أحوالهم..فتحت بعدها نقاشا واسعا معه عن أوضاع التونسيين بعد الثورة وما يأملونه..وجهني بعدها إلى أزقة القرية التي رأى انها ستعطيني صورة أوضح عن أحوال بسطاء تونس..ودعته بحرارة وسرت في اتجاه الأزقة التي أشار إليها..بسيطة هي البيوت لكنها جميلة..الشوارع غير معبدة..دكاكين قليلة كانت قد بدأت تفتح أبوابها..و..على الثامنة عدت إلى الغرفة..وكانت الحرارة قد اشتدت كثيرا..
ب - التنوع يبدو أيضا في لباس التونسيات..من الحجاب إلى السفور..ومن تغطية الجسد إلى الكشف عن الرأس والساقين..والكشف أحيانا عما فوق الركبتين..كل ذلك يبدو عاديا في مختلف المدن والقرى التونسية..لا احد يتحرش بواحدة..لا احد يكلف نفسه بالانشغال بذلك..في العاصمة التونسية كنت وزميلي في الرحلة نسيم نجلس ليلا في المقهى الذي يحاذي الفندق الذي كنا نقيم فيه في باب منارة قريبا من وزارة الدفاع ..كنا نختار الكراسي الموضوعة تحت الأشجار المحاذية للطريق مقابل الفندق ونجلس..النساء كما الرجال يعبرن..أحيانا يعبرن شبه عاريات..حدث مرة أنْ كان هناك عرس بالقرب من تواجدنا ورأينا الفتيات بعد منتصف الليل يخرجن ..الصدور عارية..واللباس لا يتجاوز حدود ما فوق الركبة..وكان الأمر عاديا جدا..لم يثر أية غرابة لدى الذين كانت تعج بهم كراسي المقهى تحت الأشجار.. على النقيض من ذلك تماما هو ما يحدث عندنا في الجزائر..يكاد التشابه في اللباس يهيمن على نسائنا..كلهن – تقريبا – متحجبات..قليلات هن غير المتحجبات..من الصعب رؤية امرأة تسير وحدها ليلا في مدننا..تحرش الشباب بها سيكون حتميا..الناس في مختلف مدننا يغادرون الشوارع والساحات عائدين إلى بيوتهم باكرا..ينشغل الناس كثيرا بلباس المرأة..غير المتحجبة متهمة لدى معظم شبابنا ..الذي يسمح لإناث أسرته بالسفور والخروج إلى الشارع وحدهن في نظرهم شخص سيء السمعة.. زوجة صديقي التونسي حمادة الناصري في بنزرت وكنا ساهرين ليلا أمام بيتهم قالت لي : الرجل الذي لايسمح لزوجته أوبناته بالعمل أو الخروج ، ويضيق عليهن، ينظر إليه عندنا على انه شخص معقد.. الرجل الذي يؤمن بحرية المرأة عندنا ومساواتها لأخيها الرجل ، ويسمح لزوجته وإناث أسرته عموما بالسفور متهم بسوء الأخلاق عندنا، قلت لها متحسرا.. لهذا السبب – ربما – لا تحب التونسيات الزواج بالجزائريين..التونسيات يدركن جيدا بأنهن سينتقلن من عالم يعشن فيه حريتهن ويشاركن إخوانهم الرجال في بناء حاضر تونس ومستقبلها إلى عالم سيقلص حتما من تلك الحرية التي نشان عليها وتعودنها..وهن محقات في ذلك بالتاكيد..
