أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن














المزيد.....

تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 09:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دهش الكثيرون ومنهم أنا، للموقف المذهل والمفاجىء الذي اتخذته المستشارة الألمانية ميركل بالنسبة للاجئين القادمين من سوريا التي تعاني من حرب دامت حتى الآن أربع سنوات ونصف، اضافة الى بعض اللاجئين القادمين من مناطق أخرى سادها الفقر والبطالة.. لكن هؤلاء أقل عددا من اللاجئين القادمين من سوريا هربا من معاناة الحرب والقتل والدمار.

ومن أجل هذه المبادرة الطيبة التي عرضتها ميركل، وهي استقبال سبعمائة ألفا من هؤلاء اللاجئين، مع احتمال رفع العدد ليقترب من المليون، استحقت مركل، ومعها ألمانيا، تعظيم سلام مربع، كما يقول قادة حرس الشرف عادة. فقد تفوقت على الآخرين في انسانيتها واحساسها بمدى المأساة التي يعاني منها اولئك اللاجئون، فيركبون البحر وهو مدركون بأنهم يركبون الخطر، وأن البعض منهم قد لا يصل أبدا الى بر الأمان... كما حدث لذك الطفل السوري الكردي الفار من كوباني – عين العرب، وحدث أيضا لمئات آخرين قذفت الأمواج جثثهم على بعض الشواطىء الأوروبية.

وتقوم ميركل بهذه الخطوة الجريئة التي خصصت لها ستة مليارات من اليورو قابلة للزيادة، وسط احتجاج عدة دول أوروبية على هذه الخطوة الكبيرة، مخافة من عواقبها. فالاعتراض ليس على قبول بعض اللاجئين، بل على العدد الكبير الذي أبدت المانيا استعدادها لتقبلهم.

وأهم الاحتجاجات قد جاء من السيدة ماري لوبان، زعيمة حزب فرنسي يميني الاتجاه، وينادي بالحد من الهجرة الى فرنسا بل والى كل دول أوروبا.

ومع ذلك لا بد أن نلاحظ الجانب السلبي لهذه الخطوة الألمانية رعم انسانيتها. فالاستعداد الألماني المرحب باستقبال آلاف اللاجئين السوريين، مع وعد بتوفير احتياجاتهم الانسانية، قد يؤدي الى تشجيع السوريين على الهجرة من بلادهم واخلائها ولو جزئيا أونسبيا من السكان. وفي ذلك ما فيه من ضرر بسوريا التي عانت الكثير حتى الآن. فالسوري ، بعد هذا الوعد الألماني الكريم، لم يعد يخشى ان يحظى طلبه للهجرة بالرفض، ولم يعد مضطرا لأن يركب أهوال البحر للدخول الى الدول الأوروبيسة تسللا، كما كان يحدث حتى الآن. فقد بات الآن قادرا على الانتقال بشكل طبيعي وعبر وسائل النقل المتعددة التي لم تعد مقصورة على مراكب المهربين التي يهلك الكثير من راكبيها قبل الوصول الى بر الأمان.. ان وصلوه,.

واذا كانت المانيا ذات القدرات الاقتصادية الكبرى والاقتصاد الناجح والمستقر، والمصنفة بالدولة الأوروبية الأقدر على الانتاج الصناعي والزراعي في آن واحد، قد وافقت على استنقبال ذاك العدد الضخم من اللاجئين فاستحقتت بذلك تعظيم سلام مربع... لا بد أن نتساءل: ماذا يستحق الأردن اذن أن يقال عنه، وقد استقبل فعلا قرابة المليون لاجىء، رغم ضعف اقتصاده وامكانياته، بل وكونه من البلاد الفقيرة التي لا نفط فيها ، ولا زراعة أو صناعة واضحة المعالم في بلادها، وتعاني من مديونية كبيرة تكاد تبلغ 23 مليار دولار، كما تواجه شحا في المياه وبطالة للعمال تكاد تزداد الآن وتتنامى بسبب توفر اليد العاملة السورية الأقل كلفة من العامل الأردني.

