سعدون الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 22:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في أوائل التسعينيات, تعرًفت على رجلٍ رومانيٍ في العقد الرابع من العمر, هاديء الطباع و ذي إهتماماتٍ فلسفيةٍ دينيةٍ. و لأرمز له بالحرفين " ب د ". راح " ب د " يتردد الى تجمعات العرب قرب الأقسام الداخلية للطلبة في مدينة تيمشوارة الرومانية.. و بدأ يسألني بعض الأسئلة العامة عن الدين الأسلامي, معربآ لي بأنه قد قرأ الكثير عن العرب و المسلمين, و إنه معجب بالحضارة العربية و الإسلامية و بالدين الإسلامي وتعاليمه الإنسانية السمحاء, و بروح الأخوة و المحبة التي تسود بين المسلمين عامة و العرب خاصة, بسبب إرتباطهم بالرابطة الإسلامية ( كنت في سري أضحك ساخرآ على فكرة الرجل هذهِ, لأنها في حقيقة الأمر..... ) .. و بعد فترةٍ من النقاشات الطويلة بيني و بينه, إستغرقت عدة شهورٍ, جاءني " ب د " ذات يومٍ و أسرً لي عن قرارهِ بإعتناق الدين الإسلامي! فإستشرت أحدَ المُقرًبين مازحآ: هل سأهديهِ للمذهب الشيعي أم للمذهب السني؟ إنا كنت قد تربيت على وحدانية الله و إن الإسلام دين واحد لجميع المسلمين, و لا فرق عندي بين المذاهب, فكلنا أخوة مسلمين. فأنا صليت لسنواتٍ طوالٍ بجانب الأخوة السنة جماعة و وحدانآ, أكثر مما صلَيت بمساجدٍ شيعية, هكذا شاءت الظروف... فأخذت " ب د " الى الجامع و عرًفته بإمام الجامع.. و أسلم " ب د ", و أطلقوا عليهِ إسم " صابر ", و بذلك فإن " ب د " قد أصبح من الآن " صابرآ ".. و كنت التقي بصابر في صلوات الجمعة, إذ كان لا يتأخر عن صلوات الجمعة, و لا عن المناسبات الدينية و الأعياد و لا حتى عن صلوات التراويح. أنا كنت قد رفضت المشاركة بصلوات التراويح, بعد أن عرفت بأنها لم تكن سنة نبيوية, بل كانت سنةً سنها الخليفة عمر بن الخطاب.. و أرسلوا صابرآ للحج, بمنحة مهداة من إحدى الدول الخليجية "....", تمنح لبعض الحالات في مختلف دول العالم... و مرت السنون, ربما عقدٌ و نصف العقد, أمضى الرجلُ وقتآ طويلآ معتنقآ الإسلام.. بدأتُ ألحظُ بأن صابرآ قد بدأ في الفترة الأخيرة. يقلٍل من تردده للجامع.. و ذات يومٍ دعاني لأحد " البازارات " التي تكتضُ بمحلاتٍ للعرب " المسلمين ", إذ يوجدُ شارعٌ في مدينة تيمشوارة, مُكتضٌ بمحلاتٍ يمتلكها الأخوة العرب, يُطلق عليهِ الرومان إسم " قطاع غزة ".. كان صابر يبدو حزينآ.. وقفنا أمام محلٍ يبيع الملابس النسائية فقط.. قال صابر: إنظر يا صديقي .... هذا المحل هو محل إبنتي, جلبتها لتفتح محلآ تجاريآ بين الأخوة العرب المسلمين, على إعتبارِ إن والدها قد أصبح واحدأ منهم.. إنظر هنا على يمين محل إبنتي و على يسارها, إنها محلات لأخوةٍ عرب يبيعون ملابسآ نسائيةً أيضآ, و لكنهم يتصرفون بشكل بعيد عن أبسط أساليب الجيرة والخلق, و