أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..














المزيد.....

الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 03:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كما قال الماغوط ذات يوم ، وهو بالطبع ،لا سواه ، صاحب النكشات الثاقبة والبليغة ، حيث قال كلمات ، بقدر أنها لاذعة هي أيضاً ساخرة ،/ ما من جريمة كاملة في هذا العصر سوى أن يولد الإنسان عربياً /، وقد يكون تصريح المستشارة الألمانية السيدة مركيل ، وكيف لا تكون سيدة وهي التى تقطع قلبها على طفل لا ينتمي لها بالمواطنة ولا بالدين ولا بالعرق ، سوى أن ، إنسانيتها تفوقت على جميع ما سلف ، فهل يعقل أن تتساوى هذه السيدة مع سيدات وسادة عرب ، بالطبع ، مستحيل ، فهي التى أشارت إلى أن سوف يأتي يوم يتساءل به اللاجئ العربي والسوري ، على وجه الخصوص ، كيف يقترب البعيد ويبتعد القريب ، ولماذا دائماً البعيد من الجانب الإنساني ارحم من ذوي القربى ، لكن ، ما يلفت الانتباه ، هذا التضامن العربي مع حادثة الطفل الغريق ، وبالرغم ، أن الهجرة واللجوء بدأت أواخر الحكم العثماني ، مبكراً عن اليوم ، والتى شهدت العديد من الكوارث والمآسي ، إلا أن بالفعل ، تصرف مركيل أصاب كل عربي مازال يمتلك ذرة ضمير أو قطرة دم تجري في وجهه ، حيث ، بات هناك شعور عند الأغلبية ، لولا هذا الصمت الذي تخطى التواطؤ ، ما كان النظام الأسدي يجرؤ إعدام شعب كامل لمجرد أنه قال أن للجريمة شهود وليست كاملة .

هناك اعتقاد خاطئ ، عندما يتصور البعض بأن كل فرد في المجتمع الغربي من المفترض تصنيفه بالميسور الحال ويتمتع ، أيضاً ، بعيش خيالي ، وهذه النظرة ، أما تبسيط يصل إلى الجهل أو هروب يصل إلى التواطؤ ، فالأوروبي عندما يستقبل اللاجئ وتعترف دولته بلجوئه ، يعتبر من واجبه الأخلاقي ، أن يتحمل جزء من المسؤولية الإنسانية التى يؤمن بها ويكرس من وقته لخدمتها ، بل ، يمارسها بكل فخر وسعادة في كل مرة تضطره الظروف فعل ذلك ، وهو ، يعلم بأنه كمواطن أوروبي تقتطع الضريبة نصف راتبه والتى بدورها الحكومات الغربية تقوم بتخصيص للاجئين بعض منها ، وبالتالي ، يتفوق بالطبع على العربي ، الذي يبدد الأخير أمواله في مربعات خالية من التكافل ، حيث ، تقدر بمليارات ، وهي ، تُنفق على ثرثارات هوائية في كل شهر ، في المقابل ، وبالرغم من العجز الذي يسجله الفرد العربي في كل مرة ، تتطلب منه المسؤولية الوقوف مع ذوي القربى أو حتى مآسي إنسانية آخرى ، هناك احصائيات تكشف مدى الأنانية في هذه المجتمعات ، ففي العام المنصرف ، صدرت إحصائية تخص المرأة العربية ، حيث ، قُدر الانفاق على المستحضرات التجميلية بحوالي 5 مليارات دولار سنوياً وهناك من تقتطع شهرياً من راتبها 20 % من أجل الحصول على المستحضرات المستوردة من الخارج .

المسألة أن العربي غائب فيلة ، ليست سخرية مبطنة ، بل فعلاً ، أنه اطرش في هذه الزفة الدولية ، ف ، على سبيل المثال ، دولة السويد ، هي ، ثاني دولة بعد ألمانيا تتحمل عبء اللاجئين والمهاجرين ، تنفق على اللاجئين ، 1,4 % من ميزانيتها ، وهذا ، مبلغ ليس سهلاً ، وفي جانب آخر ، تنفق السويد على البحث العلمي ما يقارب 2,9 % من ناتجها القومي الإجمالي ، في المقابل ، تنفق الدول العربية على البحث العالمي ، مجتمعةً ، أقل من 1,7% من الناتج القومي ، بل أن السخرية ، يذهب أغلب الإنفاق على الرواتب ، أما في جانب آخر ، وحسب إحصائية المركز للدراسات والرصد ، هناك في الوطن العربي حوالي 112 قناة عربية تختص بالغناء ، أما الثقافة ، صفر ، يشير التقرير أن في إحدى المرات وصل التصويت في برنامج ، نجمك المفضل ، 588 ألف صوت وتجاوزت أرباح الرسائل النصية القصيرة لإحدى القنوات العربية 2 مليار دولار سنوياً ، بالطبع ، بفضل شكل وصوت مقدمة البرنامج .

