أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأملاك و المنازل إنسانيّين














المزيد.....

أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأملاك و المنازل إنسانيّين


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 00:36
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



2 سبتمبر 2015 . نشرت صورة طفل كردي عمره ثلاث سنوات ملقى على الرمال و وجهه إلى الأرض ، على شاطئ تركي . مات غرقا . و تسع مائة ميل غربا ، كانت الجثث تفترش أرض شواطئ زوارا بليبيا . وفى المجرّ ، كان سوريّ – و زوجته و طفل يافع – ملقى بين قاطرات سكك حديدية ، لقد حاولوا الفرار من الشرطة و عبّروا بالفعل عن أنّ الموت ميتة مريعة أهون عليهم من إعادتهم إلى جهنّم الحامية التى فرّوا منها .
ونظرا لأنّ تلك المشاهد أثارت صدمة و غضبا عبر العالم ، إدّعى حكّام أوروربا – القوى العظمى كألمانيا و أيضا قوى أصغر فى النظام الأوروبي المجرم – أنّهم إنسانيّين كبار . و لا يضاهي هذا النفاق الباعث على الغثيان سوى نفاق مرتكبى جرائم الحرق العمد لأملاك و منازل الملايين و الذين تاليا يزعمون أنّهم من الكرام لتوفيرهم لبعض الضحايا أكواخا صغيرة فى خلفيّة الحديقة قرب الزبالة و الفئران .
أجل ، القوى الأوروبيّة مرتكبة لجرائم الحرق العمد للإملاك و المنازل .
أحيانا يبرز إجرامها للعيان تماما – تقتل و تحرق بواسطة الطائرات دون طيّار و القنابل و الحروب الوحشيّة . إنّها و أختها الكبرى فى الجريمة ، الولايات المتحدة ، تشعل النيران فى بلدان برمّتها خدمة لمصالحها و النزاع مع منافسيها .
أجل إنّها مرتكبة الحرق العمد للأملاك و المنازل و قد تسبّبت فى حرق 100 عامل فى معمل من المعامل الرثّة التى تدرّ عليها أرباحا طائلة فى بنغلاداش سنة 2012 .
و زيادة على ذلك ، تعود جذور النظام الرأسمالي – الإمبريالي الذى أنتج الثروة و الثقافة و القوّة العسكريّة و الإستقرار النسبي فى غالبيّة أوروبا إلى الإستعباد الفظيع لملايين الأفارقة و إلى الإبادة الجماعيّة للسكّان الأصليين للقارة الأمريكية . و اليوم ، يتغذى هذا النظام الأوروبي من الإستغلال و الإضهاد عبر العالم . ببساطة جعل سير هذا النظام – الإقتصادي و السياسي و العسكري – من نيجيريا إلى سوريا و من الصومال إلى أفغانستان ، الحياة غير ممكنة لملايين الناس .
و الآن وهي تتعرّض للضغط ، تسمح القوى الإمبريالية لفئة قليلة من عشرة ملايين شخص دُفعوا دفعا إلى مغادرة منازلهم حول العالم بتقديم مطالب لجوء سياسي . و فى نفس الوقت ، تبقى الآلاف سجناء فى معسكرات إحتجاز و تحكم على آخرين بالنوم فى الشوارع بلا غذاء و لا ماء . وهي تثير و تطلق أيدى فرق فاشيّة و أيدى الشرطة لمهاجمة المهاجرين . و تترك الآلاف سنويّا يغرقون فى البحر الأبيض المتوسّط .
و الولايات المتحدة قائدة الجوقة وهي تنظّم هجمات ببساطة مماثلة فى إجرامها فى حقّ المهاجرين فى الولايات المتّحدة الأمريكية – فتقوم بترحيل مئات الآلاف سنويّا إلى كافة أنحاء العالم أين جعل نظامها الحياة لا تطاق بالنسبة للملايين .
ثمّ يزعم جميعهم أنّهم أهل معروف طيّبين بما أنّهم يمدّون كأس شاي إلى الناجين من جرائمهم .
فى أوروبا ، يوجد أناس يهتمّون لحال المهاجرين و يكترثون بمصيرهم و هم يبذلون طاقتهم لمساعدة ضحايا الرأسمالية – الإمبريالية الباحثين عن اللجوء هناك . و قد نشبت إحتجاجات عادلة للمهاجرين و غيرهم مطالبين بمعاملتهم كبشر . و من الواجب أن ندعم المحتجّين و أن يلتحق بهم جميع من يكنّون مشاعر دنيا لأمثالهم من البشر . كما من الواجب ، أن نفرض على القوى الأوروبيّة توفير الغذاء و الحقوق لكافة المهاجرين .
لكن الذين أشعلوا النيران فى العالم هم المجرمون المسؤولون عن هذه الأزمة . إنّهم المشكل و ليسوا الحلّ . و بإسم " المساعدة الإنسانيّة " ، لا ينبغى أن يُسمح لهم بتنفيذ المزيد من الجرائم ضد الإنسانيّة ضمن حدودهم و عبر العالم . و أزمة المهاجرين الفظيعة الحاليّة تشير إلى الطابع الملحّ لثورة تضع نهاية لنظامهم الرأسمالي – الإمبريالي العالمي مرّة و إلى الأبد .



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجرمون و النظام الإجرامي وراء موت اللاجئين فى النمسا
- حقيقة تحالف قادة الحزب الشيوعي السوفياتي مع الهند ضد الصين / ...
- أحاديث هامة للرئيس ماو تسى تونغ مع شخصيّات آسيوية و أفريقية ...
- تونس السنة الخامسة : عالقة بين فكّي كمّاشة تشتدّ قبضتها
- سياستان للتعايش السلمي متعارضتان تعارضا تاما - صحيفة - جينمي ...
- اليونان : - الخلاصة الجديدة ترتئى إمكانيّة : القطيعةُ مع الق ...
- الإتفاق النووي بين الولايات المتحدة و إيران : - الولايات الم ...
- الإتفاق النووي بين الولايات المتّحدة و إيران : حركة كبرى لقو ...
- مدافعون عن الحكم الإستعماري الجديد - صحيفة - جينمينجباو - و ...
- تقرير الأمم المتّحدة يكشف جرائم حرب الهجوم الإسرائيلي على غز ...
- الحرب الأهليّة فى اليمن و مستقبل الخليج
- إقتراح حول الخطّ العام للحركة الشيوعية العالمية - الحزب الشي ...
- عاشت اللينينيّة ! – بيكين 1960
- الفائز فى الإنتخابات البرلمانية التركيّة : الأوهام الديمقراط ...
- لتغادر الولايات المتحدة العراق ! الإنسانيّة تحتاج إلى طريق آ ...
- نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد خروتشوف : 1956 - 1963 - الفصل ا ...
- مقدّمة كتاب - نضال الحزب الشيوعي الصيني ضد التحريفيّة السوفي ...
- الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي- اللينيني – الماوي ) : عن ...
- دون عمل نظري ، لا طليعة شيوعية يمكن أن تظلّ طليعة - الحزب ال ...
- قتل فركهوندا جريمة فظيعة ( أفغانستان )


المزيد.....




- كيف وقعت الصين الشيوعية في حب الخصخصة؟
- ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة ...
- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
- سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا ...
- بين هرم زوسر وضريح لينين أو ما هو دور الوعي الديني في بناء ا ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - أزمة المهاجرين العالمية : ليس مرتكبو جرائم الحرق العمد للأملاك و المنازل إنسانيّين