الذي ننبذهُ نحن كأوربيين, ناهيك عن كونكم أنتم مسلمين, يدعو دينكم الى الرحمة و المودة و التراحم!! قال لي صابر, بأن جيرانها العرب هؤلاء, يراقبون محل إبنتي طيلة الوقت, فعندما تشتري بضاعةً, يشترون بضاعةً مثلها, و يضعون أسعارآ أقل من أسعارها بحيث لا يربحون هم شيئآ, فلا تستطيع هي أن تبيع شيئأ و تخسر!! و أحدهم يضع قائمةً لبضائع لا يمتلكها هو, بل تمتلكها إبنتي, و بأسعارٍ رخيصةٍ جدآ, وعندما يأتيه أحدُ الزبائن ليشتري, يقولُ لهُ, بأنه قد باع كل ما كان عندهُ من البضاعة و لم يبق عندهُ شيئآ الآن!! حدثني عن النفاق الذي رآهُ بنفسهِ عندنا طيلة السنوات التي قضاها بيننا و فقدان التراحم و المودة فيما بيننا! حدثني عن مشاعر الحقد التي يحملها بعضنا ضد بعضٍ و التظاهر بالإيمان المُزيف - الذي لاحظهُ هو عن قرب ٍ - الذي يتظاهر بهِ " المؤمنون "!! شعرت كأن صابر كان يعاتبني و يقول لي, إن ما قلتموهُ لي عن أخلاقٍ زرعها الأسلام عند العرب و المسلمين, ما هو إلا أكاذيب!! و بعد هذا اللقاء بعدةِ أشهرٍ, إلتقيت بصابرفي الطريق و هو على ظهر دراجته, و الصليب يزين صدره, فسألته بدهشةٍ: ما هذا ياصابر؟ فأجابني بإبتسامةٍ ساخرة: أنا لم أعد صابرآ المسلم, لقد تركت إسلامكم لكم.. أنا الآن عدتُ الى مسيحيتي!! أنا الآن أجمع التبرعات لصالح الكنيسة لرعاية المحتاجين... أشعر بالسخرية, عندما أسمعُ البعضَ من رجالِ الدينِ و خاصةً دعاة الوهابيةِ, يدًعون بأن الناس في أوروبا و أمريكا يتسابقون للدخولِ في دين اللهِ أفواجآ! و أتسائل كما يتسائلُ الكثيرون غيري: مالذي يجذب الناس من الشعوب الأخرى الى الأسلام, هل هو بول البعير الذي تشربونهُ أم همجيتكم التي تتمثل في داعش و القاعدةِ, أم إنجازاتكم في تطويرِ الحضارة؟؟!!. سيرتدُ حتى المسلمون عن الإسلام بسبب أفعالكم و جرائمكم. و لا ريب فلم يكن المسلمون الأوائل ملائكةً بل كان الكثير منهم أقرب من داعش! فمنذ هند آكلة الأكباد, أم الدواعش الأولى, الى سيف الله المسلول, الذي فعل ما تفعلهُ داعش اليوم, و لم تمضِ إلا سنةٌ و نيف على إلتحاق النبي الكريم الى جوارِ ربهِ؟.. و هؤلاء " أصحاب الرسول " الذين صرعونا بهم, على إعتبار أن كل من رأى الرسول و لو للحظة, أصبح صاحبآ لهُ, كم من هؤلاء أتى الفواحش و شارك بالسبي و قتل الأبرياء و الأتقياء؟؟ أ سمعتم ب " ذوات الرايات الحمر ", كم من هؤلاء " المعصومين " من أصحاب الرسول, كانوا قد ولدتهم ذوات الريات الحمر؟؟ أليست هذهِ إساءة ما بعدها إساءة, أن ينسب مثل هؤلاء للرسول, و يقتل الناس و ترتكب الجرائم بحقِ الأبرياء بأسم الله و الرسول و الأسلام؟؟ لقد إنحرف هذا الدين كثيرآ!! و لا يقولُ لي أحدُ بأن هذا الدين لا يمثلهُ المسلمون في هذا المكان أو ذاك أو في هذا البلد أو ذاك, و هل سيمثله أهلُ المريخ!! إن النتيجة التي إستنتجها صابر بنفسهِ, لاتثير الدهشة في نفسي على الأطلاق! فبينما هو لا يعرف لغة القوم و يجهل الكثبر من الأمور, أنا أعرف القوم كواحدٍ منهم... العرب أو الأعراب, هم لا يتركون طباعهم أينما رحلوا و في أيٍِ مكان حلًوا, رغم إنهم يحاولون إخفاءها و الظهور بمظهر الأتقياء..أنا حباني الله بأنني لازلت متمسكآ بطيبة أهلنا حدَ السذاجة.. و الأمور التي أشكو منها, ربما لا يدركها من لم يهاجر, و لكن شكى و يشكو منها الكثير ممن عايش حياة الأغتراب.. ففي الغربة بعيدآ عن المنطقة و الأهل و العشيرة و التقاليد, يكشف كلٌ عن معدنهِ و طينتهِ.. فأنت تصطدمُ بهم في التجارة و الكلية و المستشفى كممارسٍ و كطبيبٍ و غير ذلك.. فالتاجر العربي يدعو بالشر لجارهِ العربي, و الطالب لزميلهِ العربي, و يتودد للآخرين, و الطبيب مع زميلهِ العربي, و يحاول أن يقنع الآخرين من غير العرب, بأنهُ خيرٌ من زميلهِ العربي !! هذهِ الأمور لا تجدها عند الأوربي أو الهندي أو الكثير من شعوب الأرض.. ألم يبني الأوربيون الوحدة الأوربية,طيلة خمسون سنة, لبِنةً لبِنة بطيبةٍ و صدقٍ و أخلاصٍ, دون أن يحقد أحدهم على أحد أو يغدر بهِ, رغم كلِ ما حدث فيما بينهم من مآسي!! بينما يتآمر الحكام العرب بعضهم على بعضٍ و يمقتون بعضهم البعض!! أنا لم أعد أتكلم عن الحكام العرب, فالحكام العرب, هم نسخة طبق الأصل من شعوبهم.. رأيتُ بأمِ عيني, و أنا أخرج بعد الصلاة مع أحدِ الأتقياء, الذي لا يغيب عن صلاة الجماعة مرةً, كيف يسرق بالميزان و يحاول أخفاء الأمر عني!! شعرت ساعتها بالصدمةِ و الخجل, كنتُ خجلآ من الله.. و حتى في الكعبةِ - من حج الى بيت الله يُدركُ ذلك - لا يتركون رذائلهم!! أنا أشعر دائمآ في معاملتي مع الناس, بأن هناك من يراقبني دائمآ, فلم أسرق أحدآ قط, و لم أنصب على أحد قط, و لم أغدر بأحدٍ قط, هذهِ أخلاقي التي تعلًمتها منذ الصغر. ولحسن الحظ, فأنا لا زلتُ محتفظأ بها, رغم إنني أعيش في الغربةِ منذ أكثر من خمسٍ و ثلاثون سنة, إنها و ربُ الكعبةِ نعمةُ من نعم الله, رغم الأذى من الآخرين و الغدر و الخيانةِ.. يتظاهر الكثير من الأعراب في المهجر,بالتعامل مع أبناء البلاد المستضيفة بحسب القانون, بينما يحاولون إستعمال مصطلحات العروبة و الإسلام لمصالحهم الخاصةِ عند التعامل مع أقرانهم العرب.. فهو يقولُ لك عندما تكون لهٌ حاجةً ما, نحن عربٌ و مسلمون, و لابُد لنا أن نتعاون.. بينما الكثير يفكرُ كما يُفكِرُ الحكام العرب في لقاءآتهم بعضهم ببعض: هذا العربي جاء ليتعشى بي فلابُد لي أن أتغدى بهِ قبل أن يتعشى بي.. العرب في الأغتراب لم يتركوا بتصرفاتهم هذهِ, مجالآ لتتعاطف الشعوب الأخرى معهم.. داعش هي القشة التي قصمت ظهر البعير.. و مع ذلك, فهذهِ أوربا لم تتخل عن إنسانيتها, و هي تعطي العرب و المسلمين, دروسآ في الرحمةِ و الإنسانية التي