|
الجعفري: نجمُ السياسة الخارجية العراقية نموذج حيّ لكفاءة الاحزاب الدينية و تحيزها
أكرم علي الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 4917 - 2015 / 9 / 6 - 01:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجعفري: نجمُ السياسة الخارجية العراقية نموذج حيّ لكفاءة الاحزاب الدينية و تحيزها الدكتور أكرم علي الحسين طريقة ادارة الدكتور الجعفري لملف السياسة الخارجية العراقية تثير العجب العجائب فهذه الطريقة فيها الكثير من الكوميديا و لكنها للأسف كوميديا سوداء إلا أنها تمثل انعكاسا حقيقيا لمدى كفاءة الاحزاب الدينية و قدرتها على ادارة بلد مزقته الصراعات كالعراق. حيث بدأ الجعفري بتسطير تاريخه الدبلوماسي بالإعلان عن رغبة العراق بـ " الانفتاح على داعش" امام المحافل الدولية و على رؤوس الاشهاد و كرر هذه الرغبة الملحة ثلاث مرات مرفق لكم الرابط للاطلاع على تصريحات وزير الخارجية العراقي. العالم كله يحّشد جهوده للتصدي لهذه المنظمة الاجرامية التي ارهبت العالم بأجرامها و الجعفري – من دون كل وزراء خارجية العالم" يريد الانفتاح عليها!! ترى ما الذي يتأمل الجعفري ان يتعّلمه من الانفتاح على هذه المنظمة الاجرامية: قطع رؤوس الابرياء ام احراقهم احياء على الملأ!!!!!!!مرفق الرابط http://www.bbc.com/arabic/blogs/2015/02/150225_social_media_25 طالعنا بعد ذلك وزير خارجيتنا العتيد تائبا معتذرا عن " زلة لسان" و لكنها تكررت ثلاث مرات!!! ألم يستمع الجعفري لنفسه و ما يقوله؟ كيف كرره ثلاث مرات!! زلة اللسان تحدث مرة واحدة و يقوم الشخص بإصلاحها في لحظتها لأنه وعى ما قاله واحس بغلطه لكن الجعفري لم يكن حتى واعيا لما قاله في لحظتها الى تم تنبيه لاحقا فأين كان الجعفري سارحا و هو يخطب على الملأ؟ ترى هل من الصعوبة بمكان كتابة خطاب وزير الخارجية لكي يقرأه امام الناس؟ ماذا يفعل اذا جيش المساعدين و السكرتيرين؟ لا شيئ!! إذا لماذا ندفع رواتبهم من خزينة الدولة؟ للوجاهة و الاناقة! حسنا اين البرلمان الموقر لماذا لم يستدعي الجعفري و يحاسبه؟ أي زلة لسان هذه التي يحتج بها!! بناء على تصريحات الجعفري كان يمكن تصنيف العراق كدولة راعية للإرهاب. و فهذا تصريح رسمي امام العالم يجسد رغبة العراق بالانفتاح على الاجرام!!!! لكن هيهات! فالبرلمان -- ذو الاغلبية الدينية--جدد ثقة التي لا يمكن ان تهزها ريح زلة لسان بالجعفري حتى و إن ترتب عليها وضع العراق على رأس القائمة السوداء. و لم يتحرك إي نائب لاستجواب الجعفري او جمع تواقيع لعزله. فهذه فائدة البرلمان و لهذا ندفع رواتب البرلمانين كي يلزموا الصمت! لابد ان العالم و الامم المتحدة اخذوا الجعفري على محمل الهزل باعتباره "ممثلا كوميديا" من الدرجة الاولى تفوق بأدائه على شارلي شابلن و لهذا لم يتم تصنيف العراق كدولة راعية للارهاب. من ناحية اخرى، لابد إن دولة رئيس شعر بالفخر و الاعتزاز بعد سماعه و مشاهدته لتصريحات الجعفري و لم يجد إي حاجة لاستدعاءه عزله من منصبه استبداله اصلاحه –باعتبار ان رئيس الوزراء رائد الاصلاح—فهل هناك كتاب رسمي بتنبيه او تأنيب الجعفري؟ طبعا لا!! فالجعفري فوق اي تنبيه و اعظم من إي اصلاح ربما لدى الجعفري ماكينة للإصلاح التلقائي لهذا فهو معفي من اي اصلاح و ليس لأنه عضو في حزب الدعوة حزب رئيس الوزراء و ليس لان علاقة الصداقة و القرابة تربطه برئيس الوزراء. طبعا لا يمكن القول ان هذه المعاملة التفضيلية من جانب رئيس الوزراء لصديقه العزيز –الذي سبق و ان قلد العبادي منصب وزير الاتصالات اثناء مجلس الحكم- فيها استغلال للسلطة. كلا و ألف كلا!! ترى لو كان وزير الخارجية من حزب اخر ، ومن حزب منافس، ألم يكن مصيره العزل و التشهير و حتى تحمل المسؤولية القانونية! لابد إن رئيس الوزراء يستمتع "بالأداء الفكاهي" لوزير خارجيته خاصة في ظل هيمنة الوضع المأساوي القاتم في العراق!!! ثم طالعنا وزير خارجيتنا الالمعي بتصريح ان المستشارة الالمانية " ميركل" تسرق كفاءات العراق لانها تسمح لهم باللجوء الى المانيا هربا من نيران