معنى الديمقراطية (الديمقراطية الشعبية هي الحل)

شباب الى الامام (الصفحة الرسمية)

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 16:14
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

معنى الديمقراطية ؟
(الديمقراطية الشعبية هي الحل آنيا)
يختلف مفهوم الديمقراطية ومضمونها حسب المراحل التاريخية التي مرّت بها المجتمعات ، ووفق القوى الاجتماعية التي تطرحها فكلمة ديمقراطية تعني السلطة للشعب وفق التحديد اليوناني demos=شعب وcratos=سلطة . لكن مفهوم الشعب هو الآخر يختلف من مرحلة الى اخرى لذلك عرف تاريخ البشرية ديمقراطية اسياد العبيد في النظام العبودي وديمقراطية النبلاء خلال المرحلة الاقطاعية والديمقراطية البرجوازية في المجتمع الرأسمالي وديكتاتورية البروليتاريا(أي ديمقراطية الطبقات الكادحة) في المجتمع الاشتراكي والتي تحولت بفعل عوامل عدة الى ديكتاتورية كوادر الحزب المتبرجزة وبيروقراطية الدولة اما خلال مرحلة التحرر الوطني التي نعيشها فان الديمقراطية الشعبية هي الحل ، ديمقراطية الاغلبية الساحقة والمقهورة والتي لا علاقة لها بديمقراطية الاستعمار الجديد المغشوشة.
فما معنى الديمقراطية الشعبية ولماذا هي الحل لكل ما نعيشه الان من فقر وتهميش ؟
ترتبط المسالة الديمقراطية في المستعمرات واشباهها بالمسألة الوطنية أي بالنضال ضد الاستعمار الجدديد والمتعاملين معه محليا وبدون التخلص من الاستعمار الجديد ومن يمثله محليا لا يمكن تحقيق الديمقراطية الشعبية لذلك فان الديمقراطية التي يسمح بها وكلاء الاستعمار هي ديمقراطية مغشوشة ديمقراطية المال الفاسد الذي يتحكم في كل اجهزة الدولة من الرئاسة الى الحكومة والبرلمان واغلبية منظمات المجتمع المدني و الاعلام الخ...
تتظاهر ديمقراطية الاستعمار الجديد بالدفاع عن مصالح الشعب في حين انها تدافع عن مصالح الائتلاف الحاكم وتسن القوانين التي تخدم هذا الائتلاف وهي قوانين في تعارض تام مع مصالح الشعب ومطالبه الحيوية (قوانين تقنن الارتباط بالخارج - تقدم كل الامتيازات للمستثمر الاجنبي تحت غطاء توفير التشغيل ودعم التنمية - تحدّ من الحريات باسم حالة الطوارئ ومحاربة الارهاب –تجرّم الاحتجاجات الاجتماعية-تطرد العمال باسم انقاذ المؤسسات والنزل...)
وامام تحكم الاحتكارات والسماسرة في كل دواليب الدولة :في السياسة والاقتصاد والقضاء والجانب الاجتماعي والثقافي والاعلام...فان الشعب يظل غير قادر على الدفاع عن نفسه بصفة منظمة لذلك فهو ينتفض من حين الى آخر لكن هذه الانتفاضات العفوية لن تحسن اوضاعه بالرغم من بعض الفتات الذي قد يجنيه بصفة وقتية. فهو لا يملك المال لإصدار الصحف ولا يقدر على تنظيم الاجتماعات والتظاهرات ولا أحد يقدم له الدعم ما دامت مطالبه تعارض سياسة الدولة ، وليس له حتى الوقت اللازم بفعل العمل المضني-إن توفر- والتعب والمشاغل للتفرغ الى النضال من اجل مطالبه بما انه سجين الحياة اليومية التي سطرها النظام الحاكم وضحية الاعلام الرسمي الذي يبعث في نفوس الشعب الرعب والهلع في صورة معارضة النظام القائم بحيث يهدده بفقدان عمله او بتعرضه لكل الضغوطات بما في ذلك التتبعات بتهم واهية.
غير ان الديمقراطية الشعبية توفر كل الامكانيات للمفقرين من اجل طرح مطالبهم والتعبير بكل حرية عن تطلعاتهم فهي تضمن لهم حق الاجتماع في المؤسسات والفضاءات العامة كدور "الشباب والثقافة"...دون مقابل وتقدم لهم المال اللازم لنشر الصحف والكتب وتفتح امامهم دون مقابل امكانيات البث الاذاعي والتلفزي وتفتح امامهم الشوارع الرئيسية للقيام بالمعارض والتظاهرات مهما كان نوعها طالما هي تخدم مصالح اغلبية الفئات الشعبية المهمشة.
ان جوهر الديمقراطية الشعبية يعني حل مشاكل الفلاحين الفقراء باعتماد شعار "الارض لمن يفلحها " (مشاكل مصادرة الاراضي-مشاكل الايجار والقروض والديون-مشاكل الري والاسمدة والمكننة- مشاكل الاكتفاء الغذائي...)
كما تتناول الديمقراطية الشعبية قضية المرأة بهدف تجسيد المكاسب وفق شعار المرأة نصف المجتمع وتناضل ضد النظرة الدونية للمرأة والخرافات الإخوانية حول المرأة على غرار "المرأة ناقصة عقلا...."
ان المسالة الديمقراطية في مرحلة التحرر الوطني مرتبطة بالتخلص من اعداء الشعب الذين يكرسون واقع الهيمنة والتخلف لضمان مواصلة سياسة النهب والتفقير والتجويع وسن القوانين لصالح السماسرة وتجار الدين وكل الوسطاء الذين اثروا على حساب قوت الشعب .
لذلك فمن يتعامل مع وكلاء الاستعمار ويبث الاوهام حول وطنية العملاء او ديمقراطيتهم يشارك في مغالطة الشعب ويعرقل مسيرته نحو التحرر.
مداخلة في المخيم الصيفي
شباب الى الامام
اوت 2015

#شباب_الى_الامام_(الصفحة_الرسمية) (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات