جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 22:28
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تحولت حياتي الى قائمة
بداية اود ان اقول باني احب كتابة القوائم. لا اقصد بالطبع هنا القوائم المالية التي عليَ تسديدها شهريا و لا قائمة اسماء الذين حكمت عليهم بالانتقام منهم لانها و بسبب مرور فترة طويلة عليها تحولت الى قائمة طويلة لا تزال بانتظار التنفيذ و لكني اقصد القوائم الاخرى التي اكتبها لدرجة يتهيأ لي ان حياتي تحولت الى قائمة. اكتب القوائم على اوراق صغيرة تحت العنوان الانجليزي to do list و نظرا لكثرتها و عدم علم زوجتي بمحتواها تسميها بالالمانية (بتوبيخ باطني) باقتصاد التذاكر Zettelwirtschaft .
السبب في كتابة القوائم هو ميلي الى وضع اهداف و حبي للتنظيم و طبعا لاجل مساعدة ذاكرتي و علمي ان القائمة تضعني تحت ضغط التنفيذ و اذا لم استطع تنفيذ بعض نقاط القائمة اقوم بنقلها الى قائمة جديدة. احيانا ارميها في سلة المهملات لاني اشك في فائدتها او اتردد في اهميتها فيما اذا كانت لهذه النشاطات فعلا علاقة باهداف حياتي و طموحاتي او هل لها معنى او قيمة و هل هي مصدر للسعادة خاصة و انها تسلبني من نومي. أليس الهدف الاول و الاخير لكل انسان هو السعادة؟
طبعا انا متأكد ان الذي يكتب قوائم هو انسان دنيوي لا يؤجل حياته – انسان يريد تحقيق اهداف صغيرة و كبيرة هنا على الارض و في مستقبل قريب نسبيا و هو لا يزال يتمتع بحيوته و نشاطه. الاهداف ديناميكية تتغير لانها ليست اهدافا ثابتة كهدف الدخول الى الجنة. أليست الحياة عبارة عن اهداف صغيرة كثيرة قريبة التحقيق؟ تحقيق اهدفا صغيرة تشجع على الاستمرار. و لكن تفقد جميع الاهداف معناها و قيمتهاعند الاصابة بمرض لا علاج له. من الافضل اذن شطبها جميعها من القائمة لتبقى القائمة بيضاء بدون اهداف.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