إفتقدوها تمامآ... أين الأخوة و الرحمة و الكرم و الشهامة العربية؟.. العرب الذين لم نر منهم إلا الغدر و التآمر مع الأجنبي على أبناء جلدتهم, ثُم يتقاطرون على الجوامعِ زرافاتٍ و وحدانآ لإخذِ صكوك الغفران عن فواحشهم, و هم في حقيقةِ الأمر يأتون الى الجوامع لا لوجه الله بل للتظاهر أمام بعضهم البعض بالإيمان و كذلك في حَجِهم و صيامهم!! أنا شخصيآ و الكثير من العرب الصالحبن ( لو خليت قُلِبت ), نشعرُ براحةِ البال و الأمنِ و الأمان, بين غير العرب لا بين العرب.. لأنهُ إنطبع في التفكير, بأن العرب و الغدر و الشرِ صنوان! أنا لا أتكلمُ عن فراغ, أنظروا ما يفعلهُ العربُ بعضهم ببعض في بلادِ العرب.. أ ليس الدواعش هم عربآ؟ لماذا لم تخرج داعش في أيِ بلدٍ من بلاد الأرض غير بلاد العرب؟؟ بغض النظر عن موضوع الأرهاب و من صنع الأرهاب و ما هو دور أوروبا بالتحديد في ذلك, السؤال هو لماذا لم يتمكن من صنعوا الأرهاب في بلاد العربان, أن يصنعونهُ في بلادٍ أخرى؟ لأن الخيانة و الغدر و الدونية لها مرتعٌ خصبٌ في بلاد الأعراب, و إن الأسلام و الأخلاق العربيةِ ليسوا إلا براقعآ للتستر.. أ ترون الرحمة و الأنسانية في تعامل أوروبا عامة مع اللاجئين, هل لو هاجر لنا الأوربيون بمئاتِ الآلاف كما يحدث مع العرب اليوم, هل سنقابلهم بالترحاب و الزادِ و الماء, و هل عندما يتشبًث المهاجرون بحديد سككِ القطار على سكة قطار دمشق الحجاز الشهير, و هم يصرخون : السعودية السعودية, أي: نريد اللجوء الى السعودية, على إعتبارِ إن مستوى الرخاء في السعودية, والذي يسيلُ لهً لعاب المهاجرين الأوربيين المسيحيين الكفار, لا تستطيع توفيرهُ دولٌ مثل سوريا و الأردن, و نداءات الترحيب التي تطلقها قيادة السعوديةِ و شعبها الكريم الشهم المضياف ( فبدلآ من مدِ يد الأغاثةِ لللاجئين, تقوم السعوديةِ بمدِ شريان الحياة لقوى الأرهاب في العراق و سوريا, و ذبح الشعب اليمني المسكين )!! و يحاول رجال الشرطة و الأمن في بلاد المرور العربية إبعاد اللاجئين بلطفٍ عن سككٍ الحديد, لا بأسلوب الشتم و الضرب و الرصاص, كما يعاملهم بهِ رجالُ الأمن في البلادِ الأوربية. و المهاجرون يعرفون هذا الأمر جيدآ و يحاولون إستثمارِ ما رأوهُ في الفضائيات و الفيسبوك الى أقصى حدٍ.. لا و الله, لما حدث ذلك أبدآ! أين إذن كرمنا الذي كتبنا المعلقات الطوال في وصفهِ؟ كلهُ كلامٌ في كلام.. صدقوني القول, إذا كان هناك من مذنبٍ في حدوث هذهِ الهجرات الرهيبةِ, عدا داعش و الأرهاب و الفقرو الأضطهاد, فهو: الفضائيات و الفيسبوك.. ( سيثير هذا الكلام ديسلايك الفيسبوكيين.. على كل حال فالفيسبوكيون يضعون اللايكات لا للفكرة بل للأشخاص, على قاعدة جماعتنا التي أصبحت ثقافة عامة مقتبسة من الأحزاب الدينية. و ظهر على الساحةِ, كُتابٌ و أُدباء يكتبون بلغةٍ ركيكةٍ يحصدون