2- هنيئا للتونسيات بحريتهن
حيث توجهت تجد المراة التونسية..في الفلاحة تعمل..في الإدارة تعمل..في مختلف الخدمات تعمل..في المنزل تعمل أيضا بما يساعد زوجها على تحمل أعباء الحياة..في بنزرت تعمل زوجة صديقي حمادة خياطة في منزلهما مشغِّلة بعض الفتيات..في شط مريم كان هناك مطعم أسفل البناية التي كنا نقيم في إحدى شققها تديره سيدة غير متحجبة تساعدها شابة متحجبة..في كل مكان تجد المرأة.. قلت لأحلام صاحبة المطعم ومساعدتها الشابة المتحجبة بعد حديث طويل عن تونس ونسائها وأوضاعها: ترحما كثيرا على بورقيبة..قالت الشابة: نعم، كل الفضل يعود إليه..هو من وضع مدونة الأحوال الشخصية التي تنعم المرأة بفضلها بحريتها ومشاركتها الفعالة في الحياة.. المراة التونسية تحب النقاش..تندمج بسرعة في عالمه..لا تحس بأي نقص تجاه الرجل..تقدس العمل كثيرا..على الشاطئ في الحمامات مثلا تجد نساء يعملن كناسات ..ينظفن الشواطئ صباحا ويزلن كل ما علق برمالها من أوساخ..في الحمامات اتصل زميلي في الرحلة بصديقة جندوبية تقيم رفقة زوجة عمها في الحمامات..زوجة العم سيدة تشتغل عاملة في أحد الفنادق .. الصديقة الشابة تعمل مدربة في إحدى مدارس تعليم السياقة..تعرف زميلي على ابن السيدة عبر الفايسبوك، ولأن لقب ابن السيدة هو نفسه لقب زميلي فقد توطدت العلاقة بينهما وتواعدا على الزيارة المتبادلة..لكن الزمن غدار..توجه الإبن إلى إيطاليا حيث تقيم أخته ممتطيا رفقة مجموعة من الشباب زورقا من زوارق الهجرة غير الشرعية..في أعالي البحر انقلب الزورق بركابه ومات الإبن نبيل.. كان لابد من تعزية السيدة في ابنها..حددت لنا الشابة المكان الذي نلتقي فيه..ومن هناك توجهنا إلى المنزل الذي تقطنه رفقة زوجة عمها المطلقة..المنزل متواضع جدا..غرفة نوم ومطبخ وغرفة استقبال صغيرة..رحبت بنا السيدة كثيرا..جلستْ في نفس المكان الذي كان يجلس فيه نبيل..هذا هو مكانه دائما..من هنا يتصل بأصدقائه، قالت..حدثتنا طويلا عنه وأرتنا الكثير من صوره التي كانت تجمعها في ألبوم خاص..كان طيبا كثيرا وكريما..إنه ابني الوحيد..الدموع كانت تغزو مقلتيها..عملنا ما استطعنا على التخفيف عنها..ضيفتنا بتشكيلة من الحلويات وبعض المشروبات..احتراما لها أكلنا القليل من تلك الحلوى وأخذنا بعض الرشفات..قبل ان نودعها دعوناها إلى زيارتنا في الجزائر..وعدتنا بانها ستزورنا في أقرب فرصة تتاح لها..وافترقنا.. في الليلة الموالية التقينا مجددا بالشابة..تجولت بنا في بعض شوارع الحمامات ..بعدها أدخلتنا مقهى مفتوحا على الشاطئ..اختارت لنا مكانا مقابلا للشاطئ مباشرة..كانت الكراسي وطاولاتها موزعة بانتظام تحت الشمسيات..طلبنا بعض الماكولات وبعض المشروبات وجلسنا..صوت الأمواج من جهة وأغاني الشرق من جهة أخرى..أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم ومطربون آخرون ومطربات أخريات..بدأت فتاة كانت تجلس رفقة أسرتها قريبا منا الرقص..انتقل الرقص بعدها إلى مجموعات الأسر التي كانت تملأ المكان..الكل صار رقصا ..خلفنا مباشرة كان شاب يرقص بشكل مبهج مثير..صفق له الناس كثيرا..امتد الوقت وازداد وقع الرقص متعة وجمالا..صفقتُ كثيرا..تمايلت..كدت أنهض للرقص، لكنني خجلت..بعد منتصف الليل خرجنا ..أوصلنا الفتاة إلى المنزل الذي كانت تستأجره رفقة السيدة مطلَّقة عمها..وافترقنا من جديد.. في مطعمها سألتنا أحلام مبتسمة: هل تذهبان إلى مفهى مختلط؟..خرجنا من المطعم ولم نجبها..كنا متعبين وكانت ليلتنا الأولى في سوسة..
