|
الناقد الفذ يوسف نمر ذياب الهيتي
قحطان محمد صالح الهيتي
الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 22:29
المحور:
سيرة ذاتية
- "مات يوسف نمر ذياب، بعد حياة طويلة، عريضة، شقّها بأسنانه، وسط الأشواك، والصخور، ذاق فيها كل ألوان البؤس، والفقر، والحرمان، والإحباط، وخواء الجيوب. وطال المرض بيوسف قبل أن يفتك به، وينخر عظامه، وكان مقدّراً له أن يرى بعينيه حقائق من حوله كئيبة، ليترك خلفه إرثاً من الجراح، والذكريات المريرة". - هذا ما كتبه بحقه صديقه المخلص رباح آل جعفر، وليس لي أن ازيد على ما كتب آل جعفر عن الحال التي انتهى عليها هذا العلم الذي قال له في ليلة ليلاء:" إذا غسلت الكلب في المحيطات السبعة، فسوف يخرج منها أكثر قذارة. ولو ذهب الحمار الذي ركبه المسيح بن مريم إلى الكعبة، لعاد الحمار حماراً." - هذا هو يوسف نمر ذياب الناقد الجريء المشاكس، الأديب المفوه، الجاد الساخر حتى وهو في مرض موته، وعن هذا العلم لابد لي أن ادلو بدلوي للتعريف به. - أسمه ونسبه ـــــــــــــــــ - هو يوسف نمر ذياب، كنيته (أبو مثنى)، يرجع نسبه الى عشيرة العبيد العربية المعروفة، وفي هيت وكما هو معروف بتسمية العوائل حسب بيوتهم فقد عرف بيت أبائه وعمومته بـ (بيت رطل). - ولادته ودراسته ــــــــــــــــــــــــــ - ولد في مدينة هيت في عام 1931.أتم دراسته الابتدائية في مدرسة هيت في عام 1946، وأكمل دراسته المتوسطة فيها عام 1949، بعدها انتقل الى الرمادي وأكمل دراسته في ثانوية الرمادي للبنين في العام الدراسي في عام 1950 / 1951. - في ثانوية الرمادي توثقت صداقته مع زميليه في الدراسة وابني مدينته غازي الكيلاني ومدني صالح، ثم مع طراد الكبيسي الذي كان بعدهما في المرحلة الدراسية. وكان من بين المدرسين الذين نهل من علمهم وثقافتهم كل من: الشاعر بدر شاكر السياب مدرس اللغة الانكليزية والشاعر عبد الوهاب البياتي مدرس اللغة العربية. - ولم يكتفِ ِيوسف شأنه شأن زملائه بالشهادة الإعدادية فحمل متاعه إلى بغداد ليدرس اللغة العربية في كلية الآداب والعلوم – قسم اللغة العربية وحصل على شهادة البكالوريوس في عام1956. في العام نفسه الذي حصل فيه زميله غازي الكيلاني على شهادة البكالوريوس في اللغة الإنكليزية. - وقد قال عن صداقته وزمالته لغازي الكيلاني:" لم يكن غازي الكيلاني ابن بلدتي (هيت) حسب بل كان صديقي وزميلي في المراحل الدراسية الابتدائية والثانوية وكلية الآداب والعلوم إذ تخرج من قسم اللغة الانكليزية وتخرجت من قسم اللغة العربية، ولما صرنا شبابا نقرمز الشعر كان يقرأ إليّ بعض ما ينظم". - وقد أكد رباح آل جعفر معرفة يوسف يإستاذه السياب قائلا:" وروى لي يوسف: أنه في نهاية الأربعينات من القرن الماضي، كان طالباً في ثانوية الرمادي للبنين، وكان بدر شاكر السياب أستاذاً فيها، وهناك كتب السياب قصيدته الرائدة في الشعر الحديث (السوق القديم)، التي استوحاها من أجواء سوق على السليمان في المدينة، وفي سوق على السليمان كان القسم الداخلي، الذي جاءه يوسف من بلدته هيت، الشاربة من نهر الفرات عطشاً. - عمله الوظيفي والمهني ـــــــــــــــــــــــــــــــــ - عمل مدرسا للغة العربية في بعض المدارس المتوسطة والثانوية، وعين مديرا لدار المعلمين الابتدائية في الديوانية، وانتخب نقيبا للمعلمين في السماوة. كما عمل رئيسا لتحرير” مجلة الاجيال” التي اصدرتها نقابة المعلمين-المركز العام -كما عمل في الإشراف التربوي وكان له فيه دور متميز.وهوعضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق. وعضو نقابة الصحفيين العراقيين. - وعن نشاطه الأدبي والصحفي كتب عنه المؤرخ ابراهيم خليل العلاف في مدونته قائلا:" لم تكن تخلوا جريدة او مجلة من مقالة له أو نقد او عرض لكتاب وقد عرفته ابان كنت اكتب في “صفحة افاق بجريدة الجمهورية” في السبعينات. كان انسانا بسيطا طيبا متواضعا محبا للآخرين كما كان مدخنا شرها". ويقول: "هكذا كنت اراه منشغلا ومتابعا ومحاورا نشطا". - مكانته الأدبية ــــــــــــــــــــــ - كتب عنه الأديب حسين الجاف في مقال له بعنوان (هل نسينا يوسف نمر ذياب؟) نشر في جريدة الزمان ما نصه:" ناقد ولغوي وشاعر. أول ولوجه في مضمار الادب كان من خلال ديوانه (أباطيل) لكنَّ النقد الجاد والصارم أخذه من خيمة الشعر ليصبح أحد نقاد الفترتين السبعينية والثمانينية المعروفين. رجل لا يجامل على حساب الحق. ولا يحابي من اجل منفعة. عملت معه عشر سنوات في دائرة الاشراف الاختصاصي التربوي في تربية الرصافة. فوجدته مثالا للمشرف الاختصاصي التربوي الكفوء والموجه التعليمي الجاد ". - وجاء في معجم البابطين بصدد شاعريته "يلتزم شعره وحدة الوزن والقافية، وجاءت بعض قصائده شكلاً على نمط السطر الشعري، يعبر فيها عن عواطفه ومشاعره الخاصة، وموقفه من الحياة. منظوماته مقطوعات قصيرة، يجملها عنوان من كلمة واحدة. ما أتيح من شعره يعود إلى زمن شبابه، فارتبط بانفعالات المرحلة". - ومن شعره ـــــــــــــــ قصيدة دعوة أختاه ما نجني لظى العذابْ ونلهبُ الذكرى وعبر هذا الأفق هذا السرابْ مأساتنا الأخرى - الدود والصمت وجوف الترابْ أختاه لو تدرين ما قلبي لو تُجدي شكوانا حكيتها مهزلة الحبِّ حبي الذي كانا لو تجدي شكوانا فلنغلقِ الباب، فخلف الجدارْ آلامنا أشباح موتانا كالغيمة الدكناء، تغشى النهارْ فلا نرى الدربا وإن أظلَّ الليل لا شُهبا لا شوقَ لا نورَ ولا من غرامْ يحيا بنجوانا يا ويلنا أختاه ويلَ الظلامْ إن يصنعِ الجدبا ويوصدِ القلبا فلا نرى في عتمة الأشباح فجر الغرامْ - أختاه أصغي إنه قلبي ناداك أصغي إنه قلبي قلبي الذي غنّى بالأمس بالحبِّ قلبي الذي أنا في وحشة الدربِ ناداك: أختاه أزيحي الضبابْ وأطلعي الفجرا ربيعنا آتٍ وتحت الترابْ إني أرى زهرًا أشذاؤه تبعد ذاك العذابْ عذابَ ذكرانا ونتن موتانا وأمسنا والليل ليل الضبابْ - نتاجه الأدبي ـــــــــــــــــــ - 1. ديوانه الشعري الوحيد (أباطيل)، مطبعة المعارف، بغداد، 1955. 2. مسائل أدبية، مطبعة الغري الحديثة، النجف، 1969. 3. قراءة في كتب لم تصدر حديثًا، دار الحرية للطباعة، بغداد، 1981. 4. حروف الإضافة في الأساليب العربية، بغداد، 1982. 5. في دائرة النقد اللغوي، دار الشؤون الثقافية، بغداد 1988. - وفاته ـــــــــ - توفي في بغداد في عام 2005 عن عمر ناهز الثالثة والسبعين عاما. هذا هو يوسف نمر ذياب أحد أعلام مدينتي الذين يستحقون الخلود في قلوب الأجيال القادمة وليعرفوا هذا السلف الصالح ليكونوا خير خلف له ، وليهتدوا بذكره الطيب . - المراجع ــــــــــــ - 1. داوود سلوم: الأدب المعاصر في العراق، مطبعة المعارف، بغداد 1962. 2. رشاد الخطيب: هيت في إطارها القديم والحديث، مطبعة أسعد، بغداد 1967. 3. صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين (1970 -2000)، بيت الحكمة، بغداد 2002. 4. كوركيس عواد: معجم المؤلفين العراقيين في القرنين التاسع عشر والعشرين، مطبعة الإرشاد، بغداد 1969. 5. حسين الجاف: هل نسينا يوسف نمر ذياب؟، جريدة الزمان في 7 / 11 /2014 http://www.azzaman.com/?p=86781. 6. رباح آل جعفر: أباطيل يوسف نمر ذياب في زنبيل، الحوار المتمدن-العدد: 2763 - 2009 / 9 / 8 - 21:11 http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=183941
#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
غازي الكيلاني، ون..! والأخريات
-
علم من مدينتي ، صبري نصيف جاسم الحمداني
-
الطبيب الإنسان وليد عبد الحميد الهيتي
-
غازي أحمد الردام
-
الشيخ عمر رمضان الهيتي
-
لا تأتِ يا عيدُ
-
الدكتور ثابت نعمان الهيتي
-
بعيدا عن السياسة قريبا من الدين
-
اتقوا الله واصرفوا رواتب النازحين
-
الى نقابة المحامين مع التحية
-
الوطنية يا وزارة الكهرباء
-
قراءة في وثائق ويكيليكس
-
رحلة الأعيان بين واشنطن وطهران
-
من هو المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار صهيب الراوي؟
-
رحم الله أبا الطيب
-
زمن الزعاطيط
-
حوار وحساب
-
البغدادي بين الخان وبين مَنْ خان
-
كلمة وفاء الى الصديق يوسف فواز الهيتي
-
الدم هو الدم
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|