أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إعلان قندهار















المزيد.....

إعلان قندهار


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1352 - 2005 / 10 / 19 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من يدعي أنه يملك حق تقرير مصير أغلبية ,أو أكثرية,وحتى أقلية بشكل شمولي دون الاستناد على حيثيات وبيانات علمية واقعية,وأرقام إحصائية حقيقية,يقع في نفس المطب الذي يحاول الآن جاهدا تجاوزه ,ومحاربته بناء على هذه الجزئية الأخطر في تفكيرنا, والتي تركت آثارا تراجيدية على مختلف جوانب حياتنا.والحقيقة انطلق جانب كبير من "ثقافة المناقرة",حيث من المبكر تسميتها بالمعارضة, من هذه الجزئية القاتلة ليقع في نفس شراكها.فمن أعطى الحزب القائد مصادرة قرار شعب كامل والسير به في سراديب العروبة التي تاه الجميع في شعابها؟ولكن,وبنفس الوقت, لا ضير ان تتم الإشارة إلى "أكثرية" ما ,تميزها ,من هذه الناحية فقط, عن باقي أطياف الشعب السوري,كبداية لإعادة صياغة الفقرة الثامنة من الدستور بطريقة أخرى, والتي جعلها هؤلاء محورا لنضالهم العتيد ,لتتجه في النهاية ,كمسار حتمي ,نحو المصيدة الشمولية التي تتسلح بقوانين المصادرة والإلغاء.فيما كان الأحرى ,والواقع هذا,التركيز على أكثرية المواطنة السورية وغلبتها في سوريا .والتشديد على علمانيتها,بمعنى الدين لله والوطن للجميع,ولكل نبي يصلي عليه في آخر النهار,وليس حسب تفسير الجهلاء بأنها الإلحاد.وهل لأن الأغلبية تدين بدين ما يحق لأي كان قيادتها دون رغبة كلية منها,والتفكير عنها,واتخاذ القرار عنها دون الرجوع إليها,والخلط الصارخ بين ما هو تيار سياسي,وإيمان ديني؟ورغم الإدراك الكامل بوجود نسبة ما تؤيد هذا التيار السياسي على أساس ديني ,ولكن ليس كل هذه "الأكثرية" تؤيد هذا التيارالديني على أساس سياسي .وهذا ,بالطبع ,ما يجب أن يدركه الجميع. وأما توزيع البركات,والمنات التسامحية على الطوائف والأقليات الأخرى,كما جاء في الإعلان, فلها وقفة آخرى.

وجزء من الأزمة الحالية التي نعيشها هو قيام تيار سياسي بعينه بمصادرة القرار السوري, واحتكار إرادة الشعب, والجماهير تحت يافطة العروبة التي تراجعت فيما بعد أمام المصلحة السلطوية,وأمام زحف منطق المصالح والبراغماتية السياسية, التي كشفت عن وجهها الصريح في أكثر من مناسبة. فهل يعني بعد كل هذا التاريخ,والمعاناة, أن يقوم تيار ديني بمصادرة القرار السياسي للأكثرية تحت يافطة الإسلام السياسي,وسوقه بالاتجاه الذي يشاء مدعيا ملكيته لمفاتيح الخلاص؟

وهل هناك فرق بين الديني والسياسي, من الناحية الشمولية,ولا سيما حين يسيس الدين ,وتتدين السياسة,وحين يتمشيخ الماركسي,ويتعلمن الأصولي,ويتلبرل القبلي؟وأكثر ما يلفت النظر في الإعلان المذكور هو تلك اللغة العائمة الفضفاضة التي لاتجعل سوى جميع القبائل الماركسية,والأصولية,والعروبية, وغيرها تتوافق عليه ,ولا تتبناه ,لتضيع المصلحةالجوهرية الحقيقية بين هذه القبائل المتباينة.ولا أدري ما الذي يجمع هذه القبائل السياسية جميعها في بوتقة واحدة سوى العلمانية التي تحاشى الإعلان الإشارة إليها كتابو محظور,امتثالا,وإرضاء لرغبة تيار ما,تماما كما حظر البعث الديمقراطية وهدر دمها,وعطل الحياة السياسية, في سبيل العوربة التي تبين أنها لم تكن وصفة "عفلقية" مناسبة لبلد احتضن جميع حضارات الأرض,وترك من كل حضارة باقة جميلة تذكر بتلك المآثر العظيمة الآفلة,ولكن,وبنفس الوقت, من المستحيل إعادة إحيائها وإنتاجها,بنفس الظروف ,والمؤثرات,ولن تفلح بلاغة إنشائية في التعامل مع واقع مختلف كليا يتطلب تفكيرا جديدا مختلف كليا عما ساد منذ عقد ,أو عقدين من الزمان ,فما بالك بمن يحاول الغوص في أعماق التاريخ ,واستحضاره كوصفة لمشاكل تستعصي يوما بعد يوم.