داعش –التي يود الجعفري الانفتاح عليها لثلاث مرات متتالية- و التي عجزت الحكومة الدينية عن التصدي لها او تحجيمها و كل ما قامت هو اقالة القيادات العسكرية المحترفة و طبعا استبدالها بقيادتهم الُمنفتحة على داعش. الغريب إن الجعفري لم يحاسب نفسه او يسألها عن السبب وراء هجرة الكفاءات العراقية و تحملها المرّ و الهوان وحتى الموت في سبيل مغادرة " العراق الجديد". و الحقيقة ان الجعفري لا يستطيع إلا أن يشوه اي محاولة انسانية للوقوف مع العراقيين! لانها تجسد النجاح بما فشل هو فيه! و لأنها تجسد القيم الانسانية التي يفقتدها. فقد فشل هو وحكومته باحتواء الكفاءات فالجاهل لا يمكن ان يحتوي العالم. ميركل بأدائها الدبلوماسي الرفيع جعلت الجعفري يبدو وكأنه مهرج خائب يضحك الجميع عليه! لابد إن العراق رجع بفضل قيادته الدينية الى العصور المظلمة حيث لا مكان للكفاءات فيها! و لهذا تُفضل الكفاءات المغادرة وباي ثمن كان!! رغم أن العراق الجديد "تقي جدا" يصلي و يصوم ليل نهار لكنه ينهب اموال الميزانية العامة و يبعثرها يمينا و يسارا باسم الدين من ناحية اخرى، ألم يقم رئيس الوزراء بإلغاء وزارة العلوم و التكنولوجيا و البيئة و غيرها ولكن وزارة الخارجية التي تريد الانفتاح على داعش لا يمكن الاستغناء عنها!!! في القرن الواحد و العشرين و العراق ليس فيه وزارة علوم او بيئة يا لها من نهضة دينية حضارية رائعة تجسد بعد نظر الاحزاب الدينية يتصدرها في القيادة حزب الدعوة!!! هل مشكلة العراق تكمن في وجود وزارة معينة ضمن التشكيلة الوزارية و لهذا السبب تفشى الفساد و الاجرام و اجتاحت داعش نصف العراق لأن فيه وزارة للعلوم و اخرى للبيئة. و لهذا كان لابد لرئيس الوزراء ان يتصدى و بكل قوة لهذه الكائنات الفضائية التي غزت العراق و المسماة وزارة العلوم و وزارة البيئة ليحمي حمى العراق!!! فوجود هذه الوزارات هو سبب غضب الله على العراق و لابد من انهاء وجودها حتى تنتهي اللعنة التي نزلت علينا! الحمدلله ان رئيس الوزراء مستعد لأن "يدفع حياته ثمنا" لإلغاء هاتين الوزارتين حتى يخلّصنا من نقمة الله علينا!الغريب ان نفس الوزارات توجد في الاردن و سوريا و لبنان و مصر لكن داعش لم تجتاح نصف هذه البلدان! ولم تحل عليها لعنة الله!! هل يستطيع أحد أن يشرح لي كيف و لماذا يكون وجود وزارة للعلوم و للبيئة سببا في الفساد المالي و الاداري؟ طيب الكويت فيها وزارة بيئة و رغم ذلك حصلت على تقدير جيد في الشفافية والنزاهة و اعلى من العراق! ترى ما الذي لا يوجد في الكويت و يوجد في العراق و يمكن ان يكون سببا في الفساد؟ آه! نعم الاحزاب الدينية فالكويت و الحمد لله لا يقودها حزب ديني يشفط اموالها باسم الدين!! و طبعا لا يقود اي حزب ديني الاردن او سوريا او مصر قطر والامارات والحمد لله. أود القول ان قطر ايضا – مع الاستئذان من البرلمان الموقر- فيها وزارة للبيئة و حصلت على تقدير رائع في الشفافية و حسن الادارة تفوق على ايطاليا و اسبانيا و الصين! في حين تفوقت الامارات العربية -التي يوجد فيها وزارة للبيئة- على فرنسا. مرفق تسلسل الدول من حيث الشفافية و حسن الادارة http://www.transparency.org/cpi2014/results ترى ايهما اولى بالدمج و الغاء وزارة يريد وزيرها الانفتاح على داعش بالاضافة الى مهاجمة قادة العالم الذين يهبون لمساعدة اللاجئين من ابناء بلده او وزارة تحاول تنظيف بيئة العراق و اخرى تعمل على توفير الاسس العلمية و التكنولوجية لبناء العراق؟ و ختاماً أرجو ان تسمح لي الاحزاب الدينية أن اجدلها بمنطقها –علما اني رجل علماني: نعم فالصراحة راحة- لأقول لها " على الباغي تدور الدوائر" فمن يتحدث باسم الله لابد له ان يتسعد للحظة الحساب! و أنا متأكد انها ستكون لحظة عسيرة
#أكرم_علي_الحسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العبادي: تخبط و عبث بدون إي اصلاحات
-
الحلقة الثانية : عزيزي رئيس الوزراء حزبك عضو في نادي حيتان ا
...
-
عزيزي رئيس الوزراء ابدأ بنفسك و تصدق عليها
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|