رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 22:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سقوط طفل يوازي سقوط بغداد
غالبية دول العلم تحتفي/تحتفل بتحرير، بتحقيق نصر، بانجاز مشروع وطني/قومي، إلا نحن في المنطقة العربية، فمنذ أن وعيت على الدنيا عرفت بأنني خارج حدود وطني، فقد تم احتلاله من قبل الجيش الإسرائيلي، ولم اعرف القدس إلا من خلال الصور.
وعندما أصبحت فتى واعي ما يحدث عرفت معنى الانهزام وترك الوطن مرة ثانية، عندما خرجت المقاومة الفلسطينية من بيروت، عندها رميت الجريدة من يدي فلم استطع أن اقرأ خبر.
وعندما دخلت القوات الاحتلال الأمريكي إلى بغداد رميت الحقيبة التي في يدي، استنكارا للاحتلال، وبعد أن استوعبنا الاحتلال سألت والدي
: ما هو أصعب حدث/خبر مر عليك في حياتك؟
أجابني: سقوط بغداد
سألت: ألم يكن سقوط القدس اشد هولا وأفجع؟
أجاب: كلا، كنا نشك بصدق النظام الأردني بخوض الحرب، من هنا لم نفاجأ.
إذن سقوط ثلاثة عواصم بيد الاحتلال عشناه نحن المواطنون في المنطقة العربية، ثم يقولوا لنا: "أرفع رأسك أنت ..."
اليوم الخميس الموافق 3/9/2015، مرة ثالثة أرمي الجريدة من يدي فلم استطع أن أشاهد (صورة الطفل ملقى على الشاطئ)، وكأنه بطة/نورس/دولفين نافق وليس إنسان، وما يغيظنا أكثر ما زلنا نسمع من يقول: "اللهم انصر المجاهدين في كل مكان" وكأنه تهجير الناس من بيوتهم، وتدمير الآثار ونهب المتاحف وحرق المكتبات وتدمير الأضرحة والمقامات يعد أعمال جهاد.
الصورة لن يستطيع أي إنسان أن ينظر إليها مرتين، مرة واحدة كافة لتفجير مكامن العواطف لديه، الآن وبعد هذه الصورة أقول: "لم نعد بحاجة إلى مزيد من الحياة، يكفينا ما مر بنا"، ونقول لكل من (يهز ذنب) لهذا النظام أو ذاك، "كفى خداعا، لم نعد نحتمل أكثر، فكل الأنظمة على... والسلام"
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