أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الصفدي - تناقضات فكرية لليسار العربي كان لها نتائج كارثية














المزيد.....

تناقضات فكرية لليسار العربي كان لها نتائج كارثية


حسن الصفدي

الحوار المتمدن-العدد: 4912 - 2015 / 9 / 1 - 21:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


على الرغم من أنه يتوجّب على كل يساري متمكن فكرياً معرفة أن كل فرد هو ابن جماعته الخاصة ومجتمعه العام في آن معاً، وأنه عندما يبلغ معظم الجماعات المجتمعية مرحلة من الارتقاء، تُفرز من بين أبنائها اللامعين – لأنه لا تساوي في الطبيعة – من تضع على عاتقهم السعي إلى ترسيخ الأفكار الوليدة وإقامة البناء الجديد، المناسب لها، والمُتخيل مجتمعياً كإرهاص في الأساس. وطبعاً سيكون في مقدمة اللامعين أبرزهم كاريزمية....

كما أن على كل يساري يتنطع للعمل الفكري – السياسي أن يُحسن قراءة التاريخ وفق المناهج التحليلية النقدية الحديثة، لا أن يكتفي بتلاوته تلاوة تقليدية صماء - بحكم العادة المسيطرة -، أو أن يورد - لا إرادياً - خطابة أو وعظاً، لا فرق، مقاطع محفوظة أو رائجة، ويتخيّل أنه قد نطق درراً، إنما في عالم التكرار والاجترار....

أن يكتب أحدهم، ويردد آخرون من بعده: أننا بحاجة إلى إحياء ثورية الخوارج! فعن أي ثورية يتحدث؟! أتراه وعى جيداً مسألة سيرورة المجتمعات في إقامة بنائها الجديد؟ عندها سيتبيّن له أن الخوارج ما هم سوى فوضويو ذلك العصر بدليل انقساماتهم وتشرذمهم وإصرارهم على قتال مخالفيهم ورفض الحوار. وعندما يكتب آخر ويردد آخرون: عن إحياء عقلانية المعتزلة! تطرح جملة أسئلة نفسها: هل المهم حالياً وجود صورة أخرى للغيبية؟ ثم بأي معنى نستخدم حالياً المنزلة بين المنزلتين؟! ثم لمَ يتناسى الجميع تلك الشمولية الفكرية التي حاول المعتزلة فرضها (المأمون واجهتهم السلطوية) بإجبار كل عالم على القول بخلق القرآن – قضية إشكالية كلامية – ومن لم يقل بذلك سُجن، ومن هنا جاءت القيمة المعنوية للإمام أحمد بن حنبل (وهو المحدّث وليس الفقيه) الذي رفض وبقي مسجوناً طوال فترة ثلاثة خلفاء حتى أطلقه المتوكل، الذي كان المنفّذ لعدم قبول المجتمع لتنطع المعتزلة إلى القسر لفرض مقولاتهم الكلامية....

أما أولئك الذين يتغنون بثورية القرامطة، وأنشأوا المؤلفات من أجلها، فلهم سؤالان. الأول من المعروف ان لكل ثورة هدف، إن لم يكن أهداف، بعيد المدى، فمثلاً الثورة الفرنسية، على الرغم من قساوة أحداثها وبشاعة ما حدث في غمارها، تركت ليس للفرنسيين فقط، بل للعالم أجمع، تراثاً لا ينكره سوى أميّ أو جاحد. والسؤال الثاني: هل يتخيل عارف بالتاريخ مطلع على علم الاجتماع، ناهيك عن الماركسية، أن ثورة "سبارتاكوس" كانت تحمل في طواياها بذور دولة أرقى من الامبراطورية الرومانية؟! أم أنها في واقعها حملت هاجس "الحرية" وبشّرت بها، فما بعدها ليس مثلما كان قبلها، على الرغم من البطش الشديد الآنيّ....

في واقع صيرورة المجتمعات لا يجوز أن تعاند قوة السياسة قوة التاريخ، فحين تعاند قوة السياسة قوة التاريخ ولا تستطيع استيعابها فقد تذهب إلى الفشل. وعلى هذا أقول: ليهنأ المعجبون بالخوارج، باحتفائهم بأول المكفّرين على العموم وبالتبعية (أبناء المكفّرين) والداعين إلى السمع والطاعة لولي الأمر (كائنا من يكون). ومبروك للمشيدين بضبابية مفاهيم المعتزلة وميلهم إلى فرض طريقتهم في الاستنتاج على الآخرين. وللمبهورين بما فعله القرامطة أن يلمسوا لمس اليد استمرار تفكيرهم في أذهاننا من الاستمرار في التعامل الساخر من معتقدات الأخرين والاستهتار بمقدساتهم دون أي رادع، وأيضاً عدم احترام خصوصية وما يخص أفراد جماعتهم.

لنحاول لدقائق تحييد عواطفنا، وتسليط نظرة نقدية موضوعية إلى ما يحدث بين ظهرانينا، ألسنا نرى ونلمس الحدوث الواقعي لما كنا نتغنى به، من مفاخر وأمجاد، وكنا نلاقي التشجيع والإشادة ممن كنا نظنهم كباراً ثم تبيّن أنهم أقزام فكرياً.........



#حسن_الصفدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما لنا ولابن خلدون
- عن المقالة والحوار الصحافيين والبحث الأكاديمي
- عن دور الأفراد في الأحداث التاريخية
- -ناس تأكل الدجاج وناس تقع في السياج-
- عندما تُشن الحروب على المقولات
- إلى كارهي العلمانية: دعكم منها وعليكم بالمعاصرة
- حول ماهية النظرة الشعبية إلى -داعش-
- علاقة المثقفين السوريين بالجمهور.. السينما نموذجاً
- تحصيل الحاصل في السياسة
- هل كان هناك عصر نهضة حقاً؟!
- الغول والعنقاء والخل الوفي بين ظهرانينا
- هل الدولة ضد الأمة؟
- المرأة في الشرق الأدنى عبر العصور
- مرجعية البُنى الفوقية
- هل هي إرهاصات لمقدمات الثورة العالمية؟ أم مجرد انتفاضات كساب ...
- تلمس بعض أسباب ضعف وتشتت قوى التقدم وغياب العلمانية والديمقر ...


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن الصفدي - تناقضات فكرية لليسار العربي كان لها نتائج كارثية