أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر الناصري - لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!














المزيد.....

لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 02:24
المحور: سيرة ذاتية
    


أكتب وأتفاعل مع قضايا كثيرة تخص العراق، لكنني لم ولن، أطالب من يقرأ، للقبول أو الأخذ به أو حتى إعادة نشره!. لست منظراً ولا محترف كتابة، ولا أمتلك هدوء الكتاب أوالتفكير في صياغة جملهم ومفرداتهم، لانها تعني الكثير بالنسبة للقراء، في خاتمة المطاف، أنا إنسان عامل، بكلّ ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وما أكتبه ليس سوى آراء، قد تكون صالحة، بقدر ما تكون خاطئة تماماً!. ولا تعبر إلاّ عن روح وإحساس هذا العامل.

أنتمي للشيوعيّة، بقوة ووعي وأنحاز لقضاياها وأفقها الاجتماعيّ والطبقيّ وصراعاتها الفكرية والسياسية، وأسخر من الرهان على فشلها أو وجوب وضعها في متاحف التاريخ، مثلما أسخر من الذين مارسوا الجلد الذاتي لأنفسهم وتاريخهم ولم يجدوا ما يطهرهم أو يجعلهم يحصلون على وثيقة القبول في عالم اليوم سوى الإلتحاق بركب الليبرالية، قديمها وجديدها، وتمجيد حروبها وإرهابها والتغني بجنتها الموعودة.

لي سابقة إنتماء سياسيّ في الحزب الشيوعيّ العماليّ العراقي، أعتز وأفتخر بها، لأنها كانت نقطة تحول كبرى في حياتي وفكري وأعطتني القدرة على التعاطي مع قضايا السياسة، الدين، الطائفة، المذهب، العشيرة، السلطة، النظام، الدولة، القانون، العائلة والعلاقات الإنسانية، بما يجعلني أنحاز دائماً، للحرية والحقوق والوقوف ضدّ الظلم والإكراه وإنتهاك كرامة البشر. بالنسبة لي، لم يك الدين، المذهب، الطائفة، العشيرة، والقومية، سوى هويات قسرية ترسخ تقسيم البشر وتشدد من عدائهم ضدّ بعضهم البعض الآخر، وكذلك فإنّها أدوات، بيد السلطة أو القوى السياسية، تستخدم وبقوة مخيفة من أجل استغلال الإنسان وإخضاعه وتجريده من أبسط قدرات المقاومة أو الأمل بأن يعيش بكرامة.

لسنوات طويلة خضت تجربة الوقوف ضدّ سلطة البعث بكل دكتاتوريّتها وفاشيّتها، تجربة هائلة، حية ومخيفة لم يفارقها الموت أو الإعدام لحظة واحدة، لكنّها تبقى تجربتي الشخصية وقراري الذي اتخذته، وحدي، حين كان الموت يتمشى برفقة مفارز البعث وشرطته وأمنه وسجونه وتعليمه، حينها، لم يك السكوت من ذهب.

حين نكتب ونتفاعل، حد الإرهاق، مع ما يحدث في العراق، فهذا ليس تبطراً واستعراض عضلات في كتابة الوصايا والتعليمات السياسية، أو محاولة للحصول على امتياز وموطيء قدم وسط البشاعة التي تقيم وتستفحل هناك وتحول الحياة إلى جحيم لايطاق، مثلما حولت العراق إلى بلد من خراب وخرائب، يسكنها الموت والإذلال والذعر المتواصل وتحكمها سلطة طائفية وقومية، لاتهتم لشيء سوى مصالح وامتيازات قواها، حتّى لو وصل الأمر أن يكون العراق في أعلى مراتب الدول الفاسدة والفاشلة والمهددة بالإفلاس في العالم، وأن يعيش أكثر من ثلث سكان العراق تحت خط الفقر!. إنه الشعور بالحريق الذي لاينطفيْ، الحريق الذي أنجبنا، فكنا ضحاياه وجمره ورماده!

لست من أتباع الفساد واللّصوصيّة ونهب المال العام، وكل محاولات شراء الصمت فشلت. لكن ثمة مَن إستوطن وتربع وسط ذلك العفن المتزايد هناك، فكان عبارة عن جيفة ترمي الناس بقذارتها وفضيحتها، وتريد لهم أن يكونوا مثلها!. أنّ يمارسوا الصمت من أجل الحصول على حصة من الغنيمة الكبيرة.

من وسط الهناك، يتنطع من يريد أن يمارس، علينا، سطوة أسياده، ولايريد أن يغادر صنف كتبة التقاريرأوالقيام بدورالمخبر السريّ. تارة يحرض ضدنا لأنه يجد في ما نكتبه معاداة للدين والمذهب والمرجعيّة، وتارة أخرى بمعاداة التجربة العراقيّة الجديدة والوقوف ضدّ السيرك الفاشل الذي يسمونه" العملية السياسية"، ولم يتوقف عند هذا، بل واصل الإتهام بالوقوف ضدّ التظاهرات وإنني اسعى لحرف مسارها السلمي وتحريض الشباب على تصعيد احتجاجاتهم وتوسيع أماكن تجمعاتهم واستهداف مراكز السلطة في المدن التي يعيشون فيها.

شخصياً، أتمنى لو اني أمتلك هذه القدرة، لدفعت الجميع لمواجهة النظام الطائفيّ والسعي لإسقاطه، فنظام حكم الطوائف والقوميات، لن يكون سوى حكم الخوف الدائم والتشرد والإنقسام والكراهية والإرهاب والأزمات المتواصلة. وهو أبعد ما يكون عن القيم الإنسانية، الحرية والمساواة والعدالة، الكرامة والحقوق التي تداعب مخيلة ووجدان الملايين من العراقيّين، بل يجد فيها نقاط ضعفه وانهيار مشروعه، فيصعد من حربه ضدها تحت مسميات، الدين والمقدس والقيم الاجتماعية المتوارثة.

"الي رجليه بالثلج مو مثل الي رجليه بالنار"!، " ألي عايش بالشمس مو مثل ألي عايش بالفيّ"، جمل بائسة وشنيعة تكررت معي ومع العديد من الأصدقاء، ومؤداها، إننا نعيش في أوربا وأمريكا أو استراليا وغيرها دول العالم، ووسط غاباتها وتحت شمسها الخجولة التي سرعان ما تغيب خشية إحساسنا بالحر!، ولا يحق لنا الكلام عن العراق وعن آلام أهلنا وناسنا، لأننا لانعرف ما يحدث هناك، لانعرف بؤس السلطة وفسادها وإرهاب مليشياتها وزعاماتها، ولانعرف رعب المفخخات والأحزمة الناسفة، ولانعرف معنى أن يعيش الشباب في جحيم البطالة والعوز والتحسر على ما يعيشه أقرانهم الشباب في دول العالم الآخرى..!

هكذا وبكل بساطة تبين اننا لانعرف العراق!، وكأنه البلد الغريب ولم يك يوماً البلد الذي احترقنا فيه ومن أجله!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!
- صورة -أبو عزرائيل- : تغيّر توازنات الرّعب في العراق
- حول خطة مكافحة الإرهاب في الدنمارك
- عسولة وعيد الحب في النجف!
- فوز حزب سيريزا في اليونان، ردود الافعال وامكانيات القوى الشي ...
- العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-
- خطاب الحلفي في إستذكار الغموكة: أي أفق شيوعي وماركسي؟
- فضائح الدولة الفضائية!
- -سبايكر- جريمة العصرالعراقي!
- بارانويا النجوم في فلم - شخص تحبه-
- محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟
- قرار الحرب المغيب في العراق


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر الناصري - لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!