3- الحانات مفتوحة على مصاريعها ولا مشاكل
تحتل تونس مرتبة متقدمة جدا عالميا في شرب الخمر..تسبق في الترتيب الدولي ألمانيا وفرنسا حتى..هي الأولى بين جميع الدول العربية..لا تسبقها في الترتيب إلا الإمارات العربية المتحدة..لكن سكان الإمارات أغلبهم أجانب فيما لا تتجاوز نسبة الأجانب في تونس الـ 2 في المئة..الملاحظ أساسا انك نادرا ما تجد قارورات الخمر مرمية على جوانب الطرقات..نادرا ما تقع حوادث طرقات أو تحدث خصومات بسبب الخمرة..عندنا في الجزائر جوانب الطرق مليئة بقاروات الخمر المستهلكة..الكثير من حوادث الطرقات تسببها الخمرة رغم أن حانات الخمر مفتقدة بشكل كبير ولا تتواجد إلا في أماكن محدودة جدا وفي الفنادق الراقية خاصة.. يبدو أن الحرية، بما فيها حرية شرب الخمر، لايمكن ان تكون إلا إيجابية.. في مدينة طبرقة أثناء عودتنا نزلنا من السيارة التي كانت تقلنا رفقة شابين آخرين للآستراحة..كانت مثانتي مليئة عن آخرها.. دخلت المقهى مسرعا..أين هي دورة المياه؟ سألت اول شخص ألتقيه في الداخل..هناك، أشار..بعد إفراغ مثانتي خرجت مسرعا..ضحك زميلي وضحك السائق والشابان..كم قارورة شربت ياعم؟ سألني الشابان..لم أفهم..ماذا تقصدان؟..تبولت وخرجت، ليس إلا.. إنها حانة ، قالا..رفعت رأسي ونظرت إلى الطاولات التي كانت تتوزع أمام ماكنت اظنها مقهى..تمنيت لو أن الوقت كان يكفي لأعود إلى داخل الحانة وأشرب قنينة خمر أو قنينتين..لم اشرب الخمر منذ زمن بعيد..لكنني اشتقت إليها كثيرا في تلك اللحظة..أسرع الشابان إلى السيارة..أدار السائق المحرك..وقفت قليلا أتأمل الحانة ثم ركبت..كنت انظر إلى الخلف حيث الحانة والسيارة تسير..
4- التونسيون يعون جيدا مخاطر المرحلة
حيثما تواجدتُ أفتح النقاش..أحرص دائما على معرفة وجهات نظر الناس وآرائهم فيما يجري لهم وحولهم..الكهل الذي التقيته في اولاد بن الزين كان متذمرا كثيرا..حال تونس قبل الثورة كان أفضل..بعد الثورة ارتفعت الأسعار وبدات الأوساخ تنتشر..هكذا أجاب حين سألته عن أحوال تونس وأناسها..كان تخوفه من داعش كبيرا..بالحرف الواحد قال: متخوف كثيرا من وصول داعش إلينا وإليكم..لا تخف، قلت..الشعب التونسي ليس هو الشعب الليبي ..والشعب الجزائري ليس هو الشعب الليبي أيضا..نحن عشنا التجربة الداعشية وقاسينا الكثير منها، وشعبنا ليس مستعدا للدخول فيها مجددا، رغم أوضاعنا السيئة وإفلاس سلطتنا وفسادها..وأنتم لديكم إرث بورقيبة وهو سيحميكم حتما..لقد كون بورقيبة لإنسان التونسي الواعي والمسؤول..فقط، ابتعدوا عن نبرة اليأس هذه..اليأس هو البيئة التي تسمح لداعش بالانتشار..دور السياسيين والمثقفين هنا كبير..ودوركم انتم كمواطنين أكبر..فقط، نظموا أنفسكم جيدا ووجهوا شبابكم بحكمة ليعي مخاطر المرحلة.. نفس الكلام قلته لصديقي القادم من صفاقص خصيصا للقائي رمزي أبو إياد..التقاني أبو إياد وزميلي نسيم في مطعم السيدة أحلام أثناء الغداء..أصر على دفع ثمن الأكل ودفعه..صعدنا بعدها إلى الشقة للقيلولة..بعد الاستراحة خرجت وإياه..زميلي نسيم كان متعبا جدا ، لم يخرج معنا..عشية كاملة قضيناها معا في التجوال والنقاش..كان صديقي شبه ناقم على الأوضاع التي صارت عليها تونس بعد الثورة..لا تنتظر المعجزات ، قلت..من الصعب تغيير الأوضاع بشكل إيجابي دفعة واحدة وفي وقت قصير..أعداء الثورة كثيرون..المستفيدون من النظام السابق وأعوانه في مختلف القطاعات والمستويات أعداء..الأصوليون الإسلاميون أعداء..المتطرفون يساريون كانوا او يمينين بشكل او بآخر أعداء حتى ولو لم يعوا ذلك..أنظمة الاستبداد العربي أعداء..الغرب الرأسمالي أيضا وبحكم مصالحه وحرصه على بقاء شعوبنا العربية متخلفة عدو هو أيضا..كل هؤلاء يعملون بشكل مباشر تارة وبشكل غير مباشر تارة أخرى على إفشال تجربتكم الديمقراطية الرائدة في المنطقة..وعي شبابكم وسياسييكم خاصة كل ذلك مهم جدا ..حاربوا اليأس..