أعجابَ الكثيرين, رغم إنهم لا يلتفتون لتعليقاتِ أحدٍ, على إعتبارِ إنهم قادةٌ يقودون الجماهيرِ و لا يلتفتون الى ما تكتبهُ العامة. بينما رأيتُ بعض الكتاب المرموقين سابقآ, و الذين كُنا نتعلًم منهم الثقافة و نحلمُ بالحديث معهم, لا يلتفت لهم أحدٌ حتى بإشارةِ إعجابٍ يتيمةٍ! طبعآ هذا الأمر يعكسُ هبوط الثقافة و الذوق الثقافي في زماننا هذا, شأنُها شأنُ كلِ شيءٍ في زمنِ السرعةِ و الفيسبوك!! ).. و ستكون لهذهِ الهجرات نتائج سيئة جدآ, سواء على البلاد التي يغادرها أبناءها بهذا الشكل الجماعي الرهيب أو بالنسبة للدول المستضيفةِ.. سنرى ذلك بعد سنينٍ من الآن.. عندما حدثت الثورات في أوروبا الشرقيةِ, كنت أنا شاهد عيان عن قرب, و شاركتُ فيها مع الناس هنا في أوروبا, إذ تصرَف الناس بشكلٍ حضاريٍ و تحمًل الجميع مسؤؤلية الحفاظ عن الأمن و النظام و حمايةِ الأرواح و الممتلكات, و ذلك بعد سقوط الأنظمة. و لم يقتل المتظاهرون أحدآ, و لم يسرقوا الممتلكات. الناس هنا في أوروبا تدًجنوا على القانون, القانون الوضعي و ليس قانون الكنيسة.. عندما كانت الكنيسة تتحكًمُ في أوروبا, كانت أوروبا تعيش في غياهب الظلام. و لم تنطلق أوروبا في سٍلمِ التطور و الحضارةِ إلا بعد أن عزلت الكنيسةِ تمامآ عن أن تتحكم بالسياسةِ و شؤؤن الناس.. ماذا فعل العرب عندما ثاروا, بثورات صنعها الآخرون, دمروا بلدانهم و زرعوا الرعب وروح القتل و الكراهيةِ, و جاءوا بداعش, التي سوًدت وجوههم الى الأبد. و جعلوا أشباه الأميين من رجال الدين المنافقين ليقودوهم مثل قطيع الأغنام.. ما هو دور رجال الدين؟ دورهم هو نشر التخلُف و الجهل و تدمير البلاد.. هؤلاء لا علاقة لهم بالله.. لا تقولوا بأن رجال الدين يعلموننا ديننا.. أتحدى أيآ كان يدًعي بأنهُ تعلًم الدين من رجال الدين.. نحن لم نتعلًم سوى الخرافات و نشر العداوة و الفرقة من رجال الدين! رجال الدين يزرعون التخلُف و الخرافات فقط.. ناقشتُ ذات مرةٍ في إخر زيارةٍ لي للعراق, شابآ في الثامنةِ من العمرمن الشباب الذين ربوهم رجال الدين المنافقين من أشباهِ الأميين, سألني أثناء الحديث قائلآ: أ تعرفُ لماذا خلقنا الله و لماذا نحن نعيش في هذهِ الدنيا؟ قلت لهُ لماذا؟ قال: لننتظر ظهور الأمام المهدي!! الأخ يتبع جماعة " النصاب فلان "... بسبب الفقر و الفساد الذي إنتشر في حكمِ رجال الدين, ظهر الأرهاب و داعش, الذين أغرقوا البلاد بالدماء و الخوف و المجازر الوحشية, فلم بيق للناس من مخرجٍ إلا الهرب.. من هم المهربون الذين يستغلون المهاجرين أبشع إستغلال, و يرتكبون بحقهم أبشع الجرائم اللإإنسانية, ثم يتركونهم طعامآ للأسماكِ في البحارأو يتركونهم يموتون خنقآ في المركبات؟ إنهم عرب و مسلمون, و ليسوا أوروبيين أو هنود!!
#سعدون_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