أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة














المزيد.....

اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة


صادق الازرقي

الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 13:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما انطلقت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ تموز الماضي، سارع الفاسدون في الطبقة السياسية الحاكمة وزعماء دينيون، وداعموهم من المتنفذين والمسؤولين وموظفيهم في المؤسسات الحكومية الى محاولة ركوب الموجة، والادعاء بانهم يناضلون ايضا ضد الفساد؛ لذا رفعوا اصواتهم في مناسبة او من دونها بالزعم بمساندة الصوت الشعبي الهادر، واثر بضعة قرارات اصدرها رئيس الوزراء حيدر العبادي من دون ان يكون لها وقع فعلي على صعيد الواقع، جلسوا على الناصية وراهنوا على انتكاس الاحتجاجات ليتسنى لهم اعادة الاوضاع حتى على صعيد الكلام الى نقطة الصفر وجرت افعالهم بأشكال عدة؛ منها ان زعماء سياسيين ودينيين ادعوا في البداية انهم مع التحرك الشعبي و جاهروا بدعمهم لإصلاحات العبادي، ثم سرعان ما تراجعوا عن ذلك بعد رؤيتهم ان الاحتجاجات تقتصر على ايام الجمع فنسوا دعاواهم بمساندة مطالب الشعب المشروعة، وطفقوا يتحدثون عن ضرورة الرجوع الى الدستور لتنفيذ الإصلاحات برغم ان الدستور ولد اعرجاً واصبح اداة لتنفيذ المحاصصة وتقاسم اموال الخزينة من قبل السياسيين واقاربهم ومؤسساتهم المشبوهة، ورأينا كيف تمثل ذلك بتسابق شخصيات واطراف للالتقاء برأس مؤسسة كان تغييرها احد المطالب الرئيسة للمتظاهرين ونعني بها القضاء؛ وفسر المراقبون ذلك بخوف الطبقة السياسية من انكشاف فضائحهم وسرقاتهم في حال تغير القضاء.
اما الفئة الاخرى التي جندت لقتل الاحتجاجات فتمثلت في افواج من الاعلاميين المستفيدين من الوضع الحالي عن طريق مؤسسات تتسمى باسم الدولة او تظهر مظهر الاستقلالية، في حين انها تمثل الحكومة فسمح لهم بتصوير التظاهرات فأخذ مصوروها ومن بينها قنوات حكومية بالتقاط زوايا ميتة من صور الاحتجاجات لمحاولة الايحاء بانها ضعيفة، كما كرس اعلاميون اقلامهم لمحاولة الاستخفاف بالمتظاهرين والتظاهرات والسخرية منهم؛ ولم يخجل هؤلاء من انفسهم حين يستهزئون بشباب طافح بالحياة بمنزلة اولادهم او احفادهم؛ شباب أبوا الركون الى استلاب الكرامة مثلما رضى بها كثير من منتقديهم، فحاول هذا الجيش الاعلامي الاساءة الى المتظاهرين وتلويث سمعة الناشطين منهم، كما جرى تحريك اياد خفية لإحداث البلبلة في صفوف التظاهرات وجرها الى الاصطدام مع الاجهزة الامنية؛ هذه بعض صور مجابهة الاحتجاجات الجماهيرية و كثير غيرها في جعبة الفاسدين والمتواطئين والخانعين، بما لا يمكن الاحاطة به في هذا المقال كما لا يمكن التكهن بردود افعال المتفسخين الاخرى.
ان الفاسدين بشتى اصنافهم يراهنون على الوقت لقتل التظاهرات، معولين على بضعة ظواهر لإماتة الروح في الشباب المنتفض ومنها الهجرة الى اوروبا كي تتواصل دوامة الخراب العراقي المتفاقم بوساطة عملية سياسية بائسة، بنيت على الحقد والكره والتربص بالآخر المختلف دينيا وطائفيا وقوميا بحيث اصبح الحديث عن المواطنة مدعاة للتندر، ودعمت ذلك التوجه افواج من الكتاب الذين يتصورون انفسهم في مركز العالم وهم وحدهم يمتلكون الحقيقة وان جميع افراد الشعب من الهمج، وهو ذاته منطق الدكتاتوريات التي يدعون معاداتها؛ يأمل السياسيون والمسؤولون حتى موظفون حكوميون في مواقع المسؤولية ان تنتهي ازمة التظاهرات التي ارقتهم واقضت مضاجعهم لكي يتواصل مسلسل افقار الناس وسرقة اموالهم وقتلهم بالتفجيرات والامعان في تكريس نمط العملية السياسية الطائفية المتخلفة؛ واستمرار دوامة النهب والاثراء على حساب فقراء العراق الذين تكاثرت اعدادهم بشكل مفزع وفي ظل انعدام السكن الملائم ووسائل الدعم والضمان الاجتماعي والصحي وتغييب مظاهر الروح الانسانية وتعزيز الكراهية التي افلح السياسيون في ادامتها ولكن حتى حين!



#صادق_الازرقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنو سعد وأبناء هاغن
- الجريمة المنظمة وضرورة مجابهتها
- يذهبون إلى الإرهاب فيضربوه وننتظره نحن ليضربنا
- الفساد ودور السلطات الثلاث في دحره
- متغيرات العالم ومسؤوليتنا في قطف ثمار ايجابياته
- حدود المسؤولية في إدارة الأعمال البلدية
- جرائم بحق مصادر المياه
- شفرات التسارع المعرفي ودوامة الهدم التي تغمرنا
- الكهرباء الى أسوأ.. فما نفعها في رمضان؟
- حزب العدالة يخلع حجابه ويحلق لحيته
- العبودية في مظاهرها المعاصرة
- إدارة النفايات وعكازة الازمة المالية
- استعادة التفاؤل المفقود
- مولدات فضائية
- مستحقات الفلاحين بين التجارة والمالية
- التأثير في الواقع والتأثر به ونمط التفكير البناء
- الكليات الأهلية.. نشاط في التأسيس وتخريج غير مكتمل
- التمويل الذاتي ذريعة لقطع الأرزاق
- فوضى العراق غير الخلّاقة
- التوأمة لا قيمة لها إذا لم تنفع الناس


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق الازرقي - اصلاحات العبادي قطرة في بحر الفساد وعساكره المروعة