ويأخذ كثيرون, على السلطة البعثية في سورية تجمدها وتحجرها الفكري,وتخشبها العقائدي, وتمسكها بأهزوجة الثوابت ,وعدم مواكبتها لتطورات ومتطلبات العصر,وفهم المتغيرات السياسية التي تجري من حوله,ثم يعودوا ليمارسوا هم هذا التناقض الصارخ بالتوقف عند مرحلة زمنية موغلة بالتاريخ,وبالدعوة العلنية والصريحة للعودة للوراء إلى ألفية ونصف الألفية فقط للوراء, لتقديم حل جاهز ومعلب لمجمل المسائل العالقة في الطريق.وحين يبوح هو بنفس ما يأخذه على الآخرين فهو مقدس ولا يجانبه الصواب,ولكن حين يمارس البعث المصادرة فهو ملعون ومحظر وحرام.

وفي الحقيقة فتشت في تلافيف ,وخفايا,ومابين سطور إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي عن كلمة واحدة تلميحا ,أو تصريحا, تشفي غليلي,وغليل "أكثرية" سورية واعية تماما لمعنى أن تصادر القرار السوري أكثرية تتلطى خلف براقع قومية,أو أصولية,ولا فرق ,لم تفلح في تقديم أي حل لمعضلة تتأزم يوما بعد يوم. والسؤال الأهم الآن متى كان الإسلام مضطهدا,ومغيبا في سورية؟ ليتم تذكيرنا به , ولتتم الإشارة إليه والتأكيد عليه بهذا الشكل وكأننا في دولة تحارب الإسلام وتبيده عن بكرة أبيه؟ تماما كما كان يشير البعثيون إلى العروبة وإقحامها في كل قضية بمناسبة وبدون مناسبة؟ ألا يوجد أطياف أخرى قد "تتوجس" خيفة من محاولة فرض أي عقائد أكثرؤية عليها ,بغض النظر عما جاء في الإعلان من تذكير باحترام الخصوصيات ؟ولماذا كانت المواطنة السورية الأسمى والعلمانية هما الغائبتان الأكبر عن هذا الإعلان؟أوليست التيارات العلمانية ,والليبرالية,والديمقراطية كانت دائما أيضا هي الغائب الأكبر عن الساحة السورية بفعل البطش السلطوي فيما نال التيار الديني غض طرف جعله "أكثروية"ضاغطة ؟وهناك تماه واضح بين سلطوية وشمولية البعث وهذا الإعلان في هذا الجانب بالذات .ألا تشكل العلمانية تيارا فاعلا وأحد الحلول لمجتمع يتمتع بخصوصية تعددية كالمجتمع السوري,فلم لم يتم تدارك ذلك ولو بشيء يرضي بسطاءها؟هل هناك من داع لتذكير الناس دائما بدينهم وما يؤمنون به في كل مرة؟وما هو المغزى من هذا التركيز بالذات؟وما ذا سيحصل لو أصبح هؤلاء في مركز القرار؟وهل من الضرورة تذكير المسلم كل مرة بأنه مسلم وكأنهم يقولون له تميز عن الآخرين لأنك مسلم ؟وهل من الضرورة أن نذكر هنا بأن الإسلام رسالة سماوية ,ولم يكن يوما حزبا سياسيا ؟

وما يخطر في البال على الفور هو تحالف الفصائل الأفغانية المختلفة التي كان جل هدفها هو الإطاحة بالرئيس الشيوعي نجيب الله,رغم تباين أهدافها,واختلاف مصالحها,وتنوع حساباتها,وحين انفض العرس الأمريكي الجهادي في أفغانستان ,وتم إعدام نجيب الله ,وتعليق جثته على الأعواد في شوارع كابول,اندلعت حرب ضروس بين أحباب الأمس من إئتلاف كان جل غايته الإطاحة بنظام الحكم الماركسي الذي أطاح فيه محمد نور تراقي بمحمد داوود,وتعاقب عليه بابراك كارمال,وانتهي بشكل مأساوي مع نجيب الله,الذي أفضى فيما بعد لإمارة الطالبان التي انهارت,وتبعثر أمراؤها,وتاهوا في الجبال ,ولم تجنبهم أكثريتهم العددية تلك من احتمالات الزوال.

هناك غائبون وفاعلون كثر على الساحة تواروا تماما عن إعلان دمشق,ونأوا بأنفسهم عنه, وربما لم يكملوا كافة فقراته ,وهذا يعني حاجته لذاك الزخم الأكبر الذي يكسبه المصداقية المطلوبة,ولن ينقذه ذاك التسلح بالإشارة الأكثروية ,من الافتقار للتمثيل الكلي للمشهد السوري الذي يعج بمختلف الألوان.ولا بد أن الجميع سمع تلك الأصوات المتأففة التي خرجت من هنا وهناك.وإذا لم تتم صياغته بشكل آخر يلبي جميع الطموحات ,ويتدارك تلك الثغرات, فربما ستتصاعد تلك الأصوات التي قد تصل حد الإزعاج.

ونحييكم دائما من قندهار.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفكيك الحرس القديم
- أكثم نعيسة:تكريم يليق بالأبطال
- علماء النفس السوريون
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية
- كسوف الشمس وخسوف العقل
- صحوة أهل الكهف
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب
- أسواق العرب السوداء
- أذكياء السوريين
- جرائم بلا عقاب
- الدم السوري الرخيص
- هل فقد العقل العربي صلاحيته ؟


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إعلان قندهار