أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد عطشان هاشم - العراق : تجميل الوحش القبيح!














المزيد.....

العراق : تجميل الوحش القبيح!


عبد عطشان هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 17:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هل يمكن اصلاح العراق بوجود الاسلام السياسي؟
منذ خمسة اسابيع هناك حراك جماهيري كبير في بغداد والمحافظات يتحرك على سكة المطالبات الاصلاحية والقضاء على الفساد ، فكل العراقيين من صغيرهم الى كبيرهم يعرفون ان الطبقة المتأسلمة الحاكمة فاسدة حد العظم . هذه الطبقة قد تختلف على مسميات عديدة لكنهم يتفقون جميعا على استدامة وحش الفساد وبقاءه للابد ، وهكذا فانهم ربما يضطرون الى اجراء بعض الاصلاحات الترقيعية التى لاتمس جوهر الفساد من اجل ضمان بقاء اخطبوط الفساد حيا ومعافى .
الفساد في العراق لم ينزل من السماء ايها السادة ، بل هو بضاعة الاحزاب الدينية برمتها . الفساد هو جوهر الاسلام السياسي، فالمتاجرة بالدين والتصرف كوكلاء الله على الارض هو القاسم المشترك بين هذه الاحزاب ، ومادامت هذه الاحزاب باقية فسيبقى وحش الفساد يلتهم كل ثروات البلد ويحيله الى ارض خراب كما هو حاصل الان.
لايمكن اصلاح الظاهرة وبقاء السبب ، وتجربة الربيع العربي تعطي دروسا ثمينة في هذا المجال . عندما ركب الاسلاميون الموجة وتسلقوا اكتاف الشباب الاحرار الذين خرجوا من اجل غد افضل خالي من الفقر ورهاب السجون والمعتقلات السرية والعلنية . ربما تقول ان الظرف والمعطيات تتباين من بلد لاخر،هذا صحيح لكن الجوهر واحد وهو استخدام الدين كمظلة للفساد. وعندما ينزل الصدريون وغيرهم من تيارات الاسلام السياسي العراقي للتظاهر ضد الفساد فهذا نوع من الكوميديا السوداء . كيف تتظاهر ضد ماصنعت يداك؟ لايمكن للاحزاب الاسلامية اي كانت صفتها ان تقود او ان تشارك في حملة القضاء على الفساد والمفسدين وهي من صنعت الفساد وباركته وقمعت كل رأي حر يناهض الفساد والفاسدين. لايمكن للنمر ان يغير رقطه كما يقول المثل الصيني او كما يقول المثل العراقي (البيه مايخليه) ولن يكون الاسلاميون ابدا جزءا من اي مشروع للتغيير الا اذا كان للاسوء!
وهل هناك امل؟
نعم، فهذه هي المرة الاولى التي يتبلور فيها بوضوح تيار علماني مدني بين الشباب والناس العاديين غير السياسين ويتحدث الناس بدون خوف او اوهام عن العلمانية والمجتمع المدني . فالعلمانية الليبرالية هي الضمان الاكيد لمجتمع حر عادل يقوده التكنوقراط محمي من هيمنة تيارات الاسلام السياسي مهما اختلفت تسمياتها ، وهي كما هو معروف تتيح للناس ان يكونوا احرارا في معتقداتهم الشخصية شريطة ان لايحاولوا فرضها على الاخرين.
الطريق الى التغيير لن يكون سهلا ومعبدا بالورود ، سواءا في العراق او غيره من المجتمعات التي يجثم على صدرها كابوس الاسلام السياسي بمختلف اطيافه القبيحة. اذا اردنا وطنا ننعم فيه بالامان والحرية والمساواة كبقية العالم المتحضر ، ونصبح فيه مواطنين وليس رعايا يلتمسون بركة رجال الدين وهبات السلطان فينبغي ان نبدأ بقلع الجذور التي تعطي هؤلاء الحاكمين المشروعية وتضفي عليهم صفة القداسة الزائفة .
الكثير من الناس يأست من الاصلاح الذي لايأتي وتركت الجمل بما حمل، وهاجرت الى بلدان الغرب (الكافرة!) ، بحثا عن الحرية والكرامة والمساواة ومستقبل واعد لابنائهم . لقد تخلوا عن نعمة الاسلام الوهمية التي يتغنى بها شيوخ الاسلام ليل نهار. وفضلوا النموذج المتقدم الذي صنعته العلمانية عبر قرون من النضال المرير ضد سلطة رجال الدين وجبروتهم المطلق .
اما ان الاوان لكي نتعلم هذا الدرس الثمين من هذه البلدان المتقدمة ونبدأ حملة التغيير بفصل الدين عن الدولة فهي الخطوة الاولى والركن الاساسي لبناء دولة الانسان وليس دولة العبيد والجواري والسبايا والشيوخ والدعاة وكل ماانتجته الماكنة الاسلامية من خراب!



#عبد_عطشان_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايديولوجيا الخراب!
- الاسلام حصاد الخوف
- متى تتوقف ماكنة الارهاب الاسلامي؟
- الاسلام ليس الا شجرة شوك!
- ماذا فعل الاسلاميون بالعراق؟
- ثقافة الوصاية في المجتمع الاسلامي
- الاخلاق علمانية وليست دينية !
- التدين الزائف في المجتمع العراقي
- الدولة المدنية والاسلام : هل يجتمع النقيضان؟
- لماذا يجب اعتبار الجهاد جريمة ضد الانسانية؟
- لماذا يحول الاسلام الناس الى وحوش ضارية؟
- ازمة العقل المسلم
- هل يمكن ان يتصالح الاسلام مع العصر؟
- السقوط السياسي للاسلام!
- خرافة الاسلام المعتدل
- الاسلام : صناعة الاستبداد
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج2
- هل كانت لدينا حضارة اسلامية حقا؟ ج1
- متى يعود الاسلام للمسجد؟
- تساؤلات حول مستقبل الاسلام


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد عطشان هاشم - العراق : تجميل الوحش القبيح!