هذا الإحصائيات تُفسر وتساعد في تفكيك الأزمات التى يعيشها العربي ، لماذا هو خارج هذا الكوكب ، فإذا كانت الثقافة غائبة عن الفضاء التلفزيوني ومغيبة في المدارس والجامعات ، وجميع نفقات الدولة والفرد تنصب على أمور شكلية ، عبثية ، تفتقد إلى ظواهر ، مثل ، التعاون والتضامن والعلم والإضافة للبشرية ، فماذا نتوقع من هذه المجتمعات سوى أن تذرف بعض الدموع ، عندما تشاهد الطفل آلان وأخيه غالب مع أمهما يغرقون مع جموع آخرين في بِحَار ظنوا أنها ارحم عليهم من جيوش أوطانهم التى أنفقوا عليها الغالي والنفيس لكي تعيد لهم مقدساتهم وتحمي أبناءهم ، كأنها ، أي المجتمعات العربية ، تشاهد المشهد الأخير في إحدى الأفلام العربية ، عندما تفقد الحبيبة حبيبها ، وينتهي الحزن مع انتهاء المشهد .

بهذا المعنى ، وهي خلاصة الخالصات ، إذا صح أن نطلق عليها هكذا ، ليس ادعاءً أو سخريةً ، بل ، هي حقيقة نادرة ، نادراً ما ينطق بها المرء ، عندما تضيق الأرض بالإنسان ، أول ما يصنعه ، الهروب إلى حيث الرحمة ، وهكذا ، فعل آلان ابن مدينة عين العرب ، هرب بفطرته البريئة إلى من لديه الرحمة ، هنيئاً لكِ يا سيدة السيدات ، إنجيلا مركيل ، ففي يوم القيامة ، بالتأكيد ،سيكون لك إخوة في الانسانية ، يشهدون أنك كنت جديرة بكلمة إنسان .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقل التبريري ينتج مجتمعات مريضة
- هيهات أن يجيب الرئيس بوتين عن مصير الضفة الغربية ..
- كيف نعيد الثقة بأنفسنا
- ننتهي من ضجيج حتى نجد أنفسنا بين ضجيج أشد وأنكى
- حماس بين البدائل وحتمية الفشل
- نور الشريف والمشهد الأخير
- المرحلة الثالثة من المشروع الإسرائيلي في الضفة
- تحدي أهوج لشهر رمضان
- من بيع السلاح والنفط إلى علاقة اقتصادية أقوى توجت بإدارة مست ...
- قطعان ينتظرون الذبح
- من ابتكارات الحداثة غسل الماء قبل الشرب
- إبادات قانونية وأخرى اجرامية
- القضاء السويدي يبعث من جديد رسالة جديدة للقضاء العربي
- غونتر غراس
- لو كان الأوكسجين والماء قرار بشري ، لكانت المأساة اكتملت ...
- الكتاب والحذاء
- محاصرة مصر وتلغيم أمنها القومي
- تحويل الشهيد إلى بئر بترول
- إليسا تُعيد طوقان من قبره
- بين النفخ والتضخيم ،ضاعت الشعوب


المزيد.....




- 15 أغسطس 1944: مغاربيون في جيش أفريقيا شاركوا بإنزال بروفانس ...
- إيران تقيد الرحلات الجوية في منطقتها الغربية بسبب -نشاط عسكر ...
- الجزائر والنيجر.. تنشيط العلاقات
- حملة المقاطعة تطيح بالرئيس التنفيذي لستاربكس والإقالة ترفع أ ...
- هل يحتاج العراق إلى قانون الأحوال الشخصية الجعفري؟
- تغيير قانون الأحول الشخصية في العراق.. تهديد للديمقراطية اله ...
- روسيا والإمارات تبحثان التعاون في إطار مجموعة -بريكس-
- -نتائجه كارثية-.. خبير أمريكي يتحدث عن هجوم مقاطعة كورسك وتو ...
- المغرب.. مديرية الأمن تعزز الخدمات في مطارين بالمملكة
- بعد تسجيل حريق بمقرها.. القنصلية العامة الجزائرية بجنيف تصدر ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - الطفل آلان ، يُسقط جميع الأقنعة ،، والسيدة مركيل بألف رجل ..