اليأس هو البيئة التي تسمح لأعداء تونس الحاضر والمستقبل بتحقيق مآربهم ..كان صديقي أبو إياد متفهما جدا وكان مدركا وبعمق لكل ما قلته.. في حمام سوسة وبعد تعب التجوال في شوارعها كان لابد ان أجلس في مقهى ما لأستريح..دخلت المقهى..طلبت قارورة ماء صغيرة وخرجت..المشروبات الغازية والعصائر غير مسموح لي بشربها، إنه السكري اللعين..أمام المقهى وجدت كرسيا شاغرا وحيدا..جلست..كان جاري شابا ملتحيا حليق الشارب..فرصة والله قلت..سأتعرف على وجهات نظر واحد من إسلاميي تونس..كان الشاب يتصفح جريدة الشروق التونسية..صباح الخير..تعمدت تحيته بصباح الخير..صباح الخير رد.. أخوك من الجزائر، قلت..مرحبا بك وبكل الجزائريين ،قال ..و..تدريجيا وجدنا نفسينا في معمعة النقاش..كعادة الإسلاميين قال : مشكلتنا أننا نقلد الغرب في كل شيء..الغرب يحترم الوقت..جميل لوقلدناه في ذلك..الغرب يحترم العمل..حسن لو قلدناه في ذلك..الغرب يحترم الآخر المختلف ويتعايش معه هناك..حبذا لو قلدناه..دول جنوب شرق آسيا قلدت الغرب في كل ذلك وتقدمت..فلماذا لم نتقدم نحن؟.. نحن نقلد سلبيات الغرب ،قال مجيبا..لماذا ؟ سألته..ودون انتظار الإجابة منه أضفت: نحن لا نقلد الغرب..نحن نعبر عن مستوى وعينا ونوعية الثقافة التي نحملها..ثقافتنا يا صديقي تميل إلى السطحية..هي ثقافة انفعال واتكالية ودعاء، لا ثقافة منطق وعقلانية ووعي..ما تراه تقليدا سلبيا للغرب يتم بإرادتنا أساسا.. نحن من يتحمل المسؤولية لا الآخرين ، وإن كان الآخرون يهمهم بقاؤنا هكذا..أتفق معك في ذلك قال..
سألته عن أوضاع تونس وآمالها..أجاب: كما ترى، سياسيونا لا يهتمون إلا بالساحل..المناطق الداخلية مهمشة بشكل مطلق..تصور، لم يزر المناطق الداخلية أثناء الحملات الانتخابية أي سياسي..وكل الوزراء والولاة والمسؤولين في مختلف القطاعات من المدن الساحلية..المناطق الداخلية مهمشة كثيرا ، وهذا ما يسمح للتطرف والتكفيرية بالتواجد هناك..كان يتكلم ونبرة الأسى واليأس تبدو واضحة في كلامه..عليكم بتنظيم أنفسكم في المناطق الداخلية أكثر..عليكم أن تضغطوا على السياسيين وبشكل سلمي أساسا..عليكم أن توجدوا سياسييكم بأنفسكم وبرامجكم التي تحقق التوازن بين مختلف المناطق التونسية..وعليكم اساسا وأساسا الابتعاد عن اليأس والحرص على توعية شبابكم بمخاطر المرحلة..أضفت: وفي تصوري أن السياسيين التونسيين ومثقفي ومثقفات تونس يعون ذلك جيدا وسيعملون حتما على تحقيق هذا التوازن..قلت له أخيرا: سعيد جدا بأن أجد شباب تونس يشعر بكل هذه المسؤولية تجاه بلده ويعي جيدا مخاطر المرحلة..سعيد جدا بالتعرف عليك..ودعته ومشيت..ولم أسأله حتى عن اسمه..أخذنا النقاش بعيدا وأنساني السؤال عن اسمه..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طرائف جدتي
- قصائد قصيرة
- (كلنا قطعان، أنتم ونحن) قالت الحيوانات
- خواطر عن الفتح..وعن الغزو أيضا..
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 4
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..ج 3
- مجتمع القطيع
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم..تكملة
- نعمة
- عن الحداثة، العلمانية وواقع العرب المسلمين اليوم
- بغير المعرفة لن نتقدم ، لن نتأنسن، لن نكون..
- بين منظومتنا التربوية ومنظومتنا الدينية
- عاصفة الأخضر حامينا إلى أين؟
- بعيدة محطة القطار
- أيها الماضي الضابح، إرحل
- احترام العالم لنا ولمقدساتنا يبدأ من احترامنا لأنفسنا
- لاهوية لي إلا الإنسان
- فأس الصمت تحفر قلبه
- البترول شُحَّ ريعه..أيها النظام ،ماذا أنت فاعل؟
- أضرحة تفتح فاه الصحراء


المزيد.....




- أزمة الجوع والتجويع الإسرائيلي الممنهج تتفاقم في غزة وبرنامج ...
- بين لهيب الحرب وصقيع الشتاء.. الجزيرة نت ترصد مآسي خيام النا ...
- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - انطباعات عائد من تونس