أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الهجرة الى دول الكفر !















المزيد.....

الهجرة الى دول الكفر !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 11:05
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الهجرة الى دول الكفر ! سهر العامري
هاجر الانسان في هذه الأرض منذ أن عرفها وعرفته ، وكانت أسباب تلك الهجرة متباينة ، فأوضح سبب من بين تلك الأسباب هو الملاحقة والاضطهاد ، ذلك السبب الذي دفع الإنسان الى الهجرة كي يحمي نفسه أولا ، أو يحافظ على ما يؤمن به من أفكار وعقائد ثانيا ، تلك الأفكار والعقائد التي أراد طغاة البشر اجبار الناس على التخلي عنها وتركها مرغمين .
لم تحرم الهجرة على امتداد التاريخ البشري من قبل مذهب أو دين أو مصلح أو نبي ، فقد هاجر من الانبياء أبو الأنبياء ابراهيم الخليل بعد أن أنزل به الملك نمرود من ظلم ما أنزل حين كان يعيش هو في مدينة أور من جنوب العراق ، وبعده بقرون عديدة هاجر لينين الى ألمانيا من ملاحقة واضطهاد القيصر في روسيا له ولغيره .
لم يهتم المهاجر كثيرا بهوية المكان أو القوم الذين سيهاجر لهم ، فالمسلمون وتحت اضطهاد رجال السلطة في مكة هاجروا الى الحبشة المسيحية ، ولم نسمع من النبي محمد قولة ترى أن الحبشة على زمن حاكمها النجاشي أنها كانت دولة كافرة .
في نهاية العقد السابع من القرن الماضي شن نظام صدام حملة بطش لا مثيل لها من قبل في العراق ضد أعضاء وأنصار الاحزاب التي تدعي الدين ، ومنها حزب الدعوة ، والاحزاب اللادينية التي منها الحزب الشيوعي العراقي ، ولم يترك نظام صدام غير أحد خيارين للمعارضين لحكمه ، أما الموت ، وأما التنازل عن أفكارهم ، وارغامهم على الانتماء لحزب البعث ، ولهذا الهدف صارت شرطة أمن صدام ، وبالتعاون مع أعضاء حزبه ، حزب البعث ، يلاحقون المعارضين لهم في الشوارع والبيوت وفي أماكن عملهم حتى صار العراق وكأنه سجن كبير ، وأنا واحد من هؤلاء الملاحقين الذين تعرضوا الى الملاحقة والاعتقال ، حتى أنني اعتقلت في واحدة من أربعة مرات جرى اعتقالي فيها من قبل مدير أمن المحافظة التي أعيش فيها ، وذلك أثناء الدوام الرسمي ، وأنا ألقي درسا على الطلاب في المدرسة التي كنت أعمل فيها .
على إثر ذلك وجدت أن لا خلاص لي من الموت إلا بالهجرة من العراق مثل الكثيرين غيري من العراقيين ، وعلى مختلف انتماءاتهم السياسية ، وحال خروجنا من العراق تفرقنا في بلدان عربية على الأعم الأغلب ، فقد حرمت الأحزاب العراقية وقتها الهجرة الى دول أوربا الغربية في بادئ الأمر ، وصارت تلك الأحزاب تنظر الى اللجوء من زاويتين اثنتين ، إذ نظرت الأحزاب اللادينية الى فتح باب اللجوء للعراقيين من قبل تلك الدول ، إنما هو مساعدة لصدام ونظامه ، وذلك بإبعاد المعارضين عنه ، بينما حذرت الاحزاب الدينية الشيعية أعضاءها وأنصارها من الهجرة الى دول الكفر ، وشنت حملات ظالمة على كل عراقي يريد الوصول الى دول أوربا الغربية الكافرة على حد زعم تلك الأحزاب .
لم يمض وقت طويل على تلك الحملات التي سرعان ما تبددت بعد توقف الحرب ما بين العراق وايران في صيف سنة 1988م ، ومع هذا التوقف أصيبت الحركات والأحزاب الدينية الشيعية العراقية بصدمة كبيرة ، فقد انهارت الآمال التي علقتها على انتصار الجيش الإيراني في تلك الحرب ، ذلك الجيش الذي أملت عليه تلك الحركات والأحزاب أن يسلمها مفاتيح الحكم في بغداد ، وبدلا من ذلك وجدنا أن إيران بعد توقف الحرب قد عملت على تطبيع علاقتها مع نظام صدام ، وذلك بفتح سفارة للنظامين في كلا البلدين ، وصار ياسر ابن هاشمي رفسنجاني ، رئيس الجمهورية الإيرانية وقتها ، صديقا حميما لعدي بن صدام حسين ، ثم ومن على شاشة التلفزيون الإيراني الرسمي أعلن حسن حبيبي ، نائب رئيس الجمهورية الإيرانية قائلا : " العراقيون ضيوف غير مرحب بهم في إيران " ومن هنا أنزلت إيران خذلانا رهيبا بالأحزاب الدينية الشيعية ، فحمل الكثير من قياداتها وأتباعها حقائبهم في رحلة مجهولة نحو الدول العربية أولا ، ثم نحو الدول التي كانوا يسمونها للأمس القريب بدول الكفر ، ومن بين هؤلاء الراحلين والذين شاهدتهم عن قرب في دمشق العاصمة السورية ، هو سكرتير حزب الدعوة ، ابراهيم الاشيقر ، ولم يكن وقتها معروفا بـ " الجعفري" فقد حمل هو هذا اللقب بعد وصوله مع الدبابة الأمريكية الى بغداد ليشكل فيها حكومة إلهية تحفها الملائكة ! ويباركها جورج بوش الابن !