وأود أن أعترف بأن الدكتور فيصل القاسم من قناة الجزيرة، هو الذي أبدى هذه الملاحظة عن اهمال الأردن في تقديم الشكر الملائم له على ما فعله بحق اللاجئين السوريين.، حيث استقبل قرابة المليون منهم، وزع بعضهم على مخيمين في شمال الأردن، أحدهما وأكبرهما هو مخيم الأمعري.

وأنا شخصيا قد توقفت عن متابعة قناة الجزيرة منذ عام ونصف العام وربما أكثر. وقد علمت بتلك الملاحظة حول الأردن التي أبداها الدكتور فيصل القاسم ، من نشرة وضعها أحدهم على صفحات الفيسبوك. فلا بد اذن من تقديم الشكر للدكتور فيصل على تنبيهه ذاك، والأهم من ذلك، تقديم سلام مربع أقوى وأشد من ذاك الذي نقدمه لألمانيا. فالأردن جدير بالتقدير على مشاركته السوريين في معاناتهم، وعلى تقديم العون لهم على حساب امكانياته الضئيلة التي يمكن قياسها بالعصفور في مواجهة الأسد حجما، عندما تقارن امكانيات الأردن بالامكانيات الألمانية.

والواقع أن الحل الجذري لمشكلة اللاجئين السوريين، ليس بالتعبير عن التعاطف معهم، والاستعداد لاستقبالهم والترحيب بهم، لأن الحل الحقيقي هو في وقف ذاك النزيف... ووقف الأعمال القتالية، والتوصل الى حل وسطي يرضي الأطراف كلها. اذ عند ذلك فقط، تتوقف حاجة السوريين لهجر بلادهم والفرار من جحيم القتال فيها. وهذا الحل الوسطي بات ضروريا،لأن عدوا شرسا بات يتربص بالطرفين المتقاتلين، وهما الحكومة السورية والمعارضة المسلحة . وذاك الطرف الآخر هو الدولة الاسلامية التي تقاتلهم جميعا في آن واحد,

ومن هنا لا بد أن يرفع الجميع الصوت بالقول كفى اقتتالا، ودعونا نتفق على حل وسطي، لأننا اذا لم نتفق، فان ذاك الطرف الثالث الذي يبدو لي كالطاعون سريع الانتشار، سوف يحتوي الطرفين ويقطع مزيدا من رؤوس هؤلاء و .... هؤلاء.
ميشيل حنا الحاج



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموض ...
- هل بتنا نقترب من حرب دولية على الأرض السورية، أم على الباغي ...
- هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية وال ...
- تطوير مشروع الحل الوسطي للأزمة المتفاقمة في سوريا، ليصبح أكث ...
- مشروع وسطي لحل النزاع في سوريا، قد يرضي معظم الأطراف ويضع حد ...
- علامات الاستفهام التي رافقت ظهور الدولة الاسلامية في بغداد
- الاحتفال الوطني بالعيد القومي في بلاد العالم الا فلسطين
- هل شرعت الولايات المتحدة في تصفية القاعدة في اليمن، تمهيدا ل ...
- مقارنة بين عرض فيلم: عازف البيانو الذي صور معاناة اليهود في ...
- متى يحل مشروع الاتحاد الشرق أوسطي محل مشروع الشرق أوسط الجدي ...
- من هو الخاسر الأكبر في الانتخابات التركية: أردوغان، قطر، جبه ...
- عدم التشابه في كيفية سقوط المحافظات في العراق وسوريا، وأعجوب ...
- هل الأسباب لتقدم داعش في العراق وسوريا هي: هزالة الأداء الأم ...
- التطورات العسكرية المعززة لموقف المعارضة السورية المسلحة.. أ ...
- هل انتهت غزوة الفيديوهات المسيئة التي استمرت ثلاثة أيام؟
- غموض حول الأسباب التي أدت الى انهاء عاصفة الحزم
- عاصفة الحزم الى أين.. الى متى؟ ومن هو المستفيد؟
- نداء...نداء...نداء: يا عقلاء العالم اتحدوا
- مقدمة كتابي الجديد بعنوان: المؤامرة.. حرب لتصفية داعش أم لتف ...
- مقارنة بين حرب أميركية هزلية ضد داعش ، وحرب سعودية في غاية ا ...


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن