أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!















المزيد.....

هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




" البحر من امامه, والنار من خلفه, وأخوة يوسف من حوله . . ."

***

كثرَ الحديث, في وسائل الأعلام المحلية والدولية, عن التظاهرات العراقية, المصحوبة بموجات من الغليان الجماهيري الممتد على مدى خارطة الوطن المكبل بالوجع والقهر, وكثرَ الحديث الملغوم بعلامات الأستفهام الغامضة, عن إصلاحات العبادي, وقرارات العبادي, وثورة العبادي . . . !

ولعل من ابرز الأسئلة التي فجرها الشارع العراقي, هو: هل سيصلح العبادي ما افسدتهُ العملية السياسية, أم أن ما يسمى بحزمة الإصلاحات التي أطلقها بصوتٍ خجول, بعدما أرغمتهُ وأحرجتهُ الجماهير الغاضبة, لا تعدو اكثر من قصورٍ من وهم . . ؟!

انا اقول . . .
لا تحرجوا الرجل, فاللعبة السياسية في العراق ليست بالأمر الهين كما يتوهم البعض, السياسة في العراق كما اشرنا وقلنا مرارا وتكرارا, بأنها للأسف الشديد لعبة المصالح الذاتية وليس لعبة المصالح الوطنية . .

الرجل العبادي, لا يملك القرار السياسي الكامل الذي يؤهله لمقاتلة ومقاومة جيوش الأصدقاء الأعداء.
علاوة على ذلك, "البحر من امامه, والنار من خلفه, وأخوة يوسف من حوله . ."

لا تنسوا او تتاسوا, فالرجل خرج من رحم حزب الدعوة, وحزب الدعوة هو العباءة الشرعية له, وهو احد اقطاب العملية السياسية في العراق, والعبادي يعتبر ثالث رئيس وزراء (ولد من رحم حزب الدعوة), وهم اسياد الملعب حالياً . . .

انا اقول, لو كان العبادي يملك النية الخالصة لإصلاح البلاد لفعلها قبل ان ينتفض العراقيون, وقبل ان يندد الشعب العراقي بالحكومة الفاشلة, ولو ان العبادي كان يملك النية الخالصة, لأقصى جموع اللصوص من الفاسدين والمجرمين والأنتهازيين والمزورين وسارقي المال العام, المتفيئين في ظلال الوزارات والمؤسسات الحكومية, والمنتشرين كما البعوض في كل مكان من ارض العراق, بما فيه مكتب سيادته "رئيس مجلس الوزراء", ولأقصى ذلك الكم الهائل من المستشارين الأميين الذين يجلسون من حوله, يتهامسون, يتشاورون, يتآمرون, يتغامزون, يتلامزون , ويمتصون حليب البقرة الطازج, والذين لا يعرفون من السياسة إلا قشورها ومن الوطن إلا حروف اسمه, ولنظفَ القضاء من الفاسدين المارقين منذ الأشهر الأولى من تسنمه المنصب الأول في الحكومة, ولأحالَ جميع ملفات الفساد والمفسدين الى لجان نزيهه وامينة ولألقى عصاه على الأفاعي الكبيرة من الفاسدين والمجرمين والمزورين, الذين افشلوا العملية السياسية واشاعوا ثقافة الفساد والأستهتار, ولأطعمَ بهم بطون السجون الجائعة, والتي بلا شك ستقول لهم مرحباً بكم ايها الفاسدون, شرفتمونا, ولأعادَ الى العراق هيبته ومكانته بين الدول كما كان سابقا يتغنى به الشعراء, قبل ان تتلاقفه الحروب والأزمات والحصار وقبل ان تغتاله رصاصات العملية السياسية الفاشلة, ولأشعل مليون شمعة حب للعراقيين المعذبين الذين ذاقوا شتى انواع العذاب والقهر, وتجرعوا ويلات الحصار والموت ومكابدات الحروب الطويلة التي ارهقتهم وسرقت احلامهم. .!

انا اقول, من يعتقد ان العبادي بإمكانه إجراء إصلاحات جوهرية او انه جاد في اتخاذ خطوات عملية حقيقية لتصحيح المسار السياسي وتطهير القضاء واقصاء الفاسدين من لصوص العملية السياسة, رجال الصدفة, "فهو واهـــــــــــــــــــم", ولا يعرف شيئا في السياسة, ولا يعرف ألاعيب وحبائل ومكر وخبائث السياسة القذرة. . .

العبادي, لا يستطيع ان يغير او يجري اصلاحات تامة, أقصى ما يستطيع ان يفعله الرجل, هو اعطاء اقراص الباريستامول لتخفيف ألم صداع الرأس وليس التفكير بالعلاج الجذري للوجع, أقصى ما يستطيع ان يفعله الرجل هو دغدغة مشاعر العراقيين وتخديرعواطفهم بكلمات معسولة مثلما تقوم معامل تصنيع الأدوية بتغليف الأدوية بمادة سكرية محلاة لتجنب طعم الدواء المر "مرارة الدواء" لكي يسهل على المريض تناولها.

العبادي رئيس وزراء العراق, اي نعم, لكنه مقيد بشروط داخلية متمثلة بشروط كتل الأحزاب السياسية الذين لا يهمهم العراق, ولا يهمهم معاناة شعب العراق بقدر ما تهمهم مصالحهم الشخصية ونفوذهم وسرقاتهم وتقاسمهم الكعكة العراقية اللذيذة, واطالة مدة تخدير الشعب بأفيون اكاذيبهم, وأخرى قيود وشروط دولية واقليمية, لهذا فالرجل العبادي لا يمكنه الخروج من قمقم تلك القيود والشروط او القفز من فوق مظلتها.

الولايات المتحدة الأمريكية صاحبة القرار الأول والأخير, لها شروطها واجنداتها ومصالحها, وهذا امر لا يمكن نكرانه او تجاهله, امريكا هي من ساهمت بشكل او بآخر في وصول العبادي الى هذا المنصب الأول بعدما ازاحت المالكي واقصته بالأكراه, بعدما كان المالكي هو الحبيب الأول الذي ساهمت امريكا بتمديد عقد ولايته الى ثماني سنوات بالتوافق مع القوى الأقليمية, ولكن امريكا ما ان ترى صديقها يلعب مع غيرها, تطرحه ارضاً وتقول له معذرةً ليس لدينا وقتاً نضيعهُ في صناعة زوارق ورقية, وقبلهُ كان عشيقها اياد علاوي, وطلقتهُ بالثلاث, ولكن لماذا طلقتهُ امريكا هذا ما لا نعرفه ولم يخبرنا قاضي التحقيق بقصة الطلاق؟.

ايران بالمقابل, صاحبة القوة المحركة والنفوذ القوي المتعاظم المرتبط بالأحزاب الدينية الحاكمة والمتوغلة حد النخاع, لها شروطها واجنداتها, ولا تنسوا فهي في صراع مستمر مع الغرب, وصراع لأثبات وجودها النووي كقوة دولية واقليمية في الشرق الأوسط, وايضا صراعها مع بعض الدول الأقليمية, ولها اجنداتها في الكثير من البلدان العربية, وتريد ان تجعل الغرب وامريكا يتعكزوا على القرارات الأيرانية داخل البيت العراقي, وتجعل من العراق حلبة لحسم صراعاتها السياسية مع امريكا والغرب والقوى الأقليمية الأخرى.

تركيا والسعودية بالمقابل, لهما اجنداتهما ايضا, لذلك اسمحوا لي أن ابدي برأيي المتواضع واقول, واهمٌ من يتصور ان الدكتور حيدر العبادي يستطيع القيام بحزمة إصلاحات حقيقية ويقفز من مركب التخندقات والأصطفافات الحزبية الضيقة المهيمنة على القرار السياسي, اذا فعل ذلك, فهذا يعني الأنتحار السياسي, والعلم عند الله.

اما ما تسمعونه من اسطوانات مشروخة في الاعلام اليومي بأن العبادي ماضٍ بالإصلاحات حتى لو كلفه الأمر حياته, فهذه برأيي, بضاعة رخيصة يتاجر بها كل السياسيين العراقيين, وهذه احدى السمفونيات السياسية الفارغة المحتوى التي مللنا سماعها وتقيئنا لكثرة سماعها, حتى ما عادت (شهيتنا) تستسيغ تلك الكلمات المستهلكة, أنها مجرد كلمات لتخدير العراقيين وجعلهم يتأملون امطاراً في افق السراب, امطاراً في صيف تموز الحارق, وتجعلهم كمن يبني قصوراً من وهم . . . ما يقوله العبادي في الأعلام مجرد كلمات, وسبق ان ذكرت ذلك في مقال سابق بعنوان "الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات".

الإصلاحات تعني تقليم اظافر اللصوص السياسيين وانهاء فصول مسرحية العملية السياسية الفاشلة, وهذا لا يمكن القيام به من قبل رجل اقل ما يقال عنه انه شريك في تلك العملية السياسية الفاشلة, العملية السياسية المصابة بالسرطان الرئوي منذ الساعات الأولى لولادتها القيصرية, وهو احد اقطاب التحالف الوطني المستحوذ على القرار السياسي, ولنكن اكثر صراحة في القول, ان الرجل, على الرغم مما يشاع عنه بأنه رجل طيب وخلوق ومؤدب, ولكن هذا لا يعني بأنه قادر على ادارة الوضع السياسي الشائك, فالسياسة لعبة الأقوياء ولعبة من يمسك بالعصا من طرفيها بقبضة حديدية.

الرجل العبادي خرج من داخل كابينة التجاذبات السياسية, ومن داخل رحم اقطاب تلك الأحزاب السياسية وشريكهم الأول طوال تلك السنوات العجاف, فكيف نتأمل منه ان يشن حرباً شعواء ضد من جاءوا به الى الحكم, ومع ذلك اقول العلم عند الله, وأتمنى أن يكون العبادي قادراً على امتطاء صهوة الإصلاحات وفك طلاسم اللغز المُحير ليقول لي كما قال الشاعر:

لا تحتقر كيد الضعيف فربما تموت الأفاعي من سموم العقارب

فإن ماتت الأفاعي على يديه, وهذا ما اتمناه ويتمناه كل العراقيين, ولو أنا اشك في ذلك كل الشك, وربما يشاطرني هاجس الشك كل الذين يعرفون خبائث السياسة, ودهاليز السياسة, وقراصة السياسة, ولكن من باب "أحمل اخاك على سبعين محمل خير", سأقول له, إن فعلها, بارك الله فيك يا حيدر العبادي, وموعدنا غداً العراق الديمقراطي المدني الحر . . .!



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
- كامل سواري . . . وصلاة الفقراء. . .!
- جمهورية المنطقة الخضراء في العراق الفيدرالي الجديد. . . نقطة ...
- السياسة ليست كما الحب . . .!
- عبد الفتاح السيسي وسياسي العراق وغدر ابن ملجم . . .!
- أيباااااااه . . . -مفوضية الأنتخابات العليا ومشعان الجبوري و ...
- الفنان سعدي الحلي ونواب البرلمان العراقي . .!
- الدنيا بالمقلوب . . . تتشابه الحروف وتختلف المعاني والقيم . ...
- فقراء الوطن تبتلعهم افاعي الفقر . . (سهى عبد الأمير مثالاً)
- تأشيرة فيزا الوطن في عراق ما بعد 30 نيسان 2014
- الأنتخابات البرلمانية . . . من سيضحك على من . .؟!
- أيهما أكثر انسانية دول الثلوج أم دول البترول . .؟
- قل لي من انت ... حدثني عن تاريخك ... حتى انتخبك..!
- هل سنبقى مثل الأسماك الصغيرة . . . ؟
- -كوكب حمزة . . . دموع وآهات في لوحة محطات-
- ديمقرا. . طية علي عبد الله الصالح . .العب يا بط
- نارُ الحريق تجاوزَ المتوقع . . !
- من دفاتر الذكريات . . . امرأة تشعل الف شمعة حب للفقراء
- رأيتُ العصافيرَ تبكي عليه حزناً . . .
- اعلان عن فقدان حبيبة العمر (لوبيتا). . .!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الشحماني - هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!