|
الشباب السعودي .... و من يستهدف من؟
نهى الهاشمي
الحوار المتمدن-العدد: 4916 - 2015 / 9 / 5 - 12:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الموضوع الشاغل اليوم في الصحف هو الشباب السعودي و كونهم مستهدفون من الخارج، لكن ممن؟ مسكين الشباب السعودي و شبابنا العربي مسكين ايضا هناك شباب سعودي جميل نعرفه من الانترنت، فما اكثر مقاطع الفيديو الكوميدية على "اليوتوب" التى سجّلها و نشرها الشباب الجميل، امثال مقاطع "ابو سروال و فنيلة" و مقاطع "تقليد اعلانات سنكرز" وغيرها كثير، فهم من اكثر الجاليات العربية اسهاما في النشر على اليو تيوب بما يؤكد امكانات و مواهب حقيقية تستحق الرعاية و التكريم، فهل وجدوا من يأخذ بيدهم؟ و نماذج شباب اخرى جميلة قدّمها الاعلامي السعودي المتميّز "تركي الدّخيل" في برنامجه " شباب: اضاءات " الذي يقدّم على قناة العربية، منهم من حقق نجاحات متميّزه و ثراءا ماديا يستحق الذكر و الفخر بجهود ذاتية ليس إلاّ. انا قابلت شخصيا - عند اداءي للعمرة عام 2004 - شبابا "زيّ الورد" يعمل في فنادق الحرم المكّي بكل مهنية و سماحة، مقدما صورة مشرقة للشباب الجاد المثابر، انه لا يتوانى عن اقتناص فرص العمل في ايّ مجال شريف، في خدمة العملاء و يعمل لراحة الزائرين و السواح، العمل شرف و بالعمل في السياحة تمثيل يعكس الواجهة الحضارية للبلد. و لا بد من ذكر الشباب الموهوب في مجال التمثيل قدوتهم في هذا المجال النجوم ناصر القصبي و عبد الله السدحان الثنائي الذي امتعنا لسنوات في "طاش ما طاش"، انه شباب مسلسل "واي فاي" 1 و 2 و 3، خفيف الظلّ امثال حبيب الحبيب، عبد الله السناني و اسعد الزهراني و غيرهم بصحبة شابات مبدعات، رسموا البسمة على شفاه المشاهدين، انهم يستحقون كل الاعجاب و التقدير، لكن مع الاسف حظهم قليل مع جمهورهم السعودي الذي يجد في الفن حراما. ففي الوقت الذي يحصد فيه الممثل المصري المعجبين والكثير من كلمات الحب و الاطراء، كثيرا ما يتعرض مثيله السعودي الى شتائم و سباب و اهانات اقلّها دعاء "الله يهديك" (تابع التعليقات على اليو تيوب) – حاجة تغُمّ و تسدّ النّفس - و هل الفن ضلال؟ هل يتبعون دينا جديدا؟ الله اكبر عليهم. و امام ما ذكر من النماذج المضيئة من الشباب السعوديين هناك نماذج محبطة لا بد من نقدها للمقارنه اولا و لوضع اليد على اساس مشكلة الشباب المنحرف منهم، فهم ليسوا ضحايا لمؤثرات خارجية ومستهدفين و مضحوك عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي " و هالخرابيط". كنت قد درّست في الجامعة في الامارات طلبة سعوديين و اعرف كيف يفكر بعضهم، ففي الوقت الذي كنّا نعتبرهم ابناءا لنا و نعاملهم على هذا الاساس لانهم طلبتنا و لهم علينا حق النصح كما انّهم حقا بأعمار اولادنا، نحس و من تصرفاتهم و تمتماتهم انهم لا يعتبرون الاستاذة غير انثى (اوحُرمة) و يتعاملون معها على هذا الاساس، فبداخل رؤسهم ترن عبارة "خلوة غير شرعية" كلما دعوناهم لمناقشتهم في شئ من شؤون الدراسة، كم يشعروننا بالإهانة، فهل منّا من يقصد الاستفراد بهم؟ لماذا يعيرون عقولهم للوساوس والشياطين؟ لم لا يثقون بأنفسهتم و بأخلاقهم، بتربتهم و بدينهم؟ الا يثقون بأن ربهم سيحميهم ان اتقوا واحسنوا؟ و كأنهم ان خلو الى انفسهم سينقض وحش الوساوس عليهم فيفترسهم. ألم نكن شبابا يوما!! حينها لم يكن مصطلح "خلوة شرعية" في قاموسنا او تبادر لاذهاننا. طبعا كان الزمن غير الزمن و كان الشباب والشابات يعيشون اخوة في الجامعة يؤدون نشاطاتهم الصفية جنبا الى جنب، وفي الاحتفالات و اثناء الرحلات اخوة و اخوات يثقون بأنفسهم و ببعضهم البعض، متوكلون على خالقهم بالفطرة، يحيون حياة طبيعية ليس عليهم غير انفسهم رقيبا، مع هذا لم نرتكب اثما او معصية و لم يكن لوسواس النفس مكان في حياتنا. لماذا يخاف شباب اليوم من كل شئ مع كثافة الوعظ و كثرة الواعظين؟ "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ-;---;-- وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الحجرات (13) فلماذا لا تعارفوا؟
