ابراهيم الخياط
الحوار المتمدن-العدد: 1353 - 2005 / 10 / 20 - 14:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
اليوم نطوي صفحات الدكتاتورية والمقابر الجماعية والاحتلال ، دون ان ننسى متونها ، فالنقش الموشوم الأليم منها مزدان في القلوب وعلى الأضلاع ، فأنى لنا أن ننسى..
اليوم ، نمارس كبني البشر في المعمورة المتمدنة ، نمارس الاستفتاء ، والبرنامج الديمقراطي ، ونهيء جدولة ( التراشق ) بين الحكومة والمعارضة تحت قبة البرلمان ، اليوم نضخ ملايين المرشحات لتنقية هواء العراق الذي لوثه القومانيون و ( المؤمنون ) بعقيدة القمع والإرهاب .
اليوم ، تباركنا سومر ، وآشور وهه ولير والكوفان وبغدان وسرّ من رأى ، وتتجاذل العظام الحميمة من كلكامش وكاوه الحداد والحسين وأخوان الصفا والمتنبي ومحمود الحفيد وفهد وهندال والصدر والبارزاني وعبد العزيز البدري وصفاء الحافظ وليلى قاسم حسن وبنت الهدى وعائدة ياسين وكل منتفضي آذار 1991 ، ومن الجواهري أيضاً .
اليوم ، يفرح لنا ملأ عظيم من الراحلين وأهل الإقامة والمنفى ، فهذا الفجر الخريفي أشرقت عليه شمس عراقية مائة بالمائة ولأول مرة من دهر آبد نستطيع ان نضع الخطى على درب هو من طرازنا ولنا دون هراوات ودون كمامات ، ودون واقيات عيون ( كم كانت عيوننا غالية على السلطات المتلاطمة ) .
اليوم ، انتهى عهد الطاغية ، وبارادتنا نحن أهل البلد ، وتناصرنا الارادة الأممية بقراراتها ، فلنا النفط والدولارات والملفات ، ولنا حق في مَنْ ذبح حقوقنا ، لنا حق محاكمته وإشباعه عدالة لم يستدل عليها حتى في أحلامه الأثيرة حين كان يفترش الوثير لا الجحر الحقير .
اليوم ، قد يكون الأعداء اكثر شراسة ، لكنهم اكثر يأساً ، وأقل جرأة ، فقميص عثمان الذي بكوه في كل مفخخة ، وفي كل ناسفة ، قد طار في رياح الدستور.
اليوم ، هو اليوم الذي طال انتظارنا له ، ولأننا لم نفرح بما فيه الكفاية منذ التاسع من شهر سقوط التمثال ، فاليوم ، نفرح ، لأننا تجاوزنا الطاغية ، وتجاوزنا الاحتلال ، وتجاوزنا الإرهاب، وخرجنا معا أهل الـ ( نعم ) وأهل الـ ( لا ) ، وأقمنا جغرافية الأحلام.
اليوم ، قرأنا سورة الخائبات على ثلة مسلحة اقتحمت مركزاً للاقتراع في ( ابو غريب ) وسرقت ثلاثة صناديق مليئة بأصواتنا ، وهذا ديدنهم منذ 8 شباط الأسود .
اليوم هو اليوم الذي أردنا فيه الحياة ، فربحنا رهان الحياة ، ولذا سنبني عراقنا ـ كما كان قبل آلاف ـ إنموذجاً للجيران والاقارب والأبعدين .
#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