كان هو وقتها رجلا رث الملابس ، لا تبدو عليه مظاهر نعمة ، وغير معروف في أوساط المعارضة العراقية ، وقد كان هدفه من الوصول الى دمشق هو طلب اللجوء في بريطانيا ، تماما مثلما طلب فيها الكثير من قادة الأحزاب اللادينية العراقية اللجوء فيها ، أولئك القادة الذين ناصبوا لندن العداء على مدى سنين عديدة ، حينما كان الإتحاد السوفيتي يفئ بفيئه عليهم .
في أواخر الثمانينيات من القرن المنصرم أطلقت الأحزاب العراقية التي كانت تعارض نظام صدام لاتباعها مراسيم السماح بالهجرة لـ " دول الكفر " وحين وصلها الكثير منهم اكتشفوا مقدار الزيف الذي كانت قيادات تلك الأحزاب تقوله لهم ، فدول اللجوء لم تسخر اللاجئين فيها لغايات غير نزيهة ، مثلما ادعت الاحزاب اللادينية وقتها ، ولم تحرم الصلاة والصوم على أتباع الأحزاب الدينية بل ساعدتهم على فتح مساجد وحسينيات وقدمت لهم أموالا من أجل ذلك ، وقد تحولت بعض تلك المساجد والحسينيات الى التجمع والثرثرة . هذا على الرغم أن البعض من الاحزاب الدينية اباح لاتباعه حتى السرقة باعتبار أن الدول التي يعيشون فيها هي دول كافرة وتجوز السرقة فيها .
واليوم وبعد الفشل الذريع الذي حل بالدولة العراقية على جميع الصعد ، وبسبب من سياسات الأحزاب الدينية التي أوصلتها أمريكا الى حكم العراق رغم عدم مقدرة تلك الأحزاب الدينية على ادارة دولة كالعراق يخرج لنا وزير الخارجية ، ابراهيم الاشيقر ، فيه ليعلن أن ألمانيا تريد أن تسرق الطاقات الشبابية من العراق ، وذلك بعد تدفق الناس في العراق الى دول أوربا الغربية وغيرها طلبا للعيش فيها ، وقد نسى الاشيقر أن أسرته لا تزال لليوم لاجئة في لندن ، ونسى كذلك أن العراق والعراقيين وعلى مدى ثلاث عشرة سنة يعيشون تحت رحى الموت التي لا تفرق بين صغير وكبير ، ولا بين رجل وامرأة ، هذا بالإضافة الى استخدام آلة القمع والموت ذاتها التي استخدمها صدام من قبل ، لا بل أن تلك الآلة زادت في قوتها على أيام حكم أحزابهم الدينية التي تفننت بطرق الموت ، وأشكاله ، وإذا كان صدام يقتل الناس في السجون ، فقد أصبحت المنظمات الارهابية والمليشيات " الوقحة " اليوم تقتل الناس في العراق بالهواء الطلق ودونما مبرر ، بل أنها تدعي أن عمليات القتل التي تقوم بها إنما هي قربة لله الذي صارت تمثله هي دون غيرها على هذه الأرض ، يضاف الى ذلك أن السجون قد ازدهرت في العراق ، وفاق عدد السجناء عددهم في عهد صدام البائد .
تحت ظروف الاضطهاد والموت هذه ، وتحت ظروف الجوع والفاقة ، وعدم توفر لقمة العيش الشريفة اضطرت الناس في العراق الى الهجرة بعد أن أعدمت فرصة العمل أمامها ، وصارت الفرصة الوحيدة المتوفرة هي أن يكون الانسان جنديا أو شرطيا ليأتي بعد أيام لأسرته ملفوفا بكفن ، ومحمولا بتابوت ، يرقص حوله نفر من باعة الضمائر الذين يحثون الشباب في العراق على الموت والقتل ، رغم أن القاتل والمقتول هم من أبناء شعب واحد فرقته أحزاب طائفية متخلفة اهتمت بمصالها أكثر مما اهتمت بمصلحة الشعب ذاك .
تلك الأحزاب هي التي أجبرت الناس بسياستها الخرقاء على ترك العراق ، والبحث عن مكان آمن لا يرون فيه حكومة ابراهيم الاشيقر الملائكية التي تخطى أفكارها المتخلفة الشاعر الشنفرى في قصيدته لامية العرب ، قبل أن يخلق الاشيقر بألوف السنين ، وذلك حين قال وهو ابن القرن السادس ، وليس ابن القرن الواحد والعشرين :
وفي الأرض مَنْأىً للكريم عن الأذى ... وفيها لمن خاف القِلى مُتعزَّلُ



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرضان مستبدان في العراق : أمريكا وإيران
- الدين والحكم (2)
- الدين والحكم (1)
- لا وجود لدولة اسلامية أبدا !
- الحل في الثورة الشعبية !
- رحلة في السياسة والأدب ( 7 )
- رحلة في السياسة والأدب ( 6 )
- رحلة في السياسة والأدب ( 5 )
- البيت الذي طاردته شرطة الأمن !
- الأزمات في العراق تجاوزت الحلول !
- السقوط المذل !
- الى بلاد العم سام (3)
- الى بلاد العم سام (2)
- الى بلاد العم سام* (1)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (3)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (2)
- التعصب الطائفي صنو التعصب القومي (1)
- المالكي في أمريكا !
- الارستوقراطيون هم قتلة الحسين !
- التغلغل الإيراني في بلاد الشام (3)


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الهجرة الى دول الكفر !