منذ احداث سبتمبر 2001 التي كان جميع ابطالها سعوديين و الشباب السعودي كما يقول المثل العراقي "في كل قصّة اله حصّة" و كما يقول اخواننا السوريون "في كل عرس اله قرص" و حكومتهم تلتزم السكون حيال احوالهم و لعل بعض مشايخهم يبارك افعالهم تلك بزعمها "جهادا". لقد قاتل "الجهاديون" السعوديون المزعومون في العراق بعد 2003 بدعوة من مشايخهم و يشارك الالاف منهم في سوريا الآن ومع داعش، فمن يستهدف من؟ تفجيرات المساجد داخل السعودية و في الكويت كانت بايدي شباب سعودي. لفد استهدف الشيخ محمد العريفي الشباب المصري عندما خطب بجموع المصريين يوم الجمعة من يناير عام 2013 في مسجد عمر بن العاص خطبة اسماها الاعلام بـ "اعلان النفير العام"، و استهدف العريفي الشباب القطري حين خطب بهم في مسجد محمد بن عبد الوهاب في الدوحة يوم الجمعة من يونيو 2015 خطبة وصفت في الاعلام بـ "النارية"، فمن يستهدف من؟ استمعوا الى خطب الحرم المكي الاسبوعية! اين التسامح و الرحمة، لا يكفي ان يذكر الشيوخ الوسطية والاعتدال بالسنتهم فقط، بينما يدعون فيها لقتل الخوارج و عقاب المرتد و يهددون الفرس و الصليبيين ايّ تشويه للدين هذا؟ هم اما يكذبون او لا يفهموا معنى الوسطية و الاعتدال. تلك الخطب المكيّة الاسبوعية انما تستهدف الشباب العربي المسلم في كل مكان. يوجه بعض الاعلاميون اصبع الاتهام للخارج ليدفعوا بالمسؤولية بعيدا عن الدولة، فتتميّع الحقيقة. انما الاستثمار في الاطفال و الشباب اهم من توسعة الحرم المكّي، يحتاج قطاع الشباب كثيرا من الاهتمام وميزانية سخية لتوفّر فرص عمل للجميع و تقضي على البطالة، على الدولة واجب تشجيع و دعم مشروعات الشباب الصغيرة"، و احتوائهم و المراهقين في مرا كز ترعى مواهبهم و تعلمهم الفنون والثقافة، ليتعلموا حب الحياة و ثقافة الاستمتاع بها. و كلمة اخيرة لخطباء "الاثارة و الآكشن": رفقا بالشباب ارحموهم يرحمكم الله ... ترحمونا و يرحمكم الله. انما مرحلة الشباب العمرية هي حصاد غرس سنين طوال، اذكر ما ذكره الاعلام الالماني حين تحدّث عن منتخبه في بطولة كاس العالم 2014 في البرازيل، "قال يواكيم لوف مدرب ألمانيا إن فوز منتخب بلاده بكأس العالم في البرازيل لم يكن نتاج 50 يوما فقط من التدريب بل كانت نتاج سنوات من الإعداد الجيد قبل البطولة وجاءت تتويجا لجهود خطة طويلة الأمد تم تطبيقها للفوز بكأس العالم." "وقال لوف ......... وتسببت الانتكاسات التي منيت بها ألمانيا في تكوين خطة قومية ألمانية للاستثمار في مراكز الشباب لاكتشاف المواهب الجديدة، والتي أثمرت اكتشاف العديد من المواهب ........... هذا الفريق يستحق الفوز إنها لحظة مميزة لأن الأمر لا يتعلق بالخمسين يوما السابقة فقط بل بعشر سنوات بأكملها.. قضيناها في عمل وكد وجهد." (عن "اخبارالصباح" الالكترونية 14 يوليو 2014) هذا هو المنتخب الالماني الذي يشار لاعضاءه بـ "الماكنات الالمانية" فأدائهم متقن كما هي ماكناتهم. اين نحن من هكذا تخطيط؟ بينما يُحرّم بعض شيوخ السعودية لعب كرة القدم و تشجيعها متجاهلا رغبات الشباب. لم نكن نسمع في شبابنا بأن الرياضة و الاهتمام بها حرام، فهل يبشّر الشيوخ بدين جديد؟ ان كنتم تبشرون بدين جديد فـ "لكم دينكم و لي ديني".
#نهى_الهاشمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|